وجدا نفسيهما وجهاً لوجه مع الرغبة الشرسة التي أطاحت بمقاومة الحرمان, و صرعت على الجانبين الصمود الذي يجب أن يكون, و انتصر الضعف البشري سمة تلك المرحلة من العمر.تحت قوة لها قسوة و لا قوة تبطن بالصبر الذي لا يرى على مد البصر بصيص الأمل التعاسة بكل أنواعها مجتمعة منفردة و الآلآم في نخاعها تطبق عليها ويجري القلق مع الدماء في أوردتها يوشك أن يفجرها, و الذنب يتعاظم يدق أنحاءها ,يقطع أحشاءها يتصاعد في همجية إلى عظام رأسها ,لا تملك الشكوى؟! و ليس من حقها أن تستجير .......و تشكو لمن و تستجير بمن؟؟؟؟؟؟؟و هي الجانية و المجني عليها.حقيقة أن لها شريك؟ و لكن أين الشريك الآن ؟و حتى و لو جاء أيستطيع أن يحمل عتها شيئا من هذا العذاب الذي يبثه الشعور بالإثم المضاعف ثم يسد كل أمل لها بالغفران؟فهي من شدة وطأته تستحي أن تسأل الله أن يغفر لها.إنها اللحظة التي تتمزق فيها شظايا يلا بقايا.فهي تستقبل في كل ذرة من أنحاء جسدها آلام المخاض.أعظم اللآلام التي تختلط بالفرحة لاجتياز تجربة المعجزة الإنسانية.حيث تقذف المرأة ذلك الجنين الذي عاش الشهور في بطنها و أقرب ما يكون إلى قلبها ناشراً وجوده في كافة أنحائها.لكنها دون الأمهات الائي يعبرن عن اعظم لحظة في حياة الأمهات.تقتلع من نفسها مرارة الإحباط لذة الشعور بالوقفة المهيبة على أبواب الأمومة
فهذا الجنين القادم لا يجب أن يبقى فوجوده يتعارض مع وجودها على قيد الحياة.فلا بد من محوه و القضاء على آثاره وعليها وحدها فعل ذلك عليها وحدها أن تزيل فلذة كبدها من الوجود و رفعت في محنتها و قمة آلامها وجا إلى السماء تستنجد بالله
فلم تر صفاء السماء و لا نجومها,و إنما شهدت الإثم يسد الأفق .فصرخت صرخة مكتومة لتزحزح بها اليأس الذي ران على قلبها,وسالت دموعها تطلب المغفرة لإنسان غلبته المعاصي و الذنوب فخاطب ربه بعد أن أمسك الاستحياء بلسانه!كان من الممكن ان تكون لحظات استقبال ذلك الجنين موجات من الفرح موزعة على العائلةالتي تكتم عنهم الآن صرخاتها و آلامها
و لكنها دائما عديمة الجدوى حينما تأتي بعد فوات الأوان.كل الأمور كانت تمضي كما تتمنى حينما ربطت بينهم جيرة الحي و المنطقة.كانت تترك العنان لحجابها ليتمايل مع الريح أينما تمايل و لشعرها الحرية كي تتجاذبه نسمات الهواء برقةإلى أن وقعت الكارثة و اصطادتها عيون الذئاب الشاردة.و لأنه يرابط و يقف كل يومأمام مدرستها (الثانوية التجارية) ثم يسير خلفها ببطء دون أن يحاول الاقتراب منها أو التكلم معها ,ولكنه لفت نظرها حتى اعتادت أن تبحث عن راحتها في المكان الذي تجده فيه................كلما خرجت من المنزل إذا رأته أحست بالسعادة الدافقة...........وإذا لم تره أحست و كأنما فقدت روحها و راحتها.وحدث فعلا أن لم موجوداً فأصيبت بالهلع و الفزع.و تذكرت أنها لو كلمته و تخلصت من زميلاتها لكان اقترب و شرع يركض نحوها.ومرة رأته واقفاً فاستدارت له و ابتسمت فشرع يركض نحوها.عرفت من خلاله انه طالب مثلها في (الثانوية)
وأن ابوه ألحقه في وظيفة لا يحبها في الحكم المحلي و قد طلب منه أبوه أ يشتغل بها لأنها ذو الراتب الشهري الأعلى.
وقد طلب منه أبوه أن لا يحب و أن لا يتزوج حتى يجمع من وظيفته ما يؤهله للزواج.ولكن لا أدري كيف استطاع هذا الشاب أن يخرج عن خطة والد أغلب الظن أن في ملامحها مسحة أنثوية تسلب العقول و تدير القلوب تحف بعينيها عزة جريحة تحاول المذلة أن تخضعه جسدها قنينة عطر في عينيها شيء من الصعب أن يوصف فلا هو السحر و لا هو الهوى و لكنه خليط من هذا و ذاك.و عندما سألها عن حالها "طأطأت رأسها و أجهشت بالبكاء",قالت له إن أبوي قد تطلقا وقد كنت دون العاشرة من عمري و تزوج كل منهما و لاأ دري أين أعيش و خصوصاً أن زوج أمي لا يريدني أن أعيش معه فذهبت كي أعيش عند زوجة أبي التي تسيطر على الوضع في الحارة و الغريب في الموضوع أنها تريد أن تزوجني من ابنها الذي استهوته المقاهي و الجلوس في الشوارع و يعيش على الإتاوات من الناس الأغنياء.و إذا أردت أن تخطبني فسأدبرلك لقاء مع والدي خارج البيت لأن زوجة أبي إذا عرفت في الموضوع سوف تحيل حياته للون الهباب.و فعلاًتم اللقاء و تمت الخطبة. وتحت مظلة الخطبة أتيحت لهما القاءات المتعددة التي جعلتهما وجهاً لوجه مع الرغبة الشرسة التي أطاحت بمقاومة الحرمان و صرعت على الجانبين الصمود الذي يجب أن يكون في تلك المرحلة من العمر.بعد أسابيع فقط أعلن الخطأ أنه قادم غير عابىء بما حوله من المحاذير,و ثقلت عليها الهموم فاعترفت لأمها فلطمت الأم على خديها و بدؤوا بالبحث للخطيبين عن بيت فبل موعد العرس بيومين.وفي يوم و هي في غرفتها فاجأتها آلام المخاض,و ربطت على أعصابها بصبر لم تدر من أين جاءها
و حمدت ربها أنه لا يوجد أحد في البيت غيرها فهي لا تريد أن يشهد فضيحتها أي مخلوق و الألم يدق أرجاءها بين الحين و الحينو تشعر أن روحها تخرج من أسفلها و تخرج منها صرخة متأججة فتدفن وجا في وسادة و هي على يقين أنها تموت رويدا رويدا و شق الجنين طريقه و غالبت الإغماء لتقوى على قذف الجنين من بطنها و انتصرت للجنين الذي صار حياة تتحرك تحتها يحاول في إصرار أن تصرخ و مدت يدها على فمه تحاول في جنون أن تكتم صرخاته, و صرخاتها هي و حينما عادت من الإغماء وجدت نفسها قد خرجت من ورطة أصغر إلى ورطة أكبر فقد كان الجنين لا يصرخ و لا يتحرك وقد خرج من الحياة التي كان على أبوابها و قامت بالتخلص من المولود في سذاجة و قلة ضمير فقد لفت المولود و قد كان "أنثى" و ألقته في المنور و رجعت إلى مكان الولادة و أزالت كل آثار الحمل و الدماء و الولادة "لتقول أن الحمل لم يكن حملاً." ولتوهم الجميع أنها كانت مريضة فقط"؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!! !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
الموضوع الاصلي
من روعة الكون