جعل العدل اسم من أسمائه
والرحمة صفة من صفاته
وجعل العدل أساس رسالاته
السماوية ، ونبذ الظلم
والظالمين وجعل عقوباته
عظيمة لم تشهدها البشرية
وليس وحده جل وعلا من نبذ
الظلم بل نبذه كل إنسان
على الفطرة وكل منطق
يوافق العقل البشري
، ولكننا الآن في معركة
لاتكادتنتهي مع الظلم
والظالمين نحاربهم
ويحاربونا ونصارعهم
ويصارعونا ، وهم يعتقدون
أن الفوز لهم وأن نهاية
هذا الصراع لهم ولكنني
على يقين من أمري بأن
النصر للخير دائما وإن
طال الشر كثيرا وكثر
أنصاره ولكن هناك دائما
عيون خفية للخير تحارب
بكل ما تملك من قوة
وشجاعة ومبادئ وأسس
عظيمة تقاوم من أجلها.
ولكنني أريد أن أخبر كل
ظالم أن يسأل نفسه أيحب
في يوم من الأيام أن يظلمه
أحد ؟!
كل شخص إذا سأل نفسه
وصارحها بهذا السؤال
لابد لها من أن تستحي
وتخشى الآخرة مما تفعل
ولو كل واحد منا وضع
نفسه في هذا القول أنه
(( إذا دعتك قدرتك على
ظلم الناس فتذكر قدرة
الله عليك )) لو عرفوا هذه
العبارة لعاد كل إنسان إلى
رشده وأيقن حقيقة نفسه
أنه ضعيف كل الضعف ،
وإذا تذكر أنه جاء من تراب
وأنه عائد إليه لا محالة
وقبل كل هذا وذلك
يتذكر عقاب الدنيا قبل
عذاب القبر والآخرة ،
وأحذر أيها الظالم من
سهم يصيبك في جانبك
الأيسر فسهم المظلوم
لا يخطئ أبدا
يقول الشاعر :
وأحذر من المظلوم سهما صائبا
وأعلم أن دعائه لا يحجب
والظلم ظلمات يوم القيامة
كما قال الله في كتابه العزيز
وهذا جزء من الظلم ويتهاون
الناس فيه ، وأقبح الظلم
ظلم الإنسان لأخيه الإنسان
وظلمه نفسه ، فهناك الكثيرون
يقولون هذه نفسي ولي أن
أفعل بها ما أشاء ، كلا يا أخي
فإن كل عضو في جسدك
سيشتكي إلى ربك يوم لاينفع
مال ولا ولد .
فأقف يا أخي قبل أن تقف
أمام رب العزة يسألك فأول
ما يقضى يوم القيامة هو
القضاء بين الناس وتظلماتهم
وأسرع فالحياة قصيرة وعمرك
أقصر .....
الموضوع الاصلي
من روعة الكون