بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحبائى فى الله
قال الله فى كتابه الكريم
" وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نَّصْبِرَ عَلَىَ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الأَرْضُ
مِن بَقْلِهَا وَقِثَّآئِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ
اهْبِطُواْ مِصْراً فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَآؤُوْاْ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ
ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ "
البقرة : 61
شرح الكلمات:
{البقل}: وجمعه البقول سائر أنواع الخضر كالجزر والخردل والبطاطس ونحوها.
{القثاء}: الخيار والقته ونحوها.
{الفُوم}: الفوم: الحِنطة وقيل الثوم لذكر البصل بعده.
{اتستبدلون}: الاستبدال ترك شىء وأخذ آخر بدلا عنه.
{ادنى}: اقل صلاحاً وخيريه ومنافع كاستبدال المن والسلوى بالفوم والبقل
{مصراً}: مدينة من المدن قيل لهم هذا وهم فى التيه كالتعجيز لهم والتحدى
لأنهم نكلوا عن قتال الجبارين فاصيبوا بالتيه وحرموا خيرات مدينة القدس وفلسطين.
{ضربت عليهم الذلة}: احاطت بهم ولازمتهم الذلة وهى الصغار والاحتقار.
والمسكنة: والمسكنة وهى الفقر والمهانة
{باءوا بغضب}: رجعوا من طول عملهم وكثرة كسبهم بغضب الله وسخطه عليهم
وبئس ما رجعوا به.
{ذلك بأنهم}: ذلك اشارة الى ما أصابهم. من الذلة والمسكنة والغضب وبأنهم أى
بسبب كفرهم وقتلهم الأنبياء وعصيانهم, فالباء سببية.
{الاعتداء}: مجاوزة الحق الى الباطل, والمعروف إلى المنكر. والعدل الى الظلم.
واذكروا حين أنزلنا عليكم الطعام الحلو, والطير الشهي, فبطِرتم النعمة كعادتكم, وأصابكم
الضيق والملل, فقلتم: يا موسى لن نصبر على طعام ثابت لا يتغير مع الأيام, فادع لنا ربك
يخرج لنا من نبات الأرض طعامًا من البقول والخُضَر, والقثاء والحبوب التي
تؤكل, والعدس, والبصل.
قال موسى - مستنكرًا عليهم -: أتطلبون هذه الأطعمة التي هي أقل قدرًا, وتتركون هذا
الرزق النافع الذي اختاره الله لكم؟ اهبطوا من هذه البادية إلى أي مدينة, تجدوا ما
اشتهيتم كثيرًا في الحقول والأسواق .
ولما هبطوا تبيَّن لهم أنهم يُقَدِّمون اختيارهم - في كل موطن - على اختيار الله , ويُؤْثِرون
شهواتهم على ما اختاره الله لهم, لذلك لزمتهم صِفَةُ الذل وفقر النفوس, وانصرفوا ورجعوا
بغضب من الله , لإعراضهم عن دين الله, ولأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين
ظلمًا وعدوانًا; وذلك بسبب عصيانهم وتجاوزهم حدود ربهم.
ما يستفاد منها:
الفوائد :
1- استحسان الوعظ والتذكير بنعم الله تعالى ونقمه فى الناس.
2- مطالبة ذى النعمة بشكرها, وذلك بطاعة الله تعالى بفعل أوامره وترك نواهيه.
3- ذم الأخلاق السيئة والتنديد بأهلها للعظة والاعتبار.
4- التنديد بكبائر الذنوب كالكفر وقتل النفس بغير الحق لا سيما قتل الأنبياء أو خلفائهم
وهم العلماء الآمرون بالعدل فى الأمة.
5- سوء أخلاق كانت فى سلفهم منها عدم الصبر, والتعنت وسوء التدبير والجهالة
بالخير, والرعونة وغيرهابقولهم يا موسى بدل يا نبى الله او رسول الله لن نصبر
على طعام واحد.
6- قول موسى عليه السلام أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير ما يقرر ذلك ذكرهم
بالعاقبة المرة التي كانت لهم نتيجة كفرهم بآيات الله وقتلهم الانبياء, واعتدائهم وعصيانهم,
وهى أن ضرب الله تعالى عليهم الذلة والمسكنة وغضب عليهم.
7-كل هذا وغيره مما ذكَّر الله تعالى اليهود به فى كتابه من أجل أن يذكروا فيتظوا ويشكروا
فيؤمنوا بنبيه محمد صلى الله عليه وسلم ويدخلوا فى دينه فيكملوا ويسعدوا بعد ان ينجوا
مما حق بهم من الذلة والمسكنة والغضب فى الدنيا, ومن عذاب النار يوم القيامة.
الموضوع الاصلي
من روعة الكون