كلما أمسكت القلم لأكتب..
أشعر كأنني والكلمات خصمان على الحلبة..
تارة تصرعني..وتارة أصرعها..وأرغمها على الطاعة والولاء
إنه صراع جميل..وأجمل ما فيه..تلك الساعات الطويلة التي أجد
نفسي فيها منهمكا في ملاحقة كلمات معينة تستعصي عليّ..وتعلن
تمردها على أفكاري..فأضطر لمطاردتها..شأني في ذلك شأن رجل
العدالة مع الخارجين عن القانون..وتنتهي المطاردة بالقبض عليها
وإعادتها لحظيرة الأفكار ..حيث تتم صياغتها وإعدادها
للسفر عبر السطور..
قد أجنح للخيال في أكثر ما أكتب..وبإعتقادي..أن الحقيقة المجردة من الخيال..
لا تأخذ من نفس القارىء مأخذا..ولا تترك في سمعه أثراً.
فالخيال لغة فكرية ..تدغدغ المشاعر ..وتناوش الأحاسيس وتداعب القلب
فأستسلم لها طائعاً..وأعبُرُ من خلالها جسراً من الأماني الدافئة لا تراها العيون..
حيث أدخل مدينة الأحلام الهادئة.
الزاخرة جنباتهابزهور الأمل..المكسوة بالخضرة اليانعة الشادية أطيارها بالنغم الحالم..
وهناك.. في تلك المدينة التي رسمتها ريشة خيالي..أستلقي على بساط أخضر
وأترك لأفكاري الحرية لترتع وتمرح..
وترتوي..
ترتوي..من همسات العطر للمنى...
من غمزات الورد للساقية...
من عبير ياسمينة مزهرة...
من وشوشات الطير للدالية...
من سوسنةمجروحة دامية...
من رقة فراشة يداعبها النسيم...
لحظات حلوة ..أعيشها في رياض الخيال أستمتع فيها بالسحر والعطر والجمال.
لحظات حلوة ..أنسى معها عناء الواقع الذي أعيش..وترجع أفكاري من نزهتها تحمل
سلالاً مطرزة بالورد..وفيها أحلى أوراق الكلمات..
الموضوع الاصلي
من روعة الكون