للوهلة الأولى تبدو الصورة مثالية.. الأب يسند زوجته الراقدة في الفراش لاستعادة عافيتها بعدما وضعت طفلا في ظل زواج مفعم بالهدوء والرومانسية.. لكن الألمانيين باتريك شتوبيج (30 عاما ) وسوزان كارولفيسكي (22 عاما ) لا يجمعهما عقد زواج، ليس هذا فحسب.. إنهما أخوان لأم واحدة، يجمعهما دم واحد وعلاقة جنسية ( زنا محارم ) مستمرة منذ خمس سنوات وأسفرت عن أربعة أطفال.
ومع ولادة الطفل الرابع، ثار جدل حاد بالمجتمع الألماني حول جريمة "زنا المحارم"، حيث تعالت دعوات لإلغاء عقوبته من قانون العقوبات باعتباره من "بقايا فكر العصور الوسطى". فيما دافع آخرون عن العقوبة؛ لأن إلغاءها سيؤدي إلى كارثة اجتماعية خطيرة .
قال تعالى " {13} تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ {14} وَمَن يَعْصِ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ " صدق الله العظيم - سورة النساء
كارثة اجتماعية
وفي مواجهة حالة الانهيار الاجتماعي التي قد تتعرض لها ألمانيا إذا ما ألغيت المادة 173 من قانون العقوبات، حذر "يورجن كونتسه"، الخبير الألماني في علم السلوك الإنساني، من العواقب الوخيمة التي قد يؤدي إليها إلغاء عقوبة زنا المحارم، خاصة تجريم العلاقات الجنسية بين الأقارب من الدرجة الأولى .
وقال "كونتسه" في حوار إذاعي أجراه راديو ألمانيا: إن خطرا داهما يتربص بالأطفال الناتجين عن زنا المحارم.. فاحتمالات ولادة طفل سليم ناتج عن علاقة جنسية بين أقارب من الدرجة الأولى لا تتعدى 50%. كما تبلغ نسبة احتمالات ولادة أطفال معاقين قد يتوفون 30%، فيما تبلغ نسبة الإعاقة الذهنية بين المواليد الناتجين عن زنا المحارم 20 % .
ولفت "كونتسه" إلى أن تحريم وتجريم العلاقات الجنسية بين المحارم من "أعمدة ثقافتنا الغربية التي لا يجب المساس بها"، مشيرا إلى أنه لا يفهم معنى أن الدولة لا يجب أن تتدخل في تحديد أطر الحرية الجنسية للأشخاص .
وبدوره أكد "نوربرت جايس" من الحزب الاجتماعي المسيحي في ألمانيا أنه سيعارض بشدة أي محاولات لإلغاء عقوبة زنا المحارم .
وقال في تصريحات أوردها الموقع الإلكتروني لمجلة "دير شبيجل" الألمانية إنه يجب حماية الإطار الطبيعي للأسرة من الانهيار، وحماية الأطفال من الأمراض.
كذلك رفض "يورجن جيهب"، متحدث الشئون القانونية بالاتحاد المسيحي، فكرة إلغاء العقوبة، قائلا: "إن غالبية الشعب الألماني تعارض زنا المحارم، وإنهم يؤيدون معاقبة من يقوم بذلك". ولفت إلى أن إلغاء العقوبة يعد إشارة سلبية خاطئة أمام الرأي العام .
الموضوع الاصلي
من روعة الكون