يطلق مصطلح الجنس الرابع على الفتيات اللاتي يتشبهن بالرجال في طرق المشي والحديث وحركات الأيدي واللباس وتسريحات الشعر، ونوعية العطر وغيره، وهذا الظاهرة موجودة في الغرب، فتجد من الفتيات من تقص شعرها كما يفعل الرجال، وتمارس الكثير من سلوك الفتيان كقيادة الدراجات النارية المعقدة، والتباهي بالعضلات الضخمة، ونحو ذلك.. وللغرب ثقافته الخاصة به، وحتى وإن كانت الغالبية تنظر إلى هذا الأمر كعمل غير أخلاقي، إلا أن حدة الرفض لهذه الظاهرة تظل محدودة هناك.
اليوم يحذر بعض المشتغلين في أمور التربية وعلم النفس في العالم العربي من ظهور حالات تمثل الجنس الرابع في مجتمعاتنا العربية، ويطلقون صافرة القلق خشية تمددها وانتشارها، ومن هذه الأصوات المحذرة الباحث الكويتي المعروف الدكتور محمد العوضي، الذي تلقى دعوة من إحدى مدارس البنات لزيارتها، وإلقاء محاضرة موضوعها التشبه بالرجال، وانحراف الفطرة السوية لدى بعض الإناث، وتشير رسالة الدعوة إلى أن لدى المدرسة طالبات «بلغ من جرأة ووقاحة بعضهن وشدة استرجالهن، أنهن يغازلن البنات بغمز العيون، وترميز الحواجب، والكلمات التي يقولها العشاق من الرجال لمعشوقاتهم من النساء، وأحياناً يقمن بحركات وإشارات ذات دلالات غريزية».
وهناك سبب رئيسي إلى ظهور الجنس الرابع في العالم العربي يتمثل في حالة الاستلاب التي نعيشها في مواجهة الظواهر الاجتماعية الغربية، التي أسهمت في ظهور نزعات التقليد الأعمى لكل ما هو غربي، أما الأسباب العامة فهي كثيرة ومتعددة، وإن كان أكثر تلك الأسباب أهمية في نظر العلماء تعرض الفتاة لاعتداء من الجنس الآخر في مرحلة الطفولة قد يدفعها إلى البقاء أسيرة جنسها، وقد تكون للقسوة المفرطة في التربية أو التدليل الزائد أثره أيضا، ومن الأسباب نشوء الفتاة منذ طفولتها في وسط كل أفراده من الذكور، لاحتمال تأثرها بمن حولها، ولذا يوصى دائما في مثل هذه الحالة بتمكين الطفلة الأنثى من الاحتكاك ببنات جنسها لتحقيق النمو الطبيعي.
وأخيرا: أتمنى أن تؤخذ الأصوات المحذرة من هذه السلوكيات مأخذ الجد، فالأشياء في بداياتها قابلة للتعديل والتغيير والاستدراك، فليس ما هو أسوأ من أن يستنوق الجمل، إلا أن تسترجل المرأة.
الموضوع الاصلي
من روعة الكون