العفو والصفح ومقابلة الإساءة بالإحسان سبب لعلو المنزلة ورفعة الدرجة، فكثيرًا ما يكون الصفح عن المسيء، والعفو عن زلته، دواء لسوء خلقه، وتقويمًا لعوجه، فيعود الجفاء إلى ألفة، والمناوأة إلى مسالمة .
أما التسرع إلى دفع السيئة بمثلها أو بأشد منها دون النظر إلى ما يترتب عليها من الأثر السيء فدليل على ضيق الصدر، والعجز عن كباح جماح الغضب .
وإنما يتفاضل الناس في السماحة والسيادة على قدر تدبرهم للعواقب.
قال عمر بن عبد العزيز - رحمه الله - : ( أحب الأمور إلى الله ثلاثة : العفو عند المقدرة، والقصد في الجدة، والرفق في العبدة ).
وقد قيل : ( لا ينبل الرجل حتى يكون فيه خصلتان : العفة عما في أيدي الناس، والتجاوز عنهم .
ويكفينا هذه الآيات البينات :
(وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ
الموضوع الاصلي
من روعة الكون