هل تفضلي الزواج التقليدي .. أم عن طريق قصة حب ؟
----------------------------------------------------
هل تفضلي الزواج التقليدي .. أم عن طريق قصة حب
الشباب لا يمانع في تدخل الأسرة في اختيار شريكة الحياة
نيللي : لا أحبذ زواج الخاطبة لأنه يحق حقي في الاختيار
نهلة : لماذا تحرموننا من أن نعيش قصة حب طاهر
الحكيم : عدم استشارة الأسرة في الاختيار كلفني تجربة فاشلة
الوحش : 130 ألف قضية في المحاكم بسبب سوء الاختيار
الطيب : الاختيار الموفق هو من يراعي الالتزام الديني للطرف الأخر
كتب - خالدعبدالحميد
علي الرغم من مناخ الحرية الذي يحكم اختيار شريك العمر، ورغم التقدم التكنولوجي الهائل في شتي مناحي الحياة إلا أن كثير من الشباب والفتيات ما زالوا يفضلون الارتباط أو الزواج التقليدي إما عن طريق الخاطبة أو اختيار الأهل لبنت أو ابن الحلال.
الطريقة التقليدية في الزواج لم تحرم الشباب والفتيات من أن يكون لهم الحرية المطلقة في اختيار الطرف الأخر.
أصبحنا الآن أمام فريقين.. الأول يفضلها تقليدية، والفريق الثاني استعمل حقه الطبيعي في اختيار شريك حياته متمردا علي الزواج التقليدي.. وبين هذا وذاك قررنا الاستماع إلي وجهة نظر الفريقين، ثم التعرف علي رأي الخبراء:
تسقط الخاطبة
تقول نيللي محمد فتحي – محامية- لا أحبذ الزواج عن طريق ما يسمي بالخاطبة لأن الموافقة علي الزواج بهذه الطريقة فيه إهدار لحقي في اختيار شريك حياتي ، فيجب أن أختار الشخص الذي أنوي الارتباط به .. أدرس سلوكه.. أتعرف عليه عن قرب .. ووقتها أستطيع أن أكون رأي قاطع عن هذا الشخص ، هذا الرأي الذي سوف يترتب عليه الموافقة علي هذا الزواج من عدمه.
الحب الطاهر
وتساءلت نهلة عادل طالبة جامعية – لماذا تحرموننا من أن نعيش قصة حب وهي أحلي لحظات حياتنا .. وقالت أن الحب الذي تقصده هو الحب الطاهر الذي لا يعرف التنازلات ، مشيرة إلي أن الإنسان المتزوج بالطريقة التقليدية إنسان تعتبره علي الهامش يعيش حياة روتينية مملة .. في الصباح يتوجه إلي عمله ، وعندما يعود في الظهيرة يجد زوجته وقد أعدت له وجبة الغداء ، يتناولها ثم ينام ساعة القيلولة ويستيقظ في المساء ليجد وجبة العشاء قد تم تجهيزها ، يتناولها ثم يخلد ثانية إلي النوم ليستيقظ مبكرا حتى لا يتأخر عن عمله .. وهكذا لا وقت للعواطف ولا للمشاعر لأن الزواج بالأساس لم يعرف مثل هذه الأشياء الروحية التي تبعث الدفء للحياة الزوجية وتمدها بطاقة تشكل حائط صد قوي أمام الانتكاسات التي تتعرض لها أي حياة زوجية.
غلطة عمري
محمود الحكيم – مستشار قانوني – مطلق – قال : أخطأت عندما تصورت أن الانفراد بقرار زواجي يجب أن يكون نابعا مني دون تدخل أو استشارة الأهل ، وقد كان من نتيجة ذلك فشل زواجي ممن اعتقدت أنني أحببتها ولم أستشير أحد في أمر زواجي .. لقد كان درسا قاسيا تعلمت منه الكثير وضرورة أخذ رأي العائلة، لأن هناك أمور تعلمها الأسرة قد تكون غائبة عني مثل التربية، والبيئة التي نشأت فيها العروس، وما إلي ذلك من أمور ثبت جدواها وأهميتها، وهذا بالطبع لا يتعارض مع أن يكون لي الكلمة الأولي والأخيرة في مسألة اختيار شريكة حياتي.
قصة حب
نورهان إسماعيل طالبة بكلية الآداب جامعة القاهرة – تفضل أن يكون ارتباطها بشريك حياتها ناتج عن قصة حب بينهما وأن هذا الحب لا يمنع من استعمال العقل مع القلب في أن واحد.. وقالت : يجب أن أعلم ما يخططه فتي أحلامي لمستقبله الذي هو مستقبلنا.. يجب أن أدرسه جيدا قبل الإقدام علي أي خطوة من خطوات الارتباط، فهناك كلمات تقال في بداية أي علاقة عاطفية بين ولد وبنت تتغير وتتبدل تماما بعد الارتباط وما قضايا الخلع التي تشهدها المحاكم ببعيدة.
لا لزواج الأسرة
سوسن عثمان – طالبة- تشير إلي أن الزواج التقليدي لن يتيح لها معرفة شريك حياتها عن قرب ومعرفة مزاياه وعيوبه 00 وقالت أن الشخص الذي يأتي عن طريق الأسرة أو الخاطبة دائما يحاول أن يظهر أحسن ما فيه ويخفي عيوبه أي أنه يتجمل حتى يتحقق له ما يريد ثم بعد ذلك تفاجأ العروس بإنسان أخر .. صورة لم تراها من قبل.. وهنا إما أن ترضي بالأمر الواقع وتعيش حياة كئيبة مملة، أو أن تتمرد علي هذا الوضع فتلجأ للمحاكم للخلاص من هذه الزيجة.
سوء الاختيار
نبيه الوحش المحامي بمحاكم الأحوال الشخصية أكد أن المحاكم تعج بالآلاف من قضايا الأحوال الشخصية ومعظمها إما زوجة جاءت للمحكمة لخلع زوجها، أو أنها جاءت لطلب نفقة زوجية لها أو لأطفالها0
وأشار إلي أن السبب الرئيسي في كل تلك القضايا يرجع إلي سوء اختيار شريك الحياة، فإما جاء الاختيار عن طريق ترشيح من الأسرة وإجبار الفتاة علي الزواج من العريس المرشح، وإما سوء اختيار من البنت نفسها والتي تكون غالبا قد اختارت بقلبها دون إعمال عقلها في ذلك الاختيار.
وأضاف الوحش أن محاكم الأحوال الشخصية في مصر شهدت في العام المنقضي أكثر من 130 ألف قضية ما بين خلع أو طلاق أو نفقة زوجية، وأن العدد في تزايد مستمر للأسف.
عنصري الاختيار
الدكتور عوض عبد اللطيف – أستاذ علم الاجتماع – أكد علي أن مسألة اختيار شريك الحياة مسألة هامة جدا، فالبعض يفضل أن يكون الاختيار بناء علي قصة حب ، والبعض الأخر يعتمد علي اختيار الأسرة 00 ومن وجهة نظري أن رأي كلا الفريقين قد جانبه الصواب ، فالزواج الناجح أو اختيار شريك الحياة لابد أن يكون نتاج عنصرين مجتمعين الشعور بقبول الطرف الأخر وهو ما يطلق عليه العاطفة أو الحب ، والعنصر الأخر هو العقل ودراسة الطرف الأخر من كافة النواحي دون أن تتدخل العاطفة في هذه الدراسة التي يجب أن تكون عقلانية مائة بالمائة ، وتشمل الدراسة بالطبع أخذ رأي الأسرة في هذا الاختيار ووضعه محل اعتبار في التقييم النهائي لشريك الحياة.
وأضاف د0 عوض أن الاكتفاء بعنصر واحد دون الأخر في مسألة الاختيار سوف يفرز زيجة إن لم تكن فاشلة فعلي الأقل رتيبة مملة لا حياة فيها وغالبا ما تنتهي بالانفصال.
اظفر بذات الدين
فضيلة الدكتور أحمد الطيب – رئيس جامعة الأزهر اتفق في الرأي مع ما جاء علي لسان الدكتور عوض عبد اللطيف وأضاف أن اختيار شريك الحياة إذا جاء متفقا مع ما جاء بالشريعة الإسلامية السمحاء فلسوف يكون زواجا ناجحا فقد أشار رسول الله صلي الله عليه وسلم في هذه المسألة بقوله في الحديث الشريف.. " تنكح المرأة لأربع لمالها، وجمالها ودينها وحسبها فاظفر بذات الدين تربت يداك " ويتبين من هذا الحديث أن علي كل شاب مسلم أن يضع في المقام الأول عند اختيار شريكة حياته أن تكون ملتزمة بتعاليم الدين وتطبق شرع الله علي الأقل علي نفسها فلا تبدي زينتها إلا لزوجها، وأن تصون زوجها وعرضها في غيابه.
وأضاف أن ذلك لا يمكن أن يغفل أن يراعي في الاختيار البيئة المحيطة بالفتاة وأسرتها التي نشأت فيها بالإضافة إلي تمتعها بقدر مناسب من الجمال
وانت ماهو رايك
م
ن
ق
و
ل
الموضوع الاصلي
من روعة الكون