الحمدُ للهِ الذي أرسلَ محمدًا للإسلامِ قمرًا منيرًا وقدرًا على أهلِ الضلالِ مبيرًا ، جاءَ بأمتهِ من الظلماتِ إلى النورِ ، وأفاءَ عليهِم الظلَّّ بعدَ الحرورِ، فصلى الله على سليلِ أكرمِ نبعةٍ، وقريعِ أشرفِ بقعةٍ، صلاةً سرمديةً ما ذكرَه الذاكرونَ، وغفلَ عن ذكرِه الغافلونَ، أما بعدُ:
فهذا كتابٌ حاولتُ أن أكسوَ السخطَ والبرطمةَ ألفاظهُ ، والغيظَ والحنقَ معانيهُ، فقدْ أحرقتُ بما في صدري أوراقَهُ، وسجرتُ بما في قلبي سوادَهُ، لأني كتبتهُ والدمُ يغلي في رأسي، والقلمُ يرتجفُ بين أصابعي، غضبًا وأسفًا وحردًا وغيضًا لعرضِ رسولنا وحبيبِنا وهادينا وقدوتِنا ونورِنا وسراجِنا وعزِّنا محمدِ بنِ عبدِ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ ! فداهُ عرضي وعرضُ والديّ والناسِ أجمعينَ!
فشلتْ يدٌ تعرضتْ لكمْ يا رسولَ اللهِ ـ صلى اللهُ عليكَ وسلمَ ـ وقُطعَ لسانٌ ولغَ في عرضكم وكُسرَ قلمٌ تحركَ في همزكم وشُرجَّ رأسٌ ابتدعَ لمزكم !
رسوماتٌ خطها حميرُ كتابةٍ ولقطاءُ إعلامٍ ممن خِيطَ بجوفهم الكفرُ والنفاقُ واحتواهم الحقدُ والحسدُ وثقفوا الإرهابَ والظلمَ ، وأتقنوا الكذبَ والأفيكةَ!
فهمْ مساكينُ أهلُ عقولٍ مأفونةٍ وأحلامٍ مأفوكةٍ ، مساكينُ أهلُ الزبائلِ الفكريةِ والحشوشِ العقليةِ .
فلا غروَ أنْ يخرجَ هذا الضراطُ وهذا الدرنُ منهم ! فكلُّ إناءٍ بالذي فيهِ ينضحُ! ولا تحسنُ الكلابُ إلا الهريرَ!
مساكينُ فهمْ لا يعرفونَ عظيمَ الخليقةِ وأستاذَ الإنسانيةِ ، مساكينُ قدْ أشغلهم عن تسريحِ النظرِ في سيرةِ منقذِ البشريةِ ـ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ ـ تسريحُ النظرِ في الفروجِ والصدورِ ، مساكينُ قدْ ألهاهم عن اتباعِ سنةِ سيدِ الأمةِ وخاتمِ النبوةِ اتباعُ أهوائِهم وفروجِهم وبطونِهم ! مساكينُ كيفَ يعرفونَ نبينا محمدا صلى اللهُ عليهِ وسلمَ وهمْ رؤوسٌ قدْ تمكنتْ من رمتها الخمورُ فصيرتها أذنابًا!
أكلةُ الخنازيرِ والربا ، وعبادُ الصليبِ والأوثانِ ، ومدمني المسكراتِ والمخدراتِ أهلُ النجاسةِ والرجاسةِ ! مساكينُ لا يعرفونَ الوضوءَ ولا الطهارةَ، لأنهم لم يعرفوا إمامَ الطاهرينَ ـ صلى الله ُ عليه وسلمَ ـ مساكينُ لا يفقهونَ الصلاة ولا السجودَ ولا الصيامَ ولا الزكاةَ ولا الحجَّ لأنهم لم يأخذوها عنْ إمامِ العلماءِ والعبادِ ـ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ مساكينُ لم يتلذذوا بالصلاةِ والسلامِ على منْ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ! مساكينُ لا يؤمنونَ باللهِ ربًا خالقًا رحيمًا ، ولا بمحمدٍ نبيًا ورسولا هاديًا ، مساكينُ لم يدخلوا جنةَ الدنيا بحبَّ سيدِ العالمِ و سلوكِ سننهِ وإقامةِ شعائرِ دينهِ وشرائعهِ التي توجبُ جنةّ الآخرةِِ!
مساكينُ ما قدروهُ حقَّ قدرهِ ، وهو الذي أُرسلَ رحمةً وغيثًا منْ اللهِ ـ سبحانهُ وتعالى ـ مساكينُ ما قدروهُ حقَّ قدرهِ ، وهو أفضلُ الرسلِ وخاتمهم ، وآخرُ الأنبياءِ في الدنيا وأولهمْ في الآخرةِ ، وأثقلهمْ عندَ اللهِ ميزانًا، وأوضحهمْ حجةً وبرهانًا، مساكينُ ما قدروهُ حقَّ قدرهِ ، وهو ناقلُ الناسِ من طاعةِ العبادِ إلى طاعةِ ربَّ العبادِ ، مساكينُ ما قدروهُ حقَّ قدرهِ ، وهو كاشفُ الغمةِ عنِ الأمةِ، المتكلمُ بالحكمةِ ،الصادعُ بالرسالةِ والحقِ ،الداعي إلى الهدايةِ والصدقِ ، مساكينُ ما قدروهُ حقَّ قدرهِ ، وهو صاحبُ المعجزةِ الخالدةِ، والشفاعةِ والمقامِ المحمودِ مساكينُ ما قدروهُ حقَّ قدرهِ ، وهو أفصحُ منْ نطقَ العربيةَ لكلامهِ تقشعرُ الأبدانُ و تلينُ القلوبُ ، مساكينُ ما قدروهُ حقَّ قدرهِ ، وهو أتمُّ البريةِ خيرًا وبرًا، وأطيبهمْ فرعًا وأصلا، وأكرمهمْ عودًا، وأعلاهمْ منصبًا، مساكينُ ما قدروهُ حقَّ قدرهِ ، وهو أصدقُ الخلق حديثًا ،وأعفُ الناس لسانا ، مساكينُ ما قدروهُ حقَّ قدرهِ ، وهو أربطُ الخلق جأشًا ،وأقواهمْ قلبًا ، مساكينُ ما قدروهُ حقَّ قدرهِ ، وهو أسخى الناسِ يدًا لا يجعلُ المالَ ينامُ عندَه ويتناسلُ ، فهو آخذُ الدنيا ومعطِيها !
أثني على منْ أتـدري مـنْ أبجلـةُ؟ أمـا علمـتَ بمـنْ أهديتُـه كلمـي
في أشجعِ الناسِ قلبًـا غيـرَ منتقـمِ وأصدقِ الخلقِ طـرًا غيـرَ متهـمِ
أبهى منْ البدرِ في ليلِ التمـامِ وقـلْ أسخى منْ البحرِ بلْ أرسى منْ العلمِ
أصفى منْ الشمسِ في نطقٍ وموعظةٍ أمضى منْ السيفِ في حكمٍ وفي حكمِ
أغرَّ تشـرقُ مـنْ عينيـهِ ملحمــــــــــةٌ منْ الضياءِ لتجلـو الظلـمَ والظلـمِ
في همةٍ عصفتْ كالدهـرِ واتقـدت ْكم ْ مزقتْ منْ أبي جهلٍ ومنْ صنـمِ
محررُ العقلِ بانـي المجـدِ باعثنـامنْ رقدةٍ في دثارِ الشـركِ واللمـمِ
بنـورِ هديـكَ كحلنـا محاجـرَنـا لمـا كتبنـا حروفًـا صغتُهـا بـدمِ
منْ نحنُ قلبـكَ إلا نقطـةٌ غرقـتْ في اليمِ بلْ دمعةٌ خرساءُ في القـدمِ
إنْ كانَ أحببتُ بعـدَ اللهِ مثلـكَ فـي بدوٍ وحضرٍ ومنْ عربٍ ومن عجـمِ
فلا اشتفى ناظري منْ منظرٍ حسـنٍ ولا تفـوهَ بالقـولِ السديـدِ فـمـي
فتبتْ يدا من رسمها وتبَّ !
فتبتْ يدا من رسمها وتبَّ !
فتبتْ يدا من رسمها وتبَّ !
لعنهم اللهُ وانتقم لنبيهِ وخليلهِ ـ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ ـ!
م
ن
ق
و
ل
الموضوع الاصلي
من روعة الكون