الـــــجـــــ الـــــخـــــامـــــس ـــــزء
اماني كانت جالسه ع الارض ومعطيه الباب ضهرها , اما ريما كانت منسدحه على رجول اماني ومستحيل تشوف الي عند الباب لان اماني مغطيه عليها , صرخت ريما بصوت عالي ومزعج : (( ادخل يا منصور ))
انفتح الباب وتكلمت ريما : (( منصور حط الاوراق فوق المكتب وانا اشوفها بعدين ))
سمعوا صوت تكلم ولكن ما كان صوت منصور ابد , كان صوت رجولي جذاب صوت كله سحر ورجوله وثقه بالنفس لما قال : (( مدري انا داخل غرفة مديره والا قهوه شعبيه ؟؟ ))
الكل التفت لما سمع هالكلمات وبالاخص لما سمعوا هالصوت الرجولي , الا الجوهره كانت حاطه الوكمان في اذنها وخاشه جو رقص واغاني ومو حاسه بالي حواليها , ماحست بنفسها الا لما رمت عليها نوره قلم من بعيد فوقها من عالمها وبعدت السماعات عن اذنها وصرخت : (( وجع خوفتيني ))
انتبهت لنظرات تهاني ونوره وهم جالسين ع المكتب يتاملو الباب , تداركت نفسها بسرعه والتفتت ع الباب لقت شخص واقف يتأملها وهي ترقص انصدمت لانها ما توقعت ان فيه احد وهي خاشه جو رقص وانصدمت اكثر لما شافت شكله الي ماتقدر توصفه الا انه اوسم واحد شافته بحياتها مبين عليه انه خليجي من لون بشرته الحنطي الي مايل للسمار , طويل مره جسمه رياضي متناسق , كان لابس بنطلون اسود وقميص ابيض ولابس كرفته ممزوجه بلونين الابيض والاسود وبعض الخطوط الحمر الخفيفه كل شي فيه مرتب من تسريحة شعره لجزمته ولبسه يدل ع ذوق رفيع , شعره اسود او شديد السواد لون عيونه مثل لون شعره سوداء , اكثر شي لفت انتباه البنات له هو عيونه الي كلهم انسطلوا عليها الي من حلاتها ممكن تذوب اي بنت تشوفها , عيون واسعه بشكل جذاب نظرتها حاده تزيد من رجولته , رموشه مره كثيفه وطويله , خشم ارستقراطي او بالمعنى العامي سله سيف , شفته حلوه تخفي اسنان مرتبه وبيضاء , حتى ان اماني لما شافت اسنانه كانت تعتقد انها من كثر بياضها صارت شفافه , كل شي في هالشاب يخليك تعجز عن الكلام وانت تطالعه لانك راح تلهى في تأمل ملامحه الجذابه
كانت الجوهره واقفه تتامله وهي منجنه عليه بس الاحراج من الموقف الي شافها عليه مسبب لها حرج كبير
اما نوره وتهاني كانت حالتهم ماتقل احراج عن حاله الجوهره لانه شافهم فاتحين ع صفحه شاتينق وفي المكتب وبجهاز مديره الصفحه السياسيه ايش راح يقول عنهم ؟؟؟ والله المديره بعد , ع شان كذا الي ماكل عجين يمغصه بطنه
اما اماني حالتها تصعب ع الكافر من اول ماشافت هالشخص وهي في عالم ثاني حتى انها مافكرت تقوم من الارض لانها تحس ان رجولها انشلت , غرقت في احلام لما شافت عيونه الي انجنت عليها وع شكله الجذاب وماقدرت تنطق بكلمه وحده
اما ريما فأيش اقول عنها لاول مره بحياتها يلفت انتباها واحد بهالشكل , الشباب عندها كلهم واحد مهما وصلت وسامته , بحكم معارفهم وعلاقات ابوها كان يمر عليها ناس كثير منهم القبيحين ومنهم الوسيمين ومنهم العاديين ومنهم ملكين جمال بس هالشاب الي واقف قدامها غير كل الي شافتهم مستحيل تقدر تتحاشي عيونه وجاذبيتها , مستحيل تقدر تتجاهل وسامته واناقته , رغم انها حست بقلبها يدق بقوه من اول ماطاحت عينها عليه الا انها انتبهت لنفسها وقامت بغرور وقالت : (( خير انشالله لا احم ولا دستور؟؟ ))
التفت لجهتها وفي عيونه نظره استهزاء تبدلت على طول اول ماطاحت عينه عليها , رغم خبره ريما في نظرات الشباب الا انها ماقدرت تحدد نوع النظره الي يطالعها بها هل هي اعجاب او احتقار او نظره عاديه لان عيونه لغز ومستحيل تقدر تحله , ظلت عيونهم ببعض مده من الوقت وريما مو قادره تفهم نظراته الي كلها غموض , ورغم هذا كانت مستمتعه وهي تطالع احلى عيون شافتها بحياتها
في هاللحظه قطع الصمت الي بينهم وهو يقول باستهزاء واضح في صوته وهو يلتفت بين البنات : (( ممكن اعرف وين المديره فيكم ))
رفعت ريما راسها بفخر وغرور واضح وقالت : (( انا ))
رجع يطالعها من جديد لكن هالمره كانت ريما متاكده ان نظرته لها كلها سخريه : (( تشرفنا يا )) عطاها نظره احتقار من تحت لفوق وقال : (( مديره ))
قربت منه بتحدي وفي عينها نظره تهديد : (( انت هيه ممكن تقول لي مين الي سمح لك تدخل بدون استأذان والا وكاله بدون بواب ))
بادلها بنفس النظره الي كلها تحدي وقرب منها اكثر حتى انه صار قريب منها مره , ارتبكت ريما مره لما شافت الفرق في الطول بينهم ع الرغم من انها طويله ودايما تعاني من طولها مع اهلها وصاحباتها وحتى الي خطبوها لانها دايما تكون اطول منهم , بس مع هالشخص الموضع غير حست انها ماتوصل ولا كتفه , وكأنها طفله واقفه جنب ابوها
حس هالشخص بارتباكها وابتسم بسخريه وقال : (( اسمعيني كويس يا اخت ريما الجريده هذي متأسسه من سنوات , من تعب اجيال مو جيل واحد , شخص ورى شخص ورى شخص ساعدوا في بنائها لحد ماصارت هذي الجريده بهالاسم المرموق المعروف عند الناس , واظنك عارفه ان هالسمعه الكويسه لها ماجت ببلاش جايه من تعب وحرام تجي وحده مثلك بنت مدلله كل همها انها تصير مديره وبس , تجي في النهايه وتهدم تعب ناس ضيعوا حياتهم ع شان يطلعوا هالجريده بهالمستوى ))
ريما ظلت ساكته مصدومه باللي تسمعه , الكل يخاف منها لانها بنت السفير , ويجي هذا يتجرء عليها بكل حقاره , حست لسانها انشل وماتقدر تتكلم تبيه يتكلم يمكن بعدين يقول الكميرا الخفيه والا امزح مو معقول الكلام الي تسمعه اكيد تحلم , سكتت ريما تبي تشوف ايش اخرتها معاه
كمل كلامه وقال : (( اسمعي اظنك توظفتي هنا والي صار صار , لكن الي عليك الحين انك ترفعي من مستوى الجريده مع انها ماتحتاج لامثالك ع شان يرفعوها , ولكن هذا مايمنع انك تحترمي وظيفتك ومركزك )) واشر ع البنات وكمل (( وتأجلي جمعه الشله لحد ماتطلعي من الدوام , فيه ناس معتمدين عليك كثير وراء هالمكتب مع اني متاكد انك مو قد المسئوليه , بس ع الاقل حاولي تحترمي المكان الي انتي جالسه فيه وتشيلي المسئوليه ))
التفتت ريما بصعوبه ناحيه البنات لقتهم مسبهين مثلها ومنصدمين لانها ساكته عليه , رجعت لفه عليه وطالعته لقته يطالعها بنفس نظره الاحتقار , نزلت عينها للارض وحاولت تكتم ضيقها وعصبيتها لحد مايجاوب ع هالسؤال : (( مين انت ؟؟ ))
تكلم وقال : (( معك مشاري الـ , محرر في نفس القسم الي تشتغلي فيه , واذا انتي مستغربه اسلوبي معاك فانا اتكلم بصوت الجريده كلها لان الكل مايبيك بس مافيه احد عنده الجرئه انه يتكلم , وانا مستحيل اسكت ع الغلط وماهميتيني لا انتي ولا ابوك , كلمه الحق لازم تنقال , واذا انتي تبي تثبتي انك تستحقي هالمركز الي شلتي منه شخص احق منك به اتمنى انك تبدي من الحين ع شان نقدر نثق فيك ))
تركها ومشى لحد ماوصل لمكتبها وحط اوراق والتفت لها : (( هذا اوراق مقالي الجديد الي راح ينزل في عدد بكره , اقريه ووقعي عليه ع شان الحق ارسله للمطبعه قبل نهايه الدوام )) وابتسم بخبث وقال (( واذا لاقيتي صعوبه في فهمه اتصلي ع احد يساعدك ))
ريما حست ان الدنيا تدور بها وتلف من العصبيه , خافت ان يكون شي في مخها انفجر من كثر ماهي الحين معصبه , سمعت صوت خطواته يبتعد ويوصل الباب وهي طول الوقت عينها بالارض , لكن قبل يطلع تداركت نفسها ورفعت اصبعها له بتهديد وقالت : (( اسمع ياسلتوح لك بالضبط ساعه وحده مافيه غيرها تجمع اغراضك وتطلع من الجريده انت مفصول فاهم )) سلتوح = فقير + منحط + معدوم يعني كل الاشياء الشينه خخخخخ
ابتسم لها وقال : (( اسمحي لي انا ما اسمع اوامر من بنات وخاصه اذا كانت اصغر مني ))
طلع وسكر الباب بهدوء , وريما للحين تتأمل الباب وراه , لا اكيد هذا حلم , مين اصلا يفكر يتحدى ريما , مين؟؟
راحت ركض ع شنطتها وفتحتها ورمت كل الاغراض ع الارض وبعصبيه اخذ الموبايل الي طاح ع الارض ودقت ع ابوها
انتظرته يرد بس اظاهر انه مشغول وابد مو فاضي لبنته , قفلت الخط وهي اخلاقها رايحه فيها كل الي تبيه الحين انها تنتقم منه وتقطع مصدر عيشه , ترجعه بلده , والا تسجنه , تتهمه بقضيه سرقه والا قضيه قتل احسن ع شان يعدموه , رجعت دقت ع موبايل ابوها ولا رد , على طول دقت ع مكتب ابوها ورد عليها السكرتير , وعلى طول صرخت في وج اول مارد : (( عطني ابوي بسرعه ))
تكلم السكرتير ببرائه وهو مايدري مين تقصد لانه ماعرفها : (( ومين ابوك ؟ ))
ريما بعصبيه : (( حيوان انت ماتفهم قلت ابوي يعني مين حيصير الصباب , اكيد السفير ياحمار ))
السكرتير رد عليها بكل ادب لانه مايبي ينفصل : (( ابو فراس في اجتماع طال عمرك ))
ريما: (( انشالله يكون في الطياره عطني اكلمه يعني عطني اكلمه ))
السكرتير : (( ممنوع هذي الاوامر ))
ريما بتهديد : (( قسم بالله لو ما الحين تعطيني اكلمه راح يكون فصلك ع يدي ))
السكرتير : (( طيب خليني اروح اقول له انك تبيه ضروري ))
ريما : (( بسرعه يالوح ))
السكرتير : (( ابشري ))
راح المسكين للسفير ع شان يقول له ان بنته تبيه ضروري مره ع الخط , تنرفز الابو لانه قطع عليه الاجتماع , وسمعه كم كلمه جارحه مسكين هالسكرتير يتحمل مين والا مين المفروض يعطوه بدل كرامه لوووووووووووووووول
استأذن ابو فراس من الي معاه بالاجتماع وقرر ياجل الكلام في الموضوع في اجتماع ثاني , ولما فضت الغرفه من الموجودين قال للسكرتير انه يحول له المكالمه : (( الو ))
ريما بنرفزه واضحه : (( ساعه يابابا ترد علي ))
تأفف ابو فراس وقال : (( ايش فيه بعد ؟؟ تدري اني كنت في اجتماع مهم وقطعته ع شانك ))
ريما وهي خانقتها العبره من القهر : (( بابا دقيقه وحده ماراح اجلس في هالجريده كرامتي انهانت ))
لما سمع ابو فراس طاري الكرامه كأن شي قرصه : (( ايش؟؟ كرامتك؟؟ مين الحيوان الي فكر يهينك ؟؟ ))
ريما : (( اسمعني يا بابا , يا انا ياهو ))
ابو فراس : (( مين هو ؟؟ ))
ريما : (( موظف حقير تافه سلتوح مايسوى شي جاي يصارخ ويهزء مقهور لاني صرت مديره ))
ابو فراس : (( ايش قال لك ؟؟ ))
وبدت ريما تسترسل في الكلام وتزيد وتألف اشياء ماقالها لازم الفلف والبهارات للسالفه ع شان يتحمس ابوها اكثر
ابو فراس وهو يصر ع اسنانه من القهر : (( ومن هالكلب الي فكر يهينك ))
ريما: (( اسمه مشاري الـ ))
ابو فراس : (( راح ادق ع ابو محمد واشوف قصه هالكلب ))
ريما : (( بابا بليز افصله ))
ضحك ابو فراس وقال : (( انا ماراح افصله وبس , لا انا راح اخليه يرجع لبلده مشي ))
ابتسمت ريما لهالفكره الجهنميه , ع شان يندم انه تطاول ع عمته , سكرت من ابوها وهو مبسوطه , كان ودها تعرف وين مكتبه ع شان تتشمت به وهم يفصلوه , رفعت عينها لقت صاحباتها كلهم متجمعين جنبها ويطالعوها بحماس : (( خير فيه شي ))
اماني : (( لا تقولي انك راح تفصليه ؟؟؟ ))
ريما بثقه بالنفس قالت : (( يوم واحد ما راح يستنى ))
اماني : (( حرام عليك يجنن , والله اول ماشفته قلت كل يوم راح اجي عندك ع شان اشوفه , خليه يفتح نفسي ع الفطور , تكفين قبل تفصليه شوفي ملفه وعطيني اي شي يدل عليه رقمه عنوانه اي شي ))
ريما عقدت حواجبها : (( اماندا عيب عليك ايش هالكلام ؟؟؟ ))
اماني : (( معليش رودي ع هالكلام بس سوري هالمشاري يجنن مقدر اقاومه والله هذا لو يخطبني انا الي اعطيه المهر يزينه )) والفتت ع البنات (( والا ايش رايكم ))
هرت تهاني راسها وهي تفكر وكأنها تحلم : (( هو حلو وبس وربي جلست اتخيل نفسي زوجته واااو والله راح اكل نفسي من القهر ))
اماني : (( القهر ؟؟ ليش ))
تهاني : (( لاني الغيره راح تذبحني عليه , والله لو تلتفت عليه وحده راح انجن , حرام عليك ماشفتي عيونه وربي تقتل ))
اماني تنهدت بحسره : (( وانا ايش ذبحني الا عيونه ))
صرخت عليهم ريما : (( خير انشالله جالسين تتغزلوا فيه , من زينه قبيح وحقير ووقح ومو محترم ابد , لكن والله لاربيه ))
اماني : (( طيب رودي اكيد ملفه فيه صوره له ودي اخذها , ع الاقل يمكن لما اطالعها قبل انام احلم فيه ))
تأففت ريما وصرخت عليهم : (( اذا ما راح تحترموني اطلعوا برا ))
نوره تدخلت : (( ليش زعلتي هم جالسين يتغزلوا في واحد انا اشوف ان الغزل شويه عليه المفروض يحنطونه عندنا ع شان نشبع منه ))
ضحكت الجوهره وتدخلت : (( خلاص بنات رودي نفسيتها تعبانه بصراحه وقح ع كلامه الي قاله يستاهل الطرد ))
ضحكت ريما لها ع الاقل لقت احد يايدها : (( اصلا محد فاهمني الا انتي )) الفتت بسرعه لما سمعت صوت موبايلها يدق وكان الرقم رقم ابوها , ردت بسرعه عليه : (( هاه بابا ايش صار معاك ؟؟؟ ))
ابو فراس : (( خلاص عرفه ابو محمد اسمه مشاري الـ وموظف في نفس قسمك ))
ريما بطفش : (( لا والله , ادري يابابا عن كل المعلومات هذي , بس يا بابا ابي اسمع خبر طرده ))
تردد ابوها وهو يقول : (( شوفي هو ماراح ينطرد ينطرد , هو راح ))
قاطعته ريما وهي مصدومه : (( ايش ايش ايش ماراح ينطرد , وايش يعني هالكلام ؟؟ بابا قلت لك اهاني ))
ابو فراس : (( طيب خليني اكمل كلامي ))
ريما بقهر قالت : (( تفضل ))
ابو فراس : (( اسمعي هم موقعين معاه عقد راح ينتهي بعد شهر , ولو خلوا بالشرط وفصلوه قبل راح يظطروا يدفعوا له مبلغ كبير لانه اخلوا بشرط في العقد ))
ريما : (( وين المشكله ندفع له احنا يا بابا ))
ابو فراس : (( هذا الي يبي , يا حبييبتي هو عارف ان الجريده ماراح يجددو عقده ع شان كذا قرر يسوي مشكله ع شان نطرده ويحصل ع الفلوس الي موجوده بالعقد لو فصلوه قبل الشهر , وبكذا راح يستفيد , فاحنا ليش نعطيه فرصه انه يستفيد , كلها شهر وما راح يجددو عقده ))
ريما : (( وانشالله انا ايش الي يصبرني شهر ))
ابو فراس : (( لا تخافي انا فكرت بهالموضوع , وحليته ))
ريما : (( وشلون ))
ابو فراس : (( راح ننقله لقسم ثاني وانتي الي تختاريه ))
ريما : (( بس يا بابا انا ابي فصله مو نقله ))
ابو فراس : (( ياحبيبتي فكري بالموضوع هو ما جاء عندك وهزئك الا انه عارف انك راح تفصليه , وبهالشكل راح يحصل ع المبلغ الي مذكور في العقد ليش احنا نصير اغبياء ونجاريه في الي يبيه , خلينا نحرمه من الشي الي يحبه وهي كتابه المقالات السياسيه , وننقله لصفحه ثانيه يبلش بها ويمل ويطفش ويتعلم درس عمره ماينساه ))
ريما : (( امممم طيب بس بابا مقدر اتحمله اكثر من شهر ))
ابو فراس : (( وانا مستحيل اخليه يجلس يوم واحد بعد ماينتهي الشهر ))
ريما : (( حلو اجل في هالحاله ابيكم تنقلوه لقسم امممم )) فكرت ريما ايش اكره صفحه بالنسبه للشباب , الحوادث لالا اكيد راح يحبها , الرياضيه لالا اكيد يحب الرياضه , امممم الادبيه امممممم ايه الادبيه لانه اكيد مايحب الاشعار ولا القصص ولا الطرائف وراح يكره حياته بهالقسم (( بابا انقلوه للصفحه الادبيه ))
ابو فراس : (( ونعم الاختيار ؟ خلاص الحين راح يدق عليه صاحب الجريده ويخليه ينقل اغراضه لهناك ))
ريما : (( طيب بابا ابي رقم الاكستينشن حقته ع شان اتشمت فيه ))
ابو فراس : (( ه طيب راح ارسلها لك رساله ))
ابتسمت ريما بخبث : (( اوكي بابا ))
قفلت من ابوها وهي تطالع عيون صاحباتها المتسائله ؟؟ ابتسمت لهم ابتسامتها الخبيثه المعهوده وقالت لهم ع كل شي , حتى اماني ماقدرت تخفي فرحتها ع الاقل فيه امل تشوفه لانها من جد معجبه فيه
$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$
في بيت السفير وبالتحديد في غرفة الجلوس كانت الجده جالسه مع اروى لوحدهم بعد ماتركتهم ام فراس لانها طفشت من الجلسه معاهم تأملت الجده وجه اروى وقالت : (( اروى وش فيك؟ ))
طالعت اروى جدتها وابتسمت مستحيل يخفى شي ع جدتها : (( مافي شي يمه ))
الجده : (( علي انا , على شويخه , اقطع يدي كان مافيه شي مضايقك , عسى مو الطويله اختك ))
اروى : (( يمه صدقيني مافيه شي ))
قربت الجده من أروى وتأملتها : (( من متى تكذبي ع امك شيخه ؟؟ ))
طاحت اروى بحظن جدتها وبدت تبكي بدون ماتحس : (( يربيه كل هالدموع مخبيتها ؟؟ فضفضي ياحبيبتي فضفضي ع شان ترتاحي ))
بدون ماتبعد اروى عن حضن جدتها قالت : (( يمه شيخه شفت اليوم عبدالله ))
حست بلمسه حنونه من جدتها وحست بيدها تلمس شعرها برقه وتقول : (( واذا شفتيه ياحبيبتي خلاص عبدالله كان خطيبك وحرام عليك تفكري فيه ترى هالحكي مايجوز يا اروى وانتي مشالله عليك مؤمنه وعاقله وتعرفي ربك , لاتخلي قلبك يتحكم فيك , لازم يكون عقلك هو المتحكم بكل شي ع شان ماتندمي ابد ))
اروى تتكلم والعبره خانقتها وبصعوبه تطلع منها الكلمات : (( يمه شيخه شفت زوجته )) من بعدها انفجرت بالدموع والصياح
ما حاولت الجده تهديها لانها تبيها تطلع كل الي بصدرها ع شان ترتاح , ولما حست انها هدت كملت وهي للحين ضامتها : (( قلعته هو وحرمته اصلا هو الخسران لانه ماتزوج احلى واطيب بنت بهالدنيا , واذا عبدالله راح في مليون عبدالله يتمنو اشاره منك ))
اروى رغم الحزن الي فيها ابتسمت ع كلام جدتها وقالت : (( مليون يمه ه , اصلا انا محد يبيني )) وبدت العبره تخنقها من جديد , بس في هاللحظه وقفت عن الدموع لما سمعت كلمه جدتها : (( قلت لك قبل ان فيه واحد يتمنى اشاره منك ))
على طول بعدت عن حظن جدتها واخذت لها منديل ومسحت به الدموع الي ع خدها وقالت : (( يمه انتي غريبه هاليومين بس ترددي علي ان فيه شخص يتمناني , فيه شي يمه وانتي ماقلتي لي ؟؟ ))
ابتسمت الجده وقالت : (( ايه فيه , بس انا ماراح اقول لك شي راح اخليك تشوفيه وجه لوجه احسن من الكلام عنه ))
زاد استغراب اروى وقالت : (( وجه لوجه ؟؟ عن مين تتكلمي يمه ؟؟ انا مو فاهمه شي ))
الجده : (( اسالتك كثيره مره يا اروى انتظري وراح تشوفيه واقف هنا )) اشرت ع باب الغرفه وكملت (( وينتظر اشاره منك ))
اروى : (( ماما الله يخليك لا تعذبيني قولي لي ايش القصه ))
الجده : (( عنيده وراسك يابس كنك جدتك ))
اروى : (( ادري بس قولي لي يمه ايش تقصدي ومن هالشخص؟؟ ))
الجده : (( يعني مصممه تعرفي مين ؟؟ ))
اروى بحماس واضح : (( ايه ))
الجده : (( وماهمك تحرقي المفاجاءه ))
اروى : (( عادي اهم شي اني اعرف ))
الجده ابتسمت لها وللقافتها وقالت : (( طيب قربي اذنك اخاف الجدران لها اذان ))
قربت اروى اذنها من جدتها ع شان تقول لها مين هالشخص : (( هاه يمه كلي اذان صاغيه ))
الجده وهي تهمس : (( هالشخص الي اتكمل عنه هو .. )) قاطعهم صوت فراس لما قال : (( ممكن ادخل والا عندكم اسرار ))
الجده ماتت ضحك اما اروى ماتت قهر وقالت : (( اف منك يافراس عليك اوقات تدخل فيها تقهر ))
فراس قرب من جدته وحب راسها : (( صباح الخير )) وطالع اروى بنص عين وقال (( اذا وجودي مو عاجبك اطلعي غرفتك ))
تأففت اروى وعقدت حواجبها , اما الجده فهي فرحت لان فراس انقذها من هالموقف
$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$
اخذ بعض الملفات الخاصه فيه وبعض الاغراض وحطهم في العلبه الي معاه , التفت ع شروق وابتسم لها وهي بدورها بدت تمسح الدموع الي بعيونها وقالت : (( مشاري خلني اروح اكلم الادراه يمكن يقدرو يسو شي ))
وافقها الراي ياسر : (( ايه والله مشاري بدونك القسم مايسوى شي ))
ابتسم لهم مشاري وقال : (( اذا بدوني القسم مايسوى شي انقلوا كلكم معاي ))
شروق قامت بسرعه من مكتبها وقالت : (( انا رايحه اكلم المدير عشان ينقلني معاك ))
وقفها مشاري قبل توصل للباب : (( لا ياشروق لا تقولي هالكلام , انا كنت امزح معاك , صدقيني انا ماتفرق معاي اجلس هنا والا اروح قسم ثاني اصلا انتي عارفه ان كلها كم شهر وراح ارجع للرياض ))
اعترضت شروق : (( بس هذا ظلم ليش ينقلوك مو ع كيفهم ))
قرب منها مشاري وقال : (( شروق انا مبسوط كذا )) والتفت ع ياسر وقال (( ترى راح امركم كل يوم لاتنسو قهوتي جهزوها ))
ابتسم ياسر : (( ابشر كم عندنا من مشاري واحد بس ))
قرب مشاري من ياسر ومد يده له وقال : (( مع السلامه ))
ياسر مد له يده وسلم عليه , مشى مشاري لما وصل لشروق وقال لها بدون ما يمد يده : (( مع السلامه وانشالله كل يوم انا عندكم ))
طالعته شروق وعيونها كلها دموع وقالت : (( صدقني يامشاري القسم بدونك مايسوى شي ابد ابد ابد )) وطلعت من الغرفه وهي تركض وصوت بكائها واضح , عض مشاري ع شفايفه من القهر ع حالها
ياسر : (( مشاري البنت تحبك ولازم تحدد علاقتك فيها مايصير معلقها كذا ))
مشاري : (( ياسر انت عارف ان البنت مره طيبه معاي وماودي اجرحها , بس لازم تفهم اني ما احبها , ياسر ساعدني حاول تفهمها هالشي ))
ياسر : (( مو راضيه تفهم , لما اقول لها انك ماتعتبرها الا اخت ماتصدق وتقول اني اكرا وابي اخرب عليها , مشاري لازم انت الي تفهمها وتوقف هالماساه ترى البنت ماتستاهل ))
مشاري : (( ادري يا ياسر بس مدري كيف اقولها , اصلا هي ماصارحتني بحبها , انا مادريت الا منك , مقدر اجي اقول لها انا سمعت انك تحبيني ولو سمحتي لاتحبيني صعبه يا ياسر صعبه ))
ياسر : (( طيب ليش ماتحاول تبدا معاها علاقه خاصه يمكن تميل لها ويصير بينكم نصيب ؟؟ ))
تنهد مشاري وقال : (( شروق بالنسبه لي اخت مو اكثر , مقدر افكر فيها كزوجه ))
ابتسم ياسر وقال : (( عموما مو وقت الكلام في هالموضوع , مشاري ما اوصيك اعزمنا ع مكتبك نشوفه ))
ابتسم مشاري : (( ابشر , يله فمان الله ))
ياسر : (( مع السلامه ))
طلع من باب الغرفه الي فيها مكتبه بجنب مكتب شروق وياسر , وهو يحس بقهر لانه تعود ع هالمكان وهالوظيفه وهالقسم الي اشتغل فيه 3 سنوات , ورايح لمكان مايعرف عنه اي شي وقسم جديد بالنسبه له , حتى استقاله مايقدر يقدم بسبب العقد السنوي الي هو موقعه , معقوله يقدر شهر يتحمل هالقسم الي مايعرف عنه اي شي
نزل من الاصنصير للدور الثاني , وسال عن مكتبه الجديد ودلوه عليه , مشى لحد ماوصل الغرفه الي راح يكون مكتبه فيها , كان الباب مقفل , طق الباب بهدوء وما سمع اي صوت , فتح الباب لقى واحد نايم ع مكتبه وكرشته طايحه من كبرها والثاني نحيف مره حتى ان مشاري يحسبه لوحه ع شكل هيكل عظمي كان ماسك مجله ويحل كلمات متقاطعه
كانت الغرفه مو حلوه صغيره ومو مرتبه واثاثها واضح عليه انه قديم , بعكس مكتبه الاول حاول يقطع الصمت ويتكلم : (( السلام عليكم ))
محد رد وكل واحد لاهي في نفسه , رجع تكلم مشاري وقال : (( انا الموضف الجديد ))
في هاللحظه الي كان نايم رفع وج عن المكتب وطالع مشاري بتفحص , حتى الي كان يقرا المجله تركها وطالع مشاري , وكانوا كلهم ساكتين , استغرب مشاري نظراتهم وطنش ومشى لحد ماوصل مكتب فاضي خمن انه مكتبه , نزل العلبه الي معاه وبدى يطلع منها اغراضه ويوزعها ويرتبها , ولما خلص جلس ع الكرسي والتفت عليهم لقاهم ع حالهم يطالعوه : (( خير فيه شي ؟؟ ))
الي كان نايم قال : (( انت مشاري ؟؟ ))
بقله صبر قال مشاري : (( ايه ))
تكلم الي يقرا المجله : (( انت الي نقلتك بنت السفير ))
مشاري في نفسه " اف الاخبار تنتشر بسرعه " : (( لا انا الي نقلت محد نقلني ))
تحمس الي كان نايم وقال : (( بس يقولو انك غلطت عليها وهي نقلتك ع شان تأدبك ))
طالعه مشاري باحتقار وقال : (( ليش ما تكمل نومك ترى احسن لك ))
انصدم من الرد وطالع صديقه وقال : (( بروح اجيب لي فطور تبي ؟ ))
رد صديقه : (( لالا خلنا نطلع نفطر برا )) والتفت ع مشاري وقال (( الحين ماعندنا خصوصيه في مكتبنا , ومانقدر ناخذ راحتنا بسبب هالحشريين ))
طلعوا من الغرفه , ومشاري مبلم في كلامهم " يعني ما اختارت الي هالمكتب تحطني فيه ؟؟ اكيد لانها عارفه ان فيه ثنين مهبل وتبيني انهبل معاهم " تأفف وتلفت حواليه مافيه شي يسويه حتى مقالات مايدري ايش يكتب ؟؟ حط ايده ع خده وانتظر الفرج يجيه
$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$
قامت بسرعه متج لمكتبها لما سمعت صوت رساله جايه ع موبايلها , فتحتها وماتت ضحك لما عرفت انه امن ابوها مرسل لها رقم الاكستينشن الجديده لمكتب مشاري الجديد , بنصر اخذت تلفون المكتب ودقت ع الاكستينشن حقة مشاري وانتظرت الرد لمده مو بسيطه من بعدها جاها صوت جذاب تأكدت انه صوت مشاري , قالت ع طول بدلع وغرور : (( هاه ياجزمتي انشالله المكان الجديد يريح اكثر , , عاد اسمعني ابي اليوم تكتب لي 3 قصايد و4 قصص بوليسيه ووحده رومنسيه والا اقول لك ماله داعي رومنسيه لان وجهك مايعرف الرومنسيه , , قول لي اذا عندك اي مشاكل او اعتراضات بلغني ع شان اساعدك ))
كان طول الوقت ساكت ويسمع وهو مقفله معاه وخلاص شوي وينفجر , بس فضل يسكت لان الحقران يقطع المصران , واظاهر ان استراتيجيته جابت نتيجه لان ريما استغربت وقالت : (( الو وينك لاتكون جتك سكته قلبيه ))
ابتسم ببرود وقال : (( ليش تجيني سكته قلبيه انا هنا مريح ولاعندي اي شغل , كل شغلي اني اسمع سوالف هالاثنين الي حاطتني عندهم بصراحه الي طفشان يجي عندهم تصدقي انهم فله , بعكس قسمي الاول الي كله تعب وكرف ومقالات ومافيه اي وقت للسوالف , بصراحه زين الي دقيتي علي قبل ادق عليك كنت ناوي اشكرك ع هالنقل الي جاء بوقته ))
ضحكت ريما ضحكه دلوعه مرره وقالت : (( , اهم شي راحتك عندنا , واذا تبي انقلك للارشيف ع شان ترتاح اكثر ماعندي مانع ))
مشاري حس انه راح يطلع لها فوق ويقتلها لو ماقفلت , لكن بدل مايبين لها قهره حاول يتصنع المرح لما قال : (( ماعندي مانع يالمديره البزر انك تنقليني لاي مكان لاني انسان محبوب وراح انسجم في اي مكان تنقليني له ))
لما سكتت ريما شوي مشاري وقتها حس انه انتصر عليها وانه قهرها وحرق قلبها ع شان كذا ساكته , بس تغير كل شي بعد ما اطلقت ضحكه عاليه تبين ايش كثر هي مستانسه وفرحانه , انقهر وولع وجته ام العبيد , من قهره صرخ عليها وقال : (( ممكن اعرف سر ضحكه الساحره هذي ؟؟؟ ))
رجعت ضحكات ريما تعلى , حتى انها من كثر ماتضحك شرقت , وصارت تحك وتحك , سكتت شوي لما هدت وقالت : (( ه , لا مافيه شي بس انا كنت اضحك لاني تذكرت مثل يجنن ))
تكلم مشاري والقهر مبين بصوته : (( اها , وايش اسوي بهالمثل تبيني احطه بعدد بكره ؟؟؟ ))
ابتسمت ريما بخبث وقالت : (( والله بحكم انك كاتب في الصفحه الادبيه يمكن يفيدك هالمثل )) ورجعت تضحك من جديد وحاولت تكتم ضحكتها شوي وقالت وصوتها ممزوج بالضحك : (( المثل يقول مايهذري المهذري الى من حر الصخونه ))
قفلت الخط بوج وكان اخر شي سمعه صوت ضحكاتها العاليه , طالع السماعه بقهر , عرف انها تقصده هو بالمثل لانه واضح عليه القهر ويحاول انه يبين انه عادي مبسوط ع شان كذا قالت هالمثل , رمى السماعه بقوه ع الارض من القهر ومسك راسه , وصار يعد 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 ع باله انه اذا عد راح يهدى لانه سمع ان هالطريقه تهدي شوي ولكن في حالته ماكان فيه اي نتيحه , ماقدر يسيطر ع عصبيته وطلع من المكتب وعلى طول ركض للدرج متوجه للدور لثالث مافيه صبر ينتظر الاصنصير , دخل لعند سكرتير ريما وهو مثل الاعصار , قام على طول السكرتير يحاول يمنعه : (( استاذ مشاري لو سمحت ممنــ ))
بس ماكمل كلمته لان مشاري سبقه وفتح الباب ودخل , كان الوضع الي شافه مشاري غير الوضع الي شافه لما دخل , لانه الحين شاف البنات متجمعين حوالين مكتب ريما وكانهم يسمعو قصه مشوقه تقولها , التفتوا عليه كلهم وفي عيونهم تساؤل , لمح راس ريما يطل من بينهم وعلى شفتها ضحكه مكتومه وقالت : (( ماتوقعت انك راح تجي بهالسرعه ))
تجاهل كلمتها وقال : (( ابي احكي معاك لوحدنا ))
التفتت ع البنات وقالت : (( بنات ممكن تخلونا شوي ))
ردت نوره بالنيابه عن البنات : (( اوكي احنا راح نرجع للبيت لاني تاخرت واكيد ماما قلقانه علي يله بنات مشينا ))
ردت الجوهره : (( مشينا ))
قربت اماني من ريما وقالت في اذنها : (( يابختك حتجلسي معاه لوحدكم ))
طالعتها ريما بعين شريره وتجاهلت كلمتها , رفعت عينها لمشاري لقته يطالعها بعين شريه وبحقد , بادلته نفس النظرات
في هاللحظه طلعت نوره ووراها تهاني ومن بعدها الجوهره , اما اماني وقفت مبل قدام مشاري تتامله , جفلت لما سمعت صرخه ريما عليها : (( اماندا اطلعي ))
طلعت بسرعه وسكرت الباب وراها
قرب مشاري من مكتب ريما وهو مقفله معاه ووده يذبحها وقال : (( اسمعيني , انا ادري انك تبي تطرديني , بس الي يعوقك من طردي هو الغرامه الموجوده في العقد وانا ادري ان هالمبلغ كبير , ع شان كذا انا راح اريحك واسهل الطريق عليك ))
حطت ريما يديها ع المكتب وقالت : (( انا اسمع ))
تنهد قبل يقول : (( انا مستعد اقدم استقالتي الحين بس بشرط انك توقعي ع ان الجريده مسامحتني عن المبلغ المذكور في العقد ))
هزت راسها ريما باسف وقالت : (( لالا مسكين ليش ماعندك قيمه المبلغ ع شان تدفعه وترتاح ))
تجاهل استهزائها به وقال : (( لو عندي قيمه هالمبلغ ماشفتيني هنا بالجريده , انا مو مثلك يا بنت السفير مولود وفي فمي ملعقه ذهب انا انسان ماعندي رصيد في البنك يخليني اعيش برفاهيه ولا عندي اب يوفر لي كل شي اتمناه , انا انسان اعتمد ع نفسي ولو انا مو محتاج فلوس هالوظيفه ماكان توظفت فيها ))
كملت اسلوب الاستهزاء والاستفزاز وقالت : (( ليش انت مو طموح وتبي تثب وجودك في هالعالم ))
رد مشاري ببرود : (( طبعا انا ماحب اكون عاله ع احد وماحب اكون عنصر مو فعال بالمجتمع , بس بنفس الوقت انا ابي اشتغل في نفس مجال دراستي ))
هالمره سؤال ريما كان صادق : (( ليش انت مو دارس الصحافه ؟؟ ))
مشاري بقله صبر قال : (( لا ))
ريما : (( اجل ايش تخصصك ))
مشاري حس انه راح ينفجر لان هالبنت الجلسه معاها ماتطاق : (( وانتي ايش دخلك , خلصيني موافقه والا لا ))
رمت ريما ضهرها ع الكرسي بوضع مريح وابتسمت ابتسامه نصر , وكانت تقلب في يدها قلم من ماركت ديور وقالت : (( اسمع يا انت , تدري ان القلم الي بيدي سعره اغلى من راتب شهر لك , وماراح يصعب علي ادفع المبلغ الكبير الموجود في العقد بس ))
قاطعها بعصبيه : (( انا ما ابيك تدفعي لي شي ولاتتصدقي علي كل الي ابيه اني اقدم استقالتي وانتي توقعي ع تنازل عن المبلغ المذكور ))
ضحكت ريما بصوت عالي وصل للسكرتير : (( تدري لو عرضك هذا جاء من ربع ساعه كنت راح اقبل به ))
استغرب مشاري وقال : (( والحين ايش الفرق ))
هزت ريما كتوفها بلا مبالاه وقالت : (( بصراحه فكرت وفكرت في هالربع ساعه وعرفت ان وجودك في القسم الادبي احلى ومناسب لك اكثر , ع شان كذا انا راح اخليك تعفن في هالقسم لما ينتهي الشهر , واذا تبي تستقيل ادفع الي عليك ))
كلمه حقيره بالنسبه لمشاري ماتوفي هالبنت حقها , تاف ماديه انتهازيه جشعه كري مغروره , ظل يبحث في راسه عن كلمه تستحقها ولكن مالقى لانه حس انه راح يظلم هالكلمه الي راح تنقال فيها , طلع من التعصيبه وصفق الباب وراه وطلع من الجريده كلها من القهر
$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$
في بيت السفير كانت تلف الغرفه رايحه جايه رايحه جايه , كانت مره قلقانه من الكلام الي سمعته من الجده وهل صدق راح تستقر عندهم خلاص , قررت تحل هاللغز وتكشف عن هالغموض , راحت بسرعه عند موبايلها اخذته ودقت ع زوجها , وبعد ثواني رد عليها : (( هلا والله ))
ام فراس : (( هلا سلطان وينك ؟؟ ))
ابو فراس : (( انا في الطريق للبيت ))
ام فراس طالعت ساعتها : (( غريبه تونا بدري ))
ابو فراس : (( طلعت اليوم بدري ع شان امي ماشفتها اليوم ))
ام فراس : (( سلطان الحقني ))
خاف ابو فراس من نبرتها ومن كلمتها وقال : (( ايش فيك ايش صاير ؟؟ ))
ام فراس : (( امك ))
ابو فراس تأفف : (( اف ايش فيها بعد ايش سوت ؟؟ ))
ام فراس : (( تقول انه راح تستقر عندنا خلاص ماراح ترجع للرياض ))
عقد ابو فراس حواجبه وقال : (( ايش ؟؟ لالا ماتوقع هي تقول هالكلام ع شان تقهرك لانها عارفه انك ماتبيها ))
ام فراس : (( لالا نبرتها تدل ع انها صادقه ))
ابو فراس : (( اسمعي انا الحين جنب الباب , راح انزل واجلس معاها وافهم منها كل شي ))
ام فراس : (( اوكي انا بالغرفه استناك ))
ابو فراس : (( يا حبيبتي ياعيوني انزلي عندها عيب مخليتها لوحدها ))
ام فراس : (( ومين قال انها لوحدها عندها بنتك الرقيقه اروى ))
ابو فراس : (( طيب يله انا وصلت مع السلامه ))
ام فراس : (( مع السلامه ))
دخل البيت وتوجه على طول ع غرفه الجلوس , ولقى امه جالسه مع فراس واروى : (( السلام عليكم ))
قالت الجده : (( عليكم السلام )) قامت الجده وابتسمت وفتحت يديها لولدها , قرب منها وحظنها وحب راسها وقال : (( الحمدلله ع سلامتك ))
بصوت كله حنان وحب وشوق قالت : (( الله يسلمك ياوليدي اشتقت لك ))
مسكها مع يدها وجلسها ع الكنبه وجلس معاها : (( وانا والله اشتقت لك يمه , هاه بشريني عن رجولك عساها احسن ؟؟ ))
الجده : (( والله ياوليدي ع حالها , يوم توجعني ويوم تسكن ))
ابو فراس : (( بسم الله عليك , هاه وشلون الرحله عسى ماتعبتي بس ))
وبدت الجده تسترسل بالسوالف مع ولدها والولد يسمع لامه باستمتاع صح انه مايحبها بس مايكرا , يحس بحنين لها وشوق احيانا لكن مايحب تطول عنده لانها تنكد عيشتهم بملاحظاتها وتعليقاتها , والاهم ان زوجته ماتحبها
بعد ساعه من هالجلسه العائليه انضمت لهم نجلاء الي توها صاحيه من النوم , سلمت ع جدتها بدون نفس : (( هلا يمه شيخه الحمدلله ع السلامه )) بدون ماتضمها او حتى تحب راسها , ردت الجده بنفس الاسلوب : (( الله يسلمك ))
اروى : (( نجلاء حبي راس امي شيخه ))
نجلاء التفتت ع اروى وبنظره احتقار قالت : (( مين كلمك انتي ايش هاللقافه الي فيك )) نجلاء شخصيتها متأثره كثير بشخصيه ريما , وتحاول تقلدها بكل شي , اما راكان البريء دخل وهو يطالع جدته وكل مره ينسى هي مين ويرجعوا يذكروه لانه طبعا مايشوفها دايما , قرب من ابوه وقال : (( بابا مين هذي العجوزه ))
الجده : (( انا عجوزه يالنزغه , تعال سلم علي انا جدتك ))
راكان : (( ما ابي انتي وعه ))
اروى قامت بسرعه تنقذ الموقف : (( لا حبيبي راكان عيب هذي ماما , هذي اسمها ماما شيخه , تراها حلوه وتعطي حلاو بعد ))
الجده : (( ايه عندي حلاوه تعال حب راسي وانا اعطيك الحلاوه ))
قرب شوي راكان بخوف وصار يطالع بطرحتها الي لافتها ع شعرها وهو وده يقرب بس متردد : (( طيب عطي الحلاوه بابا وهو يعطيني ))
الجده : (( لا اول تعال حب راسي ))
راكان بدى يتعبر : (( ما ابي , بابا قول لها تعطيني الحلاوه ))
اروى : (( لا مافيه حلاوه لما تحب راسها ))
التفتوا ع صوت ام فراس لما صرخت ع اروى : (( اروووه وجع انشالله لاتعقدي الولد , تعال راكان حبيبي لماما , تعال اعطيك انا الحلاوه ))
راح راكان يركض لامه واخذته بعيد عنهم
برطمت الجده وقالت : (( ايه تكلم اروى وهي تقصدني يعني اسمعي ياجاره ))
اروى : (( لا يمه شيخه لاتفهميها غلط بس هي مدلعه راكان وماتحب احد يضيق صدره ))
الجده : (( ايه الله واعلم ))
تكلمت نجلاء : (( والله ولدها وهي حره في تربيته ))
الجده : (( انتي يا ام لسانين اسكتي ولا ابي اسمع صوتك ))
قامت نجلاء وحطت يديها ع خصرها وقالت : (( ليش انشالله ماتبي تسمعي صوتي , طرما والا طرما ))
صرخ ابو فراس في وجا وقال : (( نجيلا بس , تعالي حبي راس امي واعتذري منها ))
طبعا نجلاء مره تخاف من ابوها سمعت كلامه وبقرف حبه راس جدتها وقالت اسفه بغير نفس وطلعت من الغرفه وهي تبكي والدموع ماليه عيونها , صدمت بجسم قدامها , رفعت عيونها تبي تعرف مين لقت ريما قدامها , وقفت ريما تتاملها وهي تبكي وقالت : (( جولي ايش فيك تبكي ؟؟ ))
تكلمت نجلاء : (( مين غيرها العجوز ))
عقدت حواجبها ريما وقالت : (( اي عجوز ؟؟ ))
نجلاء : (( من غيرها شويخه ))
تاففت ريما وقالت : (( اف عجوز ابليس هنا ؟؟؟ نسيت انها امس جت , طيب وانتي ليش تبكي قالت لك شي ))
نجلاء : (( ايه تغلط ع امي وتبيني اسكت لها ))
ابتسمت ريما ابتسامتها الشريره <-- الله يستر وقالت لنجلاء : (( جولي حبيبتي امسحي دموعك وتعالي اسمعك المصخره الي راح امصخرها لهالعجوز ))
وقفتها نجلاء : (( لا رودي بابا معاها وترى على طول يعصب اذا قلتي شي ))
ريما : (( انتي تعالي وماعليك ))
مسحت نجلاء دموعها وتبعت ريما للغرفه , اول مادخلت ريما سوت نفسها ماشافت جدتها وجلست على طول بدون ماتسلم , والتفتت ع التلفزيون وقالت لفراس : (( فروسي حط ع قناة الافلام ترى فيه فلم راح ينعرض بعد شوي مره حلو ))
سمعت صوت ابوها : (( ريما ايش هالتصرف ؟؟ ))
التفت ع ابوها متجاهله جدتها : (( ليش بابا ايش سويت ؟؟ ))
ابو فراس : (( قومي سلمي ع جدتك ))
التفتت ريما تدور بينهم ع جدتها وكانها مو شايفتها , بعدين طالعتها وقالت : (( اوووه انتي هنا , تصدقي ماشفتك من قصرك ياحليلك مو مبينه ابد ))
نجلاء انفجرت من الضحك اما اروى عصبت وعرفت ان المشاكل جايه , قامت ريما وسلمت ع جدتها وباستها مع خدها وطالعتها : (( شوفي انا ما احب ابوس احد مع راسه بس لاني احبك واموت فيك راح ابوس راسك )) كان الفرق في الطول واضح بين ريما والجده فحاولت ريما تنحني ع شان تبوس راسها وسوت نفسها ماتقدر لانها قصيره , والتفتت ع نجلاء وقالت : (( جولي تعالي شيلي معاي مقدر اوصل لراسها ))
بعدتها الجده وقالت : (( والله هذا من طولك الي كنك نخله واقفه مو من قصري ))
ابتسمت ريما لما شافت ابوها يطالعها بعين كلها شر وتعصيب وضمت جدتها بقوه لما حست انها راح تموت بين يديها وقالت : (( يربيه امزح معاك والي انتي بغلات ماما ))
حاولت الجده تبعدها وتقول : (( بعدي عني حنقتيني ))
ابو فراس : (( خلاص ريما خلي امي براحتها ))
اعترضت ريما : (( لا مو قبل ما ابوس راسها )) قربت ريما من راس جدتها وسوت نفسها تبوسه ولما بعدت عقده حواجبها وسكره خشمها وقالت : (( ايش حاطه براسك ريحتك مو حلوه ابد ))
قام ابو فراس وصرخ ع ريما : (( ريما اطلعي غرفتك يله وبلا قله حيا مع امي ))
ابتسمت ريما وهزت كتوفها بلا مبالاه وسحبت نجلاء معاها وطلعت , كانوا في طريقهم للدور الثاني لما وقفتها نجلاء بنص الدرج وقالت : (( ه وربي انك مجنونه , صدقيني لو استمريتي ع هالوضع اسبوع راح تطفش من هنا ))
ريما : (( ه لاتنسي ياحلوه اني انا الي اطفشها كل صيفيه ))
$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$
في غرفه الجلوس كان ابو فراس يعتذر من امه ع هالموقف البايخ , طالعته امه وقالت : (( تدري ياسلطان ان جيتي هنا وعنوتي وانا عجوز مريضه مو عشانك ولا ع شان حرمتك ولا ع شان هالطويله الي ماعرفت تربيها , والله كل جيتي ع شان هالمسكينه )) واشرت ع اروى (( انا عارفه انها مظلومه في هالبيت ومايطاوعني قلبي اتركها معاكم , والله ياسلطان لو تخليها ترجع معاي ان ماتشوف وجهي ابد , وانا ادري ان هذا الي تبيه انت وحرمتك وهالخبيثه بنتك ))
ابو فراس حب راس امه : (( لا والله يمه ان وجودك هو الي يزين هالبيت , وان كان ام فراس جاي منها قصور قولي لي وانا اقولها اما ريما يمه انتي عارفه انها عصبيه ووعد مني اني الحين اروح اكلمها واخليها ماتتعرضك ولا تجيك ))
الجده : (( لا ياوليدي بنتك السوسه الطويله انا ما اشره عليها لاني ادري انها ماتطيقني بعيشه الله وانا والله ما احبها واكره الساعه الي اشوفها فيها بس انا ماخذه عهد ع نفسي اني ما ارجع للرياض لما تكون بنتي اروى مرتاحه واتطمن عليها وهذيك الساعه شرهتك علي ان طبيت بيتك ))
ابو فراس : (( لا يمه ايش هالكلام , ترى كلنا نحبك ))
الجده : (( ايه الله الي يعلم ما في النفوس , المهم ايش مصلحين غداء تراني جويعانه ))
تكلمت اروى : (( كل الي تحبيه , انا قلت للطباخين يصلحو لك كبسه دجاج وجريش ))
التفت ابو فراس منصدم : (( جريش؟؟ من علمهم طريقته ))
اروى بفخر : (( انا ))
ابو فراس : (( ومن متى انتي تعرفي تسوي جريش؟؟ ))
اروى : (( لما سافرت الرياض في رمضان علمتني عمتي اسويه ))
وهذي كانت جلسه العائله مشاكل بين ريما وام فراس ونجلاء وبين الجده ساعات تشتعل الجلسه نار وساعات تهدى يا من اروى او ابو فراس
$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$