مرحبا بكم

سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم

الـمـنـتـدى الإسـلامــي

آخر 10 مشاركات
ذكريات المنتدى 2007 م أين هي ؟
(الكاتـب : المقاولون ) (مشاركات : 25) (آخر مشاركة : الشآآرد؟!)
اسباب البركه في حياتنا.
(الكاتـب : aseeer-com ) (مشاركات : 3) (آخر مشاركة : بسووومي)
افضل اكبر موقع سيارات عربي
(الكاتـب : norhan2000 ) (مشاركات : 0)
افضل جامعات بالخارج
(الكاتـب : norhan2000 ) (مشاركات : 0)

 
العودة   منتديات روعة الكون > (¯`·._) الـمنـتـديات الـعـامـة (¯`·._) > الـمـنـتـدى الإسـلامــي
التسجيل التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم
 
موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-11-2006, 08:55   رقم المشاركة : 51 (permalink)

معلومات العضو

إحصائية العضو





دمع ـــة غـــرام غير متصل

المستوى: 57 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
الحياة  141 / 1416

النشاط  2308 / 76833

المؤشر 64%

إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 20
دمع ـــة غـــرام يستحق التميز

افتراضي

الإسراء والمعراج

أراد الله عز وجل ن بعد وفاة خديجة بنت خويلد ، رضي الله عنها ، وأبي طالب ، وبعد عودة رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، من الطائف حزينا كئيبا ن أن يخفف بعض أحزانه ، فأيده بمعجزة الإسراء والمعراج {1} ، فقد استيقظ رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ذات صباح ن ودعا إليه أم هانئ بنت أبي طالب ، أخت علي بن أبي طالب ، وأخبرها بقصة الإسراء والمعراج ، كما أعلمها أنه يريد إخبار قومه ، علهم يعودون إلى رشدهم ، لكن أم هانئ ناشدته ألا يخبر قومه خوفا عليه من تكذيبهم ، وأمسكت بردائه تريد أن تمنعه ، إلا أنه ن صلى الله عليه وآله وسلم ، مضي دون أن تراه عندما سطع نور عند فؤاده كاد يخطف بصرها ، والتقي مع نفر من قريش ن فيهم أبو جهل ومطعم بن عدي . فقص رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، خبر الإسراء ، فقال أبو جهل : أتحدث قومك بمثل ما تحدثني ؟ فأجاب : "نعم" . وعندما حضر القرشيون ، سمعوا ما قاله رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، فجعل بعضهم يصفق ن ووضع بعضهم يده على رأسه تعجبا ، ثم قال المطعم : والله إن أمرك لعجيب ، فنحن نقضي شهرا كاملا في الذهاب إلى بيت المقدس ، وشهرا آخر في الإياب ، وأنت تزعم أنك أتيته في ليلة واحدة ن واللات والعزى لا أصدقك ، أما أبو بكر الصديق ، رضي اله عنه ن وقد سمع ما قاله المطعم ، وقف قائلا : يا مطعم بئس ما قلت لابن أخيك ، فو الله أشهد أنه لصادق ، وإني لأصدقه فيما أبع من ذلك ، ثم طلب المشركون من رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، أن يصف لهم بيت المقدس وكان بعضهم يعرفه ، فوصفه لهم وصفا دقيقا ، وأبو بكر {2} ، رضي الله عنه ، يقول عن كل صفة وصفها : أشهد أنك رسول الله ، عندئذ قالوا : أما النعت {3} فقد أصبت فأخبرنا عن عير {4} لنا قادم من الشام ، فأخبرهم رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، بخبر القافلة التي يتقدمها جمل أورق {5} ، كما أخبرهم أنها ستصل يوم كذا مع طلوع الشمس . وعندما خرجوا ينتظرون وصول القافلة مع طلوع الشمس قالوا عندما رأوها : إن هذا سحر مبين وقد أنزل الله سبحانه وتعالى قوله في ذكر الإسراء

سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير 6

أما في معراج رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ن إلى السماوات العلي ، ومروره بالأنبياء عليهم السلام ، فقد فرضت الصلاة على المسلمين ، خمس صلوات في كل يوم وليلة ن بعد أن كانت قبل المعراج: ركعتين في الصباح وركعتين في المساء أما عبادة الليل فكانت مقتصرة على ترتيل القرآن الكريم ، وفي صبيحة الإسراء بين جبرائيل عليه السلام لرسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، كيفية الصلاة ولذلك قال ، صلى الله عليه وآله وسلم : " صلوا كما رأيتموني أصلي " كما أن جبرائيل عليه السلام ، علم رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، أوقات الصلاة






راجع قصة الإسراء والمعراج من سلسلة القرآن الكريم 1
كان أبو بكر يعرف بيت المقدس 2
النعت: الصفة 3
عير: قافلة من الجمال 4
جمل أورق: ما في لونه بياض أو سواد 5
الآية 1 من سورة الإسراء 6

 

 

 

   

قديم 12-11-2006, 08:58   رقم المشاركة : 52 (permalink)

معلومات العضو

إحصائية العضو





دمع ـــة غـــرام غير متصل

المستوى: 57 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
الحياة  141 / 1416

النشاط  2308 / 76833

المؤشر 64%

إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 20
دمع ـــة غـــرام يستحق التميز

افتراضي

هجرة المسلمين


اشتد أذى المشركين لأصحاب رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، فكانوا بين مفتون في دينه وبين معذب في أيديهم ، وبين هارب في البلاد فرارا بدينه ، واستمر المشركون في تكذيب رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، واتهامه بالسحر والجنون ، عندئذ أمر رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، أصحابه ومن معه بمكة من المسلمين ، بالخروج إلى المدينة المنورة ، أو الهجرة إليها والالتحاق بإخوانهم من الأنصار ، بعد أن دخل عدد كبير منهم في الإسلام ، وبايعوا رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، على النصرة والتأييد وقال لهم : " إن الله عز وجل قد جعل لكم إخوانا ودورا تأمنون بها " وكان رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، قبل بيعة العقبة ، لم يؤذن له في الحرب ، ولم تحلل له الدماء ، إنما كان يؤمر بالدعاء إلى الله تعالى ، والصبر على الأذى ، والصفح عن الجاهل ، كقوله تعالى

فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل ولا تستعجل لهم 1

وأخذ المسلمون يخرجون من مكة أرسالا {2} خوفا من قريش وحذرا من أن تمنعهم من الهجرة ، وكان أول من هاجر إلى المدينة من أصحاب رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، أبا سلمة عبد الله بن عبد الأسد المخزومي ، وكان بأرض الحبشة ، والذي فرق المشركون بينه وبين زوجه وطفله ، عندما منع زوجته أم سلمة من الهجرة إلى المدينة ، ثم أطلقوا سراحها ، وتتابع المهاجرين إلى المدينة فرارا بدينهم لا يبغون سوى مرضاة الله ، فهم قد فارقوا أوطانهم ، وتركوا عشائرهم ، وابتعدوا عن آبائهم وأبنائهم ، ومن بين الذين هاجروا إلى المدينة : عمر بن الخطاب ، رضي الله عنه ، والذي خرج بشكل علني ، متوشحا سيفه ، حتى جاء وطاف حول البيت . ثم نادى : من أراد أن تفقده أمه ، أو يجعل زوجه أرملة ، أو ولده يتيما فليتبعني إلى هذا الوادى فإني مهاجر إلى يثرب {3} . وخلت مكة المكرمة من المسلمين ، ولم يبق فبها إلا أبو بكر الصديق ، رضي الله عنه وعلي بن أبي طالب كرم الله وج ، وزيد بن حارثة وبعض المسلمين المستضعفين ، ينتظرون الفرج من الله تعالى . ومكث رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، في مكة ينتظر الإذن بالهجرة ، أما المسلمون المهاجرون ، فقد تابعوا مسيرهم من مكة حتى وصلوا إلى قباء {4} ونزلوا ضيوفا بل اخوة مكرمين عند المسلمين من الأنصار



الآية 35 من سورة الأحقاف 1
أرسالا: جماعة إثر جماعة 2
يثرب: سميت بالمدينة المنورة لما هاجر إليها رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم 3
قرية تبعد قليلا عن المدينة 4

 

 

 

   

قديم 12-11-2006, 08:59   رقم المشاركة : 53 (permalink)

معلومات العضو

إحصائية العضو





دمع ـــة غـــرام غير متصل

المستوى: 57 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
الحياة  141 / 1416

النشاط  2308 / 76833

المؤشر 64%

إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 20
دمع ـــة غـــرام يستحق التميز

افتراضي

مكر المشركين


أذن الله تعالى لرسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم، بالهجرة إلى المدينة المنورة ، بعد أن هاجر إليها أكثر أصحابه ، عدا علي بن أبي طالب ، وأبي بكر الصديق ، الذي كان يستأذن رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، بالهجرة ، فيقول له : " لا تعجل لعل الله يجعل لك صاحبا " . وقد ألهم الله سبحانه وتعالى رسوله أن يدعو بهذا الدعاء

وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا 5

وأدركت قريش الخطورة التي تكمن وراء هجرة المسلمين إلى المدينة ، وكثرة عددهم بدخول أهل يثرب في الإسلام ، عندئذ حرصت قريش كل الحرص على منع خروج رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، إليهم فعقدوا اجتماعا في دار الندوة ، وهي دار قصي بن كلاب ، ليشاوروا فيما يصنعون في أمر رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، وحضر الاجتماع هذا كبار زعماء قريش ومنهم : عتبة بن ربيعة ، وشيبة بن ربيعة ، وأبو سفبان بن حرب ، وأبو البختري بن هشام ، وزمعة بن الأسود ، وحكيم بن حزام ، وأبو جهل بن هشام ، وأمية بن خلف الجمحي ، وغيرهم والذين قالوا لبعضهم : إن هذا الرجل قد كان من أمره ما قد رأيتم ، فإنا والله لا نأمنه على الوثوب علينا فيمن اتبعه من غيرنا ، فأجمعوا فيه رأيا . فقال قائل منهم : احبسوه في الحديد ، وأغلقوا عليه بابا ، حتى ينال جزاءه مثلما حدث لغيره من الشعراء . وقال الآخر : لا والله ، ما هذا لكم برأي ، والله لئن حبستموه كما تقولون ، ليخرجن أمره من وراء الباب الذي أغلقتم دونه إلى أصحابه ، فلا نأمن عندئذ أن يثب علينا أصحابه ، فينتزعوه من بيننا . وقال الآخر : أما أنا فأري أن نخرجه من بيننا ، فننفيه من بلادنا ، فإذا أخرج عنا ، لا نبالي أين ذهب ولا حيث وقع . فقال أحدهم : لا والله ما أحسنتم الرأي حتى الآن ، وما هذا لكم برأي ، ألم تروا حسن حديثه ، وحلاوة منطقه ، وغلبته على قلوب الرجال بما يأتي به ، والله لو فعلتم ذلك ما أمنتم أن يحل على حي من العرب ، فيؤمنوا به ، ثم يسير بهم إليكم حتى يطأ {6} أرضكم . عندئذ نهض أبو جهل فقال : والله إن لي فيه لرأيا ما أراكم وقعتم عليه بعد . قالوا : وما هو يا أبا الحكم ؟ قال : أرى أن نأخذ من كل قبيلة فتى شابا جلدا {7} وسيطا {8} ، ثم نعطي كا فتى منهم سيفا صارما {9} ، ثم يعمدوا إليه ، فيضربوه ضربة رجل واحد ، فيقتلوه ، فنستريح منه . فإنهم إن فعلوا ذلك تفرق دمه في القبائل جميعا فرضي القوم بهذا الرأي ، ثم تفرقوا



الآية 80 من سورة الإسراء 5
يطأ: يدوس 6
جلدا: قويا 7
وسيطا: شريفا في قومه 8
صارما: قاطعا 9

 

 

 

   

قديم 12-11-2006, 09:10   رقم المشاركة : 54 (permalink)

معلومات العضو

إحصائية العضو





دمع ـــة غـــرام غير متصل

المستوى: 57 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
الحياة  141 / 1416

النشاط  2308 / 76833

المؤشر 64%

إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 20
دمع ـــة غـــرام يستحق التميز

افتراضي

هجرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

مكر المشركون كما مكروا سابقا ، وأجمعوا على قتل رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، ولكن الله تعالى ، يريد أن يتم نوره ، وينصر رسوله ، فأخبره بمكيدة المشركين بقوله تعالى

وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك (1) أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين 2
فنزل جبريل عليه السلام على رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، وقال له : لا تبت هذه الليلة على فراشك الذي كنت تبيت عليه ، فلما كان الليل اجتمع المشركون أما باب دار رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، يشهرون سيوفهم الباترة ، ويرصدونه حتى ينام ، فلما رأي رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، مكانهم قال لعلي بن أبي طالب كرم الله وج : " نم على فراشي وتسج {3} ببردي هذا الحضرمي الأخضر ، فنم فيه ، فإنه لن يخلص إليك شيء تكر منهم " . وكان أبو جهل واقفا مع المتآمرين ، فقال لهم : إن محمدا يزعم أنكم إن تابعتموه على أمره كنتم ملوك العرب والعجم ، ثم بعثتم بعد موتكم ، فجعلت لكم جنان كجنان الأردن ، وإن لم تفعلوا كان له فيكم ذبح ، ثم بعثتم من بعد موتكم ، ثم جعلت لكم نار تحرقون فيها . فخرج عليهم رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، فأخذ حفنة من تراب في يده ، ثم قال : " أنا أقول ذلك وأنت أحدهم " وأخذ الله تعالى على أبصارهم ، فخرج رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، من بينهم دون أن يروه ، وجعل ينثر التراب على رؤوسهم ، وهو يتلو هذه الآيات

وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون 4


فلم يبق منهم رجل إلا وقد وضع على رأسه ترابا ، ثم انصرف إلى حيث أراد أن يذهب ، فأتاهم آت ممن لم يكن معهم فقال : ما تنتظرون هنا ؟ قالوا : محمدا ، قال خيبكم الله ! إن محمدا قد خرج من بينكم ، ثم ما ترك منكم رجلا إلا وقد وضع على رأسه ترابا ، وانطلق لحاجته ، أفما ترون ما بكم ؟ . فاندفع المشركون يتطلعون ، فلم يروا إلا عليا على الفراش مستجيا ببرد رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، وهم يحسبونه رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، فيقولون : والله إن هذا لمحمد نائما ، عليه برده ، فلما كان الصباح قام علي رضي الله عنه ، عندئذ قالوا : والله لقد صدق الذي حدثنا . أدرك المشركون أن رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، قد نجا ، فرد الله تعالى كيدهم إلى نحورهم ، ثم أرعدوا وأزبدوا وأعلنوا عن جوائز سخية ، لمن يأتيهم بمحمد أو يدل على مكان وجوده ، وانطلق رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، إلى دار أبي بكر الصديق ، رضي الله عنه ، وأخبره أنه أمر بالهجرة ، وطلب من أبي بكر أن يصحبه ، وكان أبو بكر رضي الله عنه قد جهز راحلتين ، واستأجر عبد الله بن أرقيط ودفع إليه الراحلتين ، ثم واعداه عند غار ثور بعد ثلاث ليال ، كما طلب أبو بكر رضي الله عنه من ابن عبد الله ، أن يجمع أخبار مكة نهارا ثم يأتيه بها ليلا ، وأمر عامر بن فهيرة مولاه أن يرعى غنمه نهارا ثم يأتيهما ليلا ، أما أسماء بنت أبي بكر ، رضي الله عنها فقد جعلت لهما طعاما ، وضعته في قسم من نطاقها بعد أن قسمته نصفين فسماها رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم : ذات النطاقين . وفي الطريق إلى غار ثور وقف رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، داعيا ربه قائلا : " الحمد لله الذي خلقني ولم أك {5} شيئا ، اللهم أعني على هول الدنيا ، ومصائب الليالي والأيام ، اللهم اصحبني في سفري ، واخلفني في أهلي وبارك لي فيما رزقتني أعوذ بوجهك الكريم الذي أشرقت له السماوات والأرض ، وكشفت به الظلومات وصلح عليه أمر الأولين والآخرين ، أن تحل علي غضبك ، أو تنزل بي سخطك ، أعوذ بك من زوال نعمتك ، وتحول عافيتك ، اللهم إنك تعلم أنهم أخرجوني من أحب البلاد إلي فأسكني أحب البلاد إليك " . وعندما بلغ رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، وصاحبه إلى الغار ، الواقع على بعد ثلاث أميال جنوبي غربي مكة ، دخل أبو بكر ، رضي الله عنه ، قبل دخول رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، وذلك خوفا من وجود ما يمكن أن يضر رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم . أما المشركون فقد جمعوا وانطلقوا يتبعون آثار أقدام رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، وصاحبه حيث وصلوا إلى الغار وانقطعت الآثار ، فنظروا إليه وإذا بالعنكبوت قد نسج خيوطه على بابه ، وبحمامتين قد بنتا أمام بابه عشا لهما . فقال أحدهما : ما وراء هذا الشيء . وقال آخر : عجبا ، أين يمكن أن يختفيا ؟ . بعد أن انقطعت آثار إقدامهما ، والله إني لأحسب أنهما لم يغادرا هذا المكان . وأحس أبو بكر ، رضي الله عنه ، الذي كان يراهم ويسمع حوارهم ، بالخوف ، لا بالخوف منهم ولكن بالخوف على رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، فأخذت عيونه تذرف الدموع ، فسأله رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، عن سبب بكائه ، فقال أبو بكر : يا رسول الله ، لو نظر أحدهم تحت قدميه لرآنا ، فقال رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم : " يا أبا بكر فما ظنك باثنين الله ثالثهما " وفي هذا نزل جبريل عليه السلام بقوله تعالى

إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم 6



ليثبتوك: يحسبوك 1
الآية 30 من سورة الأنفال 2
تسجى بالثوب: غطى به جسده ووج 3
الآية 9 من سورة يـــس 4
أك: أكن ، حذفت النون للتخفيف 5
الآية 40 من سورة التوبة 6

 

 

 

   

قديم 12-11-2006, 09:11   رقم المشاركة : 55 (permalink)

معلومات العضو

إحصائية العضو





دمع ـــة غـــرام غير متصل

المستوى: 57 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
الحياة  141 / 1416

النشاط  2308 / 76833

المؤشر 64%

إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 20
دمع ـــة غـــرام يستحق التميز

افتراضي

خروجهما من الغار

مكث رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، مع صاحبه ، في الغار ثلاثة أيام ، كان عبد الله بن أبي بكر يأتيهما خلالهما ويحدثهما عن أخبار مكة ، وكان عامر بن فهيرة يمشي بغنمه خلفه ليمحو آثار أقدامه ، حتى إذا مضت الأيام الثلاثة ، وسكن عنهما الناس ، أتاهما عبد الله بن أريقط ببعيريهما ، وبعير له ، فقام أبو بكر رضي الله عنه ، وقدم أفضل البعيرين إلى رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، ثم قال : اركب ، فداك أبي وأمي . فقال رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم : " إني لا أركب بعيرا ليس لي " فقال أبو بكر رضي الله عنه : هي لك يا رسول الله ، بأبي أنت وأمي . فركب رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، راحلته وأنطلقا ، يتبعهما عامر بن فهيرة ليخدمهما في الطريق

 

 

 

   

قديم 12-11-2006, 09:21   رقم المشاركة : 56 (permalink)

معلومات العضو

إحصائية العضو





دمع ـــة غـــرام غير متصل

المستوى: 57 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
الحياة  141 / 1416

النشاط  2308 / 76833

المؤشر 64%

إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 20
دمع ـــة غـــرام يستحق التميز

افتراضي

سراقة وأم معبد

سمع سراقة بن مالك المدلجي ، بما أعلنته قريش ، عن منح مائة لمن يأتي بمحمد أو يدل عليه ، فطمع أن تكون هذه الجائزة من نصيبه ، فما كان منه إلا أن جهز راحلته ، وانطلق إثر رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، ولما رآه ودنا منه ، عثرت به فرسه فسقط عنها ، ثم عاد فركبها ، وحاول أن يتقدم نحوه ، صلى الله عليه وآله وسلم ، فجمحت {1} الفرس ، وانغرزت يداها في الرمال ، فإذا ما وجا نحو مكة أخذت تعدو مسرعة ن فإذا أعادها نحو رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، امتنعت عن التقدم وعرف سراقة عند ذلك ، أن الله سبحانه وتعالى ، مانع نبيه ، صلى الله عليه وآله وسلم منه ، فناداهم بقوله : أنا سراقة بن مالك ن انظروني أكلمكم ، فو الله لن أؤذيكم ن ولن تجدوا مني شيئا تكرهوه ، سوى أني أريد كتابا يكون آية {2} بيني وبين محمد ن فكان له ما أراد . فأخذه وانطلق إلى مكة دون أن يخبر أحدا ، إلى أن فتحت مكة ، عندما تقدم سراقة من رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، والكتاب في يده ، ثم أعلن إسلامه ، فبشره رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، بأنه سيضع سوارى كسرى في يديه ، فكان ذلك أيام الفتوحات ، بعد وفاة الرسول الكريم ، صلى الله عليه وآله وسلم . تابع رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، مسيرة مع صاحبه أبي بكر ن رضي الله عنه ، إلى أن وصلوا إلى خيمة تسكنها امرأة مع زوجها تدعى : عاتكة بنت خلف المعروفة باسم أم معبد الخزاعية . فنزلوا عندها ضيوفا ، ليخففوا عنهم بعض عناء السفر ، ورأى رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، شاة هزيلة ، فطلب من أم معبد بعض اللبن {3} ، فقالت أم معبد : والله ما بها قطرة لبن واحدة ، فقال رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم : " أتأذنين لي أن أحلبها ؟ " فقالت : إن كان بها لبن فاحلبها ، فأمسك رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، الشاة فمسحها وذكر اسم الله ، ثم مسح ضرعها وذكر اسم الله ، ثم حلبها فملأت إناء كبيرا ، فشربت أم معبد وشرب أصحابه حتى ارتووا ، ثم شرب أخرهم ، وقال : " ساقي القوم أخرهم " ثم حلب الشاة ثانية حتى امتلأ الإناء فتركه عندها ، وغادروا المكان يتابعون مسيرهم ، فأقبل زوج أم معبد بعد رحيلهم ، ورأى إناء اللبن فعجب وسألها عنه . فقالت : مر بي رجل مبارك ، ظاهر الوضاءة ، حسن الخلق مليح الوجه ، فقال زوجها : والله إني لأحسبه صاحب قريش الذي تطلب



جمحت الفرس: امتنعت عن التقدم 1
آية: دليلا أو علامة 2
اللبن: المقصود به الحليب 3

 

 

 

   

قديم 12-11-2006, 09:31   رقم المشاركة : 57 (permalink)

معلومات العضو

إحصائية العضو





دمع ـــة غـــرام غير متصل

المستوى: 57 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
الحياة  141 / 1416

النشاط  2308 / 76833

المؤشر 64%

إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 20
دمع ـــة غـــرام يستحق التميز

افتراضي

الوصول إلى المدينة


علم أهل المدينة المنورة ، بخروج رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، إليهم مهاجرا ، فكانوا يخرجون من الصباح ولا يعودون حتى المساء ، وهم يتطلعون وصول أشرف خلق الله وأحبهم إليه ، بلهفة شديدة إلى رؤية طلعته البهية ، وعند ظهيرة يوم قائظ {4} ، لاح النور الذي أضاءت له الدنيا ، فانفرجت أسارير الأنصار وهرعوا ، حيث استقبلوه استقبالا يليق بمن نذر نفسه من أجل هداية قومه وانتشالهم من مستنقع الجهالة والعمى ، وهم يرددون هذا النشيد الخالد

من ثنيات الـــوداع طلـع البدر علينـــا
ما دعــــا لله داع وجب الشكر علينـــا
جئت بالأمر المطـاع أيها المبعوث فينـــا
مرحبا يا خــير داع جئت شرفت المدينــة


وقد وصل رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، المدينة يوم الاثنين وفي الخامس عشر من ربيع الأول عام ثلاثة عشر من البعثة النبوية ، وكان له من العمر ثلاث وخمسون سنة

قائظ: شديد الحرارة 4

 

 

 

   

قديم 12-11-2006, 10:18   رقم المشاركة : 58 (permalink)

معلومات العضو

إحصائية العضو





دمع ـــة غـــرام غير متصل

المستوى: 57 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
الحياة  141 / 1416

النشاط  2308 / 76833

المؤشر 64%

إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 20
دمع ـــة غـــرام يستحق التميز

افتراضي

نزول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في دار أبي أيوب الأنصاري



توجه رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، بعد قباء ، إلى المدينة المنورة ، فأدركته الجمعة في وادي بني سالم بن عوف ، فصلاها بهم ، وخطب فيهم أول خطبة له ، ثم وبه انتهائه من صلاة الجمعة ، ركب ناقته وتابع سيره ، وكان كلما مر بحي من أحياء الأنصار ، طلب منه أهلها النزول والمقام عندهم . فقد جاءه رجال من بني سالم بن عوف ، وقالوا : يا رسول الله ، أقم عندنا في العدد والعدة والمنعة ، فقال رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم : " خلو سبيلها ، فإنها مأمورة {1} " فانطلقت الناقة حتى تلقاه رجال من بني بياضة . فقالوا : يا رسول الله ، هلم إلينا إلى العدد والعدة والمنعة ، فقال رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم : " خلو سبيلها ، فإنها مأمورة " . فانطلقت ، إلى أن مرت بدار بني ساعدة ، فاعترضه سعد بن عبادة وغيره من رجال بني ساعدة ، فقالوا : يا رسول الله ، هلم إلينا ، إلى العدد والعدة والمنعة ، فقال رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم : " خلو سبيلها ، فإنها مأمورة " . كذلك دعاه غير هؤلاء إلى الإقامة عندهم ، وكان يقول لهم مثلما قال لغيرهم ، إلى أن أتت الناقة دار بني مالك بن النجار ، فبركت على مبرد {2} يملكه غلامان يتيمان من بني النجار حتى استقرت في هذا المكان ، عندئذ نزل رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، فحمل أبو أيوب واسمه خالد بن زيد ، رحله ، فوضعه في بيته ، ونزل عليه رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، ثم سأل عن المبرد لمن ؟ فقال له معاذ بن عفراء : هو يا رسول الله لسهل وسهيل ابن عمرة ، وهما يتيمان . فأمر رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، أن يبني في المربد مسجد ، وذلك بعد أرضى صاحبيه اليتيمين ، وساهم رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، بنفسه في بناء المسجد ، ليرغب المسلمين في العمل ، فعمل فيه المهاجرون والأنصار حتى أتموا بناءه . عندئذ انتقل ، صلى الله عليه وآله وسلم ، إلى مساكنه التي كان بعضها مبنيا بالطين ، وبعضها مبنيا بالحجارة ، وكلها كانت مسقوفة بالجريد {3} أما سريره فقد كان من الخشب المشدود بالليف

يريد ناقته 1
المربد: الموضع الذي يجفف فيه التمر 2
الجريد: نوع من أوراق الشجر 3

 

 

 

   

قديم 12-11-2006, 10:19   رقم المشاركة : 59 (permalink)

معلومات العضو

إحصائية العضو





دمع ـــة غـــرام غير متصل

المستوى: 57 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
الحياة  141 / 1416

النشاط  2308 / 76833

المؤشر 64%

إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 20
دمع ـــة غـــرام يستحق التميز

افتراضي

حب رسول الله الأنصار


كان الأنصار يحبون رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، وهو يحبهم ، حتى كان صغارهم يضربون بالدفوف {4} ، فلما سألهم رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، عن سبب فعلهم هذا ، قالوا : لحبنا لك يا رسول الله . فقال لهم : " وأنا والله أحبكم " . وقال : " خير دور الأنصار بنو النجار ثم بنو عبد الأشهل ثم بنو الحارث ، ثم بنو ساعدة ، وفي كل دور الأنصار خير " . وقال رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، في الأنصار : " لولا الهجرة لكنت امرءا من الأنصار ، ولو سلك الناس واديا وشعبا لسلكت وادي الأنصار وشعبهم " . وقال رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، مادحا الأنصار : " الأنصار لا يحبهم إلا مؤمن ، ولا يبغضهم إلا منافق ، فمن أحبهم أحبه الله ، ومن أبغضهم أبغضه الله " . وقال : " آية الإيمان حب الأنصار ، وآية النفاق بغض الأنصار " وقال رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم : " اللهم اغفر للأنصار ، ولأبناء الأنصار ، وأبناء أبناء الأنصار " . وقد أنزل الله سبحانه وتعالى آياته الكريمة في الثناء على الأنصار إذ يقول عز وجل

والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم 5


الدف: آلة ينقر عليها ، جمعها دفوف 4
الآية 100 من سورة التوبة 5

 

 

 

   

قديم 12-11-2006, 10:23   رقم المشاركة : 60 (permalink)

معلومات العضو

إحصائية العضو





دمع ـــة غـــرام غير متصل

المستوى: 57 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
الحياة  141 / 1416

النشاط  2308 / 76833

المؤشر 64%

إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 20
دمع ـــة غـــرام يستحق التميز

افتراضي

المدينة المنورة


جعل الله سبحانه وتعالى لكل نبي حراما يأوي إليه ، وقد جعل الله تعالى لرسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، المدينة حرما آمنا ، مدينة اشتعلت نورا وضياء يوم دخلها رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، مهاجرا إليها ، وجعل فيها من البركة أضعاف ما جعل في مكة المكرمة ، فالمدينة سيدة البلدان ، وهي دار الهجرة والسنة ، وهي دار الإيمان ، حرسها الله سبحانه وتعالى بالملائكة الكرام فلا تدخلها الخبائث ، فهي تنفي عن نفسها الخبث ، كما ينفي الكير خبث الحديد . ولمدينة رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، أسماء عديدة مما يدل على زيادة شرفها وفضلها فمن أسمائها : المدينة ، وقد سماها بهذا الاسم رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، عند دخولها . فعن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، قال رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم: " أمرت {1} بقرية تأكل القرى {2} ن يقولون يثرب ن وهي المدينة ، تنفي الخبث ، كما ينفي الكير خبث الحديد " . ومن أسائها طيبة وطابة وسميت كذلك لطهارة تربتها ، وقد سماها بهذا الاسم رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، بقوله : " هذه طابة ، وهذا أحد وهو جبل يحبنا ونحبه " . ومن أسمائها الأخرى : البحرة ، والدرع الحصينة ودار الهجرة وذات النخل ودار الإيمان والقرية والمحفوظة وغيرها من الأسماء . أما اسمها قبل مجيء رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم فهو : يثرب وهو اسم مستقج ، لأنه من التثريب الذي هو التوبيخ والملامة ، أو من الثرب ، وهو الفساد ، لذلك نهى رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، عن إطلاق هذا الاسم على المدينة المنورة ، فعن البراء بن عازب ، رضي الله عنهما قال : قال رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم : " من سمى المدينة يثرب ، فليستغفر الله عز وجل ن هي طابة ، هي طابة " . أما ورودها في القرآن الكريم باسم يثرب ، فهو من قول المنافقين ، وذلك كما في قوله

وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا وإذ قالت طائفة منهم يا أهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا 3

وتقع المدينة المنورة في سهل خصب ، يحيط بها النخيل والمزروعات ، التي تسقى من الآبار ذات المياه الغزيرة ، وأعذب المياه هناك ، مياه أبار العتيق ، أما المسجد النبوي فيقع في وسطها ، وقبر رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، شرقي المسجد ، وإلى جانب قبره قبر أبي بكر وعمر بن الخطاب ، رضي الله عنهما ، وكان يسكن المدينة بعض اليهود الذين هاجروا إليها من فلسطين وأشهرهم : بنو النضير ، وبنو قريظة ، وبنو قينقاع ، الذين أقاموا فيها أقاموا فيها الحصون والقصور ، وعملوا مع أهل الحجاز في التجارة على ربا يأخذوه منهم ، أما يهود خيبر وتيماء ووادي القرى ، فإنهم هاجروا من بلاد اليمن ، فبنوا أيضا القلاع والحصون ، أما الأوس والخزرج فهما من أسرة واحدة ، فارقت الغساسنة والناذرة ، بعد خراب سد مأرب ، ونزلت مدينة يثرب ، ثم اختلطت هذه الأسرة مع اليهود ، وتعاملوا معهم وتحالفوا ، إلى أن من الله سبحانه وتعالى عليهم بالإسلام ، بعد أن دبت الخلافات فيما بينهم ، وثارت المعارك ، وكان آخر حروبهم يوم بعاث ، وكان اليهود دور كبير في إشعال نار الفتنة بين أولاد العم ، حتى ملوا الحرب والقتال وتنادى الطرفان لوقف القتال وإعلان الصلح ، واتفقا على تتويج عبد الله بن أبي ملكا عليهم وذلك قبيل دخول رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، المدينة المنورة ، ولكن التتويج لم يحصل ، مما أثار حقد وغضب عبد الله بن أبي ، على رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، الذي منع تتويجه ، فدخل في الإسلام كارها حاسدا ، حاملا الحقد والبغي للمسلمين ، يكيد لهم المؤامرات ، ويسعى للفتنة فيما بينهم حتى لقب برأس المنافقين ، كما ابتلى الله المسلمين في مكة بالمشركين ، كذلك ابتلاهم في المدينة باليهود ، الذين كانوا على خلاف دائم مع العرب ، والذين كانوا يهددونهم بقرب ظهور بنبي جديد ، يؤمنون به ، حيث إنهم كانوا أهل كتاب ، والعرب وثنيون ، فلما جاء رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، إلى المدينة كفروا به ولم يؤمنوا برسالته حسدا وبغيا ، فكيف تكون الرسالة في ولد إسماعيل عليه السلام ؟ فأنزل الله سبحانه وتعالى في حقهم

وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين 4

ولكن الأوضاع في المدينة انقلبت رأسا على عقب ، بعد دخول رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، واتشار الإسلام فيها ودخول الأوس والخزرج في الإسلام والذي وحد رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، اسمها ولقبها بالأنصار ، فانتشر الأمن والأمان ، وتآخى المهاجرون والأنصار ، وبدأ عهد جديد ، قويت فيه شوكة الإسلام ، وأقام رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، الدعائم المتينة لبدء انطلاق الإسلام وانتشاره في كافة أنحاء الجزيرة العربية ، حتى إن بعض اليهود دخلوا في الإسلام ومن أشهرهم عبد الله بن سلام القينقاعي ، الذي هب إليه مسرعا ، عندما سمع بمقدمه إلى المدينة وقال : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأنك رسول الله . وكانت وفود المسلمين تتتالى من مكة هاربة بدينها سرا ، لتلحق رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، ومن جملة هؤلاء الذين لحقوا رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، ابنتاه: فاطمة الزهراء وأم كلثوم ، رضي الله عنهما وزوجتاه : سودة بنت زمعة وعائشة بنت أبي بكر ، رضي الله عنهما ، وأمها أم رومان وآل أبي بكر ومعهم أسماء بنت أبي بكر ذات النطاقين ، وكان رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، قد بعث زيد بن حارثة وأبا رافع ، ليأتيا بهم من مكة ، والذين غادروها ليلا خشية المشركين



أمرت: أي أمرني ربي بالهجرة إليها 1
تأكل القرى: لأنها كانت مركز جيوش الإسلام ، فمنها فتحت القرى وغنمت أموالها 2
الآية 12-13 من سورة الأحزاب 3
الآية 89 من سورة البقرة 4

 

 

 

   

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

آخر مواضيع الـمـنـتـدى الإسـلامــي

منتديات روعة الكون



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are معطلة



الساعة الآن 12:24.

أقسام منتديات روعة الكونت

الــمــنــتــدى الــعــام | الـمـنـتـدى الإسـلامــي | مــنــتــدى الـترحـيب والـتـعارف والأهداءات | مــنــتــدى الــــصـــور | مــنــتــدى الأنـاقـة و الـتـجـمـيـل | مــنــتــدى الاســرة و الطفـل | مــنــتــدى الــصــحــة والــطــب | مــنــتــدى مـائــدة روعـة الكــون | مــنــتــدى الــحــكــم والــقــصــص | مــنــتــدى الــخــواطــر و الــنــثــر | مــنــتــدى هــمــس الــقــوافــي | مــنــتــدى الــريـاضــة والــشـبـاب | مــنــتــدى الألــعــاب والــمــســابــقــات | مــنــتــدى الــفــرفــشــة والــدجــة | مــنــتــدى البرامج والكمبيوتر و تبادل الخبرات | مــنــتــدى الاتــصــالات والالـكـتـرونـيـات | مــنــتــدى الـجـرافـيـكـس والـتـصـمـيـم | مــنــتــدى آخر الأخبار والأحداث | الخيــمــة الرمضــانيــة | مــنــتــدى القضـايا الساخنـة والحـوار | مــنــتــدى مجلس الاعضاء | الـصوتيـات والمـرئيات الإسلامية | مــنــتــدى الأنمـي و الألعـاب الإلكترونية | مــنــتــدى الديكور والاثاث المنزلي | قـسـم الـسـيـارات | مشاكل وحلول القسم الـتـقـنـي | مــنــتــدى الماسنجر والايميل | مــنــتــدى الفيديو والافلام والمسلسلات | ملحقات الفوتوشوب والفلاش , ودروس التصميم | مــنــتــدى السيـاحـة والسـفـر | منتدى اللغات الاجنبية | قسم تصاميم الفلاش والسويتش | :: مســآبقة " روعــة الكــون " الرياضيـــة :: |



Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

منتديات روعة الكون