مخلوقات غريبة تستوطن غابة غويانا المطرية
في أعماق الغابات المطرية الاستوائية في غويانا الفرنسية تعيش بعض الحيوانات الغريبة والرائعة والتي نادراً ما تشاهد من قبل البشر.
تغمر رائحة الفانيلا المنبعثة من النباتات السحلبية الاستوائية والغطاء النباتي الرطب برناديت جيلبرتاس بينما ترفع نفسها الى الأعلى متسلقة على حبل طويل وسميك نحو الجزء الأعلى المتغضن من الغابة المطرية.
وتقوم برناديت بتعديل العدة التي تستخدمها في تسلق الصخور وتستخدم مشدات لتثبيت حلقات لأقدامها على الحبل الذي يمتد صعوداً الى منصة خشبية استخدمت فيما مضى من قبل علماء كانوا يدرسون الجزء الأعلى من الغابة. وعلى ارتفاع 50 متراً وهو ما يعادل ثلثي المسافة الى أّعلى الغابة، تتوقف برناديت من اجل تصوير مخلوق غريب الشكل متشبثة بالشجرة المجاورة. وفي الأسفل، يستعد أوليفيير غرونوالد لكي يلحق بها.
إن المخلوقات التي قاموا بتصويرها من أسفل الغابة وحتى الجزء العلوي منها لا تشبه أي من المخلوقات التي رآها الناس من قبل. فعدد من هذه الكائنات استطاع ان يطور أشكالاً وألواناً تمنحه مظهراً خارقاً للطبيعة تقريباً وهو ما يستغله للتمويه أو التخويف أو الدفاع عن النفس. ويستخدم المصورون وسائل للتسلق بغرض الاقتراب منها دون ازعاجها.
يمكن لهذه المهمة ان تكون خطرة للغاية، فإلى جانب خطر السقوط من أعلى أو الانزلاق من الجبل، هناك أخطار تكمن في الكائنات نفسها التي تعيش في الغابة. وتقول برناديت بهذا الخصوص: «في أحد الأيام، حسبت مستوطنة من النمل الأسود بطريق الخطأ ان الحبل الذي نستخدمه هو ساق لنبتة العنب، كانت لدغتها شديدة حقاً، وتشعر كأنك حرقت يدك، ويمكنها حتى ان تلدغ من فوق القفازات، لم نستطع ان نصرفها من أذهاننا، ولهذا كان علينا ان نحاول تجاهلها بينما كنا نسرع في النزول».
ومن أغرب الحيوانات الموجودة في الغابة مخلوق يسمى «متاماتا» وهو نوع من أنواع السلاحف التي تعيش في السبخات الاستوائية، وهي تجذب السمك اليها عن طريق هز النتوء الجلدي تحت رقبتها، وعندما تسبح السمكة الفضولية فوقه تقوم السلحفاة بفتح فمها وابتلاع السمكة مع الماء في جرعة سريعة.
ومن المخلوقات الغريبة ايضاً ذبابة المصباح التي تنتمي الى عائلة الجدجد «صرّار الليل» ولكنها تختلف في الشكل عن أي من أفراد عائلتها، فهي تملك أنفاً يشبه حبة الفستق ولا يعرف على وجه التحديد الغرض منه، ولكن يعتقد بأنه يعمل على اطلاق الضوء ومن هنا جاء اسم «ذبابة المصباح».
وعندما تقوم الذبابة بالتزاوج أو الاتصال بمثيلاتها فإنها تهز أرجلها على أغصان الشجر، فتقوم الذبابة الاخرى بالتقاط الاشارات عبر الاغصان بواسطة أرجلها.
وهناك مخلوق آخر غريب يدعى «عنكبوت الغابة المطرية» ويتمتع هذا العنكبوت الصغير الجميل بحدبة غير عادية على بطنه، وشكله هذا يجعل من الصعب عليه المشي على الأرض، ولكنه مريح بالنسبة للمشي على الأغصان والنباتات المتعرضة. أما لونه الزاهي فيقنع المفترسين بأن طعمه سييء أو مسمم، لكنه غير سام بالنسبة للبشر.
ومن المخلوقات المبدعة في فن التمويه جندب يدعى «جندب الورقة» حيث يبدو للناظر اليه ورقة خضراء كأي ورقة حقيقية في محيطها. ولقد احتاج المصورون الى بضع دقائق كي يتمكنوا من مشاهدته مع انهم كانوا على يقين من وجوده. ومن المخلوقات القريبة ايضاً الخنفساء طويلة القرون التي تقتات على الخشب وتشبه في شكلها قطعة من اللحاء المغطى بالاشنة مما يعطيها ميزة في التمويه. وتقوم الانثى بوضع بيوضها على غصن يابس، وعندما تفقس البيوض، تقوم اليرقات بحفر جحر لها في الخشب وتبقى فيه حتى يكتمل نموها.
ولا تنتهي الغرابة في أشكال المخلوقات وطريقة تمويا عند هذا الحد، فهناك حيوانات تستغل لونها وحجمها في خداع الحيوانات المفترسة مثلما يفعل ضفدع الاوراق، الذي يتخذ لون الأوراق البني ويتخذ وضعية تجعله يبدو جزءا من الورقة التي يرقد عليها
ونعتقد اننا عرفنا كل شي.........
منقوووووووووووووووووول
الموضوع الاصلي
من روعة الكون