الحب " الغائب في بيوتنا
الكثيرون هم الذين شوهوا معالمه وتآمروا على معناه الجميل
فألبسوه ثوب الغريزة وفرَّغوه من مضمونه، حتى غدا غريباً
عن بيوتنا، وأصبح مرتبطاً بقصص العشق والهيام التي
صدَّعت رءوسنا ونغَّصت عيشنا..
فلا يعدو أن يكون الحـــب في قاموس الكثيرين منا
سوى حـــب قيس و ليلى، وسوى بكاء الشعراء على الأطلال ..
لم يزد على كونه فى أبسط تعريف له هو
أن "الحــب هو هذه الحالة التي تصبح فيها
سعادة شخص آخر ضرورية لك
هذا بالطبع هو الحـــب الذي قصده الشعراء
وتغنى به كل من أم كلثوم، وعبد الحليم حافظ، وترك من
أجله إدوارد الثامن أغلى عرش ملكي في العالم، وهو عرش
إنجلترا لكي يرتبط بامرأة أحبــها طيلة حياته
فأصبح المعنى غريباً في بيوتنا نبحث عنه فلا نجده و يلتمسه العُشَّاق
في أغنية تثير ذكرياتهم، وفى مشهد مفتعل ومبتذل
لقصص لم يكتب لأصحابها أن يلتقوا إلا بعد عناء وحرمان وجهد ..
وعندما نتلمس خطى الحــــب في سيرة أعظــم الخلــق نجدها
نموذجاً فريداً في الدهر،ومثلاً يُقتدي في الافعال والاقوال
ولقد وجدت أرقى الناس حـــباً وأسمى الناس خلقاً أولئك الذين
يحتسبون الكلمة الطيبة واللمسة الحانية والابتسامة
الوديعة مع أزواجهم ومع أبنائهم ومع الناس جميعاً..
لقد تخيلت البيوت بلا حـــــب كواحة بلا شجر، وأرض عطشى
بلا ماء يرويها،فلا يستقيم فيها زرع ولا ينمو فيها ثمر..
إذن ماذا نرجو من بيت مقفر؟
بل وماذا نرجو من بيت موحش ؟
ولقد لمسنا الحـــب قناديل تضئ البيوت، ومصابيح تهوى
إليها القلوب، فلا يخدعنا أحد بتشويه معالم الحـــب الجميل.
تقبلوا تحياتى
من الائيميل
الموضوع الاصلي
من روعة الكون