لدينا إصرار عجيب وغريب لتشويه الذات وهدم رموزنا بكل قوة دون يأس أو ملل !!!
حتي لو اضطررنا للبحث والتنقيب في بطون ودهاليز الكتب الشاذة والمشبوهة لنخرج
بمعلومة مسمومة تحطم فينا المثل التي غرست بداخلنا
وسبب هذا الكلام ما شاهدته علي احدي الفضائيات الإخبارية العربية عن أن سليمان الحلبي قاتل كليبر
ما هو إلا مأجور من المماليك الذين هربوا من مصر !!!
ومن يتتبع هذا الإتجاه من التشويه المتعمد لرموزنا يجد أن هارون الرشيد صاحب
مجالس أنس وفرفشة .. ( وهو منها برئ )
حتي أنه من يجلس بين الغانيات يقال له ... يا عم انت عامل فيها هارون الرشيد
ولربما لو سئل شاب من شباب البلوتوث عن هارون الرشيد لكانت إجابته عن هارون
الرشيد بأنه أكبر مورد راقصات الفيديو كليب !!!!!!!!!
رغم أن الرجل عرف عنه الورع والتقوي والصلاح
ولكنها المحولات الصهيونية التي تدمر فينا المثل العليا وللأسف نجحت
************************
كذلك أصبح الظلم والمبالغة فيه يشار إليه بأنه ( حكم قراقوش )
رغم أن قراقوش عرف عنه العدل والحكمة حتي شب الكثير من المؤرخين المنصفين
بعمر ابن الخطاب رضي الله عنه
ويتندرون علي قراقوش بأنه من فرط ظلمه منع أكل الملوخية ولا يذكرون السبب ولا
يذكرون أن الرجل إنما منعها لفترة وجيزة لم تطل ولأسباب كما نسميها الآن بالأمن
القومي ... حيث أصاب البلاد قحط شديد عانت فيها البلاد من قحط شديد في القمح مما
جرفها علي حافة المجاعة ووجد قراقوش أن الملوخية تجبر آكلها علي تناول الكثير
من الخبز والبلاد لا تحتمل الأفراط في ذلك . فرحمة بشعبه منع أكلها فترة وجيزة
****************************
حتي صلاح الدين تناولته قناة اخبارية عربية شهيرة جدا وقالت عنه
أنه أسس الديكتاتورية في الحكم ! وأسس توريث الحكم وفساده ! وأن أفضل ما فعله
صلاح الدين هو أن رسم صورة العدو الشريف في عيون الغرب .. !!
ولا يذكرون أن صلاح الدين أصاب الغرب بعقدة نفسية استمرت معهم قرونا عدة جعلت
أحد قادة الأنجليز عندما استعمروا فلسطين يذهب الي قبر صلاح الدين ويقف هذا
القائد ويقول ...
قم وانظر يا صلاح الدين لقد عدنا مرة أخري .. قم وأرنا ماذا ستفعل ....!!!!!!
وأنا أقول ... " لا تقم يا صلاح الدين لأنك لو قمت لتبرأت منا "
**************************
وهكذا يا سادة فينا من البعض من لا يحتمل أن يكون بينهم كبير ولا يحتمل بعضهم أن
تحيا المثل الوضاءة بداخلهم
فتم وعن عمد طمس المثل العليا من أمثال هارون الرشيد وقراقوش
ويتم رسم رموز لنا جديدة
فأصبح أبطالنا . من بين المتسول واللمبي والغبي منه فيه وصايع البحر
وتخيلوا يا سادة أن يجلس أبنائنا مشدوهين أمام .. الهلفوت . والأهبل . والغبي
ويتعاطفون معهم
ثم نشكوا ونصرخ من انهيار القيم لدي الشباب
ونحن الذين فعلنا ذلك بهم بأن قدمنا لهم
الأهطل نجما يحتذي به
والغبي فتي أحلام
والهلفوت مثلا أعلي
وإن كانت حجة المنتج هي البحث عن نجاح للفيلم فهل هناك شك في نجاح أفلام راقية
من عينة وأسلاماه وأخري من عينة جميلة أبو حريد وإيلات والسادات ..... الخ
وكل هذه الأفلام تعمق الأنتماء والشعور بالوطنية المفقودين بين كثير من الشباب
فإن كان ولابد من إنتاج أفلام بلهاء من عينة
إنتقام الأهطل .. و .. متخلف منا وعلينا .... و .. عواجة مش عايز حاجة
فلا مانع من إنتاج فيلم محترم وآخر من أفلام الخرابة
******************
نشرت بجريدة " اضحك للدنيا "
الموضوع الاصلي
من روعة الكون