الحمد لله رب العالمين ، والصلات والسلام على خير خلق الله أجمعين ، وعلى آل بيته الطاهرين ،
وأصحابه المكرَّمين ، ومن تبعهم بإحسان الى يوم الدين ...
الإنسان ..هذا المخلوق المصطفى من عند الله .. المكوّن من روح وجسد .. لم يُخلق عبثاً
بل خُلق لغاية نبيلة وهدف شريف..هو عبادة الله تعالى لقوله جل وعلى :
(وَمَا خَلَقْتُ الجِنَ وَ الإِنسَ إِلا لِيَعبُدُونِ ) وإقامة شرع الله في حياته..والسعي لإرضاء الله تعالى
المنعم على هذا الإنسان بفيض النعم صغيرها وكبيرها..ولكن النعم إن لم تسخّر في سبيل إرضاء الله
واستُخدمت في معصية الله..فذلك يحتاج منا الى توبة وأوبة..ليرى التائب بعدها كم هو غال عند الله
ويدرك مقدار حب الله للعبد المقبل عليه..الساعي الى رضاه..
التوبة تحتاج لاستقامة وثبات ..حتى لا ينقضي العمر في تردد وحيرة بين المعصية والتوبة..
فلا يدري الإنسان حين يأتي أجله على أيّة حال سيكون.
وللإستقامة عوامل مساعدة كثيرة..أولها :
الصحبة الصالحة والصديق الصدوق والأخ في الله الذي إن نسيت ذكّرك ..وإن ذكرت أعانك..
يُهديك من محبته في الله ما يسعد أيامك ويجدد حياتك..ويملؤها بهجة وأماناً وسروراً..
وللإستقامة عوامل مضيّعة أيضاً :
منها الإختلاط غير المشروع والعلاقات التي تنمو في الخفاء وتُذهب ثوب الحياء الجميل ..
ولا يحصد الشاب أو الفتاة إلا الحسرة والندامة والألم والتعاسة...
نعم أيها الإنسان ..إنه لأمر خطير أن تعيش غافلاً عن حب الله لك ، غافلاً عن الرسائل الربانية
التي يبعثها الله يعالى إليك..ليذكرك ويردك الى درب الطاعة ..إنه ما زال يناديك ..
ويتودد إليك ..لترجع..وتعود..وتتوب..وتذوق حلاوة السعادة الحقيقية في الدنيا قبل الآخرة
ولكن لكل شيء ثمن ..والجنة غالية ..وتحتاج منك أن تصبر لتنالها ..وإن تتوكل على الحي
الذي لا يموت ..وأن تجاهد نفسك كلما مالت الى ما يغضب الله تعالى..
كلام من القلب للداعية والاستاذ (عمرو خالد )
الموضوع الاصلي
من روعة الكون