أزواج مقهورون!!
بقلم شاعرة اللغتين (مها نور الهي)
قد تظنون بأن هذا المقال سيكون ساخرا لأنه عادة ما تكون الزوجة أو المرأة هي المقهورة, و لكني أؤكد للجميع بأن في مجتمعنا السعودي و العربي أزواج مضطهدون و مهانون و مقهورون! فكما أن هناك نساء مقهورات فهناك أيضا رجال مظلومون و من غير الإنصاف أن لا ننظر إلى هذا الموضوع...و سأذكر بعض صور اضطهاد الأزواج كما أراه في واقع حياتنا
- ضغط اجتماعي أسري يواج الشاب ليتزوج بنت "فلان" من أجل اسم العائلة أو مصلحتها و يعيش عمره كله مكبوتا ذليلا لبنت الحسب و النسب و التي لا يحمل لها أي مشاعر و إذا أراد "تصليح" الوضع بالطلاق أو الزواج من أخرى قامت الدنيا عليه و لم تقعد!
- زوج خدوم طيب القلب و المعشر لا يتواني عن مساعدة زوجته في أعمال المنزل, تسمعه زوجته مقطوعة غير منقطعة من سيمفونية النكد الإنكاري و الاستنكاري لمجرد أنه رفض أن تذهب لصديقتها التي زارتها أمس! و كأنه ليس له الحق في رفض أي أمر و كأنه خُلق ليقول "حاضر عمتي تحت أمرك!"....إنكار عجيب من بعض النساء لطيبة الرجل و دماثة خلقه!
- زوج تحب زوجته أن "تستخف" دمها و تجعله "مضحكة" الجلسة خصوصا عند أهلها سواء في حضوره أو غيابه و لا يحلو لها التفكه و الاستظراف إلا عليه!
- زوج تحاصره زوجته بالطلبات التي لا تنتهي و لا تتورع عن أن تشعره بنقص رجولته إذا لم يلبي لها طلباتها!
- أزواج كثر مجبورون على أن يسلموا الراتب لزوجاتهم بمجرد حصولهم عليه و إلا صبت زوجاتهم عليهم غضب الدنيا و الآخرة و أصبحت حياتهم جحيم لا يطاق!
- زوج تجعل منه زوجته خادما لأهلها بحجة الواجب و "العيب" و الأصول!
- أزواج كثر "متزوجون" بالاسم فقط يقضون حياتهم بعيدا عن زوجاتهم. لماذا؟ لأن الزوجة تريد تمضية الإجازة مع أهلها الذين يسكنون في بلدة أخرى! أو لأن الزوجة تريد تمضية الإجازة في الخارج لأن الزوج لديه عمل و لا يستطيع أن يكون معها....هذا بدل أن تستحمل معه و تعينه على لقمة العيش....و "يللا ...يمشي حاله ..كلها 3 شهور إجازة و أرجع له".....و الغريب في الموضوع أن أكثر زوجة تصدم بخيانة الزوج أو زواجه من أخرى تلك التي تتركه بالأسابيع و الشهور! و يا ريت المسألة تنتهي عند الإجازات و لكن المسألة مستمرة طوال العام و الأسباب لا تنتهي! هذا طبعا غير الموظفة التي تعيش في مدينة أخرى بعيدة عن زوجها بحجة أن راتبه لا يكفيها!
- أزواج لا يخرجون إلا بإذن زوجاتهم و إعطاء تقارير مفصلة عن المكان و المناسبة و الأسباب و الحاضرين أيضا! و الويل و الثبور لهم لو علمت الزوجة أن زوجها ذهب في زيارة خفيفة طارئة لأمه أو أخته أو صديقه فعندها سيكون مصيره "نكد مع مرتبة الشرف"...فأهم قاعدة في كتاب القانون النسائي المتسلط هو إبعاد الرجل عن أهله و بهذا تمتلكه و تضعه في حقيبتها وقتما تريد الخروج!
و قد يتبادر إلى الذهن سؤال: ما الذي يجعل هؤلاء الرجال يقبلون وضعا كهذا؟ أعتقد أن الرجل عندما يقبل بهكذا وضع فهو طيب زيادة عن اللزوم و للأسف تستغل بعض الزوجات هذه الطيبة أسوأ استغلال. و قد يكون قبول الزوج لهذا الوضع هروبا أو مللا من "النق و الزن و النكد".
و إذا أردنا أن نبحث في أسباب وجود هذه النوعية من النساء لوجدنا أن النساء أنفسهن يحاولن تبرير تصرفاتهم العدوانية التسلطية بأسباب واهية و غير مفهومة, و لكن الحقيقة في رأيي أن سبب كل هذا هو أمر يصعب على النساء الاعتراف به...السبب هو قلة الثقة في النفس و عدم الإحساس بالأمان.
إن كثيرا من النساء يسيطر عليهن هاجس المرأة الأخرى و هاجس أموال الزوج التي يحرصن أن لا تصرف على أي شيء أو أحد يحبه الزوج حتى أهله و هواياته!
عند معظم النساء اللواتي لا يستطعن تحويل مخاوفهن و مشاكلهن إلى أمور إيجابية يتخذ الموضوع شكل السيطرة و التسلط و التملك! و لكني أقول لكل امرأة من هذا النوع أن الزوج ليس "شيئا" من مقتنياتك تمتلكيه و تتصرفي فيه بحسب ما تريدين! إن أساليب التسلط المختلفة كالنكد و المراقبة و التحكم و الإذلال بالأموال و النسب لن تجعله عبدا لك طوال العمر, بل على العكس قد تدفعه إلى أكثر شيء تخشينه...قد تدفعه إلى الأخرى و تقدمه لها على طبق من ذهب!
إن السيطرة و التسلط و الضغط بأساليب مختلفة مادية و معنوية لن تجعل الزوج ملكا لكِ و إن بدا مستسلما و خاضعا.....و تأكدي أن هذا الاستسلام ليس حبا فيكِ و إنما هو سكون يسبق العاصفة التي قد تأتيك بعد 20 سنة زواج في صورة زوجة أخرى! كل أساليب الضغط و التسلط لن تردع الرجل عن أن يخون أو يتزوج ...أو...أو....فسوف يفعل ما يشاء بعلمك أو من دونه!
بالحب و الكلمة الطيبة فقط تمتلكين زوجك أروع امتلاك لا مكان فيه للسيطرة والعبودية فالعلاقة بين الرجل و المرأة أسمى من أن تكون "مالك و مملوك".
بالحب و الحنان تملكين قلب زوجك. و أعرف أزواجا لا مكان "للمرأة الأخرى" في قاموس حياتهم لأنهم مشبعون ذاتيا بحب عميق و لمسة يد حانية تغسل عنهم هموم العمل و أعباء الحياة...."كده و يا دوب! بس برضو ما تتطمنوش أوي يا ستات!"
وضع بين أيديكم بموافقة شخصية من الكاتبة
الموضوع الاصلي
من روعة الكون