بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسوله الأمين
لما استلقيت على فراشي بعد يوم ممل من العمل ، و أسلمت رأسي للوسادة الوافرة ، فوجئت بهاجس و خاطرة
دفعت عني لذيذ الكرى ، طالبة مني تذكر أمرا هاما قد أكون نسيته ، تقول لي " أتريد أن تنام ، وأنت لم تصلي
العشاء!!"
فقزت من فراشي ، و هممت بالذهاب للوضوء ، فسرعان ما تذكرت أني صليت العشاء جماعة في مصلى العمل ،
قلت في الحمد لله أنني قد أديت ما علي تجاه ربي سبحانه وتعالى....
فلما أسلمت رأسي للوسادة مرة أخرى ، جائتني نفس الخاطرة ، و نفس الفكرة تقول لي " يا أخي ما تستحي
أنت على وجهك ، فرحان لأنك أديت واجب عليك ، ثم تنام هني البال" قلت لهذه الخاطرة " أنا مسلم من جموع
المسلمين أصلي لله خمس مرات في اليوم و الحمد لله"
إلا أن هذه الخاطرة ردت علي باستياء " فرحان أنت ووجهك ، من زين الطبايع تقول (والحمد لله) ، يا أخي الله لا
يحتاجك ولا يحتاج صلاتك ، ألم تسمع بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي يرويه عن ربه " يا
عبادي لو أن أولكم وأخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد ما زاد من ملكي شيئا، يا عبادي لو
أن أولكم وأخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد ما نقص من ملكي شيئا ، يا عبادي لو أن
أولكم وأخركم وإنسكم وجنكم قاموا على صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل واحد منهم مسألته ما نقص ذلك مما
عندي إلا كما ينقص المخيط إذا دخل البحر" سكتت الخاطرة قليلا ثم أردفت " مشكلتكم أنكم أغفلت الجانب الروحي من الصلاة ، و أصبحت حتى الفتاوى ،
تسأل عن حكم رفع السبابة ، و الآخر هل النزول السجود على الركب أم على اليدين أفضل ، بل و أمعنوا في
الجانب المادي من الصلاة ، و أغفلوا الجانب الروحي وهو الذي شرعت من أجله .... يا أخي أنت المحتاج لربك في
الصلاة ، أنت الذي ترجوه و تدعوه ، الله غني عنك و عن صلاتك....
متى آخر مرة شعرت فيها بالسعادة لأنك تناجي الله !!!!
متى آخر مره شعرت فيها بأن الله يسمع دعائك و صلاتك!!!
هل تنتظر مرضا يقعدك ، أو مصيبة تحل بك ، لكي تناجي ربك بقلب مخلص ، إتق الله ، و تب إليه أيها المسلم"
غادرتني هذه الخاطرة ، و أنا أكفكف دموعي ، و أقول "رحماك يا الله ما أقسى قلوبنا"
منقوول للفائده
الموضوع الاصلي
من روعة الكون