طعم العافية ..!!
.................................................. ....
و هل للعافية طعم ؟؟!!...و ما هو طعم العافية ؟؟...و من يعرف طعم العافية ؟؟
.................................................. .................................
الغريب أن من يعرف طعم العافية هو من حرم منها ..يعرف تماماً كيف يكون طعمها ..و يعرف تماماً ما يتمتع به من وهبوا العافية ..لكن المحزن أن من يتقلبون فيها لا يعرفون طعمها و لا معناها و لا قيمتها رغم أنهم يعتقدون العكس ...و لذلك فهم لم يشكروا الله عليها كما ينبغي ..
نِعم الله عز وجل لا تعد و لا تحصى و ليست محصورة بالصحة و العافية ( وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنسَانَلَظَلُومٌ كَفَّارٌ ) [إبراهيم:34].
لكن هذه النعمة تحتاج منا لوقفة طويلة للتأمل ..
ربما نظن أننا شاكرون حامدون و لا داعي للتأمل ...لكن الله عز وجل يقول ( وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ )[سبأ:13].
لذلك نحتاج للاجتهاد لنكون من هذا القليل و إلا كنا ممن قال فيهم سبحانه ( إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ وَلَا يَرْضَىلِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ ) [الزمر:7].
و شكر نعم الله لا يعني أن نقول اللهم لك الحمد و الشكر ونمضي واثقين بشكرنا له !!!...شكر النعمة يعني أن نشكرها بقلوبنا و ألسنتنا و جوارحنا ...
شكرها بالقلب الاعتراف بنعم الله عز وجل و أنها من منه و كرمه و محبة من انعم علينا سبحانه و تعالى ..
شكرها باللسان هو الثناء على الله و شكره عليها كل حين و التحدث بها قال الله تعالى: ( وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ) [الضحى:11].
شكرها بالجوارح أن لا نستعمل نعم الله عز وجل علينا إلا بما يرضيه و أن لا نستعملها في معصيته قال الله تعالى: ( اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْراً ) [سبأ:13].
:
:
فإن عرفنا ما هو شكر النعمة ...فهل نعرف تلك النعمة و نعرف قدرها و طعمها ....؟؟
العافية !!
قال الإمام ابن القيم: ( النعم ثلاث: نعمة حاصلة يعلم بها العبد., ونعمة منتظرة يرجوها ,و نعمة هو فيها لا يشعر بها)
و العافية هي نعمة لا يشعر بها المرء و هو فيها مهما قال انه يعرفها...لأنها من تلك الأمور التي لو فقدت لتبين للإنسان وزنها و أهميتها التي لم يحسب لها حسابا ً.
العافيةلا يعرفها إلا من حرم منها , و لا يقدرها "حق القدر" إلا من فقدها.
ولو تفكر الإنسان في أبسط مرض يصيبه لعلم قدرها , و لعلم أي نعمة غفل عنها ..
و لو أصيب بأي مرض ..لرأى العافية تاج على رؤوس الآخرين ..لرأى ما فقد..و لرأى أي نعمة هُم فيها ..و لأحس بطعم العافية الذي خسره..
طعم العافية ..
أذكر أني كنت أستغرب في نفسي ممن يشكو من ذلك المرض (...)...و أعتبره مرض عادي و بسيط (لجهلي )..و شاء الله عز وجل أن أصاب فيه ..و أن يزداد علي ...حتى استيقظت ذات صباح أبكي وسط ذهول من حولي ..أبكي على جهلي ..و أبكي على تقصيري في شكر خالقي .. أبكي على الصحة و العافية ..
فلما شفاني الله عز وجل منه , و أحسست بالصحة و العافية تسري في جسدي .... عندها ....تذوقت طعم العافية ..و أيقنت أن لها طعم و حلاوة ..!!
أسأل الله أن لا يحرمني و إياكم منها و أن يمتعنا بأجسادنا و جميع حواسنا و يرزقنا ذكره و شكره و حسن عبادته ..
فيا للإنسان ما اجهله ..هل نحتاج لمرض يسري في أجسادنا لنعرف حجم ما خسرنا ؟؟ ..ألا يكفينا التفكر في حال من أصيب بأمراض خطيرة ؟, ألا يكفينا التفكر في من شل أو فقد احد حواسه ؟
فرحم الله من اتعظ و لم يكن عظة لغيره ..
:
:
ما دامت النعم بمثل شكرها , و لا أحس الإنسان بقيمتها بمثل التحدث عنها ( وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ) [الضحى:11].
منقووووووووووووووووووووووووووووووووووول للإفادة.
الموضوع الاصلي
من روعة الكون