لقد ضحكت كثيرا عندما قرأت هذه الإحصائيات وتمنيت لو أنها حقيقية فعلا، فالحياة الزوجية بها الكثير من الأمور المعقدة، ووجهات النظر المختلفة، والنقاش الذي قد يرتبط بعضه بصحة هذه التقرير والتي قد يبتعد عنها كثيرا، ولكن بشكل عام تتميز الحياة الزوجية بأنها تحتوي على العديد من المنافع الصحية، إذا تمت مراعاة بعض الشروط الأخلاقية في التعامل لإتمام هذه العلاقة بشكل صحي.
تقول دراسة على منافع الزواج الصحّية، وبشكل إحصائي، "أن المتزوّجين يعيشون حياة أطول بسعادة مقارنة مع العازبين". كما أن المتزوجين لديهم نسبة منخفضة من أمراض القلب، والسرطان، والأمراض الأخرى وهم يتمتعون بوجود شبكات أمتن من الدعم العاطفي".
وفقا لدراسة من جامعة هارفارد، كانت النساء المتزوجات أقل بنسبة 20 بالمائة من النساء العازبات للوفاة من مجموعة أسباب، بضمن ذلك مرض القلب والانتحار والتليف الكبدي. كذلك يتمتع الرجال المتزوجون بمنفعة أعظم – فنسبة الوفاة لديهم من أسباب مرضية اقل مرتان إلى ثلاث مرات مقارنة مع الرجال العازبين. كما أظهرت الإحصائيات أيضا بأن المتزوّجين أقل احتمالا من أن يكونوا ضحايا للعنف المنزلي، والاعتداء الجنسي وجرائم العنف الأخرى.
كما تميزت الزيجات الصحّية – لدى أولئك الذي يتمتعون بالتزام قوي وقنوات مفتوحة من التواصل الصريح – بوجود حالات مستقرة من الناحية العقلية والعاطفية. هذا وصرحت أحدى الدراسات بشكل حاسم بأنّ سعادة المتزوّجين أعظم جدا من سعادة العازبين وتبقى صادقة مدى الحياة.
وبينما المنافع واضحة، فأن سبب حياة هؤلاء الأزواج والزوجات حياة صحية بها بعض المراوغة. حيث يفترض العديد من الخبراء بأنّ منافع الزواج الصحّي ترتبط بالتعايش والمحبة، والاستقرار المالي، وشبكات الدعم الاجتماعية. لكن التفسير السائد يرتبط بكيفية التعامل مع الإجهاد.
مؤشرات الزواج الصحّي( كلّ الطرق تؤدّي إلى تخفيض الإجهاد):
لا يخفى على أحد التأثير الضار للإجهاد على الصحة. فالإجهاد يؤثر سلبا وبشكل مباشر على قنوات المناعة، ومستوى الهرمونات، والشرايين في أنظمة الجسم الحيوية. ويعتقد الخبراء بأن الأزواج والزوجات يتمتعون بصحة أفضل جزئيا لأنهم أفضل تجهيزا كفريق لمعالجة ودفع الإجهاد مقارنة مع غير المتزوجين، على سبيل المثال، في الزواج الصحّي، يشترك شخصان في مهمّة التسوق، وتربية الأطفال، ومع وجود شخصين، فأنت تملك ضعف المصادر لتحمل الطلبات اليومية. بالمقابل, الشخص الوحيد المسئول عن العائلة على الأرجح عليه مواجهة الكثير من الطلبات دون وجود مصادر كافية – وهو التعريف الحقيقي للإجهاد. وتساهم العديد من السمات في تخفيف الإجهاد في العلاقة الزوجية الصحية، ومنها:
توفر المال. عن طريق توحيد الجهود والأموال تتوفر للأزواج والزوجات ثروة أعظم مقارنة مع العازب ذو الدخل الوحيد. بالإضافة، يملك الأزواج والزوجات بعض الخبرة التي يمكن أن تنقذهم من المآزق المالية. على سبيل المثال, قد يوفر الزوج تكلفة تصليحات البيت إذا قام بها، أو يوفر استشارة محاسب إذا قام بعمل التكاليف والمصاريف بنفسه.
توفر شبكة دعم موسّعة. الزواج الصحّي يجمع بين فريقين من الأصدقاء والعائلة، وبذلك تتضاعف شبكة الدعم التي توفر النصيحة والمشورة للعائلة خلال تقلبات الحياة. وهذه الفائدة يمكن أن تترجم إلى فوائد صحيّة وعقلية أيضا، مثل خفض الكآبة.
وجود سلوك محسّن. يقوم الأشخاص باتخاذ العديد من الاختيارات المختلفة وتبنى سلوك مختلف عندما يكونوا متزوّجين. حيث تزيد النشاطات الصحّية عموما، ويتراجع السلوك الخطر، جزئيا بسبب الإحساس بالمسؤولية. وهذه النتائج لها تأثير إيجابي على صحتك.
أما الاستثناء الوحيد للتأثير السلبي للزواج الصحي فكان السيطرة على الوزن. حيث أظهرت الدراسات بأنّ البالغين المتزوّجين، خصوصا الرجال، يزنون أكثر ويتمتعون بنسبة أعلى من السمنة من العازبين.
ولكن ماذا عن الزواج غير الصحّي؟
كما توفر الزيجات الصحّية مجموعة كبيرة من المنافع، يمكن أن تسبب الزيجات غير الصحّية نتائج صحية سلبية مثل الإصابة بدرجة أعلى من أعراض الكآبة – كما توفر مصدرا هائلا من الإجهاد. في دراسة على مجموعة من الأزواج المتزوجون حديثا أجرتها جامعة ولاية أوهايو وجد الباحثون بأن السلوك المعادي والسلبي يسبب هبوطا في ردّ فعل نظام المناعة. وهذا يمكن أن يحفز عدد من الآثار السلبية على الصحة، مثل بطء التأم الجروح، والإصابة بالأمراض المعدية.
لذا أحذروا التوتر والإجهاد في العلاقات الزوجية، لأنه مسبب من مسببات الأمراض النفسية، والبدنية، وحاولا دائما التوصل إلى حالة من التوازن في العلاقة بحيث لا يجبر أحد الأطراف الطرف الأخر على التنازل أو الإهمال فالزواج هو توازن ومساواة ما بين حقوق وواجبات الرجل والمرأة، فلماذا لا نستفيد جميعا من الفوائد الصحية الزواج والحب.
الموضوع الاصلي
من روعة الكون