يا طيب : تدبر في هذه القصة لهذه القصيدة الشعرية جيدا وتفكر بها .
ثم أجب على الأسئلة المرفقة بها في الاستفتاء ، فإنك ستجيب على مقدار إيمانك وشأنك في الدين :
وهي قصة ابن منير مع الشر يف المرتضى :
وقد ذكرها العلامة الأميني في حياة ابن منير الطرابلسي الذي ولد 437 توفي 548 .
و طريقة الأميني رحمه الله في بيان حياة الشعراء الذين ذكروا الغدير ، هو أن يبين حياتهم وشعرهم في واقعة الغدير ، فيقدم شعرهم في واقعة الغدير وذكرهم لها ، ثم يذكر طرائف من حياتهم وشعرهم في مجالات أخرى .
وإنه ذكر من طرائف شعر الطرابلسي :
القصيدة الآتية ولها قصة ، وهي لطيفة وإن كان يصعب التفوه بها ، بل حتى الفكر بها من مؤمن ، ولكن للطافتها ، ولأسئلة تخطر بالذهن نذكرها ، فمثلا :
هل أنت يمكن أن تفكر بمثلها لو منعك موالي حقا أم لا ؟
أم هل ترى فيها طرافة فترويها لتعرف عمق إيمان صاحبك ولا يرضى بضلالك ؟
أم ترى فيها جمالا أخر ، أو قبحا لا يغتفر : فأكتب رأيك فيها ؟
وأما ما ذكره العلامة الأميني رحمه الله فهو :
ما يتبع الشعر : أرسل ابن منير إلى الشريف المرتضى الموسوي بهدية مع عبد أسود له .
فكتب إليه الشريف : أما بعد فلو علمت عددا أقل من الواحد أو لونا شرا من السواد بعثت به إلينا والسلام .
فحلف ابن منير : أن لا يرسل إلى الشريف هدية إلا مع أعز الناس عليه .
فجهز هدايا نفيسة مع مملوك له يسمى ( تتر ) وكان يهواه جدا ويحبه كثيرا ، ولا يرضى بفراقه ، حتى أنه متى اشتد غمه أو عرضت عليه محنة نظر إليه فيزول ما به .
فلما وصل : المملوك إلى الشريف ، توهم انه من جملة هداياه تعويضا من العبد الأسود ، فأمسكه .
وعزت الحالة على ابن منير ، فلم ير حيلة في خلاص مملوكه من يد الشريف إلا إظهار النزوع عن التشيع إن لم يرجعه إليه ، وإنكار ما هو المتسالم عليه من قصة الغدير وغيرها ، فكتب إليه بهذه القصيدة :
عـذبـت طرفي بالسهر وأذبـت قـلبي بالفكر
ومـزجـت صفو مودتي مـن بعد بعدك بالكدر
ومـنحت جثماني الضنى وكـحلت جفني بالسهر
و جفـوت صـبا ما له عن حسن وجهك مصطبر
يـا قلب ويحك كم تخا دع بـالغرور وكم تغر
وإلـى م تـكلف بالاغن مـن الـظـباء وبالاغر
لـئن الشريف الموسوي إبـن الشريف أبي مضر
أبـدى الجحود ولم يرد إلـي مـمـلـوكي تتر
والـيـت آل أمية الطهر الـمـيـامـيـن الغرر
وجـحـدت بيعة حيدر وعـدلت عنه إلى عمر
وأكـذب الراوي وأطعن فـي ظـهور الـمنتظر
وإذا رووا خـبـر الغدير أقـول مـا صـح الخبر
ولـبست فيه من الملابس مـا اضـمحل وما دثر
وإذا جرى ذكر الصحابة بـيـن قـوم واشـتهر
قـلت المقدم شيخ تيم ثـم صـاحـبـه عمر
مـا سـل قط ظبا على آل الـنـبـي ولا شهر
كـلا ولا صـد البتول عـن الـتراث ولا زجر
وأقـول إن يـزيـد ما شـرب الخمور ولا فجر
ولـجـيشه بالكف عن أبـنـاء فـاطـمة أمر
والـشمر ما قتل الحسين ولا ابن سـعد ما غـدر
وحـلقت في عشر المحرم مـا اسـتطال من الشعر
ونـويـت صـوم نهاره وصـيـام أيـام أخـر
ولـبست فيه أجل ثوب لـلـمـواسـم يدخر
وسهرت في طبخ الحبوب مـن العشاء إلى السحر
وغدوت مكتحلا أصافح مـن لـقيت من البشر
ووقفت في وسط الطريق أقـص شـارب من عبر
وأكـلت جرجير البقول بـلـحـم جري الحفر
وجـعـلتها خير المآكل والـفـواكـه والخضر
وغـسلت رجلي حاضرا ومسحت خفي في السفر
آمـين أجهر في الصلاة بـهـا كمن قبلي جهر
وأسـن تـسنيم القبور لـكـل قـبـر يحتفر
وأقـول فـي يـوم تحار لـه الـبـصيرة والبصر
والـصحف ينشر طيها والـنـار ترمى بالشرر
هـذا الـشريف أضلني بـعـد الـهداية والنظر
فـيقال خذ بيد الشريف فـمـسـتقر كما سقر
لـواحـة تـسطو فما تـبـقـي عليه وما تذر
والله يـغـفـر للمسيء إذا تـنـصـل و اعتذر
إلا لـمـن جحد الوصي ولاءه ولـمـن كـفـر
فاخش الإله بسوء فعلك واحـتـذر كـل الحـذر
فلما وصلت : إلى الشريف تبسم ضاحكا وقال قد أبطأنا عليه فهو معذور .
ثم جهز المملوك مع هدايا نفيسة ، فمدحه ابن منير .
وأعلم يا طيب : ذكر بها بكل طرافة وفطنه ضلالة من ظلم ، أهل البيت عليهم السلام ، وبيّن استمرار ظلم أعوان بني أمية بالاحتفال بيوم عاشوراء واتخاذه عيدا لهم بدل أن يكون يوم حزن ، وبين كثير من أحكام مشتبه بها سواء في الوضوء والصلاة وفي تحديب القبور وغيرها مما يشمل المأكل والأخلاق .
ويا طيب : لكي تقرأ القصيدة بحق يجب أن تجعل كل منفي مثبت فيها إلا بعض الأبيات ، وبهذا تستقيم وفق هدى الدين ، إلا الأربعة الأخيرة ، وسبعة من أولها تبقى مثبتة .
وذكر العلامة الأميني رحمه الله : أنه قد خمس التترية العلامة الشيخ إبراهيم يحيى العاملي ، وهو بتمامه مع القصيدة مذكور في مجموعة شيخنا العلامة الشيخ علي آل كاشف الغطاء ، وفي الجزء الأول من سمير الحاضر ومتاع المسافر ، وفي المجموع الرائق ص 727 لزميلنا العلامة السيد محمد صادق آل بحر العلوم . أوله :
أفدي حبيبا كالقمر = ناديته لما سفر
ومهذب الدين هو أبو الحسن على بن أبي الوفاء الموصلي الشاعر المقدم توفى أحد شعراء الغدير في القرن الرابع عشر تأتى هناك ترجمته
يا صاحب الوجه الأغر عذبت طرفي بالسهر
وأذبت قلبي بالفكر
أبلى صدودك جدتي وتـركتني في شدتي
وأطلت فيها مـدتي ومزجت صفو مودتي
من بعد بعدك بالكدر
ولهذه القصيدة أشباه ونظائر في معناها سابقة ولاحقة ، منها :
1 ـ مدح الخالديان أبو عثمان سعيد بن هاشم وأخوه أبو بكر محمد ( من شعراء اليتيمة ) الشريف الزبيدي أبا الحسن محمد بن عمر الحسيني فأبطأ عليهما بالجائزة وأراد السفر فدخلا عليه وأنشداه :
قال للشريف المستجار به إذا عـدم الـمـطـر
وابـن الأئمة من قريش والـمـيـامـين الغرر
أقـسـمت بالرحمن و الـنعم المضاعف والوتر
لان الشريف مضى ولم يـنـعـم لعبديه النظر
لـنـشاركن بني أمية فـي الـضلال المشتهر
ونـقول لم يغصب أبو بـكـر ولم يظلم عمر
ونـرى مـعاوية إماما مـن يـخـالـفه كفر
ونـقـول إن يـزيـد مـا قتل الحسين ولا أمر
ونـعـد طلحة والزبير مـن الـمـيامين الغرر
ويكون في عنق الشريف دخـول عـبديه سقر
فضحك الشريف لهما وأنجز جائزتهما .
ذكر الأميني في الغدير في القرن السادس برقم 45 . هذه القصيدة المعروفة بالتترية ذكرها بطولها 106 بيتا ابن حجة الحموي في ثمرات الأوراق ج2 ص 4448 ، وذكر منها في كتابه خزانة الأدب 68 بيتا ، وتوجد برمتها في تذكرة ابن العراق ، ومجالس المؤمنين ص 457 ، نقلا عن التذكرة 328 وأنوار الربيع للسيد علي خان ص 359 ، وكشكول شيخنا البحراني صاحب الحدائق ص 80 ، ونامه دانشوران 1 ص 385 ، وتزيين الأسواق للأنطاكي ص 174 ، ونسمة السحر فيمن تشيع وشعر ، وذكر الشيخ الحر العاملي في أمل الآمل منها تسعة عشر بيتا .
يا طيب : بعد أن قرأت القصيدة وقصدتها :
فكر جيد وأجب على الأسئلة المتعلقة بها في الاستفتاء ، فإنه دين وإيمان في عنقك ، وإن كان كلها لها وجه .
خادم علوم آل محمد عليهم السلام
موسوعة صحف الطيبين
http://www.msn313.com
وفي صفحة الشعر قصائد شعرية جميلة وبعضها لها قصة
أما السؤال وأجوبته و التي يحسن أن تختار واحد منها أو تفصل بما تحب في الجواب فهي :
السؤال :
لو ظلمك شيعي متمكن هل تبعث له بمثل هذه القصيدة الشعرية ؟
أختر مشكورا أحد الأجوبة أو فصل جوابا من عندك وبين رأيك :
لا يستحق شيء في الدنيا بحيث يجعلني أفكر بمثل هذا الأمر فضلا عن قول الشعر فيه ؟
أذكرها وأنبه لما تتعرض له من بيان الحق
وإنكار الباطل بشكل مستهجن فأحذر صاحبي ؟
لأجل اللطافة والضحك يمكن تعريفها للمؤمنين ولصاحبي الظالم ليعرف قدره ؟
قصيدة حلوه ولا شيء بها ولا بالتفكير بمثلها وأذكرها للناس كلهم .
الموضوع الاصلي
من روعة الكون