القصيدة للدكتور : أحمد عثمان التويجري
دم المصلين في المحراب ينهمر* و المستغيثون لا رجع و لا أثر
و القدس في قيدها حسناء قد سُلبت * عيونها في عذاب الصمت تنتظر
تُسائل الليل و الأفلاك ما فعلت * جحافل الحق لما جاءها الخبر
هل جُهزت في حياض النيل ألويةٌ * هل في العراق و نجد جلجل الغير
هل قام بليون مهدي لنصرتها * هل صامت الناس هل أودى بها الضجر
هل أجهشت في بيوت الله عاكفة * كل القبائل و الأحياء و الأسر
تُسائل القدس هذا الليل حائرةٌ * و نحن بالقولة النكراء نعتذر
ياليت شعري أضاعت كل عزتنا * حتى استباح حمانا جهرة قذر
أين المنادون بالتحرير و يحهموا* أين الصمود و أين السهل و الوعر
أين المرابون في أسواق أمتنا * في كل صقع لهم للخزي مؤتمر
سيوفهم في سبيل الحق مغمدة * و في سبيل الخنا يا ويحهم حمر
سلوا الملايين من أبناء امتنا * كم ذُبحوا و بأيدي خائنٍ نُحروا
سلوا حماة سلوا لبنان ما برحت * دماؤنا في ثراها بعد تستعر
يا أمة الحق إن الجرح متسع * فهل تُرى من نزيف الجرح نعتبر
قوميةٌ كم نبحنا في مقاطعها * حتى أنتنت فاشتكت من قبحها مضر
شعبية كم نعقنا بتسمها زمناً * بها اقتتلنا فما نبقي و ما نذر
غربية كم سُقينا من مشاربها * سمّاً زعافاً به الطغيان يختمر
شرقيةٌ كم جرعنا من مصائبها * و جه قبيح للاستعمار مستتر
يا أمة الحق ماذا بعدُ قد نفدت * كل الدعاوي و كلت دونها الفِكرُ
ماذا سوى عودة لله صادقةٌ * عسى تُبدل هذا الحال و الصور
عسى يعود لما ماضٍ به ازدهرت * كل الدُنا و اهتدى من نوره البشر
على أساس الهدى كانت مدائننا * و في سبيل العلا لم يُثننا سفر
لم نفتخر أبداً بالطين أبنية * كلا و لكننا بالعدل نفتخر
إذا تطاول بالأهرام منهزم * فنحن أهرامنا سلمان أو عمر
أهرامنا شادها طه دعائمه * وحي من الله لا طين و لا حجر
أهرامنا في ذرى الأخلاق شامخة* هي السماحة و هي المجد و الظفر
أهرامنا في ربى التوحيد راسخة * غيث النبوة يسقسها فتزدهر
يا أمة الحق ماذا بعدُ هل قُتلت * فينا المروءات و استشرى بنا الخور
أما لنا بعد هذا الذل معتصمٌ * يجيب صرخة مظلوم و ينتصر
أما لنا من صلاح الدين يُعتقنا * فقد تكالب في استعبادنا الغجر
يا أمة الحق إنا رغم محنتنا * إيماننا ثابت بالله نصطبر
فقد يلين زمانٌ بعد قسوته * و قد تعود إلى أوراقها الشجرُ
:col:
الموضوع الاصلي
من روعة الكون