تعودت المرور من أمامهم كل يوم
لم أدري لما يفعلون ذلك .. ولكنهم دائما كانوا واقفين .. يسندون ذاك الجدار .. ويمنعونه من السقوط
كانوا دائما متعبين .. كانوا مشغولين بسند ذاك الجدار .. ومنعه من السقوط ..
أكاد أرى أثار دماء أيديهم على الجدار ..
ولكنهم كانوا دوما هناك .. واقفين .. والعرق يتصبب من أجسادهم ...
لطالما رأيت بعضهم يسقط من شدة الانهاك .. ولكن لا تمر لحظات .. حتى يأتي من يحل محله ..
أحيانا عندما كنت أمر بهم .. أرى أناس يرمونهم بالقاذورات من بعيد ..
ويسخرون منهم .. ومن فعلهم
لم أكن ابالي بهم .. ولم أكن افهم فعل هؤلاء .. أو هؤلاء
ولكني كنت أشعر بارتياح ... لمجرد رؤيتي لهذا الجدار العظيم .. واقفاً شامخاً .. بفعل هؤلاء وصبرهم
وبعد فترة .. مررت بذاك الجدار ...
ووجدته قد سقط !
كدت أميز أشلاء الذين كانوا يمنعونه من السقوط تحت أنقاض الجدار .. لأول مرة أرى وجوم المرهقة .. التي هدها طول الوقوف ..
يالله .. لقد كانوا وسيمين .. وكان النور يعتلي محياهم .. رغم اخاديد التعب والالم التي حفرت في وجوم
حتى اشلاء الذين كانوا يسخرون منهم .. فقط سقط الجدار عليهم أيضا ... سقط الجدار عليهم جميعاً .. دون تمييز
أخذت أتجول لأفهم ما قصة هذا الجدار ...
فوجدت خلفه تلالاَ من الأوساخ .. والحشرات .. والقوارض ..
ما إن سقط الجدار .. حتى بدأت .. تنتشر .. وتأكل كل ما حولها .. وتعيث به فسادا
لفت انتباهي ورقة .. كانت ملصقة بأعلى الجدار كاد أن يأكلها فأر أسود ...
بعد أن ازحته بعيدا .. وجدت بقايا كلمة ( كرامة أمة ) ! كاد أن يأكلها الفأر !
تعقيب :
دائما هناك أناس يحملون هم هذه الأمة وهم كرامتها .. وهم دائما يتألمون .. ويعانون الويلات من حمل هذا الهم ..
فأنت من أي الفرق ؟؟
هل أنت ممن يحاولون منع الجدار من السقوط ؟؟
أم ممن يحاول أن يهدم هذا الجدار .. ليسقط على سانديه وعليك ؟
أم أنت على الهامش .. ليس لك أدنى دور في معركة الأمة ؟
ولتعلم أن بالوقوف تحت ذاك الجدار ألما ..
ألم عندما تتبع اخبار الشهداء في فلسطين والعراق .. وتحمل همهم
ألم .. ترى العالم كله ضدك .. لأنك .. صح !
ألم عندما تسمع كلمات ( متخلف .. ارهابي ) لفعلك ..
ألم عندما تقبض على تلك الجمرة ..
وبسقوط الجدار نهاية الألم نعم .. ولكن أيضا .. نهاية الحياة ..
للواقفين أمام تلك الجدران ..
لعبق عرقهم إجلال ..
للمشرقين مع الشمس ..
لحاملي الأسرجة
كووووووويتي تكاااااااااااانه
الموضوع الاصلي
من روعة الكون