روت أم سلطان - الأم المكلومة، تفاصيل الحادث بعد مغادرتها للمستشفى صباح أمس الأول بعد تعرضها لحادث مروع أول أيام عيد الفطر في منطقة السلامات نتيجة لانقلاب السيارة بعد انفجار الدولاب.
بدأت أم سلطان بعبارة (قدّر الله وما شاء فعل) ثم قالت بنبرة حزينة وأيضا مسلمة أمرها لله، لم أر أطفالي سعداء مثلما رأيتهم في ذلك اليوم وكأنهم كانوا على علم بلقائهم وجه الله الكريم حيث إنهم أفاقوا منذ الصباح الباكر وقبلوني كعادتهم وبعد ذلك توجهنا الى منزل جدهم لوالدهم في منطقة المرخانية لتهنئة جدهم وجدتهم وأعمامهم وعماتهم بالعيد ومن ثم توجهت واياهم رحمهم الله الى منطقة السلامات حيث تقيم عائلتي إلا أن قدر الله كان أسرع حيث فقدت السيطرة على السيارة بعد انفجار دولابها الأمر الذي أدى الى اصطدامها بعمود انارة.
وتوقفت للحظات قبل أن تتابع تفاصيل الحادثة، وقالت: عندما قذفتني السيارة بعد ارتطامها أنا والخادمة ثم ألقت بابنتي الصغيرة على صدري حيث كانت لاتزال على قيد الحياة، مددت يدي لأتناول ابنتي أمل حيث كانت تجلس مع شقيقها سلطان في المقعد الأمامي الذي بجانبي وعندما أمسكت يدها علمت أنها فارقت الحياة.
وتابعت بصوت متحشرج: طوال تلك الفترة لم أفقد الوعي أبدا وقمت لأتفقد بقية أطفالي الجالسين في المقعد الخلفي لأنني توقعت أن يكون احدهم على قيد الحياة الا أنني علمت من أشكالهم وأوضاع أجسادهم وأيضا من الناس الذين تجمهروا في مكان الحادث أن جميع أطفالي فارقوا الحياة. وبعدها جاءت سيارات الاسعاف ونقلتني مع الخادمة الى المستشفى.
وعندما انتهت الأم من سرد تفاصيل الحادث قالت: أرجو من الله أن يلهمنا الصبر والسلوان حيث إن فقد خمسة أطفال في لحظة واحدة ليس بالأمر الهين ولكن رحمة الله أوسع من ذلك بكثير وأعلم أنه من المستحيل أن تنسى الأم أطفالها ولكن عزائي أنني لم أقصر يوما في تربيتهم كما أنهم كانوا بالرغم من صغر سنهم أطفالاً مطيعين فقد كانوا شديدي التعلق بي ويقبلونني أنا ووالدهم صباحا ومساء ويكررون باستمرار عبارة (أحبك أمي). وأوصي جميع الأمهات بالاعتناء بأطفالهن ومنحهم كل الحقوق التي يوصينا بها ديننا الاسلامي لأن الأم لا تعلم ماذا يخبئ لها القدر واستسلمت بعد ذلك للدموع التي غلبتها طوال فترة الحديث.
أما محمد حمدان البلوشي والد الأطفال (موظف) فيقول بنبرة لا تقل حرقتها عن نبرة الأم، لم أر أطفالي قبل العيد بخمسة أيام بسبب ظروف العمل واتصلت بوالدتهم قبل وقوع الحادث بدقائق إلا أن والدتهم قالت إنها ستصل بعد قليل الى منزل ذويها وسأتمكن من محادثتهم وأغلقت السماعة على أمل الاتصال بهم لاحقا إلا أن ذلك لم يحدث حيث اتصل بي أحدهم يخبرني بالحادث عندها شعرت بأنني فقدتهم.
وعن سبب اتصاله بوالدتهم قال: لا أعلم لماذا اتصلت وكل ما أعلمه هو أنني أردت أن أسمع صوت أطفالي الخمسة.
وقال بعد خروج والدتهم من المستشفى: كنت متخوفا من ذهابها الى منزلنا الكائن في منطقة الجاهلي حيث هناك كل متعلقات أبنائي ولكن كان صبرها على مصابها أكثر مما توقعت كما اصطحبتها لزيارة الأولاد في مثواهم الأخير حيث ترقد أجسادهم الصغيرة لقراءة الفاتحة على أرواحهم الطاهرة.
وعن وضع الخادمة الصحي يقول أنها خرجت من قسم العناية المركزة وحالتها مستقرة الآ أنها لا تزال ترقد في المستشفى.
الموضوع الاصلي
من روعة الكون