بعض الأزواج عند بداية الزواج يشعر أنه أمام تحدٍّ حقيقي لإثبات ذكورته وفحولته (التي تعارفنا للأسف الشديد على أنها مرادفة ومساوية تماما للرجولة، مع أن الفارق بينهما كبير!)، يصاب بالقلق والتوتر الشديد؛ خوفا من الفشل، وهذا التوتر يعيق إتمام عملية الدخول بزوجته، وهذا الفشل الأولي يصيبه بتوتر وقلق أشد؛ مما يؤدي إلى مزيد من الفشل، ومزيد من القلق والتوتر، وكأن الزوج يدور في حلقة مفرغة من الفشل المتكرر والقلق والتوتر.
وللأسف فإنه مما يزيد الطين بلة ألا تتفهم الزوجة هذا الأمر، وتنقل قلقها لزوجها ولو بطريقة غير مباشرة، وأن يتدخل الأهل من الطرفين بغية الاطمئنان على ابنهم أو ابنتهم، وقلق الزوجة يصيبها أيضا بالتوتر، ويعيق استمتاعها بالممارسة الجنسية، ويضاعف من هذا غياب خبرة الزوج وتوتره. وغياب استمتاع الزوجة بالممارسة الجنسية يؤدي إلى غياب الإفرازات المرطبة وجفاف المهبل، وهذا الجفاف يشعرها بآلام شديدة أثناء الإيلاج، وقد يؤدي إلى جراح تقطر نقاطا من الدماء.
الحل أن نكسر الدائرة المفرغة التي يدور فيها الزوجان، ولكن كيف يمكن الخروج من هذه الدائرة المفرغة؟
عليكما معًا أن تتجنبا كل ما يثير القلق والتوتر، ودور الزوجة هنا أن تبثي الطمأنينة في قلب الزوج، وأن تشعره أنها بجواره حتى تنتهي هذه الأزمة، مع تجنب تدخل الأهل من الطرفين بأي صورة، وذلك بإخبارهم أن الأمور تسير على ما يرام ولا يوجد ما يدعو للقلق.
لا يوجد أي مبرر للاستعجال؛ فالعمر ممتد بإذن الله لتتمتعا سويا بممارسة ترضيكما، وتحقق لكليكما الارتواء والرضا.
يمكنكما البدء في العلاج الجنسي أو التدريبات الجنسية، وهذه التدريبات ابتكرها العالمان ماسترز وجونسون، وتسمى نقطة الإحساس أو Sensate Focus وتعتمد هذه الطريقة على رفع الوعي بإحساسات الجسد عند طرفي العلاقة، بعيدا عن أي ممارسات جنسية، وهذه تتيح لزوجك أن يهدأ؛ لأنه غير مطالب بإتمام العملية الجنسية؛ مما يعيد له الثقة في قدراته على الأداء، وتتيح لكليكما التعرف على خريطة مناطق الإحساس في جسد الآخر، كما تتيح أيضا تواصلا أكثر حميمية ودفئا، يمكن كلا منكما من فهم لغة الآخر العاطفية والجسدية، ولا بد أن تسير التدريبات بالخطوات التالية مع تجنب أي مخالفة:
مهم جدا إعداد المكان والجو المناسبين للتدريبات؛ وهو ما يساعد على التركيز؛ وذلك بالحرص على إغلاق المكان، والحرص على توافر الوقت الكافي، والإضاءة الخافتة (أو أضواء الشموع) التي تساعد على التركيز وتقلل من حدة التوتر، والعلاج ينقسم إلى عدة مراحل، تستمر كل منها حوالي أسبوعين، وهي كالتالي
المرحلة الأولى من التدريبات، ويتم فيها تحسس كل طرف من الطرفين لجسد الآخر (من أعلى الرأس إلى أخمص القدمين) بالتبادل، أو فلنقل هو نوع من المساج أو التدليك لكل أجزاء الجسم (ويمكن أن يتم الاستعانة بسائل مرطب في عملية التدليك هذه) مع تجنب المناطق الجنسية تماما، ومع تجنب محاولة إتمام عملية الاتصال الجنسي؛ لأن أي محاولة لفعل ذلك تعيق عملية العلاج، وتعيدنا إلى الدائرة المفرغة من جديد، وعلى الطرف المستقبل لعملية التدليك أن يقود المدلك ويوج لما يمتعه من طرق اللمس ومناطقه.
المرحلة الثانية من العلاج، وفيها يتم عمل جلسات التدليك المتبادل مثل المرحلة الأولى، ولكن التدليك في هذه المرحلة يشمل المناطق الجنسية والثديين.
المرحلة الثالثة، وفيها يتم التقاء الختانين (مع أو بدون إيلاج) وبغض النظر عن حالة الانتصاب، على أن تعلو الزوجة زوجها.
وبانتهاء هذه المراحل سيصبح الزوجان أكثر قدرة على التواصل سويا، ولن تكون هناك مشكلة -بإذن الله- في إتمام عملية الجماع.
وتعتمد فكرة هذه الطريقة العلاجية على التركيز على الاستمتاع بأحاسيس اللمس، مع صرف الذهن عن التفكير في أي أمر آخر، والتركيز على اللحظة الحالية بما فيها من متعة وصرف الذهن عن التفكير في الماضي بما يثيره من كآبة، وعن المستقبل بما يشوبه من قلق. وكل طرف في هذه العلاقة مسئول عن نفسه؛ فليطلب ما يمتعه، ويطلب من الآخر تجنب ما يضايقه أو يؤلمه.
وتصلح هذه الطريقة أيضا لعلاج ضعف الرغبة عند المرأة، ورغم أنها طريقة علاجية.. فإنه من الممكن استخدامها أيضا كنوع من التجديد بين الزوجين.
الموضوع الاصلي
من روعة الكون