::
اسمها دُنيا ..
وهي بالفعل دُنيا ..
ليس بذنبها .. ، ولكن بذنب من فيها ..
هم لها .. وهي لهم ..
فلا تكون من دونهم ..
ولا يكونوا من دونها ..
كثيرا ما يكرهونها .. حين لا تلبي أطماعهم ..
وغالبا ما تكرم .. حين يتحلون بالطمع الفاحش ..
أحس بكرا لهم ، يلامس وجداني ..
كالهواء يلامس بشرتي ..
كان التعجب متواجد .. في البداية ..
بخصوص أمر الكره .. لذات الدنيا ..
و لكنه الآن اختفي ..
مع ظهور الأطراف كلها ..
الدنيا .. ليست جسد له قلب وعقل ..
القلب .. لكي يكره ..
و العقل .. لكي يطمع ..
و لكنها مجرد روح تنتقل فيما بيننا ..
تملك هذه الروح داخل قرارتها .. ,
الكره .. و الطمع ..
و توجه تلك القاسية أملاكها تجاه من فيها ..
وعلي مر العصور تحتفظ بإسمها ..
حتى جاء العصر الذي أصبح لها فيه منافس ..
يناهضها في كونها ..
و مع تفاوت الليل والنهار ..
تحولت المناهضة إلي .. التفوق ..
كان المتفوق من في الدنيا .. والخائب
أمله .. الدنيا ذاتها ..
نال المتفوق تفوقه باستحواذه ،
علي نسبة كبيرة من أملاك الدنيا ..
فقد جف الكره والطمع من ارض الدنيا ..
واضطربت سماء المتفوق بسحب كلا منهما ..
ولكن الدنيا .. ومع ذلك ..
مازالت تملك البعض من أملاكها ..
فظلت ... هي الدنيا ..
و أصبح من فيها .. أهل الدنيا ..
// ~ ~ ~ ~ //
هما ... اثنان ..
و كل منهما .. إنسان ..
احدهما فَقد .. والآخر فُقد فيه ..
إتفقا و اختلفا في نفس الوهلة ..
فَقد الأول الأمل .. والآخر فُقد فيه الأمل ..
من فقد أمله .. فقده بسبب باب انغلق في وج ..
مسببا دوي تردد صداه في الوجدان الصامت ..
فكان لتأثير ما رأته عينه ..
وما سمعته أذنه .. شأن عظيم علي هذه النفس ..
و بدأت لحظة الصمت في المرور ..
و معها ذهول ممزوج بالعبوس ..
علي وجه من أظنه طارق لذلك الباب ..
ما يُنتظر من هذا البشري ..
كبشري خلقه ربه يتحلي بصفات عدة ..
هو الصمود ..
و التوجه لأقرب باب آخر ..
ليس بصفة طارق وحسب ..
بل بصفه طارق ذو تجربة سابقة ..
فيكون حينها بشري بحق ..
و لكنه ظل علي صدمته ..
و استسلم لاستقرار اليأس في نفسه ..
فلم يبدي أي مقاومة ..
وهم بالجلوس أمام ذلك الباب ..
باكيا .. حزينا ..
و ما يُجهل الآن هو سبب ..,
دموع بكاءه .. و أنين حزنه ..
هل لانغلاق باب بئر أمله الذي جف .. في نظرة ..
أم لانفتاح باب بئر يأسه الذي بدا قريبا جدا منه ..
وأيا كان السبب الحقيقي ..
فهو في النهاية .. إنسان ..
وليس بالإلزام أن يكون بشري ..
و بعودة بسيطة ماديا .. كبيرة معنويا ..
أستأنف بالآخر ..
الذي فُقد فيه الأمل ..
و لد هذا الآخر .. بشري علي شكل إنسان ..
اعتبر الدنيا أمه .. فكان خير ابن لها ..
اخذ منها ما راق إلي نفسه ..
و ترك لها ما قد يجعله يمت للبشرية ..
فكانت البشرية الأولية التي حصل عليها حين مولده ..
هبه عظيمة .. لا يستحقها ..
فجفت في نفسه .. كما تجف خاصية الإرواء ..
من المياه بين يدي أمثاله ..
و تحيرت كل أنواع العقول .. لأمر طاغي ..
يزداد يوم عن يوم في طغيانه بصورة متبجحة ..
كالذي يسرق و في عينيه نظرة الأحقية الكاذبة ..
كان لتلك العقول أمل ..
في أن يرتد الطاغي عن ما هو فيه ..
و لكن أملهم كان خائب في النهاية ..
بل و رءوا في مجرد وجود أملهم هذا ..
شيء أحمق مخجل ..
و ظل الطاغي .. إنسان ..
// ~ ~ ~ ~ //
مواقف .. جفت حيويتها ..
كما يجف حبر القلم ..
تاركه بلا قيمة تُذكر
منقـولـ
الموضوع الاصلي
من روعة الكون