احتجم النبي على كاهله من اجل الذي اكل من الشاة ,حجمه ابو هند بالقرن والشفره ,وهو مولى لبني بياضه من الانصار ,وبقى بعد ذلك ثلاث سنين حتى كان وجعه الذى توفي فيه فقال :مازلت اجد من الاكله التي اكلت من الشاه يوم خيبر هذا اوان انقطاع الابهر مني )فتوفي رسول الله شهيدا .
ومعالجه السم تكون بالاستفراغات ,وبالادويه التي تعارض فعل السم وتبطله ,اما بكيفياتها واما بخواصها فمن عدم الواء فليبادر الى الاستفرراغ الكلي وانفعه الحجامه ولاسيما ان كان البلد حار والزمان حار فان القوه السميه تسري الى الدم ,فتبعث في العروق والمجاري حتى تصل للقلب ...فيكون الهلاك فالدم هو المنفذ الموصل للسم الى القلب والاعضاء فاذا بادر المسموم واخرج الدم خرجت معه تلك الكيفيه السميه التي خالطته ..فان كان استفراغ تاما لم يضره السم .
ولما احتجم النبي احتجم في الكاهل وهو اقرب الواضع للقلب فخرجت الماده السميه مع الدم لاخروجا كليا بل بقي اثرها مع ضعفه لما يريدالله من تكميل مراتب الفضل كلها له ..فلما اراد الله اكرامه بالشهاده ظهر تاثير ذلك الاثر الكامن من السم ليقضي الله امر كان مفعولا وظهر سر قوله تعالى ::افكلما جاءكم رسول بما لاتهوى انفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون ::
فجاء لفظ ::كذبتم ::بالماضي الذي وقع منه ,وجاء بلفظ ::تقتلون ::بالمستقبل الذي يتوقعون وينتظرون :
هذا والله اعلم
الموضوع الاصلي
من روعة الكون