اسباب الإنحراف السلوكي عند الإنسان
كل من ينظر إلى المجتمع بنظرة متفحصة شاملة يدرك أن هناك فكارتباط في فهم المنظومة الاجتماعية وأن هناك شيء من الاختلال وعدم الاتزان الاجتماعي وذلك كله لابتعادنا عن الحضارة الإسلامية واللهث وراء الحضارة الغربية بما تحمله من قوانين وضعية وشعارات ترويجية ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب.
ونحن على كل حال نأخذ ما يصدر لنا دون وعي أو دراسة متجاهلين الفكر الذي نحمله ومصادره ومدى توافق الفكرين أو اختلافهما.
ولذلك ظهر في مجتمعنا الفساد والانحلال والامبالاة ومما لا يخفى على أحد هذا الوضع الاجتماعي المتردي والأيل للسقوط والانحلال.
وإنه من المفروض أن نتصدى نحن أفراد المجتمع لأي ظاهرة تهدد كيانه أو تخل من اتزانه.
ومن هذه الظواهر تفشي الانحراف السلوكي والسعي وراء الرذيلة تلك الظاهرة التي بدأت تسبب قلقا حادا بسبب سرعة تفشيها من جهة وخطورتها من جهة أخرى.
وعلى كل حال علينا مناقشة هذه الظاهرة من حيث أسباب نشوئها وأخطارها والبحث عن حلول منطقية لعلاجها.
أما الأسباب التي كونت هذه الظاهرة فهي كالتالي:
1-انحراف التربية: فقد اختلت التربية وانحرفت عن مسارها وبدت تسلك منحى آخر حيث ركزت فيه على الماديات وهمشت الروحانيات.وأصبح الأبوان يفكران في مأكل الطفل وملبسه وتهيئة الظروف لتحقيق كل رغباته الآنية والمستقبلية فركزا على التعليم أكثر من التربية وأعطاه الحرية التامة دون أن يعطى حصانة ومناعة من تلك الأمراض الخلقية والنفسية فكان كل همهما أن يكون ولدا متميزا من الظاهر حتى ولو كان له خواء روحيا أو انحرافا سلوكيا.
2-غياب الوازع الديني: حافظ آبائنا على القيم الدينية واعتبروها ثوابت لا يمكن تجاوزها فتكونت لديهم حصانة ذاتية تمنعهم من ارتكاب المعاصي.
ولو أن أحدا ارتكب ذنبا ما فإن صوت الضمير ومحاكمته سوف ترده إلى الخط السوي والطريق الحق فيكون بعده تائبا منيبا.
أما الآن فقد مات عند البعض بل الأغلب الضمير وتبلد الحس كما إن الحصانة الدينية فقدت سيطرتها على الذات بسبب عدم تبني تلك المبادئ أو ربما عدم تقبلها متجسدة في أرض الواقع.
3-غياب الرقابة الاجتماعية: المجتمع له أثره وتأثيره على الفرد لأن الإنسان اجتماعي بطبعه ولذلك فهو يحترم الأعراف والتقاليد حتى صارت لها الأولوية وقد أغفل المجتمع عن فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فأصبح ينظر إلى هذه الظاهرة بنظرة القبول والتقبل أو انه يلتمس لها الأعذار وأخذ البعض يتفاخر أمام الآخرين بمغامراته وعلاقاته.
4-دور وسائل الأعلام: شكلت وسائل الأعلام ثقافة خاصة تسعى بأن تجرد الإنسان من كل ثوابته لتنطمس ويكون تبعًا للآخر حيث يتقمص شخصيته ويتبنى أفكاره ويتقبل آراءه وحلوله ومقترحاته دون قيد أو شرط.
ولا شك إنه لا يخفى على أحد ما يشكله الأعلام المنفتح من خطر على أي مجتمع محافظ وخاصة إذا كان أعداء هذا المجتمع هم من يديروا ذلك الأعلام ويكرسوه لتحقيق رغباتهم وتطلعاتهم وهم مومنون كل الإيمان بصراع الحضارات وعولمة الحضارة الغربية.
والوسائل الإعلامية تحمل شي من الثقافة إلا إن اغلبها من الثقافة المستهلكة والموبواة وهي بالتالي سلاح ذو حدين يحمل في طياته الخير والشر.
5-الفراغ والضياع: يشكل الفراغ خطرا كبيرا على الإنسان إذا لم يستغله في تحقيق ذاته وخدمة مجتمعه.
فالفراغ يجعل من الإنسان ألعوبة فيتبنى أي فكرة تخطر في باله حتى يملي بها وقته ويتخلص من فراغه القاتل وبالخصوص إذا كانت هذه الفكرة تحقق متعه حتى ولو كانت هذه المتع آنية ربما تجر بعدها الويلات.
ووسائل الترفيه المستوردة في أغلبها لا تبني الإنسان ولا تنمي مواهبه كما إنها لا تخدم المجتمع أما القسم الآخر منها فإننا لا نستخدمه الاستخدام الأمثل بل يغلب على استخداماتنا - لهذا النوع – العبث بحيث يكون المردود سلبي على الفرد والمجتمع ومما يتجلى في هذا المضمار استخدامنا للشبكة العنكبوتية ( الانترنت ) ووسائل الاتصال والأماكن الترفيهية.
6-عزوف الشباب عن الزواج:
تتبلور الأفكار مع مرور الزمن ومن هذه الأفكار فكرة تأجيل الزواج أو العزوف عنه وهذا يرجى إلى اسباب كثيرة وتوابع الزواج والرغبة في عدم تحمل المسئولية والبحث عن الحرية والاستمتاع و إكمال الدراسة و البحث عن عمل.
واياً كانت الأسباب سيظل العزوف عن الزواج من أهم الاسباب التي تودي إلى الإنحراف السلوكي .
الموضوع الاصلي
من روعة الكون