خلافة ..الانسان في الارض

بسم الله الرحمن الرحيم

قال تعالى (وإذ قال ربك للملائكة أني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال أني اعلم مالا تعلمون وعلم أدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال انبؤني بأسماء هؤلاء أن كنتم صادقين قالوا سبحانك لاعلم لنا ألا ما علمتنا انك أنت العليم الحكيم قال يا آدم أنبئهم بأسمائهم فلما أنبئهم بأسمائهم قال الم اقل لكم أني اعلم غيب السماوات والأرض واعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون ) البقرة_30_33أن الله سبحانه أراد أن يجعل في الأرض خليفة لمن هذا الخليفة هل هو خليفة بمعنى أن يخلف أحدا كان قبلة أم على من هو خليفة ؟
أن الملائكة عندما ادعوا أن هذا الخليفة سوف يفسد في الأرض ,ويسفك الدماء ,وإقرار الله تعالى ذلك منهم وعدم تكذيبه لادعائهم هذا دل على أن الخليفة المقصود ليس بشخصه وإنما خاصية الخلافة الشاملة لأدم وذريته الذين سوف ينتشرون في الأرض ويتكاثرون فيدب بينهم دبيب الاختلاف والتنازع على الأفضل من الأرض وخيراتها مما يؤدي إلى الفساد .وسفك الدماء ثم تقديمهم أنفسهم للخلافة .
بعد ثبوت عدم أهليته (حسب ظنهم ) لكونهم قائمين على التسبيح بحمد الله والتقديس له يدل على أن الخلافة هي عن الله تعالى وأنها منزله رفيعة طبعا ولذلك استوجب أن يكون الفائز بهذه المنزلة هو اقرب خلق الله تعالى له القائمين على التسبيح بحمده والتقديس له ولا يخالفون في أمر ظاهر أو باطن .
أن الله الحكيم العليم الحليم الصبور لم ينهر الملائكة ولم يرد أليهم حجتهم دون حجة أقوى منها تجعلهم يستسلمون طاعة بعد وعي لا عن جهل وخضوع من ضعيف لقوي .
فأجابهم تعالى برفق الرحيم الرءوف ( أني أعلم مالا تعلمون) ثم علم آدم الأسماء كلها وعرضهم على الملائكة وقال انبؤني بأسماء هؤلاء أن كنتم صادقين .
طبعا الله سبحانه وتعالى لم يعلم ادم مالم يعلم الملائكة ربما يفهم من ذلك أن الله تعالى علم الأسماء لآدم ولم يعلمها للملائكة ,فذلك خطاء ولم تكن هذه حجة تليق بالعلي الحاكم اذ يعلم آدم شئ من العلوم ولا يعلمه للملائكة ثم يسألهم من حصائل تلك العلوم ويظهر فظل آدم عليهم .
أن ذلك كمن يعلم احد تلامذته لغة أجنبية ثم يتوجه بالسؤال إلى جميع التلاميذ من خلال تلك اللغة الأجنبية من المؤكد سوف يجيب ذلك التلميذ على سؤال معلمة ويعجز الباقون فهل لهذا التلميذ فضل على الآخرين ؟كلا ؟ لأنه ربما لو تعلم التلاميذ تلك اللغة من معلمهم بنفس الطريقة التي علمها ذلك التلميذ لربما كانوا افظل منه جوابا وأفصح منه كلاما .أذا من المؤكد أن الله سبحانه وتعالى علم آدم الأسماء التي علمها الملائكة من قبل فتساوى الملائكة وآدم بما آخذه من الله تعالى مباشرة أما المفاضلة والمرتبة الأفضل أصبحت لآدم بعد أن عرض الله تعالى المسميات وطلب من الملائكة أن يسموا من أشار أليها الله تعالى بكلمة هؤلاء فلم يعرفوهم وعرفهم آدم .
أذا الله سبحانه وتعالى جعل الإنسان خليفة له في الأرض وشرفه وأسجد الملائكة له .
بقي أن نعرف هل أن الإنسان جعله الله تعالى خليفة له في الأرض فقط أم على جميع خلقة ؟
أن الله سبحانه وتعالى جعل الإنسان خليفة له على جميع خلقة بلا استثناء ,قال تعالى (وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعا" منه أن في دلك لآيات لقوم يتفكرون ) الجاثية_13أذا الإنسان في وجوده على الأرض يحمل معه قضية. له في هده الدنيا مهمة يجب أن يؤديها ,قال تعالى (أنا عرضنا الامانه على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان انه كان ظلوما جهولا ) الأحزاب _72
الامانه هي الخلافة تحميل الامانه هوا الاستخلاف للاستخلاف هوا أمر رباني فرضه الله تعالى على الإنسان ليؤديه كما أراد الله تعالى ...
الله تعالى هو المستخلف وهو الذي يحدد لخليفته الذي استخلفه في الأرض خط سيره في حياته ليس الأمر جبرا لو كان جبرا لكان قانونا طبيعيا لا يقوا الإنسان التملص منه .لكنه عرض عرضة الله تعالى على جميع خلقه فلم يقدروا على حمل أمانته وحملها الإنسان وفسح المجال للإنسان وأعطاه ألفرصة ليكتشف بنفسه انه لا غنى له ألا الرجوع إلى مستخلفة ليعلم منه واجبات الخلافة وما ينبغي له أن بفعلة فيما استخلفه فيه .بل أكثر من ذلك تلطف سبحانه ذو ألرحمه فبعث له زهاء مائة وأربعة وعشرين ألف سفيرا منه تعالى يبلغون الإنسان هدى الله وما ينبغي أن يفعله ليكون خليفة حقا لله تعالى ..
الأمانة هي الوجه ألتقبلي للخلافة .اشاره إلى أن ألقدره والقابلية على القيام بواجبات الخلافة ألربانيه غير ممكنة إلى من الإنسان فقبول الإنسان لها قبولا تكوينيا وهو بغير الخلافة يعيش لكنة في انحطاط وبؤس وشقاء بحيث انه من الأفضل أن لا يعيش .
أن الإنسان عندما يغفل عن السير في خط الخلافة الربانية أو يرفضها كأنما يغفل أو يرفض استعمال رجليه مثلا فيزحف كما تزحف بعض الحيوانات فكم من المشقة سوف يلقى ؟
وبهذا يكون الدين هو الحقيقة الكبرى الوحيدة التي تجسد خط الخلافة الذي يحفظ الإنسان فردا ومجتمعا من شروره وجزعه واستغلاله وظلمه من وجه . كما هو الخط الوحيد الذي يضمن للإنسان سعادته وهنائه ورفاهة في الدنيا ونعيم الله الخالد في الآخرة من وجه أخر .قال تعالى (فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون ) الروم _30 وبهذا يكون الإنسان أفضل خلق الله تعالى في هذا الوجود .لأنه يتميز عن سائر المخلوقات انه هو الذي يصنع غدره ومصيره ويصل إلى موقعه القيادي في الكون من خلال جهده وجهاده تولى الله تعالى أمر تربية هذا الإنسان وتوجي إلى طريق كماله الروحي والنفسي لينعم بوفرة الخيرات التي أحاطه بها من كل جانب وذلك عن طريق خط أخر من المسيرة الإنسانية وهو خط النبوة .
أن خط النبوة لا يقتصر على الأنبياء (عليهم السلام) فقط وإنما أفراده الأنبياء والأئمة والفقهاء في كل عصر ومصر لا تخلوا الأرض من حجة لله قائم بأمره أو محتجب إلى حين .
وينوب عنه في مدة غيبته نوابه الخاصون باختياره الشخصي أو العامون من خلال خصائص معينه ومواصفات محدده .....
وقال تعالى (ومن يطع الله والرسول فؤلئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ) النساء_69فواضح أن الذين يسيرون في خط الخلافة الربانية أو الصراط المستقيم هم الذين انعم الله عليهم وهم النبيين
والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا في المسير في هذا الطريق .
ونحن نبحث اليوم عن الصديقين والشهداء والصالحين .في هذا المجتمع الذي يسوده الظلم والاستكبار والمضلين من أئمة الضلالة والقيادات السياسية .ولنميز ولنبحث عن أولئك الذين يسيرون في خط النبيين والصديقين والشهداء والصالحين .هل هم أولئك الذين يتبعون الاستكبار العالمي المتمثل بأمريكا وأعوانها
أم هم الذين يرفضون كل أنواع الاستكبار الحاصل على البشرية من ظلم وقتل وتشريد وتطريد ونهتاك للمحرمات .أمثال السيد الشهيد (محمد باقر الصدر(قدس)والسيد الشهيد(محمد محمد صادق الصدر(قدس)
والسيد الحسني (دام ظلة) وقد رأينا ما حصل عليهم من ظلم واضطهاد وسجون وتعذيب وتشريد من قبل الحكومات المتعاقبة ومن أوساط الحوزة العلمية على حدا سواء .وكل ذلك لأنهم نهجو النهج الصحيح الذي خلق من أجلة الإنسان وهو خط الخلافة الربانية.
أن الله سبحانه وتعالى جعل السير في هذا الصراط المستقيم تكامليا بحسب مراحل تكامل الإنسان في إنسانيته وروحه ونفسه .
ولذا فان الله تعالى وبرحمه منه جعل لهذا الصراط روافد على شاكلة روافد الأنهار .فاذا شبهنا الصراط بالنهر فان الروافد التي تصب فيه وتمده بالماء هي (السبل ) كما يسميها القران .
أن سبل الأيمان هي الروافد التي تصب في الصراط وهي على درجات ومراتب لا تحصى .
أن الإنسان كما خلقة الله تعالى في أحسن تقويم كامل في جميع خصائصه وأسباب تكامله وشرائط سيطرته على قوى الكون المحيط به لكنه لابد له من التربية من اجل أن يتعلم كيف يعيش فيكون سعيدا في هذا الكون وان ما نشاهده اليوم من وصول الإنسان العبد حتى لبعض الحيوانات الوضعية فهوا بسبب حرمانه من منهج التربية العظيم هذا المنهج الذي جسده رسول الله (صل الله عليه واله وسلم ) والأنبياء والرسل (عليهم السلام ) والأئمة المعصومين (عليهم السلام ) والفقهاء الأعلام .العدول الجامعين للشرائط لا كل من هب ودب من الذين يتزينون بلباس الدين من أولئك الذين نشاهدهم اليوم .
لقد عاشت البشرية في مرحلة الاختلاف والتشتت زهاء خمسة ألاف سنة من نوح (عليه السلام ) إلى ألان وهي لازالت في صراع دموي عظيم من اجل القضاء على أسباب الانحراف والفساد ولولا أن بعث الله تعالى في هذه المرحلة زهاء مائة وأربعة وعشرين ألف نبي لامتدت إلى عشرات الآلاف من السنين حتى يكتشف الإنسان أسباب الفساد والانحراف ويقضي عليها لكن لطف الله تعالى ورعايته هو الذي قرب المسافة وقصر المدة إلى هذا الحد وسوف تختم هذه ألمرحله عند قيام قائم آل محمد (صل الله عليه واله وسلم )بقية الله على الأرض قسطا وعدلا بعدما ملئت ظلما وجورا فان اكبر أسباب الفساد والانحراف هو الظلم والجور اللذان ينبتان الاستكبار والطغيان .فالمهدي (عجل الله فرجه الشريف) سوف يدمر كل أسباب الفساد والانحراف . وعلى رأسها الظلم والجور ويؤسس مجتمع القسط والعدل ويرسم له جميع مناهجه في جميع مجالات الحياة الإنسانية .
ثم بعده يأتي أثنى عشر خليفة يسرون في الناس وفق تلك المناهج التي وضعت تحت أشراف الحجة المهدي (عجل الله فرجة ) وخلال فترة ولاية الاثنى عشر خليفة يكون المجتمع في سير حثيث نحوا التكامل والرقي ويكون الإنسان بمستوى من العلم والأخلاق ما لا يحتاج معهما إلى رقيب غير الله تعالى وعند ذلك يتحقق البلاغ بوراثة الصالحين للأرض .
قال تعالى ( ولقد كتبنا في ألزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون أن في هذا لبلاغا لقوم عابدين ) الأنبياء _105_106
هذه هي الوراثة النهائية في الأرض هذه الوراثة التي ليست بعدها ألا يوم القيامة.

الموضوع الاصلي  من روعة الكون