آداب الدعاء
عن أنسعنالنبيقال:" الدعاء مخ العبادة" رواه الترمذي، ويطلق المخ على الخالص من الشيء، ذلك أن كل عابدلله سبحانه ربما سما قلبه، وغفل لبه، إلا الذي يدعو ربه فإنه حاضر معه، متضرع بينيديه، خاشع له ظاهره وباطنه، وهذه غاية العبودية لله تعالى، وهي أشرف أحوالالإنسان، وأفضلها، وأسعدها..
ولقد جاء رجل الى النبيفقال: أقريب ربنا فنناجيه، أم بعيد فنناديه، فسكت عنه،فأنزل الله تعالى: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّيفَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِيوَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186)البقرة.
وقد بشّر سبحانه وتعالى عباده بسعة فضله، وعظيم جوده وكرمه،باستجابة لدعائهم، وسماعه لطللبهم، فقال: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَيَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ (60)غافر.
بل حذر سبحانه عباده من نسيان الدعاء، وتركالتضرع، والإعراض عن الالتجاء الى الله، فقال: قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْكَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَاماً (77)الفرقان.
وإذا كان الخلاف في الدعاء وهل يرد القضاء، أو يغير في قوانين اللهونواميسه شيئا، فإنه مما لا خلاف فيه أنه التجاء الضعيف الى القوي، ورجاء الفقير منالغني، وتضرع من لا يملك من الأمر سببا الى مفتح الأبواب ومسبب الأسباب. قال النبي: لن ينفع حذر من قدر، ولكن الدعاءينفع مما نزل وما لم ينزل، فعليكم بالدعاء عباد اللهرواهأحمد والطبراني. وقال عليه الصلاة والسلام: الدعاء يردّ البلاء . رواه أبو الشيخ عن أبي هريرة.
وامتثال أمر الله تعالى وأمر رسوله بالدعاء،والمسارعة الى ما يحبه الله سبحانه، ومما يحبه من عباده التوسل اليه والضراعة بينيديه، أفضل من الجدال العقيم، في فائدة الدعاء، وجدوى الرجاء، وهل ترد من قضاء اللهشيئا، قال عليه الصلاة والسلام: ليس شيء أكرم على الله عز وجل من الدعاءرواهالترمذي عن أبي هريرة.
والقرآن الكريم، والأحاديث النبوية، ملأى بنماذج منالدعاء، ورقائق من الاتجاء، وفرائد من مناجاة الأنبياء، وصلتهم مع ربهم، تلك الصلةالتي لا تنقطع ما دام يربطها حبل الدعاء والنداء.
فهذا آدم عليه السلام يقعفي الخطيئة فلا يجد موئلا ولا ملجأ إلا في هذا الدعاء الحزين: قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَاوَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (23)الأعراف.
وهذا نوح عليه السلام يدعو قومه ألف سنة إلا خمسين عاما، حتى إذايئس من هدايتهم، نادى ربهقَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَاوَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (23)الأعراف.
وهذا سيدنا إبراهيم يناجي ربه بهذا الدعاء المؤثر النابع من أعماقالقلب المتصل بالله العارف به: رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (83) وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ (84) وَاجْعَلْنِي مِن وَرَثَةِجَنَّةِ النَّعِيمِ (85) وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ (86) وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ (87) يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (89)الشعراء.
ولنتدبر هذا المقطع القرآني الرقيق يحدثنا عن أكرم رسله وهم يلوذونبخالقهم، ويلتجئون إليه: وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَأَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (83) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّوَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَىلِلْعَابِدِينَ (84) وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِّنَالصَّابِرِينَ (85) وَأَدْخَلْنَاهُمْ فِي رَحْمَتِنَا إِنَّهُم مِّنَالصَّالِحِينَ (86) وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَن لَّننَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَسُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (87) فَاسْتَجَبْنَا لَهُوَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ (88) وَزَكَرِيَّاإِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ (89) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُإِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباًوَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ (90)الأنبياء.
وهكذا كان شأن خاتم النبيين وسيد المرسلين، فقد أتحفتنا كتبالسيرة والحديث الشريفة، بباقة عطرة، من دعائه، وفيهاما تهتز له القلوب، وتتزكى به النفوس، وتفيض له العيون، وتخشع عنده الجوارح، وتلتقيبخالقها الأرواح على بساط العبودية الصحيحة.
والله سبحانه أكرم الأكرمين، لايخيّب راجيه، ولا يرد سائله، ولا يحرم من فضله بره وكرمه داعيه، قال سبحانه: أَمَّن يُجِيبُالْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُوَيَكْشِفُ السُّوءَالنمل 62. وقال: إن الله حيّ كريم، يستحي إذا رفع الرجل إليه يديه أن يردهما صفراخائبينرواه أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه والحاكم عنسلمان رضي لله عنه.
وقال أحدهم:
لا تسألن بنّي آدم حاجة ***** وسلالذي أبوابه لا تحجب
الله يغضب إن تركت سؤاله ***** وبنيّ آدم حين يسأليغضب
وقد أرشدالىكيفية الدعاء وأحواله وأوقاته وآدابه في جملة تعاليمه الكريمة نختار منها هذهالنفحات:
1 »»الإخلاصلله تعالى، والوضء، واستقبال القبلة، والجثو على الركب، والتوبة الى الله. والاستغفار ورد المظالم الى أهلها.
قال تعالى: وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِيُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْوَلاَ تَتَوَلَّوْاْ مُجْرِمِينَ (52)هود.
عن سعدأنرسول اللهقال: اجثو على الركب، ثم قولوا: يا رب ياربرواهأبو عوانة والبغوي.
2 »»رفع اليدين حذو المنكبين، وبسطهما مكشوفتان الىالسماء، بسط التذلل والتمسكن والاستجداء، ثم مسح الوجه بهما بعد انتهاءالدعاء.
عن ابن عباسما أنالنبيقال: سلوا الله ببطون أكفكم، ولا تسألوه بظهورها، فإذا فرغتم فامسحوا بهاوجوهكمرواه أبو داود والبيهقي.
وعن أنسقال: كان رسول اللهيرفعيديه حتى يرى بياض إبطيه في الدعاء . رواه مسلم.
وعن عمرقال: كان رسول الله: إذا رفع يديه في الدعاء لم يحطهما حتى يمسح بهما وجرواهالترمذي.
3 »»حضورالقلب مع الله، وتحسين الظن والرجاء به سبحانه، والخضوع بين يديه، والتيقن مناستجابته وكرمه وأنه سميع قريب مجيب..
قال تعالى: ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّالْمُعْتَدِينَ (55)الأعراف.
وعن أبي هريرةأنرسول اللهقال فيمايرويه عن ربه: أنا عند ظن عبدي بي، فليظن بي الظنالحسنرواه مسلم والحاكم.
وعنهقال: قال رسول الله: أدعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أن الله لا يستجيب منقلب غافل لاهرواه الترمذي والحاكم.
وعن أبي سعيد الخدريقال: قال رسول الله: ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه اللهبها إحدى ثلاث، إما أن يعجل له دعوته، وإما أن يدّخر له، وإما أن يكف عنه من السوءبمثلهاقالوا: إذن نكثر. قال: الله أكبر . رواه ابن عبدالبر.
4 »»لزوم الدعاء والإكثارمنه، والاتجاء الى الله في كلالأمور، كبيرها وصغيرها، جليلها ودقيقها.. لأن الدعاء هو غاية الاستعانة بالله،ومطلق العبودية لله، وإظهار الفاقة الى الله..
قال تعالى حكاية عن عبادهالصالحين: إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُإِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ (28)الطور.
وقال سبحانه: يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاء إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُهُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (15)فاطر.
وعن عليقال: قال رسول الله: الدعاء سلاح المؤمن، وعماد الدين، ونور السموات والأرض . رواه أبو يعلى والحاكم.
وعن أنسأنرسول اللهقال: ليسأل أحدكم ربه حاجته كلها، حتى يسأله شسع نعله إذاانقطعرواه الترمذي.
5 »»خفض الصوت بالدعاء، وغضّ البصر وعدم رفعه الىالسماء.
قال تعالى: ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا (2) إِذْ نَادَىرَبَّهُ نِدَاء خَفِيّاً (3)مريم.
وعن عائشةا قالتفي قوله تعالى: ولا تجهر بصلاتك ولا تخافتبهاأي بدعائك. متفق عليه.
وعن أبي موسىقال: لما غزا رسول اللهخيبراأشرف الناس على واد فرفعوا أصواتهم بالتكبير: الله أكبر لا اله إلا الله، فقال رسولالله: يا أيها الناس، إربعوا على أنفسكم ـأي أرفقوا بها ـ فإنكم لا تعدون أصم ولا غائبا، وإنكم تدعون سميعا بصيرا قريبا وهومعكممتفق عليه.
6 »»الإلحاح في الدعاء، وتكراره ثلاثا.
عن عائشةا عن النبيقال: إن الله تعالى إذا دعا دعا ثلاثا، وإذا سأل سأل ثلاثارواهالبيهقي.
7 »»الجزمبالدعاء، والثقة بالله، والعلم بأنه سبحانه يجيب الدعاء مهما كان عظيما أو صعبا،فهو القادر أن يجعل من كل هم فرجا، ومن كل ضيق مخرجا، ومن كل شدة ظفراونصرا.
عن أبي هريرةقال: قال رسول الله: لا يقل أحدكم إذا دعا اللهم اغفر لي إن شئت اللهم ارحمني إن شئت،ليعزم المسألة فإنه لا مكره لهمتفقعليه.
وعنهقال: قال رسول الله: إذا دعا أحدكم فليعظم الرغبة، فإن الله لا يتعاظمه شيءرواهابن حبان.
8 »»عدمالتكلف في الدعاء، وترك السجع فيه، وتعلم المأثور منه في الكتاب والسنة.
عنعائشةا قالت: كان رسول الله، يستحبالجوامع من الدعاء ويدع ما سوى ذلك" رواه أبو داود.
9 »»افتتاح الدعاء بحمد الله تعالى والثناء عليهبما هو أهله، والصلاة والسلام على نبيهواختتامالدعاء بمثل ذلك. قال أبو سليمان الداراني: من أراد أن يسأل الله حاجة فليبدأبالصلاة على النبيثم يسألهحاجته ثم يختم بالصلاة على النبيفإن اللهعز وجل يقبل الصلاتين وهو أكرم من أن يدع ما بينهما.
عن فضالة بن عبيدقال: سمع رسول اللهرجلايدعو في صلاته لم يمجّد الله تعالى. ولم يصلّ على النبيفقال رسول الله: عجل هذاثمدعاه فقال له ـ أو لغيره ـ إذا صلى أحدكم فليبدأ بتحميد ربه سبحانه والثناء عليه،ثم ليصل على النبي، ثم ليدعبما شاء. رواه الترمذي وأبو داود.
عن ابن مسعودقال: قال النبي: لا تجعلوني كقدح الراكب يجعل ماءه في قدحه فإن احتاج اليه شربه وإلاصبه، إجعلوني في أول الدعاء، وفي وسط الدعاء، وفي آخر الدعاءرواهابن النجار.
وعن علي رضي الله عن النبيقال: الدعاء محجوب عن الله حتى يصلي على محمد وأهل بيتهرواهأبو الشيخ.
10 »»التأمين على دعاء النفس وعلى دعاء الغير.
عن أبي هريرةأن رسول اللهقال: إذا دعا أحدهم فليؤمن على دعاء نفسهرواهابن عدي.
وعن حبيب بن سلمة الفهريقال: قال رسول الله: لا يجتمع ملأ فيدعو بعضهم، ويؤمن بعضهم إلا أجابهم اللهتعالىرواه الطبراني.
11 »»تجنب الاعتداء في الدعاء، والحذر من الدعاء على النفسأو الأهل أو الولد أو أحد المخلوقات.
قال تعالى: وَيَدْعُ الإِنسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَالإِنسَانُ عَجُولاً (11)الإٌسراء.
وقال عز وجل: وَلَوْ يُعَجِّلُ اللّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُمبِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْيونس 11، ( وهو دعاء الرجال على نفسه وماله وأهله بما يكره أن يستجاب).
وعن جابرقال: قال رسول الله: لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على خدمكم،ولا تدعوا على أموالكم، لا توافق من الله ساعة يسأل فيها عطاء فيستجابلكمرواه أبو داود.
وعن أم سلمةا قالت: قال رسول الله: لا تدعو على أنفسكم إلا بخير فإن الملائكة يؤمّنون على ماتقولونرواه أحمد ومسلم وأبو داود.
12 »»بجنب استبطاء الإجابة، واليأسوالقنوط من قضاء حاجته، ثم استصغار شأن الدعاء، وعدم الاهتمام به، ثم تركه بعدذلك.
عن جابرقال: قال النبي: إن جبريل موكل بحوائج بني آدم . فإذا دعا العبد الكافر قال الله تعالى: يا جبريل اقض حاجته فإني لا أحب أن أسمعدعاءه، وإذا دعا العبد المؤمن قال: يا جبريل احبس حاجته فإني أحب أن أسمع دعاءه" رواه ابن النجار.
وعن أبي هريرةقال: قال رسول الله: لا يزال الدعاء يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم ما لميستعجل، قيل: يا رسول الله وما الاستعجال؟ قال: يقول قد دعوت وقد دعوت فلم أر يستجيب لي، فيستحسر عند ذلك ويدعالدعاءرواه مسلم.
13 »»ترصّد الأوقات المباركة والأزمان الكريمة، واغتنامالمواسم والحالات الشريفة والأمكنة الطاهرة المقدسة، للتضرّع والدعاء، كأوقاتالسحر، والجمع، ورمضان، وعشر ذي الحجة، ويوم عرفة، وبعد الصلوات، وعند الإفطار، وفيالسجود.. وحالات رقة القلب وإقباله على الله تعالى: وفي المسجد الحرام والمسجدالنبوي وبيوت الله..
قال تعالى: وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (18)الذاريات.
وعن أبي هريرةقال: قال رسول الله: ينزل الله تعالى كل ليلة الى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الأخيرفيقول عز وجل: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفرلهمتفق عليه.
وعن أبي أمامةأنرسول اللهقال: نفتح أبواب السماء ويستجاب الدعاء في أربعة مواطن: عند التقاءالصفوف في سبيل الله، وعند نزول الغيث، وعند إقامة الصلاة، وعند رؤيةالكعبةرواه الطبراني.
وعن أبي موسىأن النبيقال: من كانت له الى الله حاجة فليدع بها دبر كل صلاة مفروضةرواهابن عساكر.
وعن أبي هريرةأنرسول اللهقال: أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاءرواهمسلم.
وعنهعنالنبيقال: ثلاثة لا ترد دعوتهم: الإمام العادل، والصائم حتى يفطر، ودعوةالمظلوم يرفعها الله فوق الغمام وتفتح لها أبواب السماء ويقول الرب تبارك وتعالى: وعزتي وجلالي لأنصرنّك ولو بعد حينرواهالترمذي.
14 »»الإكثار من الدعاء والتوسل الى الله تبارك وتعالى في أوقات اليسر والرخاء، ليستجيبالله تعالى له في أوقات العسر والشدة والضراء.
قال تعالى: إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَارَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ (90)الأنبياء.
وعن أبي هريرةأنرسول اللهقالمن سرّه أن يستجيب الله له عند الشدائد والكرب، فليكثر الدعاء فيالرخاءرواه الترمذي والحاكم.
15 »»تجنّب الحرام في المطعم أو الملبس أو المسكن أوالمشرب، فإن الله سبحانه وتعالى طيب ولا يقبل إلا طيبا.
عن أبي هريرةقال: قال رسول الله: أيها الناس، إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا، وإن الله أمر المؤمنينبما أمر به المرسلين فقال: يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملونعليم . وقال الله تعالى: يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكمثمذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه الى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرامومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام، فأتى يستجاب لذلكرواهمسلم والترمذي.
16 »»سؤال الله تعالى ودعاؤه بأسمائه الحسنى، والثناء عليه وتمجيده بصفاتهالعليا.
قال تعالى: وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَاالأعراف 180.
وقال سبحانه: قُلِ ادْعُواْ اللّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَـنَ أَيّاً مَّاتَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَىالإسراء 110.
وعن أنسأنالنبيقال: ألظّوا ـ أي ألحوا ـ بيا ذا الجلال والإكرامرواهالترمذي.
وعن مسلمة بن الأكوعقال: كان رسول اللهيستفتحدعاؤه بسبحان ربي العلي الأعلى الوهابرواهالحاكم وأحمد.
وعن أبي أمامةقال: قال النبي: إن الله ملكا موكلا بمن يقول: يا أرحم الراحمين. فمن قالها ثلاثاقال الملك: إن أرحم الراحمين قد أقبل عليكرواهالحاكم.
17 »»الإكثارمن الدعاء لأهله وأرحامه وإخوانه وجيرانه وأصدقائه ولمن أوصاه بالدعاء لينال مثل مادعا به دعوة من الملك.
قال تعالى حكاية عن سيدنا موسى: قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَوَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (151)الأعراف.
وعن أبي الدرداءأنرسول اللهقال: دعاء المرء المسلم مستجاب لأخيه بظهر الغيب، عند رأسه ملك موكل بهكلما دعا لأخيه بخير قال الملك آمين ولك مثل ذلكرواهأحمد ومسلم وابن ماجه.
الموضوع الاصلي
من روعة الكون