السلام عليكم اخواني
قصيده من اروع ما قراته حتى الان..... للشاعر ابن زريق البغدادي
قبل ان اترككم مع هذه القصيده الرائعه ...... ساتحدث عن الشاعر
ابن زريق البغدادي ولد في الكوفه , ورحل الى الاندلس طلبا للرزق لكن للاسف لم يوفق هناك
فعاش وحيدا وفقيرا وتوفي هناك ولم يعد لوطنه ولا لزوجته التي احبها حبا شديدا
ولم يعثر له الا على هذه القصيده التي كان كتبها على رقعه قبل وفاته قرب راسه
في هذه القصيده يصف ابن زريق مشاعر الوحده ولحظه فراقه عن زوجته التي كانت تتشبت به الا يرحل
ولهذا سميت القصيده لا تعذليه
الان اترككم مع رائعةابن زريق
لا تَعذَلِـيـه فَــإِنَّ الـعَـذلَ يُـولِـعُـهُ
قَـد قَلـتِ حَقـاً وَلَكِـن لَيـسَ يَسمَـعُـهُ
جـاوَزتِ فِـي لَـومـهُ حَــداً أَضَـرَّبِـهِ
مِـن حَيـثَ قَـدرتِ أَنَّ اللَـومَ يَنفَـعُـهُ
فَاستَعمِلِـي الرِفـق فِـي تَأِنِيبِـهِ بَــدَلاً
مِن عَذلِهِ فَهُـوَ مُضنـى القَلـبِ مُوجعُـهُ
قَـد كـانَ مُضطَلَعـاً بِالخَـطـبِ يَحمِـلُـهُ
فَضُيَّقَـت بِخُـطُـوبِ المَـهـرِ أَضلُـعُـهُ
يَكفِيـهِ مِـن لَوعَـةِ التَشتِـيـتِ أَنَّ لَــهُ
مِـنَ النَـوى كُـلَّ يَـومٍ مــا يُـروعُـهُ
مــا آبَ مِــن سَـفَـرٍ إِلّا وَأَزعَـجَــهُ
رَأيُ إِلــى سَـفَـرٍ بِالـعَـزمِ يَزمَـعُـهُ
كَأَنَّـمـا هُــوَ فِــي حِــلِّ وَمُرتـحـلٍ
مُـوَكَّـلٍ بِفَـضـاءِ الـلَــهِ يَـذرَعُــهُ
إِنَّ الزَمـانَ أَراهُ فـي الرَحِيـلِ غِـنـىً
وَلَـو إِلـى السَـدّ أَضحـى وَهُـوَ يُزمَعُـهُ
تـأبــى المـطـامـعُ إلا أن تُجَـشّـمـه
للـرزق كـداً وكـم مـمـن يـودعُـهُ
وَمــا مُجـاهَـدَةُ الإِنـسـانِ تَـوصِـلُـهُ
رزقَــاً وَلادَعَــةُ الإِنـسـانِ تَقـطَـعُـهُ
قَـد وَزَّع اللَـهُ بَيـنَ الخَلـقِ رزقَهُـمُـو
لَـم يَخلُـق اللَـهُ مِــن خَـلـقٍ يُضَيِّـعُـهُ
لَكِنَّهُـم كُلِّفُـوا حِرصـاً فلَسـتَ تَــرى
مُستَرزِقـاً وَسِــوى الغـايـاتِ تُقنُـعُـهُ
وَالحِرصُ في الرِزاقِ وَالأَرزاقِ قَد قُسِمَت
بَغِـيُ أَلّا إِنَّ بَـغـيَ الـمَـرءِ يَصـرَعُـهُ
وَالمَهرُ يُعطِي الفَتى مِـن حَيـثُ يَمنَعُـهُ
إِرثـاً وَيَمنَعُـهُ مِــن حَـيـثِ يُطمِـعُـهُ
اِستَودِعُ اللَـهَ فِـي بَغـدادَ لِـي قَمَـراً
بِالكَـرخِ مِـن فَـلَـكِ الأَزرارَ مَطلَـعُـهُ
وَدَّعـتُـهُ وَبــوُدّي لَــو يُـوَدِّعُـنِـي
صَـفـوَ الحَـيـاةِ وَأَنّــي لا أَودعُـــهُ
وَكَم تَشبَّـثَ بـي يَـومَ الرَحيـلِ ضُحَـىً
وَأَدمُـعِــي مُسـتَـهِـلّاتٍ وَأَدمُـعُــهُ
لا أَكُذبـث اللَـهَ ثـوبُ الصَبـرِ مُنخَـرقٌ
عَـنّـي بِفُرقَـتِـهِ لَـكِــن أَرَقِّـعُــهُ
إِنّـي أَوَسِّـعُ عُــذري فِــي جَنايَـتِـهِ
بِالبـيـنِ عِـنـهُ وَجُـرمـي لا يُـوَسِّـعُـهُ
رُزِقـتُ مُلكـاً فَلَـم أَحـسِـن سِياسَـتَـهُ
وَكُـلُّ مَـن لا يُسُـوسُ المُـلـكَ يَخلَـعُـهُ
وَمَـن غَـدا لابِسـاً ثَـوبَ النَعِيـم بِــلا
شَـكـرٍ عَلَـيـهِ فَــإِنَّ الـلَـهَ يَنـزَعُـهُ
اِعتَضتُ مِـن وَجـهِ خِلّـي بَعـدَ فُرقَتِـهِ
كَأسـاً أَجَــرَّعُ مِنـهـا مــا أَجَـرَّعُـهُ
كَم قائِـلٍ لِـي ذُقـتُ البَيـنَ قُلـتُ لَـهُ
الذَنـبُ وَاللَـهِ ذَنبـي لَسـتُ أَدفَـعُـهُ
أَلا أَقمـتَ فَـكـانَ الـرُشـدُ أَجمَـعُـهُ
لَـو أَنَّنِـي يَـومَ بـانَ الـرُشـدُ اتبَـعُـهُ
إِنّــي لَأَقـطَـعُ أيّـامِــي وَأنفِـنُـهـا
بِحَسـرَةٍ مِـنـهُ فِــي قَلـبِـي تُقَطِّـعُـهُ
بِمَـن إِذا هَـجَـعَ الـنُـوّامُ بِــتُّ لَــهُ
بِلَوعَـةٍ مِـنـهُ لَيـلـى لَـسـتُ أَهجَـعُـهُ
لا يَطمِـئـنُّ لِجَنـبـي مَضـجَـعُ وَكَــذا
لا يَطمَئِـنُّ لَــهُ مُــذ بِـنـتُ مَضجَـعُـهُ
مـا كُنـتُ أَحسَـبُ أَنَّ المَهـرَ يَفجَعُنِـي
بِـهِ وَلا أَنّــض بِــي الأَيّــامَ تَفجـعُـهُ
حَتّـى جَـرى البَيـنُ فِيمـا بَينَنـا بِـيَـدٍ
عَـسـراءَ تَمنَعُـنِـي حَـظّـي وَتَمنَـعُـهُ
قَد كُنتُ مِن رَيبِ مَهرِي جازِعـاً فَرِقـاً
فَلَـم أَوقَّ الَّـذي قَـد كُنـتُ أَجـزَعُـهُ
بِاللَهِ يـا مَنـزِلَ العَيـشِ الَّـذي دَرَسـت
آثـارُهُ وَعَفَـت مُــذ بِـنـتُ أَربُـعُـهُ
هَـل الـزَمـانُ مَعِـيـدُ فِـيـكَ لَذَّتُـنـا
أَم اللَيـالِـي الَّـتـي أَمضَـتـهُ تُرجِـعُـهُ
فِـي ذِمَّـةِ اللَـهِ مِـن أَصبَحَـت مَنزلَـهُ
وَجـادَ غَيـثٌ عَلـى مَغـنـاكَ يُمـرِعُـهُ
مَـن عِـنـدَهُ لِــي عَـهـدُ لا يُضيّـعُـهُ
كَمـا لَـهُ عَـهـدُ صِــداقٍ لا أُضَيِّـعُـهُ
وَمَـن يُـصَـدِّعُ قَلـبـي ذِكــرَهُ وَإِذا
جَـرى عَلـى قَلبِـهِ ذِكـري يُصَـدِّعُـهُ
لَأَصـبِــرَنَّ لِـمَـهــرٍ لا يُمَـتِّـعُـنِـي
بِــهِ وَلا بِــيَ فِــي حــالٍ يُمَـتِّـعُـهُ
عِلمـاً بِـأَنَّ اِصطِبـاري مُعقِـبُ فَـرَجـاً
فَأَضيَـقُ الأَمـرِ إِن فَـكَّـرتَ أَوسَـعُـهُ
عَسـى اللَيالـي الَّتـي أَضنَـت بِفُرقَتَنـا
جِسـمـي سَتَجمَعُـنِـي يَـومـاً وَتَجمَـعُـهُ
وتقبلللللللللللللللللواتحياتي ولــــــــــــــــــــــدناس
الموضوع الاصلي
من روعة الكون