فهل من يمشي مع التيار

قديما ...

قرية صغيرة ...

مجتمع صغير ...

كان لكل شخص مهنة يحترفها ....

نجار .. بناء .. خياط .. راعي .. دباغ .. حلاق .. طبيب .. شاعر .... معلم .. مهندس نظم وشبكات .. أديب و نحاس ..

وغيرها من المهن الرئيسية التي تحتاجها القرية لأيامها واستمرار حياتها ...

جماعة للنجارة وجماعة للرعي وجماعة للدباغة وغيرها ...

لاحد النجارين حكاية ... كان الناس يطلبون من النجار "وقت الحاجة" اصلاح اشياء لهم ... فكان يأتي ويصلحها ..
وايضا "وقت الحاجة" يطلب منه الناس المزيد .. ولا يرفض .. رغبة منه بمساعدة الآخرين ...
ومتى ما قضيت هذه " الحاجة " ذهب الناس في حالهم .. وعاد النجار ..

لم يكن النجار يطلبمن احد المساعدة إلى اوقات الشدة القصوى .. زهدا في الناس وبعدا عن الاحراج ... لانه :
مرة ... طلب ممن ساعدهم في اصلاح اشياءهم خدمة .. فما وجدهم ... او بالأحرى كانوا يتعللون بأنهم مشغولون ... وهم متى ما اتوا للنجار , حتى لو كان مشغولا , فما رد احدا ... مع انهم ردوه !
ولكن يوجد من هؤلاء " وهم قلة " من كان يساعد .. يرد الجميل بالجميل ..
فأخذ على نفسه الزهد والورع من طلب الناس خشية الرد .... وان كان هناك ناس لهم الجميل عليه لا يعد ولا يحصى


كان النجار صاحب كلمة ... متى ما قالها اوفاها ..
النجار مرة .. طلب من اناس ان يذهبوا معهم لمكان ما .. فوافق هؤلاء .. وكان يذكرهم ... ولما جاء الموعد .. اخذوا بالتعلل انه نسوا وقد "وعدوا " اناس آخرين .. ! .. فكان يأخذ الامر بحسن نية ويصدق مع انهم كذبوا .. ويقول لعل لعل ...

بالمقابل ..كانوا يأتون اليه .. ويقولون يا نجار سوف نأتي عند الليلة لشيء ما .. فكان يفرغ وقته لهم ويقول تعالوا ... ويأتي الليل ولا يأتون ... ولا حتى يرسلون رسولا او رسالة يخبرونه انه قد الغوا موعدهم معه لظرف او شيء ... وكان يسامح ويغض الطرف .. مع ان هذا الشيء تكرر .. وهم بحاجة له .. وهو لا ..
وكأن النجار ووقته ملك لهم ...
ومرة حصل للنجار موقف لا ادري يضحك ام يبكي .... وقد تكرر .. يأتي بعض هؤلاء ( وبنفس الصيغة ) ..ووقتها يكون النجار مشغول باعماله مهمة ولابد ان تتم .. فكانوا يأتون له ... يقولون سوف نأتي عندك لتساعدنا ( وهم ما ساعدوه ) ولا بد لك ان تساعدنا ... وإلا سوف تكون انت المخطيء والمقصر وانسان لا يخدم احدا !!!!

هكذا وبكل بساطة ... ينسى كل ما فعل ...
---------------------------------------------------
كان هؤلاء اصحاب مصالح وحاجات ... يأخذون ولا يعطون
همهم انفسهم ...
وعلى كثر ما خدمهم واعطاهم النجار ... ان حصل انه رفض لعذر ( حقيقي ) .. انكروا جميله وصنيعه



قديما ...

قرية صغيرة ...

مجتمع صغير ...

كان لكل شخص مهنة يحترفها ....

نجار .. بناء .. خياط .. راعي .. دباغ .. حلاق .. طبيب .. شاعر .... معلم .. رئيس مجلس ادارة شركة .. أديب و نحاس ..

الموضوع الاصلي  من روعة الكون