محمد و ؟
نظرت إلى الأفق
... و هي تقف في شرفة المنزل
.. في ليلة بدراء
... صافية السماء
... و مع نظراتها للبدر و قد اكتمل
!! ... و توشح
الجمال
... و أنار السماء بأضواء الصفاء
!! ... و النجوم قد تلألأت من حوله
..تارة تشع و تارة تخبو
!!.. و تارة خلف السحب تختفي و تارة تظهر
!! .
أطلقت
فلانه بصرها في السماء الواسعة
.. و مع النظر
.. أطلقت العنان لأحلامها الواسعة الكبيرة
!!.. إنها فتاة قي مقتبل العمر
... فتاة في ربيع عمرها
تخطو نحو
مستقبلها
... خطوات الخائف الوجل
.. فقدما تقدم
... و أقداما تؤخر
!!.. إنها تخاف
من المستقبل المجهول
!!..
لكنها الآن
.. سرحت بفكرها في البعيد
...في زوجها
الحبيب " محمد "
... ذلك الشاب الصالح التقي الخلوق
!!.. الذي ترتسم الابتسامة على شفتيه
... و يشع نور الهدى من وجنتيه
... و يفيض الحنان و الرحمة من مقلتيه
!!..
شاب عرف طريق الهدى فاهتدى
... و تباعد عن طريق المعاصي و الردى
... و
قد رأت من نفسها
... أنها تقف كما تقف الآن
... و إذ به يأتي إليها بنور قد طغى على
نور البدر
... ثم يقف أمامها
... و يناديها بصوت يشع رقة و حنانا
:
" فلانه " ...
يا أجمل نسمة في الوجود
... يا أملا بلا حدود
!!.. يا حبا يحطم كل السدود
!!.. يا
رمزا للوفاء بالعهود
!!.. لماذا تنظرين يا حبيبة القلب
... إلى هذا البدر الجميل
المنير
؟!!.. أتغارين من جماله
؟!!.. فأنت يا حسناء في عيني الجمال
؟!!..
أتغارين من نوره
؟!!.. فأنت في عيناي الضياء
..؟؟!
أتغارين من بهائه
؟!! .. فأنت في دنياي البهاء
!! .. بل أنت الهواء و السناء
.. لا أنت في نفسي ..
كهذا القمر في السماء !! ..
ثم مد إليها يديه الحانيتين الرقيقتين
.. فمسكتهما
على الفور
.. لتشعر بدفء ساحر
... و سعادة غامرة تتسرب إلى أعماق نفسها
..
و كأنها لم
تمس يدا
.. أنعم و لا أدفأ و لا أرق من يده طوال عمرها
!!.. و لم
يقطع عليها أفكارها الجميلة
... و الأحاسيس الدافئة
.. إلا صوت الزوج الحبيب "محمد
" ... و هو يقول لها :
هيا نذهب نستنشق الهواء
!!... و ننعم بهذه الليلة البدراء
خرج الزوجان المتحابان
... معا إلى حديقة لمنزل الغناء
... يتنفسان
الصعداء
.. و يستنشقان أرق النسيم
... و في طريق بادرها زوجها قائلا:
الحمد لله
الذي رزقني زوجة مثلك يا " فلانه "
... فأنت نعمة تستوجب الحمد و الثناء
!!..
سار الزوجان يتجاذبان أطراف الحديث و ضحكات الود تعطر الأجواء
و في
السير استوقفتهما زهرة حمراء ندية بالعطور الشذية قد أطلت بجمالها الخجول من بين
أوراق الشجر و كأنها تسترق النظرات لهذا الثنائي الزوجي السعيد المتآلف و تغبطهما
على ما يشعران به من سعادة و صفاء
!!..
يقطف زوجها بعد ذلك تلك الزهرة
الجميلة
... ثم يقدمها قائلا:
هاك زهر حبي و عطر حياتي .... يا كل حياتي
!!..
خذي عربون ودادي
... يا أجمل فتاة في بلادي
!!..
ثم نظر إليها مبتسما و
: قال
روحها روحي و روحي روحها
***
و لها قلب و قلبي قلبها
فلنا روح و قلب
واحد
***
حسبها حسبي و حسبي حسبها
فابتسمت على محيا " فلانه " ابتسامة خجولة
... ثم نظرت إلى الزهرة
و قالت:
بل فداك عمري يا كل عمري
.... و زهرتك تلك
سأحتضنها في قلبي قبل يدي
...
و سأحفر لها مكانا في أعماق وجداني
..... فيكفي
أنها لمست كلتا يديك ...
جلس " محمد و فلانه " قليلا على الأرض الخضراء
.... ثم بادر محمد قائلا :
فلانه .... يا أنس الزمان !! ... فلانه ... يا نبع الحنان !!.
فلانه ... يا بحر الأمان !!. ... فلانه ... يا أميرة الجنان !!.
يا وردة تروي العطشان !!.... فلانه ... يا نسمة تملأ الوجدان فلانه....!!.
فلانه ....يا أرق إنســــــــــــــــــــــــــــــــان!!..
أطرقت فلانه برأسها قليلا
... و قد غلبها الخجل
... و هزتها تلك المشاعر الرقيقة الصادقة
... ثم رفعت رأسها
...
و وجا يبرق كالبدر ليلة تمامه
و قالت :
كأنك تريد أن تقول شيئا
... فقل ما تشاء
!!... فإني أسمعك بقلبي قبل أذني
!!..
قال " محمد " : صدقيني يا "فلانه"
" ... يا حبيبة القلب ... لقد احترت ماذا أهديك في هذه الليلة البدراء الجميلة ؟؟!!
هل أهديك ذهبا و أساور ؟!! .... لا .!! ... لست أحب القيود في معصميك !!.
هل أهديك وردا متناثرا ؟؟!.. .. لا .!!... فأجمل ورد رأته عيناي في خديك !!..
أم أهديك عسلا ؟؟!! ... لا !!.... لأني لم أعد أتذوق العسل إلا في شفتيك !!.
أم أهديك روحي و نفسي ؟؟!! ...نعم!!.... فإنها ملك يديك !!..
يمسك
بيدها مرة أخرى و يعاودان المسير
.... و السعادة و الهناء معهما تسير
!!..
و
تصدمها نسمات الهواء الباردة
.... فتشعر هي بشيء من السعال الخفيف
سعال خفيف من تأثير تلك النسمات
... لكن " محمد " حين سمعها تسعل خاف و اضطرب و قال :
ما بالك تسعلين ؟؟؟!
... لعل موجة هواء باردة أصابتك ؟!! ...
هيا نعود إلى المنزل !!.
لأصنع لك كوبا من الشاي الساخن
.. لعله أن يدفئك
!!. فترد عليه قائلة : لا !!... لا عليك
!!.. ما دمت معك فالمخاوف كلهن أمان
!!.. فيرفض " محمد " و يصر على الرجوع إلى المنزل
يدخلها المنزل !!..
ثم يجلسها على الأريكة
!! .. ثم يضع المدفأة جوارها
!!.. ثم يذهب و يحضر لها بطانية
... و يدفئها بحنانه قبل الغطاء
... ثم يصنع
لها الشاي الساخن
... و يأتي به إليها
.. فتمد يديها لتتناولها منه
... و قد شعرت
بالخجل من هذه المعاملة الرائعة الرومانسية التي يعاملها بها زوجها ..
فيقول لها "
محمد " مبتسما : و الله لا تشربينه إلا من يدي !!.
ثم يقترب منها ...
فيطوق
عنقها بذراعيه
... و يضع رأسها على صدره
!!.. ثم يسقيها الشاي الساخن بيديه
... و
مع كل رشفة ترتشفها " فلانه " من الشاي
!!
يطبع على جبينها قبلة حانية رحيمة
!!.. تهز كيانها و وجدانها !!..
و لكن السعال يزداد
!!.. و درجة حرارة جسمها
ترتفع
!!.. و تشعر برغبة في التقيؤ
... فيحملها بين ذراعيه
... و يسندها بعضديه
!!.. حتى
تصل إلى فراشها
.. ثم يغطيها بلحاف ثقيل
.. ثم يذهب فيحضر لها من الصيدلية
بعض الأدوية و المسكنات
... ثم يسقيها إياها
... و يظل جالسا بجوارها !!..
فتنظر إليه " فلانه " ... لترى عليه أثر الإرهاق و السهر
... فتطلب منه أن ينام
و يرتاح قليلا
... لأن صحتها بدأت تتحسن
!!.. و لكنه يقول لها:
و هل تظنين أن
النوم سيأتيني
... و ريحانة قلبي تئن و تتألم ؟
!!..
و يظل " محمد " ساهرا
طوال الليل بجوارها
!!.. و تستيقظ "فلانه" في الثالثة و النصف فجرا
... لتجده جالسا
على كرسيه بجوارها
... و هو يصارع النوم و النعاس
... و قد بدا عليه أثر الإرهاق
و الإعياء
!!.. فتقول له " فلانه " :
أرجوك يا " محمد " ... قم نم و لو قليلا
.. فإن عندك غدا دوام !!.
فيقول لها : و هل تظنين أنني سأذهب إلى العمل
.. و أتركك
مريضة في الفراش ؟!!.
تنظر إليه " فلانه " بنظرات العطف و الدهشة و الحب
!!... فهي لم تشاهد طيلة حياتها رجلا
.. كزوجها الذي يحمل بين جنبيه قلبا رحيما
رقيقا
مرهفا
!!... لقد كانت تسمع أن الرجال قساه لا يرحمون
... و لا يتأثرون
!!...
لكن
زوجها نوع فريد من الرجال
... إنه حقا نعمة من الله !!..
لقد كانت وقفته بجوارها
.. أعظم سبب بعد الله لشفائها و استعادتها لصحتها و حيويتها !!..
و
يدور شريط الذكريات الجميلة مرة أخرى
...
فترى نفسها في مشهد آخر
.. عندما كانت
عائدة من بيت أهلها
.. و قد قضت لديهم ثلاثة أيام في زيارة لوالدها المريض
.. ثم
عادت إلى بيتها و زوجها
... و كأنها كانت في رحلة طويلة
... فلقد استقبلها " محمد
" بشوق أكبر ... و حب أكبر
... و وجدته قد كتب لها في بطاقة جميلة
.. كلمات أجمل
.. لقد كتب يقول لها :
(( حبيبتي " فلانه "
... لقد غبت عن دنياي
.. فغابت معك كل
معاني السعادة و الهناء
!!... شعرت أثناء غيابك بأني تائه عن الحياة
!!.. و تأكدت
حينها أنك مصدر تركيزي و عنوان حياتي
... و لا عجب في ذلك
.. فإن لي و لك مع الحب
ذكريات و ميعاد
.... و مع العشق قصة ميلاد !!.. حفظك الله لي
.. و لا حرمني يوما من وجودك ... يا كل وجودي !!.. ))
و تتذكر "فلانه" يوم العيد ... حين يتأخر عنها
زوجها " محمد " ... فيعود و معه باقة جميلة من الزهور المتناسقة
.. فيضعها بين يدي " فلانه "
" ثم يطبع قبلة حانية على جبينها
.. و يقول لها : هذه هدية متواضعة
.. لأغلى حبيبة في الدنيا !!..
فتتناول " فلانه " تلك الباقة ....... و تقرأ الكلام
المكتوب على البطاقة الملصقة بها :
كل عام و انت حبي الوحيد
.... كل عام و أنت عشقي الجديد
!!.
كل عام و أنت نوري المديد
... كل عام و أنت عرسي الفريد
!!.
كل عام و أنت بألف بخير
... يا منبع الصفاء و رمز الوفاء
!!.
و يدور
شريط الذكريات دورة أخرى
... و تتذكر : " فلانه " حين حصل بينها و بين زوجها " محمد" خلاف شديد
.... و احتد النقاش بينهما
.. و انفعل عليها " محمد " ببعض الكلمات
... و تلك طبيعة الحياة الزوجية
... فباتا تلك الليلة متغاضيين متخاصمين
!!.
فلما
استيقظت " فلانه " في الصباح !! .. و جدت بجوارها
.. بطاقة وردية مزركشة مكتوبا فيها:
إلى التي ما خفق قلبي لسواها !!... و لا عشق فؤادي إلا إياها
!!..
إلى التي
... فبت أتململ على فراشي حرمتني النوم البارحة
!!.. إلى " فلانه " ... نبع الحنان
:
مدي يديك لمدنف مشتـــــــاق **** ما زال يرسم لوحة الأشـــــــــواق
لا
تتركيه على الشواطئ حائرا **** و الموج يسحبه إلى الأعمـــــــاق
عودي إليه فإن
حبك لهفـــــــة **** مغروسة في قلبه الخفـــــــــــــاق
تسقى بأنهار العفاف
و
حولها **** بنيت قلاع تقارب و تلا قـــــــــي
مدي إليه يدا تداوي جرحـــــه
لا تتركيه يعيش في دوامــــــة ****
تبني له
في الوهم عشر طبــــــاق **** و تريه في الرمضاء بسمة ساقـي
ليس الخلاف هو النهاية بيننــا **** كم من خلاف كان درب
وفــــــاق
التوقيع : أسير حبك " محمد "..
و وقعت تلك الكلمات الجميلة في
قلب " فلانه " موقعا مؤثرا
... فما كاد زوجها يعود حتى كانت بانتظاره
.. و ما كاد
يفتح باب المنزل
.. حتى بادرت إليه تستقبله
... و تقول له : أنا الظالمة المخطئة
.. فعاقبني كما تشاء !!.
و يدور الشريط مرة أخرى ... فترى " فلانه " نفسها
.. و قد استلقت على تلك الأريكة
... تنتظر عودة زوجها من العمل
!!... لقد تأخر هذه
الليلة لظرف طارئ
... فجلست " فلانه " تنتظره
.. فأسندت رأسها إلى ذلك الكرسي
... و
أغمضت عينيها
... لتستسلم لغفوة هانئة جميلة
.. لم تفق منها
.. إلا حين شعرت بيدين
حانيتين !!.. تلامس كفيها
!!.. لقد شعرت بدفء يتسلل إلى أعماقها
!!... نبضات قلبها
تتسارع بسرعة كبيرة !!... و عندما فتحت عينيها وجدت وجها مبتسما مشرقا
.. و عينين
تنظران لعينيها بحنان و عطف
... و يدا رقيقة تحمل وردة بيضاء جميلة
.. عبقت بعطر
الزهور النقي !!..
تأملت " فلانه " ذلك الوجه .. و تفحصت قسماته
!!... آه !!... إنه وجه زوجي الحبيب و طبيبي الأريب
!!..
و بادرها زوجها الحبيب قائلا
... بصوت
حان رقيق
.... يهمس في أذنها همسا :
تفضلي يا حبيبتي !!... تفضلي يا ريحانة
القلب و أميرة الفؤاد
!!.. لقد اخترتها لك من بين ألف زهرة و زهرة
... لأعبر لك بها
عن حبي
... و أعبر بها على جسر ودادي إلى قلبك الكبير
!!.. ثم اقترب منها أكثر ..
و قال
" " فلانه " ... يا شمعة أضاءت لي الدروب !!.
" فلانه "
... يا بسمة تخفف
عني الكروب !!.
" فلانه "
... يا رسمة نقشت تفاصيلها على جناني
!!.
" فلانه "
... يا كلمة خفق لها قلبي و وجداني !!.
" فلانه "
... يا نسمة احتوت كل أحاسيسي و
كياني !!.
" فلانه "
... يا ضحكة تداوي كل أحزاني
!!.
" فلانه "
... يا فرحة
تنسيني كل أشجاني !!.
فلم تملك " فلانه "
نفسها
... و انهالت دموع الفرح من
عينيها
... و هي تقول
:
كم أنت رقيق مرهف !!.. ليتني كنت شاعرة لأعبر لك عما في
قلبي اتجاهك !!.
و يدور شريط الذكريات مرة أخرى
!!..
و ها هي " فلانه "
" ترى نفسها ذات يوم من الأيام
.. و قد عادت من مدرستها
... فذهبت إلى زوجها " محمد"
" فأطرقت رأسها قليلا
... ثم أخرجت من حقيبتها قصاصة ورقية
... و قالت : اسمع بعض ما
كتبته لك :
دعني أسافر في ناظريك
!!.
و أروي ظمأي من مقلتيك
!!.
و أزرع
حبي على وجنتيك !!.
و أقتل حزني في شفتيك
!!.
و أملأ قلبي حبا إليك
!!.
أناضل !!.. أجاهد خوفا عليك
!!.
فكلي فداء لثرى قدميك
!!.
فقال
لها " محمد " مندهشا مبهورا :
ما شاء الله !!.. ما هذا الكلام الجميل الرائع
.. لقد أصبحت شاعرة يا " فلانه " " !!.
فقالت له على الفور : من خالط الشعراء صار منهم
... و إن كلماتك الرقيقة المرهفة
.. التي تهديها لي دائما .. تحرك الحجر الأصم
.. فكيف لا تحرك مشاعري و أحاسيسي ؟
!!.
فقال لها " محمد " : إني أدعوك لرحلة
خارجية من بعد العصر و حتى العاشرة مساء
، .... ترويحا لك عن المشاكل و تجديدا
لنشاطك و حويتك
.. فاختاري أنت المكان المناسب
!!.
لقد نزلت كلمات " محمد"
" الجميلة على قلبها
... كالماء البارد ينزل في فم العطشان
... و كالبلسم الشافي يوضع على الجرح الملتهب
... فأنستها جميع المشاكل .. و لم تعد ترى أمامها إلا زوجها
الحبيب " محمد " !!.. و لم تملك " فلانه "
نفسها أن قالت :
لا حرمني الله حياتك
... و جمعني الله بك في الجنان .. كما جمعني بك
... في هذه الدنيا الفانية !!.
و يدور الشريط مرة أخرى
!!.
و تتذكر " فلانه " .. حين جلس زوجها
" محمد " ذات يوم
.. مع أخته الصغرى " أمة الرحمن " الأخت الوحيدة في حيات " محمد " .
الذي يحبها حباً جما من أخواته الثلاث الباقيات
وأيضاً " أمة الرحمن"
.. و ذهبت " فلانه " إلى المطبخ لتعد لهم الشاي
.. ثم عادت به
.. و قبل أن تصل إلى غرفة الجلوس .. وصل إلى سمعها صوت
" أمة الرحمن "
.. و هي تقول لأخيها " محمد " : ألاحظ أنك مهتم كثيرا بزوجتك " فلانه "
.. و رقيق القلب تعاملك معها
!!.. فلماذا كل هذه الرقة و اللطف الزائد معها ؟!! ..
أنا
لا أكره لها الخير
!!... و لا أغار منها
وتعرف أني أتمنى لك الخير دائماً يا أخي
لكن أنا أحبك وخايفة عليك
ولا أشكك في زوجتك " فلانه "
!!. .. و لكن عاملها كما يعامل الأزواج زوجاتهم
عندك بنت خالتنا " منى " كيف يعاملها زوجها
و الله إنا لا نجد عشر أو ربع أو ثمن هذه الرقة من تعامل الأزواج
... و لا نسمع منهم ربع تلك
الكلمات الجميلة المرهفة
.. التي سمعتك تقولها لــ " فلانه " " !!..
فانتبه فلعلها
قد عملت لك سحرا لتسيطر عليك
!!.. و أنت لا تعرف كيد النساء يا أخي !!.. أنت أكبر مني
... و أعلم مني بذلك
فقال لها " محمد" .. و قد ابتسم ابتسامة عظيمة على يغرة
صديقيني يا " أمة الرحمن " ... إن " فلانه " قد سحرتني !!... لكن ليس
السحر المحرم ... بل السحر الحلال !!.. سحرتني بحسن تعاملها معي
... و طاعتها
المستمرة لي
.. و تفانيها في خدمتي
... و مشاعرها الرقيقة تجاهي
.. و تضحيتها من
أجلي
!!.. و احترامها لآرائي
... و صبرها على أخطائي
!!.. إن " فلانه " تعني لي
الشيء الكثير و الكثير !!..
أنا
السماء ... و هي القمر الذي يجليها !!
.. أنا
الدنيا ... و هي الشمس التي تدفيها
!!.. أنا
الشجرة
.. و هي الماء الذي يرويها !!..
هي العين
.. و أنا
الرمش الذي يغطيها
!!.. هي الروح ..
و أنا
الصدر الذي يحويها
!!.
صدقيني يا " أمة الرحمن " ... إن حياتي نغم لا أسمعه إلا من شفتيها
!!.
إن
حياتي .. لوحة لا أراها إلا في عينيها !!..
إن حياتي ... فجر باسم لا يشرق إلا
من خافقيها
فقالت " أمة الرحمن "
الحمد لله يا أخي أن الله أهداك هذه النعمة
وهذه الزهرة الحمراء الجميلة الرقيقة
وأهداك التي كنت دائماُ تخبرني
بأنك تدعوا الله أن يوفقك ببنت الحلال.
!!.
لما سمعت " فلانه " تلك الكلمات ودت لو تطير من شدة الفرح
... ثم
طرقت باب الغرفة
.. و دخلت و معها الشاي
... و هي تتمايل فرحا و سرورا
!!.
مواقف و مشاهد و صور متعددة
... و مازالت تسرح بــ " فلانه " الذكريات الجميلة
... و ما زالت صورة " محمد " ذلك الزوج الصالح
... التقي الرقيق الرحيم
المهذب اللطيف الرومانسي
... صورة رفيق الحياة و زميل الدرب
.. الذي سلب كيانها
و
سحر وجدانها و سيطر على فؤادها برقته و لطف تعامله
.. ما زالت تلك الصورة الجميلة
تعانق ناظريها
... وما زالت مشاهد الرومانسية
.. و ذكريات الحنان و العواطف الصادقة
و المشاعر المرهفة ..
تحملها من أرض إلى أرض
!!.... و لم يقطعها عليها إلا صوت جميل
رقيق
.. ينبعث من خلفها
... يقول لها : أين أنت يا حبيبة
!!... لقد ناديتك مرارا
لنجلس قليلا في الشمس و نشرب الشاي الذي صنعته من أجلك !!..
فالتفت إليه
" فلانه " و قالت :
" محمد " ... أريد أن أقول لك شيئا مهما و خطيرا جدا !!.
فقال لها ... و قد بدا عليه الاهتمام و الجدية
قولي: .. فكلي آذان صاغية !!..
فقالت له : " محمد " .... ليت الرجال مثلك !!..
الموضوع الاصلي
من روعة الكون