الحب لا يذكيه الحر ولا يمكن أن
تحل فيه امرأة محل أخرى ... لأنه ليس علاقة الرجولة بالأنوثة... وإنما
هو علاقة رجل معين بامرأة معينة ... والحب لا شبع فيه لأنه ليس خطة
وفخا إلى لقاء جسدي عابر.... ولكنه تجاوز دائم للواقع
واحتمالاته ... وتخطي لحاجز الجسد بحثا وراء لقاء عميق واتحاد في
الجوهر ... وهو اتحاد مستحيل ... فالاثنان لا مفر من أن يظلا
اثنين ... ولن يصبحا واحد أبدا .... ولهذا فالحب مقضي عليه
بالتشوق و الالتياع والجوع بلا شبع ... والحب الحقيقي لا يطفئه
حرمان ... ولا يقتله فراق ... ولا تقضي عليه أية محاولة للهرب
منه ... لان الطرف الآخر يظل شاخصا في الوجدان... والحب بالمثل اتحاد شديد
العمق يؤدي التفريق فيه إلى سلسلة من انفجارات العذاب والألم قد
تستمر حتى الموت ... وقد تنتهي بتغير الشخصية تماما وتحولها ...
أي لون من ألوان الاتحاد هو ؟
انه قطعا ليس اتحاد بالجسد ... وليس هوى نفسين .... ولا تلاؤم
مزاجين ... ولا تفاهم عقلين .... ولا هو العثورعلى فارس الأحلام ...
ولا هو ارتياح الفطرة إلى فطرة أخرى تعاشرها .... انه يحتوي كل هذا
بالطبع .... ولكنه يحتوي على ما هو اكثر ... وما هو أهم.... على
وحدة اعمق من كل هذه الاتحادات الواضحة المفهومة ... وحدة أصيلة ...
كالقدر ... والواقع ... والمصير ... تجمع الاثنين عبر حدود الواقع
الممكنة ... ورغم حوائل الزمان والمكان ....وحدة لا يجدي فيها
فراق ... ولا تبترها قطيعة ... وحدة غامضة لا يمكن أن نجد لها اسما
الموضوع الاصلي
من روعة الكون