مابالنا قد أضعناه ! مابالنا ما حفظناه ! وهو الذي إن مضى فلن يعود أبدا !
الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه ..
اللهم لك الحمد بالقرآن ولك الحمد بالإيمان عزجاهك وجل ثناءك وتقدست أسمائك ولاإله غيرك
لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى
وصلي اللهم وسلم وبارك على النعمة المهداة والرحمة المهداة وعلى آله وصحبه ومن والاه ..
أحبتي في الله
حديثي معكم عن شيئ قد ضيعناه وما حفظناه وهو أشد من الموت علينا
لأن الموت يقطعنا عن الدنيا وأهلها وهو يقطعنا عن الله والدار الأخرة
أخالكم عرفتموه ......؟
إنه أغلى ما نملك في هذه الدنيا إنه..
الـــوقـــــــت
أيام مضت وسنين ضيعت وها هى الباقيات تمر كلمح البصر
كل يوم يمضي ينقص من أعمارنا ويدني من أجالنا
إليك أخي .. أختي ..
يامن يمضي أيامه وسويعاته وأوقاته في السعي وراء هذه الدنيا الفانية ويلهث وراء شهواتها
يامن يفرح بمرور تلك الأيام وسرعة انقضائها
أما علمت بأن كل دقيقة بل كل لحظة تمضي من عمرك تقربك من الأخرة وتباعدك عن الدنيا
إنا لنفرح بالأيام نقطعها *** وكل يوم يدني من الأجل
أخوتي في الله
عكفت على كتابة هذه الرسالة لما وجدته في قلبي من الألم والحسرة والشفقة على نفسي أولا و على أبناء وبنات أمتي
من تضييع للاوقات والسعي وراء الملذات
فكات كلماتي من القلب المحب الذي يريد لكم السعادة والفلاح والنجاح في هذا الدنيا وفي الأخرة فأسأل الله تعالى أن يجعل عملي خالصا لوج الكريم
أحبتي ..
نظرت في سير من كان قبلنا فوجدت الشيئ العجاب !!
كانوا أعرف الناس بقيمة أوقاتهم وأشدهم حرصا على ألا يمر يوما أو بعض يوم إلا ويتزودا بعلم نافع وعمل صالح
كانوا يبكون أعمارهم وشبابهم ... أما حالنا اليوم فيرثى لها ولاحول ولا قوة إلا بالله
أسأل الله تعالى أن يبدل الحال ..
لننظر أخواتي في أخبارهم لعلنا نتدارك ما بقي من أعمارناا
دخل عمر بن الخطاب رضى الله عنه المسجد يوما فراى احد أصحابه جالسا
فقال له : مالك مهموم ؟
قال : هم لازمني ..وغم صاحبني !
فقال له عمر: مالك
قال : نمت البارحة عن صلاة الليل
فقال له عمر ثكلتك امك قم فصلي ثم تلا قوله تعالى ( وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا )
ياسبحان الله !! كيف نحن إن فاتتنا الفريضة وليست النافلة !!
لقد امتن الله بالليل والنهار على عباده ليطيعوه ويعبدوه لاليعبثوا باوقاتهم في ليلهم ونهارهم والله المستعان
يقول ابن تيمية رحمه الله تعالى كان جدي في حفظ الوقت عجبا .. كان إذا دخل الخلاء قال لأحد أبنائه أقرأ الكتاب وارفع صوتك حتى أسمع
وهذا أبو الوفاء ابن عقيل الحنبلي كان يأكل الكعك ولا يأكل الخبر
فقيل له: لما لاتأكل الخبر ؟
فقال : حسبت الوقت بين أكل الكعك والخبر قراءة خمسين آية
وها هو ابن مسعود رضى الله عنه وأرضاه يقول ما ندمت على شيئ ندمي على يوم غربت شمسه نقص فيه أجلي ولم يزدد فيه عملي
قيل لأحد الصالحين اجلس معنا فقال : احبس الشمس أجلس معك ( أي إن استطعت أن تحبس العمر فأنا أجلس معك )
لله درهم ما أشد حرصهم على أوقاتهم !!
ونحن أيها الأحباب كم ضيعنا من أوقاتنا وكم هدمنا أيامنا وكم عطلنا ساعاتنا !!
فولله الذي لاإله إلا هو لنحن مسؤلون عن أعمارنا وأوقاتنا
ففي الحديث عن معاذ بن جبل رضى الله عنه قال : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( لاتزولا قدم عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع خصال عن
عمره فيما أفناه
وعن شبابه فيما أبلاه وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه وعن علمه ماذا عمل به ) رواه الترمذي وحسنه الالباني
وقال جل في علاه ( أولم نعمركم ما يتذكر من تذكر وجاءكم النذير )
أما أمهلناكم .. أما تركناكم .. أما أخرناكم .. مالكم لاتتفكرون ... مالكم لا تعتبرون
فولله ما طلعت شمس نهار أو غربت إلا قال الليل والنهار ياابن ادم اغتنمني قبل أن أغيب فلن أعود إليك أبدا
فيا من ضيع أوقاته في سماع المحرمات ..وقراءة المجلات .. ومشاهدة الفضائيات .. واتباع اللذائذ والشهوات ..
متى تعود ؟ متى تتوب ؟ أما أنذرك الشيب !
إلى متى الغفلة ! إلى متى التسويف أما علمت كم في االمقابر من قتيل سوف
فبادروا اخوتي باغتنام أوقات أعماركم في طاعة بارئكم واستغلوا أوقات فراغكم فالفراغ نعمة عظيمة والنفس إن لم
تشغلها في وقت فراغها بطاعة الله أشغلتك بمعصيته
قال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ ) رواه البخاري
وقال الله عزوجل لرسولنا عليه الصلاة والسلام ( وإذا فرغت فانصب ) أي إذا انتهيت من شغلك وعملك فانصب في العبادة وطاعة الواحد الأحد
وللأسف كم نسمع من أنا س شغلتهم دنياهم بقولهم حين حين دعوتهم لحفظ أوقاتهم فيما ينفعهم (( أيه ساعة لي وساعة لربي ))
يا سبحان الله أما علمو ا قوله تعالى (( قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين )
وقوله سبحانه ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون )
فيا أخوتي الوقت أنفاس إن مضت لن تعود إليك أبدا
فقدم ما شئت تجده بين يديك وأخر ما شئت فلن يعود إليك ..
دقات قلب المرء قائلـــة له *** إن الحياة دقـــــائق وثوان
فارفع لنفسك قبل موتك ذكرها ***فالذكر للإنسان عمر ثان
احبتي ولقد حثنا رسولنا الكريم على اغتنام وقت الشباب والصحة أيضا فلا تقل بأني شاب والعمر أما مي طويل
لا فإياك اياك فالموت لايعرف صغيرا ولا كبير ...صحيحا أو سقيما .. فاغتنم شبابك وصحتك يا أخي ويا أختي واسمعي
معي حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم ( اغتنم خمس قبل خمس شبابك قبل هرمك وحياتك قبل موتك وفراغك قبل شغلك وصحتك قبل سقمك وغناك قبل فقرك )
فإذا لم تغتنم هذا .. فابكي على نفسك ..!
بكيت على الشباب بدمع عيني *** فلم يغني البكاء ولا النحيب
ألا لـــــيت الشــــباب يعود يوما *** فأخبره بما فعل المـــشيب
فسارعوا اخوتي باغتنام الأوقات واستدراك ما فات وأسالو الله الثبات عله يغفر لنا تقصيرنا واسرافنا في امرنا إنه ولي ذلك والقادر عليه
أسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن طالت أعمارهم وحسنت أعمالهم وان يرزقنا حسن الأستفادة من أوقاتنا ..
وعذرا على الاطاله
سبحانك اللهم وبحمد أشهد أن لا إله إلا الله أستغفرك وأتوب إليك
الموضوع الاصلي
من روعة الكون