بين الماضي والحاضر..
بين الحاضر والمستقبل..
تاهت الرحلة بالرحالة..
ولم تعرف النهاية ..
حتى تعرف القصة من البداية
أحب.. هو تلك الفتاة الجميلة التي تراها تجلس مكان القمر.. رأى القمر يتخلى عن مكانه لاجلها، اعتقد بل أجزم أن ذاك الملاك الذي بحث عنه طويلا ورسم صورته في مخيلته في ساعات أحلامه الكثيرة.. وفجأة وقعت عيناه عليها.. دارت به الدنيا.. واختلطت عليه الأشياء.. ارتبك.. بانت في عيونه المفاجأة..
صاح بأعلى صوته …… آه آه.. آه آه…
إنها هي.. نعم.. هي .. حبيبته.. ذاك الملاك الذي بحثت عنه طويلا ..
أفنيت عمري .. أفنيت من السنين الكثير..
وضاع من العمر اكثر.. وأنا أبحث عنك.. يا حبيبتي..
صاح بحرقة والم.. وكل كيانه يكاد ينفجر.. اين كنت يا حبيبتي..؟؟
ركع امامها.. حضن كفيها بيديه..
وبدأ كل كيانه ينزف شوقا وحرقة.. وولها بها..
ضغط كفيها.. بيديه أكثر.. وقال لها.. أتتركنني كل هذا الزمان على رصيف محطة الايام.. .. وضاع من العمر اكثر.. وأنا أبحث عنك.. يا حبيبتي..
صاح بحرقة ألم.. وكل كيانه يكاد ينفجر.. أين كنت يا حبيبتي..؟؟
ركع أمامها.. حضن كفيها بيديه.. وبدأ كل كيانه ينزف شوقا وحرقة.. وولها بها..
ضغط كفيها.. بيديه أكثر.. وقال لها.. أتتركنني كل هذا الزمان على رصيف محطة الأيام.. أنتظر كقشة في مهب الريح..
ألا تعلمين يا قدري الحبيب أني انتظرتك منذ آلاف السنين..
ألا تدرين يا قرينة الروح.. أني حملت كل أقدار السنين على كتفي.. بحلوها ومرها.. على أمل أن أجدك..يوما..
أو أرحل مع الراحلين دون رجوع..
ألا تعلمين يا ألم الماضي .. يا عذاب العمر . ووجع الأيام..
انك خلقت في ذاك اليوم الذي هبط فيه أدم مطرودا إلى أرض العذاب..
والشقاء والألم
لتكوني حبيبتي.. وهز كتفها بعنف.. وقال: نعم لتكوني حبيبتي أنا..
دون من سيأتي من البشر.. أين كنت..
وفي أي زمان ومكان..غبتي عني كل تلك السنين..
لقد بحثت عنك في كل مكان..
فتشت عنك الأرض جبالا وسهولا.. بحثت عنك بين أوراق الشجر..
وفتشت عنك بين حبات المطر..
وفي الرمال بحثت.. بحثت عنك خلف كل حبة رمل..
وخلف كل صخر .. سألت عنك الجماد والأحياء..
جميعهم كلهم قالوا لي:
حبيبتك لم تمر من هنا..
ولم نسمع عنها أي خبر..
وبقيت تائها..هائما على وجهي..
أعيش في المعقول واللامعقول.. دون جواب..
وكل ما أراه في عيون الآخرين.. نظرة شفقة.. وحزن..
انهم يقولون فقد عقله.. ضحكت في داخلي..وقلت
أنكم لاتفهمون أني أرى مالا ترون.. وأسمع مالاتسمعون..
اضحكوا كما يحلو لكم.. ظنوا كما تشاءون فليس قدرا أن أكون كما تشاءون ..
أن أكون مثلكم.. أو جزءا من عالمكم..
أو قطعة من أملاككم التي تتوهمون..
حتى أصبح معقولا أو عاقلا فلا فرق بينهما بالأنظمة الفعلية للواقعيين مثلكم.
حبيبتي.. أنا لا يهمني الواقع.. الذي من حولي..
لا يمثل لدي هذا الواقع أي علامة سكون أبدا.
ما يهمني هو عالمي أنا..
كيفما كان عاقلا أو مجنونا.. انه يريحني.. يعجبني..
لانه يمثل حالة الحرية التي أريد.. صورة ارسمها أنا..
أشخاصه أنا من اخترعتهم.. وأوجدهم ..
والأدوار فيه أنا من وضعها.. والقوانين أنا من أوجدها..
بما لدي من حرية الفكر والتفكير.. والخيال.. كما أريد.. لا أحد يناقشني..
لا أحد يرسم تحركاتي..
أنا حر مثلي مثل الطيور في عالمكم العاقل كما تدعون..
لاتعرف الحدود..
استرسل يحكي لها حكاية عمره وتوهانه كل تلك السنين..
حكى لها كل شيء..اعترف لها بكل ما حصل معه في حياته..
استفاقت هي من شرودها.. وطوفان مخيلتها.. على دموعه..
سحبت يديها وهو يلثمها بشدة.. يقبلها.. يدفن رأسه في صدرها..
حتى أحست بداخلها أن نارا بدأت تلتهم أجزاءها جزءا تلو الأخر..
أهدأ صاحت..
اهدأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأ حبيبي
يااللهي لم أحس هكذا من قبل.. أبدا……….
حبيبـــي.... هزته مرة تلو أخرى..
ليصحو من ذلك الاندفاع.. بسرد واقعه.. ومشوار آلامه….
قاله له.. حبيبي.. أصحو.. انظر الي..
دعني أراك.. كما لم أراك من قبل!!
دعني أرتوي من رؤياك..
فليس كل لقاء.. نهاية المطاف..!!
خذني إليك.. أحضني ..
أني خائفة.. أرتجف رعبا..
فليس أنت فقط من أبكته الأيام..
ليس أنت فقط من بدأ ليله ولم ينتهي..
فأنا مثلك.. ليلي بدأ عندما لم أجدك في حاضري..
عندما فقدتك منذ سنين..
فحبي إليك ليس بعمر البشر.. ولا بالأيام ولا بالسنين..
لاتيأس ياتؤام الروح.. ويا مهجة النفس
فحبي لك هو الحقيقة الوحيدة في هذا الكون..
وخوفي عليك هو الألم الذي بدأ ولم ينتهي..
إنني أراك أمامي..
أهذا أنت؟؟؟؟؟؟
بين أصابعي..
فقد أحسست بحضنك بدفء لاتوفره كل شموع الدنيا..
أني أحس بنفسك.. يطوقني..
ويحرك أشواقي إليك..
ويثير بداخلي بركان أن انفجر.. قد يغير وجه الأرض..!!
إلا إنني خائفة أرتجف .
خذني بقوة بين ذراعيك..
دعني أنصهر معك .
دعني أموت في جفنك..
قبل أن تأخذني الأيام……
أفاق هو…… وأخذها بين ذراعيه.. وقبلها بعنف..
وقال بصوت هز المكان من حوله..
حبيبتي.. لن تغيبي بعد اليوم..
لن أسمح لك أن تغيبي.. عن نظري..
قدري يا حبيبتي هو قدرك..
وكلاهما يشكلان قدرا واحدا..
لا أحد بمقدوره أن يغير ويعدل فيه ..
كلانا يا رفيقة حلمي..
حالة واحدة برأسين..
أي انفصال بينهما قد يقتلهما الاثنين!!
قالت له..
حبيبي..
لقد لعبت بي الأقدار كثيرا..وحركتني رياح الأيام والسنين أكثر..كما تشاء..
أخذتني إلى حيث لا أشتهي آلاف المرات..
وضعت في أمكنة كثيرة.. لا أريدها..
ولا أطيق العيش فيها..
قادتني للتعامل مع أناس لا أرغب العيش معهم..
لا أتفق معهم لا فكرا.. ولا عقلا..
واختلفت معهم بكل تفاصيل الحياة..
استسلمت وقلت قدري..ومكتوبي..
هذه هي الأيام..
عزيت نفسي..
بأن لكل شيء في هذه الدنيا نهاية..
وقلت في نفسي..
لاشيء دائم في هذا الوجود إلا الله خالق الخلق..
وكل شيء إلى زوال..
شئنا أم أبينا..
رضينا أم اعترضنا……..!!
قال لها::
حبيبتي .. اقتربي مني..
تعالي..
أبعد كل هذا العذاب..
هل أستطيع أن أجعلك ترحلين..؟؟
هل أجعلك تغيبين ..
كيف أعيش بعدك يا حبيبة العمر..
هل تقبل الدنيا أن أدون أشواقي إليك..
هل تقبل الدنيا.. أن اغتال مشاعري الملتهبة نحوك..
ألا يكفي هذه الدنيا.. هذا الحصار.. هذا الإرهاب.. هذا الجنون..
أبدا.. أبدا..
أعلنها متيقنا..هذا هو المستحيل
أنت حبيبتي..
كل شيء فيك وجد من أجلي.. انك زادي ووفائي..
ورصيف الحياة عندي..
اقتربي مني..
غوصي في داخلي..
انصهري.. بكل جزءا من لحمي ودمي..
واحتضنيني .. وخذيني بين يديك..
وانثري شعرك بجنون على اكتافي..
قبليني بعنف..
قبليني بقوة الإعصار..
بشجاعة الأبطال..
بأنوثة حواء البكر..
وذوبي.. بحضني كما يذوب الثلج في حضن الشمس..!!
ودعينا متعانقين..
نطوف الدنيا.. وأنت مسترخية بين ذراعي تنامين بهدوء..
وتحلمين بسعادة ..
وتصحين على حبي ..
وأشواقي.. وقبلاتي………
تحيتي القلبية مع باقة ورد لكل الحضور
الموضوع الاصلي
من روعة الكون