الـــــجـــــ الـــــســـــابـــــع عـــــشـــــر ـــــزء
بعد تردد وصل مشاري للمستشفى وحط يده ع باب غرفه ريما وقبل يفتحه سمع ضحكات جوى , دقق بالصوت أكثر كانت ضحكات ابو فراس وأم فراس والبنات ماليه الغرفة
خفت مسكت مشاري ع الباب وحس بخوفه يتضاعف , ريما عمرها ما ضحكت مع أبوها لأنها لما فقدت الذاكرة كانت دايما ع خلاف معاه وهذا اكبر دليل ع إن ريما رجعت ريما الي ماحبها ولا حب شخصيتها
ابتعد عن الباب بخوف وصوت جواه يأمره بالطلعة من المستشفى , كان ناوي يرجع لسيارته لما انفتح باب ريما وطلع منه أبو فراس وأروى ونجلاء , طالعهم بصمت وهم استغربوا وجوده ورى الباب
قالت أروى : (( مشاري ليش ما تدخل ؟؟ ))
عقد مشاري حواجبه وقال : (( لالا بس كنت جاي اتطمن إذا تحتاجو شي , وخلاص انا ماشي ))
نجلاء : (( وريما ما راح تسلم عليها ترى من أول ماصحت وأنت ما شفتها ))
حست بغصة بحلقه وخوف وقال : (( ما أبي اقطع عليكم جلستكم معاها , أمرها وقت ثاني ))
ابو فراس : (( ع العموم إحنا طالعين وأم فراس داخل عندها إذا تبي تدخل ))
أروى بخوف : (( مشاري فيك شي؟؟؟ ))
رفع عينه لأروى وقال بسرعة : (( لا لا ولا شي ))
في هاللحظه طلعت أم فراس من الغرفة وقالت : (( ليش ما رحتو للحين من جالسين تكلموا؟؟ )) طاحت عينها ع مشاري وابتسمت وقالت له : (( كنت عارفه انك راح ترجع , تعال حبيبي سلم ع ريما ))
اعترض مشاري : (( يمكن تكون نايمه أو تعبانه أمرها وقت ثاني ))
أم فراس : (( لا ريما صاحية تعال ))
ابو فراس : (( يله بنات نمشي أبي أنام عندي شغل بكره ))
مشت نجلاء مع أبوها أما أروى وقفت جنب مشاري وطالعته بخوف واضح وقالت : (( مشاري شكلك مرهق , وشكلك ما أكلت شي من الصباح؟؟ ))
كذب عليها لما قال : (( لا توني تعشيت ))
أروى : (( طيب ادخل ارتاح شوي , ولا ترجع وأنت كذا أحسك راح يغمى عليك من الإرهاق ))
ابتسم لها مشاري غصب عنه : (( لا تخافي علي أنا بخير ))
ابتسمت له أروى وقالت : (( اوكي مشاري عن أذنك وانتبه لنفسك ))
طالعها مشاري باستغراب ايش سر هالاهتمام المفاجئ؟؟؟
بعدت أروى عنه ولحقت بابوها وأختها
أما أم فراس ظلت تطالع بنتها بحزن لما اختفت عن عينها , والتفتت ع مشاري وقالت : (( ليش ما تبي تشوف ريما ؟؟ ))
حاول يدافع عن نفسه وقال : (( أنا ......... لا بالعكس ودي أشوفها ))
أم فراس : (( طيب تفضل ))
تردد يدخل والا لا , لازم يدخل ع شان ما يبين ضعفه قدام أي مخلوق , والي يصير يصير , خلاص يبي يريح نفسه ويعرف مشاعر هالبنت ناحيته
كانت رجوله ثقيلة مره وهو يحاول يسحبها سحب ع شان يدخل , أم فراس سبقته لجوى الغرفة
أما مشاري كانت حالته صعبه مرررررررره , أول ما دخل الغرفة كان وده يبكي ويترجى ريما إنها تتذكره وتتذكر كل لحظه عاشها معاها , وده يقول لها انه كان نايم طول عمره وما صحى إلا لما حبها, وده تنسى كل شي إلا الوقت الي كانت معاه , طول عمره قوي إلا بهاللحظه كانت أسوء لحظات حياته وأطولها
أول ما طاحت عينه ع ريما لقاها بنفس مكانها ممدده ع السرير ولكن الاجهزه الي كانت عليها انشالت والشحوب الي كان يغطي وجا خف , كانت مو منتبهة له ابد لأنها كانت تطالع شي بيدها
قرب منها وجواه يصرخ يقول تكفين يا ريما حددي مصيري
طالعها وهو كان يرتعش مرررره وقال بلعثمة وبصوت متقطع : (( الحمد ... لله ... ع .. ع..سلامتك ))
التفتت ريما بسرعة ع مشاري , والتقت عيونهم , مشاري كان وده يترجاها ترحمه وتقول له بايش حست وكيف شافته ؟؟
شافته العدو لها , مشاري الي تكره الساعة الي تشوفه فيها ؟؟
والى مشاري الحبيب الي تشتاق له وتحبه بجنون؟؟
وده يخنقها بس تتكلم صمتها ونظراتها له قتلته
كان الصمت يعم المكان , لحد ما قطعته أم فراس وقالت : (( عن أذنكم بروح أسال الممرضة متى الدكتور سمح لريما تطلع ))
لما محد منهم رد عليها طلعت من الغرفة ومشاري مكانه , وعينه ماتنزل عن ريما
أما ريما كانت تطالعه بنظرات ما قدر يفسرها زعل؟؟ حب؟؟ غرور؟؟ ندم؟؟؟ كره؟؟؟ ما يدري ؟؟
خلاص أعصابه تلفت , قرب منها ووقف جنبها بالسرير وقال وهو يرتعش : (( ما تشوفي شر يا ..... ريما ))
باختصار قالت : (( شكرا ))
هنا تأكد مره أنها ما تتذكر أي شي , خلاص لازم يطلع وينهي هالموقف السخيف , سوى الي عليه وجاء يتأكد ويسمع بنفسه رفضها له , وهذا هو يشوف نظراتها وكرا له
اتجه ناحية الباب بس الصوت الي جواه مازال يصرخ يبي يتأكد , كان عنده بصيص أمل إن ريما ما راحت , ريما الحساسة الحنونة الي تطالعه الحين بنظرات كلها برود ولا كأنها بيوم قالت له احبك , ما طاوعه قلبه يروح ويتركها لازم يتأكد أكثر , التفت ع ريما وبإصرار قال لها : (( ريما تتذكري ايش صار بالفترة الي فقدتي فيها الذاكرة؟؟ ))
بنفس برودها قالت : (( ايش صار؟؟ ))
يهزها؟؟ يضربها مع راسها ع شان تتذكره؟؟والا ايش يسوي لها؟؟؟ قال : (( ما تتذكري أي شي بهذيك الفترة؟؟؟؟ ))
رجعت ريما عينها للي كان بيدها وقالت ببرود : (( أنا تذكرت الي يهمني ))
صح الي يهمها , أكيد أبو زيد والفلوس والبهرجة الكذابة , شلون فكر بوحدة انتهازية مثلها , طعنته كلمتها وإحساسه بالقهر يتضاعف مع كل كلمه تقولها
طالعها بحزن لحالها قبل حاله , عايشه طول عمرها بكذبه , تأمل وجا كويس لان هذي آخر مره يشوف ريما الحبيبة ريما الي كان يتمناها زوجه له , خلاص من اليوم راح تعامله كأنه حثالة , ريما الي كان يحلم فيها راحت وحل مكانها ريما الحقيقة.
رجع من مكان ما جاء وعطى ريما ظهره وهو مجروح جرح مستحيل يبرا ابد ابد ابد , قبل تنمد يده للباب دخلت أم فراس وهي تبتسم ولما شافت ملامح مشاري الجامدة سكتت وطالعت ريما لقتها تقرى التعليمات الي عطاها الدكتور وهي مو مهتمة لوجود مشاري تساءلت ؟؟ يا ترى ايش الي غيرها ع مشاري؟؟
التفت مشاري ع خالته وقال : (( يله خالتي عن أذنك والحمدلله ع سلامتها ))
أم فراس : (( ليش بدري حبيبي , رحت طلبت لنا كوفي الحين راح يجيبوه , خلك شوي ))
قبل يرد تكلمت ريما : (( ايه ماما خلينا نشرب الكوفي تحت بالحديقة ترى جوها مره أحسن من هالغرفه ))
نزلت عليه الكلمة مثل الصاعقة ؟؟ الحديقة؟؟؟ أصلا ريما ما تدري بوجودها إلا من طريق مشاري هو الي طلع معاها للحديقة وجلسوا مع بعض
التفت لها وهو مستغرب شلون تذكرت الحديقة , لا تكون ...؟؟ ايه لا تكون تتذكره بس .. ؟؟؟ بس ما تبيه ؟؟ أكيد أنها تتذكر كل شي بس هي ندمت ع كل شي بينهم , ايه صح أصلا هي قالت أنها تذكرت الي يهمها , وأكيد هو مو من ضمن هالاهتمامات.
طالعها مشاري والدم يغلي غلي بعروقه وقال : (( أكيد يا ريما راح ننزل للحديقة الي أكيد تعرفي تفاصيلها مره زين والا لا يا بنت خالي؟؟ )).
رفعت عينها له وكان متأكد هالمره إنها نظرة خوف وربكة.
التفت ع أم فراس الي مو فاهمه شي وقال لها : (( خالتي لو سمحتي ممكن تتركيني مع ريما دقايق )).
اعترضت ريما : (( بس أنا مابيني وبينك أي شي ع شان نجلس لوحدنا )).
مشاري : (( لا بيننا تصفيه حسابات يا... يا انسه ريما , يا........... يا حرم أبو زيد المستقبلية )).
التفت ع أم فراس الي للحين واقفة ما تحركت وقال : (( تسمحي يا خالتي؟؟ ))
استأذنت أم فراس وطلعت لأنها تبي هالمشكله تنحل لأنها هي أصلا شايله هم هالحب, وإذا تصفية هالحسابات الي يتكلم عنها مشاري راح تحل كل شي فلازم تعطيهم فرصه
قرب مشاري من ريما أكثر , وهي كانت تسوي نفسها مشغولة تقرى الورقة الي معاها وكأنها ماسوت شي , لما وصل مشاري جنبها سحب الورقة من يدها وقال بقسوة : (( أنا مو عارف ليش تمثلي علي انك ما تتذكري الي بيننا؟؟ إذا تحسي إن الوقت الي قضيتيه معاي عار عليك , وإذا تحسي إن حبك لي اكبر غلطه ارتكبتيها بحياتك , وإذا تحسي اني انتهزت فرصه مرضك وفقدانك للذاكرة ع شان أجبرك ع حبي , فأنتي مغفلة واكبر مغفلة , لأني كنت احبك وأحب الأرض الي تمشي عليها ,, انتي مغفلة لأنك لو تلفي الدنيا كلها ما راح تلقي واحد يحبك مثل ما حبيتك , بس أظاهر طلعت أنا المغفل مو انتي لأنك تسليتي فيني فتره مرضك ولما رجعتي لوضعك تركتي هالمسكين المحطم وراك ينتظر يسمع منك كلمه حبيبي مشاري أنا ما نسيتك , بس إذا تتوقعي ان بتصرفك هذا راح انهار وابكي وأتحطم فأنتي غلطانة , أنا أقوى من إن وحده مثلك تهزني )) تنهد بقهر وحسره وقال : (( انتي الي نسيتي يا ريما وبعتي وانا من اليوم راح اعتبرك مثل نجلاء وأروى )) ابتسم بسخرية وقال : (( من الغباء مني اني اعتقدت ان ممكن أغيرك , كنت متوقع إني اقدر أحولك لإنسانه عندها إحساس بس للأسف انتي ولا شي ))
كانت جامدة مكانها ما تنطق باي شي بس متأكد انه لمح دمعه تنزل ع خدها , كان ناوي يطلع ويتركها لضميرها الميت .
قبل يوصل للباب سمع شهقاتها الي كانت حابستها بصدرها وهي تترجاه انه ما يطلع : (( مشاري الله يخليك لا تطلع )).
التفت عليها وطالعها باحتقار وقال : (( ليش فيه شي نسيتيه؟؟ )).
صارعت موجه البكاء الي انتابتها وقالت : (( مشاري أنا قاعده اضغط ع نفسي ع شان انهي الي بيننا , وأنت بهالشكل تصعب علي , تتوقع اني ما أتعذب وأنا أشوف أكثر واحد حبيته واقف قدامي ويسمعني كلام يجرح؟؟ )).
عقد مشاري حواجبه باستغراب وقال : (( وليش تجبري نفسك تتركيني!! )).
ما قدرت تجاوب ريما , ولما طال سكوتها ضحك مشاري بسخرية وقال : (( ايه صح نسيت , أنا مشاري الفقير المسكين , ه , وأنتي تبي ابو زيد الغني الي راح يعيشك ملكه وأسهل حل انك تحذفي مشاري من قائمه معارفك وتعتبري نفسك ما شفتيه ه )).