أحببني كما تريد ، ولكن أبغضني كما أريد
تتفاجأ بخفقان قلبك عندما تلتقي شخصاً لأول مرة .
تتعجب لهذه الإستجابة السريعة ، وتلك (( الطفرة )) في مشاعرك .. وتتسائل :
ما سر إنجذابي لهذا الشخص ؟ لماذا شدّ انتباهي ؟ وحظي باهتمامي ؟
قد لا تحاوره ، لكن نظراتك تتبعه . وهو يخطو مبتعداً ، بل وأعجب من ذلك أن ترتاد المكان
الذي رأيته فيه لأول مرة ، وإن لقيته ، أصبحت عادتك . شيئاً ما يدفعك لهذا التصرف .
ربما كان أول الكلام سلام ، وماذا بعد السلام ؟
يا للمشاعر ، حين تتدفق كشلال جميل ، وتنهمر كمطر عذب فتكون مراغبة بين طرفين ، لا مخالبة ولا محاسبة .
يا للمودة ، حين تزهر في النفوس ، وتتفتق في الحنايا فترسل أريجها ، وينضج عطرها ، فلا مكان لغل ،
ولا موقع لضغينة .
يا للمحبة ، حين تشرق في الوجوه طلاقة ، فيفتر الثغر عن ابتسامة ، وينطق اللسان لباقة ،
ويلوح في العينين بريق البشر .
أجمل بالعمر ربيعاً من طفولة ، وأجمل بالحياة لوحة من صدق ، لتصدح العنادل ابتهاجاً
وتغني البلابل سروراً . فإذا كان التفاؤل للمريض نصف العافية ، فإن المحبة هي العافية كلها
لأنها تغسل القلوب من أدرانها . وكلنا بحاجة الى هذا (السائل السحري) ولكن هوناً ما ،
لئلا يتحول الحب الى سوط إذلال .
لو نبت في صدرك حقد ، تحولّ الى شوكة ، تشقيك وتدمي غيرك ، استبدلها بزهرة تزيّنك
وتسِرُّ غيرك . أحب من تريد وكيفما تريد ، ولكن عندما تكره ، اغمض عينيك لئلا يجتاح الجميع .
الموضوع الاصلي
من روعة الكون