بسم الله الرحمن الرحيم
تحية طيبة للجميع
أحبائي الكرام: نحن نعلم أنه بإذن الله الخير باقي في أمة محمد إلى أن تقوم الساعة وأن في هذه الأمة في الوقت الراهن من العابدين المخلصين لدينهم ما يسعد به القلب ولكن ما هي إلا خاطرة عبرت على فكري لما أرى اليوم من مهازل واستهتار وتناقض في الفكر والخلق فحبيت أن أقولها لكم.
أحبتي لقد تخيلت نفسي أحد الذين عاشوا في عصر التابعين وهم الأقرب إلينا زمناً وقد قدر لي الله أن أوجد في هذا الزمان فأخذت أتجول بين البلدان الإسلامية وأتفحص أمورها وأتمعن في حياة أهلها في رحلة تمنيت أن لا تتكرر أبدًا، وبعد إكمال تلك الرحلة عدت إلى مسكني
وكتبت ما يلي:
حالنا اليوم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
أيها المسلمون مالكم لا تجيبون القران ولا تسمعون لي قول رسولكم ،أفي آذانكم وقر أم على قلوبكم الران، أم انتصر عليكم الشيطان وصار لقلوبكم إماما ًوزين لكم الفسوق والعصيان و أقبلتم على الباطل وأعرضتم عن الحق.
كان المسلمون إذا سمعوا القران أو قول الرسول صلى الله عليه وسلم قالوا سمعنا وأطعنا وأقلعوا عن الخطيئة واجتهدوا في طلب المغفرة من الله .
أما اليوم فإني أرى أناسٌ وهم كثر للأسف عن الحق معرضون وفي الباطل يخوضون ولصرح الإسلام ينقضون وفي الفساد يركضون في خطب الجمعة في المساجد ينعسون وتراهم في الملاهي يصحون .
أين الصالح من الفاسد، والفاسق من العابد والطامع من الزاهد ،أين أماكن الفجور والسفور من المساجد ، أين بيوت الدعارة والحانات من المعابد،أين الطاعم الكاسي الراقد ، من الصائم القائم المجاهد.
هيهات هيهات ما بين الولد والوالد ، وشتان بين المقبل على الله والهارب المعرض الشارد المعاند(( ومن الناس من يقول ربنا أتينا في الدنيا وماله في الآخرة من خلاق، ومنهم من يقول ربنا آتينا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ))
الشباب في الحانات والمراقص والشيوخ يفعلون الموبقات معرضون عن الحق ، والنساء خارجات عن الأدب مستخفات بالحجاب فياله من منكر عظيم وشر مستطير والنشء معرض للفتنة والفساد الكبير،وقد استوى في ذلك المأمور والأمير والملك والوزير والغني والفقير فلا يخاف الصغير من الكبير ،فلا الكبير يستحي من الصغير
ففحش وفجور،وقمار ولهو وخمور ، واستهتار وسفور ، وخيانة وزور ، وجهل وغرور وأموال تصرف في المعاصي والشرور.
فلا خوف من الله ، ولا حياء من الخلق .
فتوبوا توبوا نعم توبوا إلى الله قبل أن تموتوا أيها العباد.
وأعلموا أن لكل منا يوم قيامة فيوم قيامة كل إنسان هو موته
والله لكم اخوة سبقوكم في الإسلام لو عرفوا ذلك عنكم لقالوا بصوت واحد أين الإسلام لقد ذهب.
ثم فقت اخوتي من ذلك التخيل وأنا اقول رحماك ربي رحماك
إني في حسرة على هذه الأمة وعلى حالها فالله المستعان على كل أمر.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبة أجمعين .
دمتم بحفظ الرحمن
الموضوع الاصلي
من روعة الكون