آآآهـ ياجدتي .. كم انتي رائعة

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



جدتي العجوز الهرمة ذات الشعر الأبيض والخطوات القصيرة ...

لا أخفيكم سرا فعندما اجلس معها
فإني لا اعرف في قاموسي للوقت أي معنى ....
هي مخطوطتي التي اقتنيها لوحدي ....
بل انها كتاب التاريخ الذي اقف عنده للحظات طويلة جدا ......
هي عشقي المجنون ......
وحبي حتى الثمالة ..

جلست معها البارحة فوضعت يدها على رأسي
وأخذت تحكي لي عن حياتها وكيف أن الألم اصبح الزائر الوحيد لها
ذاك الزائر الذي ملـّـت جدران البيت استقباله ،

ولكنه الأمل الذي يمزق الألم ويدفعهم إلى الحياة ......
همم عالية .....
ولكن السير في عكس التيار .....


وكأني بها تقول :


لا تلم كفي إذا السيف نبى ******** صح مني العزم والدهر أبى


ورغم الآهات التي استوطنت أطرافهم إلا انهم اثبتوا للدنيا انهم أهل المواقف الحاسمة ....

ولكن ...... ماذا عن أبنائهم ؟!

ربما أن تعليمهم كان من الصعوبة بمكان ولكنهم زرعوا فيهم كل معاني الصدق والإخلاص والحب ..........

احسنوا التربية واحسنوا الزرع فجنوا ثمارهم اليانعة ...
ولعله قد آن الأوان أن ابدأ بالكلام أحبتي ......

فكل ما قلته هو الماضي الذي لا نستطيع تغييره بل أقول لا نستطيع تدنيسه ....
لانه الطهر بل ان الطهر هو .........

أما الحاضر !!

فهو الصعود ..........
الصعود علما وتكنولوجيا ولكن .......... إلى أين ؟؟
الحاضر الذي لا يكاد أن يخلو بيت فيه من قناة فضائية وموقع للإنترنت ،
وأنا هنا لا أتكلم عن مبدأ الحلال و الحرام فهذا أمر ديني هو أسمى وارفع من أن يتكلم به مثلي .

والسؤال هنا :

ماذا نرجو من جيل اصبح مربوه هم فتيات الفضاء الكاسيات العاريات ؟ !
أم ما ذا نرجو من شاب أفق الهم عنده هو الدخول إلى ( الديجي شات ) لاصطياد فرائسه بكل وقاحة ؟!


وتعظم في عين الصغير صغارها ****** وتصغر في عين العظيم العظائم


تقول جدتي :

كنا نعد الشخص الذي يرتدي القبعة ( الهيد كاب ) كافرا لانه وضع بينه وبين ربه حاجزا .

وقد يكون _ بل إن _ في هذا الكلام الكثير من المبالغة ولكن أقول آآآآهـ يا لطهارة المعتقد .

الا ليت شعري ......... ماذا ستقول لو رأت ( ليوناردو دي كابريو ) وهو يحتضن عشيقته على سفينة التايتنك ؟!
أو إلي أي أفق في الذهول ستصل إن هي رأت سخفا يسمى ( ستار اكاديمي ) ؟!

ولكن ........


قد أسمعت لو ناديت حيا****** ولكن لا حياة لمن تنادي


وسؤال إليك أيها الأب الفاضل ....... أيتها الأم الفاضلة ......


كيف ترجون من أبنائكم ثمارا يانعة وقد زرعتم من حولهم أشواك البؤس ؟!
بل كيف ترجو أيها الأب من ابنك أن يكون معطاءا وقد أدمن مشاهدة ما يبثه الغرب من سم زعاف في أنيابهم ............ اقصد قنواتهم . ؟!

أحبتي لست شيخا ولا رجل علم ،
وانما شاب بلغ من عمره عتيا .......
ولست برجل دين ، وهذا ليس فخرا ..... بل ياليتني أكون كذلك ..


نعم أحبتي .......


أرى كل إنسان يرى عيب غيره****** ويعمى عن العيب الذي هو فيه


أخي الحبيب ...... أنت الراعي ومسؤول عن رعيتك .


أخي .......


ومن رعى غنما في أرض مسبعة****** إن نام عنها تولى رعيها الأسد


أحبتي رب لحظات يقفها أبنائنا في مسرح الفضاء قد تكون كفيلة بحرماننا منهم ........


فان النار بالعودين تروى ****** وان الحرب أولها الكلام


ولا تكن أنت من يدمر زرعه بيده ........


فلكل شي آفة من جنسه ****** حتى الحديد سطا عليه المبرد


ولعل ما اختم به كلامي .........


قول للعلامة الشيخ محمد بن عثيمين ( رحمه الله وجمعنا به في جناته )
( من مات وفي بيته ما يسمى بالدش ( الستالايت ) فقد مات وهو غاش لرعيته )
ولا يخفاك أخي حديث المصطفى عليه الصلاة والسلام الذي أخبر فيه أن من مات وهو غاش لرعيته لم يدخل الجنة !!!!!!!!!!
فلا تحرم نفسك وأهلك الخير من أجل سخافة الغرب........
ومياصة العرب ....


واخيرا
العبد يضرب بالعصا****** والحر تكفيه الإشارة


وسلامة قلوبكم ؛؛؛

الموضوع الاصلي  من روعة الكون