الجــــــــزء 36
مر يومين على آخر الأحداث اللي صارت والموضوع للحين ماطلع برا .. اللي يدرون بس شوق .. وام فهد ، ومؤكد علمت ابو فهد ..
أغلب الوقت بهاليومين صارت شوق سرحانه كله تفكر وبالها مو معها ، لما تجلس مع العايلة تجلس .. لكن أفكارها بمكان بعيد كليا .. أحيانا عند مشعل .. عاشقها .. وأحيانا بخالتها .. وأحيانا بهديل ... كل شي تفكر فيه كل شي ..
تفكر .. بحياتها مع مشعل كيف بتكون اذا تم الأمر وكتب الله النصيب بينهم .. شلون بتعيش تحت مسمى زوجته ، ومحبوبتـه !..
حتى ندى للحين ماعرفت بالخبر ..
أصلا بنت عمها هذي حاسه فيها .. لأنها كل ما تكلمها تلقاها سرحانه وبالموووت ترد ..
مثل ما صار بثاني يوم بعد الخطبة ... الكل جالس بالصالة بعد الغدا والعايلة كلها بالصالة .. والتلفزيون على العربية وطبعا الأخبار هوس ابو فهد ..
محد مهتم كثره باللي قاعد ينعرض من أحداث مأساوية قاعدة تصير بالعالم العربي والسيناريو اللي يتكرر بكل يوم ... مذابح ومجازر وحمامات دم !...
فهد كان جالس وحاط رجل على رجل ومحوط اخوه المدلل عمر بذراعه ، والصغير قاعد يلعب بجواله وحدة من الألعاب ...
ندى ونجلاء سواليف مع بعض .. وشوق مثل ما قلت في عالم آخر !..
بعد جولة قصيرة بين أفكارها وهواجسها سمعت صوت ندى متنرفز ..
ندى : شوق .. وصممممخ ...
شوق بهمس وهي مرتاعه : هااااه وجع شوي شوي ...
انتبهت ان الكل يطالعها ، وبلعت ريقها والتفتت لندى وهي تحاول تكون طبيعية : ها ... شفيك وش تبين ؟؟؟
ندى : سلامتك مابي شي ... بس شفتك مكشرة وساكتة قلت اشوف ...
نقلت شوق نظرها بين الجالسين لقت الكل صد عنها ورجع لاهتمامه الأول .. نجلاء تتصفح مجلة بين يديها وفهد منزل راسه لعمر وساكت ... بس احساسها يقول ان منتبه ومركز باللي بينقال ..
شوق : احم ... لا سلامتك عادي مافي شي ...
ندى بنظرة ماكرة : تبين الجد ؟؟
شوق ببلا : وشو جده ؟؟!!!
ندى : أششششششك صراحة .. وراك شي انتي مو طبيعية ..
شوق قطبت ووقفت وهي تهمس : تدرين عاد ... انتي استجوابك ما يخلص .. رايحه اذاكر لي كلمتين الامتحانات قربت ...
وراحت بخفة وهي تمشي بهدوء وركادة عشان مايحسون بتغير حالتها ... ولما وصلت نص الدرج كملت طريقها وهي تركض لغرفتها ... اوففف والله قراااااار صعب ... صعــــب
من بعد هاليوم وشوق قليل ما تفارق غرفتها ... مستغلة الوقت بالمذاكرة ساعة .. والتفكير باللي صار ساعات ..
وأثناء ماهي تدور بالغرفة والملزمة الكئيبة بين يديها ، وبدل ما تحفظ كم كلمة كانت رافعة راسها للسما ومغمضة وتتنهد بين كل فترة وفترة ..
اووفففف شسوي ... هو كذا لما الوحدة تنخطب تجلس تفكر ؟؟... مضى يومين وعمي لسا ما فاتحني بالموضوع ولا لمح مجرد تلميح حتى ... يمكن ينتظرني افكر واقرر ومرة واحدة ياخذ رايي ...
خالتي باركت لي ...
وأنا صرت مخطوبة وأظنهم متوقعين موافقتي ... الا متأكدين من موافقتي ...
ومشعل ... آآآآآآآآه يا ولد خالتي ... مدري أفكر فيك ولا في نفسي ...
سمعت صوت باب الغرفة ينغلق والتفتت .. شافت ندى واقفة عنده وتعابير وجا غريبة ... مافهتمها ... تكشيرة على عبوووس.. على معاني ثانية
وحست بالسبب .. فابتسمت باصطناع : هااااي بيبي !!!
ندى رفعت حاجب : بيبي ؟؟؟؟
شوق : ه شفيك لا تكشرين ترا كذا تخوفيني أحسك بتفجرين قنبلة ...
ندى : انا جد بفجر فيك قنبلة ..
واستدارت للباب وقفلته .. وبحركة سينمائية طلعت المفتاح ورمته بعيد وتقدمت بخطوات ثابتة لشوق .. اللي جد خافت وغطت وجا بالملزمة وتراجعت وهي ودها تضحك ..
شوق : .. وش بتسوين ترا انت كذا تخوفيني .. تعرفيني من اخاف اضحك ..
ندى : ..................
شوق : ه نددددددددى
ندى شمرت عن ساعديها وودها بجد تذبحها تخنقها .. : يالخاينة
شوق لما شافت عيونها شابة فيها نيران ركضت للسرير تبي تهرب بس ندى حاصرتها ..
شوق : ليش وش مسويه ؟؟.... ندى لا تناظريني كذا تراك مرررعبه تخوفين !!!.... يمااااااااااااه
ندى من قهرها لمت كل الوسادات فوق السرير الصغيرة والكبيرة وبدت تقذفهم على شوق وحدة ورا الثانية .. ومع كل وحدة تطير ترمي عليها كلمة مقهورة
ندى : اجل ... انا ... ياحمارة ... توني أدري .... من يومين.... وماقلتي لي .... يالخاااينة ..
شوق انعفس حالها فوق السرير وندى مستلمه فيها تفريغ قهرها ...
شوق : لحظة بس ... لحظة خليني أقـ... ( جت وسادة بوجا )
بعدتها وقامت واقفه وهي ودها تصرخ : يوووووه خليني أتكلم .. وجع عطيني فرصة أتنفس ... اوف...
وصارت تبعد شعرها المشعث حول وجا وهي تلهث ...
شوق : بغيت أموت!
ندى : أحسسسن ...
واجهتها شوق وبدت تحرك يدها وهي تتكلم : شوفي لا تعصبين .... ترا حالتي مقلوبة ماصرت اعرف راسي من كرياسي شلون تبيني أتذكر أعلمك...
ندى : يعني تبين تفهميني انك نسيتي ؟؟
شوق ماسكه ضحكتها : وربي العظيم اني نسيت .. اصلا مصيرك بتدرين .. وانا حالتي حاله عساني اذكر نفسي
سكتت ندى وبدت تقتنع بعذرها .. وخصوصا لما تذكرت حالتها بهاليومين ... وجلست بتراخي على السرير ووحدة من الوسادات لا زالت بيدها ..
جلست شوق بحذر على طرف السرير بابتسامة وسيعة : ما قلتي لي مبروك ؟؟؟؟؟
ندى طالعتها بطرف عينها : من جدك ؟؟؟؟
شوق : أكيد من جدي ... مين اللي علمك ؟؟
ندى : أمي ...
شوق بترقب : اممممم ... ومين عرف غيرك ؟
ندى : نجلاء ...
شوق : ومين غيركم ؟
ندى : بس ... مين بهمه الموضوع غيرنا .. بس انا ونجلاء ..
شوق ماعرفت شلون توصل .. فاختصرت الطريق : وفهد ؟؟؟
ندى : فهد طالع ... وبعدين وش يهمك عرف او لا ...فهد عمره ما اهتم مين بيتزوج ومين خطب ومين راح ومين جا ... لا يهمك اهم شي احنا ..
شوق : لا لا بس مجرد استفسار ..
ندى حضنت الوسادة وانسدحت على ظهرها : اقول شوق .. جد تبين تتزوجين ؟؟؟
حمرررر وجا من هالكلمة .. ولا ردت
ندى : وتتركينا ؟؟
شوق ماعرفت جواب ...
ندى : شوق مو كأنه بدري ... مشعل على حسب علمي صغير ... وانتي بعد صغيره ... الا هو كم عمره ؟؟
شوق تحاول ترتب افكارها .. خصوصا لما دخل اسم فهد بالسالفة : امممم ... مدري 23 أو 24 ... صحيح صغير بس مشعل ما شالله قد المسؤولية يعني يشتغل وشغله راقي وعلى مستوى وفوق كذا يتحمل مسؤولية اللي بعمره ماهو متحملها .. وش أبي أكثر من كذا ؟؟؟؟
ندى لفت لها بسرعة بعجب : يعني موافقة ؟؟؟
ارتبكت : هاا ... مو شرط موافقة ... بس ماني لاقيه سبب عشان ارفض .. هو يبيني وخالتي تبيني ... يعني كل شي مضمون ... مستقبلي معه مافيه خوف ... ولا تنسين بعد انه يبيني عن حب ..
ندى بدهشة في عيونها : يحبك ؟؟؟
شوق هزت راسها بأسى : ايه ... يحبني وعشان كذا خطبني ..
سكتوا وعم السكون الغرفة ..
لكن بسرعة حطمت ندى هالصمت : تدرين عاد من سمعت الخبر ضاق صدري وفرحت بنفس الوقت ... بس طبعا ضيقي أكبر من فرحتي ... يعني ماودي تتركينا احس بدري عالزواج .. اذا هو يبيك خليه ينتظر ... بس نعيش انا وياك مع بعض فترة أطول
ابتسمت شوق بنعومة مع دمعة هاربة .. فعلا رغم انها فترة قضتها هنا ما نقدر نقول عليها انها طويلة الا انها كانت تحمل كثير من الذكريات والأحداث والمواقف الحلوة ... والمرة ..
كثير مواقف ضحكت فيها مع ندى لدرجة طاحوا عالأرض ودمعت عيونهم من كثر الهستره .. كثير تناقروا .. كثير تحدوا بعض... كثير طلعوا مع بعض ... وكثير ناموا مع بعض ... وكثير وكثير وكثير ...
مو ندى بس ... فهد ... وعمر وعمها والبقية ....
فهد ؟؟؟؟
تذكرت كلام ندى عنه قبل شوي وضاق خلقها ... كلام ندى صحيح وانا شاهده عليه ..
بس وش بتكون ردة فعله اذا عرف خطبتي ...
ابتسمت بسخرية ..
بتكون ردة فعله عادية يا شوق ... لا تتفائلين بشكل ممكن يخليك تنصدمين بالواقع بقسوة ... رح يبارك لك ويقولك مبروك وهو مبتسم .. هذا كل رده ...
انا ليش أفكر انه ممكن يتغير وحاطه فيه أمل كبير انه ممكن بيوم..........
قطعت أفكارها الوردية وهي تبتسم على نفسها ... عالعموم ردة فعله رح تكشف كل شي ... وعليها بتخذ قراري
قامت من السرير وهي عارفه وش بتكون ردة فعله ... باردة مثل شخصيته ... انا ليش افكر بهالانسان كثير ...
دخلت الحمام وفضلت تاخذ لها شاور .. ينعنــش !... ويطرد هواجسها ... الغبيــة !
اما ندى ضاق صدرها من فكرة ان شوق ممكن تتركهم .. كذا بهالسرعة ؟؟؟ احسها شهر ... ياربي الأيام تركض !!
بس ما أحلاها من أيااااام ...
ضحك وسوالف ونكت ولعب ... ووووووووووو كل شي ... حتى أسرارنا عند بعض ...
--------------------------------
بالنادي ... بقية الشباب انضموا لأحمد وفهد هناك ... وبهالوقت جالسين بالكوفي شوب بفترة راحة يشربون لهم بارد ... والعرق مغطي كل واحد منهم
احمد : يالله عبدالله ... قوم خلنا نلعب ...
عبدالله : وشو ؟؟؟ ... لا تكفى نبي لعبة سهلة ... ما اقدر عالتنس لياقتي مش ولا بد .. ما اقدر اراكض واقعد طردي ورى كورك ..
احمد : ه قوم خل عنك الدلع .. قوم انا اعلمك ..
فهد بنذالة قرب لعبدالله وهمس : نصيحة خلك بمكانك ... صدقني بتصير مصخرة .. وربي لا يجرجرك ان طاوعته ..
احمد : شــــت أب ! ... خلك بحالك انت اصلا مو قد التحدي كل ماقلت تعال قلت والله انا مصاب .. بطني يعورني .. راسي يعورني ... ركبتي تعورني ... اللي يسمعك يقول لاعب المنتخب .. مرررررة مهم !!!
فهد : انا لو محترف بوحدة من هالنوادي صدقني بياخذوني وعلى طول عالمنتخب
احمد بسخرية : احلااااااام بعيدة عنك ...
فهد : قلتها ... لو هي وحدة من احلامي كان ركضت وراها .. فلأنها مو من أحلامي .. فطز فيه
احمد سحب عبدالله معه ، وحسين واسامة يراقبونهم
احمد : ه طيب يابو الأحلام .. بعد شوي أبيك تجي ...
فهد : قلبي يعورني....
احمد سحب عبدالله معه : ه بنتظرك ..
وعقب ماغابوا عنهم تمتم فهد : هذا وجهي يا محيميد ان جيت ... شبعت منك ... الا اقووول اسامة رح بدالي
اسامة بتهكم : هئ .... انا ؟؟... تبيني اروح الاعب فديرير ... لا لا خلني جالس بمكاني احسن لي
فهد : .. فديرير عاد ... لو يسمعك والله يكبر راسه ويصدق نفسه
اسامة : اجل ... خلني قاعد ... والله يرحم عبدالله مقدما ..
حسين : لهالدرجة احمد يخوف ... اعتقد والله بروح اتحداه بشوط ..
اسامة : هاي ... انت انتظر بس عشر دقايق ها ... عشر دقايق بس وبتشوف عبدالله شلون بيرجع .. مارح يتحمل كورتين على بعضها
شرب حسين بقية عصيره وقام : انا بروح صالة الحديد .. تجي اسامة ؟؟
اسامة : لو والله انا تعبان توني راجع من عندها ... شوي وبلحقك ...
ووقت ما مشى حسين عنهم دق جوال فهد ... أول ماشاف الاسم ارخى راسه على ورا بنفاذ صبر .. وزفر زفرة طووويلة ..
فهد : اعوووذ بالله ...
اسامة : منهي ؟؟
تأفف فهد بضيق وحط الجوال بعيد عنه .. وتجاهله ... ورفع كاس العصير لفمه وكأنه اصمخ ما يسمع الجوال .. خلاه يرن لين ما مل وسكت ...
وتنفس الصعداء لما مادق ثاني مرة ... يحاول يفكر ويبحث عن طريقه يطلع نفسه من الورطة اللي حط نفسه فيها ..
هذي يمكن المرة العشرين اللي تدق فيها ولا يرد ... ومصرة فوق كل هذا تدق ..
لكن ماطولت فرحته بعد عشر دقايق رجع يرن وبإلحاح وبشكل متواصل ..
مسك اعصابه لا ياخذ الجوال ويرميه بالمسبح جنبهم .. ولا الجدار وراهم ...
بس اسامة قطع افكاره : عطني انا برد عليها ...
فهد : ترد عليها وش بتقول يعني ؟؟... خلها مصيرها بتزهق وتمل ...
اسامة : ياخي خلاص فهمها تنساك أو عطني انا اقولها
فهد : لا لا ... ماني قايلها شي ، بتفهم من نفسها ولا لا تفهم ...
اسامة : عطني طيب انا بقولها
فهد مصر على موقفه .. مايبي أي مجال للنقاش بينه وبين شذى ينفتح فحب يغلقه من البداية : لا خلاص ... مابي اقولها .. ابيها من نفسها تفهم وتنسى اني بكلمها بعد كذا ...
سكت اسامة وانصاع لكلامه .. لكن لفترة قصيرة فقط ، لأن راسه شوي ويتصدع من الرنين ... وجع وش هالبنت ما تمل .. ما وراها شغل !..
اسامة : اسمع انت .. يا تحطه عالصامت ياترد وتفكني ... لجلج راسي !
مارد فهد والثاني عصب وسحب الجوال ورد : الوووو ...
شذى بنفااااااااااااااذ صبر : أخيرا !!!!!!
اسامة : وش هالازعاج .. انتي لجيتي راسي يا بنت الناس .. مارد عليك فكينا وش هالبلشه !!
بدا عليها الذهول لأن الصمت أخرسها لفترة .. لكنها استجمعت قوتها وتنرفزت : وانت شدخلك ؟؟.... هالتلفون مو تلفونك ليش ترد ؟؟؟
اسامة : اسمعيني ... هالتلفون انسيه ولا تدقين عليه وبلاش هالتصرفات .. عيب عليك فكري في نفسك وفي اهلك ... عيب اللي قاعده تسوينه ... خافي ربك في نفسك...
قاطعته وهي معصبه : هيييي انت .. لا تقعد مسوي لي ناصح ... انا كلمت على تلفون فهد وما كلمت عليك ... ممكن تعطيني اياه ؟؟؟؟
اسامة : لا مو ممكن !
صار ودها تدخل عليه من السماعه وتقلع عينه : وهو وينه ؟؟؟
اسامة بعباطة : مين هذا اللي وينه ؟!!
شذى فااااار دمها من جد : هييي انت لا تستعبط ... وين فهد عطني فهد .. ابي اكلمه تسمع يالأصمخ ؟؟؟
اسامة : مين فهد ؟؟
شذى : بتجنني انت ... مو انت اللي رديت علي قبل كم يوم .. وقلت لي جواله عندك
اسامة : انتي وش قاعدة تخربطين ... فهد مو موجود مسافر ... ولا تدقين عليه ثاني مرة ... لأنه مارح يرد عليك .. اوكي ... ارتحتي ...
شذى جن جنونها .. وكلماته هزتها وقهرتها ... فقفلت الخط بوج ..
رجع الجوال لفهد وهو مكشر بضيق : أعوووذ بالله منها هالبنت ... عليها لسان .. اوففف....
فهد : زين قلت لها ... يمكن تحس على نفسها شوي ..
اسامة : تصدق بغيت اعطيك اياها عشان تقول لها بنفسك وتريحنا ..
فهد : انا مارح أرد عليها ... مابي الكلام بيني وبينها يزيد ... من نفسها بتمل من الاتصال وبتنسى ... عارف ردة فعلها بتقعد تجادل وتصيح ..
أسامة : بس تدري احس انها مو مصدقتني .. يعني اتوقع بتستمر تتصل فيك ..
فهد بعدم اهتمام : عادي خلها تدق لما تشبع .. ماعندي لها شي اسويه اكثر .. يكفي اللي صار بيني وبينها ..
بعد لحظة صمت .. تكلم اسامة بشي من الأسى : الا يا فهد ... مو ندمان عاللي سويته ..
سكت فهد شوي وعيونه عالكاس بين يدينه ... وبمرارة رفع راسه : تبي الجد اسامة .. الا ندمان .. ومو عارف كيف أصلح غلطي ..
اسامة بابتسامة حلوة : ربك يعين ان شالله .. اهم شي انتبه للشيطان ولا تضعف .. حلو لما انتبهت وصرت تحاول تعدل من نفسك ..
فهد يبادله الابتسامة بمرارة : ان شالله ..
اسامة : وأخيرا يا فهد ... الله يتمم عليك ..
فهد بابتسامة : آآآآميــن ...
في البيت وبغرفة شوق خصوصا .. كانت واقفة قدام المراية ولابسة ملابسها تستعد للخروج .. لأن ندى خبرتها قبل شوي انها بتطلع لبيت خالتها .. تشوف أخبارهم ونوف تحديدا اللي ماكلمتها من فترة على غير العادة ..
ووقت ماهي ترتب حالها وتجهز نفسها ، أفكارها ما ابتعدت عن سالفة الخطبة ... ومشعل المستحل أغلب أفكارها ...
تحبه وتعزه ..
ويعز عليها تجرحه او تضايقه ..
تأملت نفسها بالمراية لدقيقة .. واستقر بذهنها شي !...
أعتقد بما اني خطيبة مشعل الحين لازم أراعي هالشي ..
وأخفف احتكاكي بفهد او حتى الكلام اللي ماله معنى ..
ابتسمت بسخرية ...
من متى كان كلامي معه له معنى ... أتذكر آخر المواقف اللي صارت كانت مشاحنات ومناقرات ....... طفولية؟؟؟؟؟
عبست والتساؤل على وجا ... طفولية ؟؟؟؟....... أكيـــد طفولية .. بس لا تلوموني من قهري وحرتي اللي بداخلي ....
مشت لدولابها وطلعت طرحة سودا سادة بلا زينة ولا زركشة ... ما استخدمتها من قبل وحاطتها عندها للاحتياط ...
حطتها على راسها ولفتها ... وابتسمت !!!..
يمكن هذا حق لمشعل وخصوصا بهالوقت بالذات .... وحق لربي قبل كل شي ...
يمكن قرارها بأسلوب عيشها بهالبيت كان خطأ .... بس كل شي يتصلح ان شالله !!!
وكان هذا الخطأ كفيل بانه يزيد المشاكل بينها وبين فهد ... الا يمكن هو سبب أساسي لها ...
سمعت صوت ندى يناديها من برا .. وينفتح باب الغرفة وتدخل وعبايتها بيدها ..
ندى : انتهيتي ؟؟؟؟
شوق ابتسمت لها بالمراية : تقريبا ...
ندى : يالله أجل .. عشان امي تقول لا تتأخرون ..
شوق سحبت شنطتها وقربت : خلاص يالله ...
وقبل لا يطلعون مسكتها شوق
شوق : فهد فيه ؟؟؟
ندى : لا ما أظن ... ليش ؟؟؟
شوق بارتياح : اشوى ... يالله نمشي
ودفتها قدامها وندى تسأل : ليش تسألين ؟؟
شوق : مو شغلك ...
ونزلوا تحت وشوق ما نزلت الطرحة عن راسها تحسبا لوجوده ... ندى سمعت امها تناديها وراحت لها .. اما شوق دخلت الصالة لقت عمها جالس لحاله يقلب كالعادة بين الأخبار ... حطت العباية عالكنب وجلست هي تنتظر ندى ...
سرحت بسرعه وعمها انتبه لوجودها .. طالعها بطرف عينه وابتسم لما شاف هيئتها ... يمكن شوي ريحه لأن الموضوع كان يقرقع بقلبه من فترة وخصوصا لما لاحظ المشاكل الأخيرة اللي صارت ...
وحب يفتح الموضوع ويرتاح ...
ابو فهد : شوق عمري ...
شوق طردت الأفكار بسرعه : سم ...
ابو فهد والبسمة الحنونة تزيد : عمري أبي هالطرحة دايم على رسك بالبيت ... طيب ؟؟؟؟
شوق استغربت وقطبت حواجبها وما استوعبت مباشرة .. لكنها ابتسمت لما عرفت قصده ..
شوق : على أمرك عمي ان شالله ...
نزل راسه وثقل الذنب مبين على كاهله ... وشوق حست له
شوق : عمي شفيك عسى ما شر ..؟؟؟
تنهد بعمق قبل لا يتكلم : متضايق .....
وتمتم باستغفار بينه وبين نفسه .. بس شوق حاسه انه متضايق بقوة
شوق : عمي شفيك ؟؟
ابو فهد : ولا شي حبيبتي ... بس كنت متضايق والحال بينك وبين فهد صار ما يعجبني وخصوصا الفترة الأخييرة ..
انقلب لون وجا ليكون عارف بالشي اللي تكنه ناحية فهد ...
شوق : ................
ابو فهد : وحاس بالذنب يا بنتي مدري شلون بقابل ربي ...
شوق رق قلبها لعمها : عمي هون عليك ... انا نفسي اليوم حسيت لازم أعدل من وضعي ..
ابو فهد صار يفكر عيونه العبرة خانقته : سامحيني يا بنت اخووي ..
ابتسمت شوق وخقتها العبرة من شكله .. قامت وقربت جنبه ومسكت يده تحاول تخفف عنه ..
شوق : عمي لا تضيق صدرك .. يمكن الذنب ذنبي انا بعد ... من كثر ما تمنيت اني اندمج معكم واكون فرد منكم وافقت بسرعه وبدون تفكير ...
حبت راسه ويده ، وربتت عليها ..
شوق : عمي هون عليك ربك رحيم ... وياما ناس تغلط بس تعرف الغلط ترجع عنه وتستغفر .. صح ولا لا ؟؟؟
ابتسم عمها وماقدر غير يحضنها ... وباس راسها وهو يحس بالفخر منها ... والله وربيت ياخووووي !!
غمضت شوق عيونها وراسها على صدره .. كل يوم تكتشف وش قد هو حنون ... عمري مارح أحملك الذنب يا عمي ... كنت أقدر أرفض من البداية بس رغبتي اني أكون منكم وفيكم خلتني أوافق بسرعه بدون التفكير الصحيح ..
سمعت همسه وهو يستغفر وظلت على حالها ما بعدت .. وعاجبها الوضع ... حضنه يشابه حضن ابوها ...
- وش هالمشهد المؤثر ؟؟؟!!!...
بعدت شوق وتعدلت جالسه جنب عمها .. وندى قربت وهي تناظر ابوها باستغراب ..
ندى : شفيكم وش صاااير؟؟؟
ابو فهد بابتسامة : سلامتك .. مافي شي ...
ندى : غريبة !!!
شوق ابتسمت وتعلقت بذراع عمها بدلال : شفيها .. عيب ولا حرام ؟؟ .. عمي وأحبه ...
ندى : طيب قومي بنطلع بدل لا تفتحينها مناقر ...
ابو فهد : وين ؟؟
ندى : بنروح لبيت خالتي ... تسمح لنا ؟؟؟
قالتها بشقاوة ...
ابو فهد : اسمح لكم .... ومتى بترجعون ؟؟
ندى : انت ابشر وحنا حاضرين ...
ابو فهد بخبث : دقيقة وراجعين ..
شوق : على كذا اصرف لي أجلس عندك .. بلا أوصل لباب الشارع وأرجع ...
ندى : ابشر يابو ندى دقيقة وحدة ... وانا اقدر اقول لا ... ( خراطه .. والله تفلها هناك وتنسى نفسها والوقت )
ابو فهد : بنشوف انتي قدها او لا ... ولو انك بنتي وعارفك زين ... روحوا توكلوا على الله ... بس لا تتأخرون ..
ندى : ان شالله ..
بهالوقت تحديدا وفي بيت ابو احمد ...
سهى ونوف فالمطبخ ... وكالعادة كانت نوف موجودة هناك من باب مجاراة لأختها اللي ألحت عليها تنزل معها وتشاركها ...
وقتها كانت سهى تدور بالمطبخ بحيوية ونشاط تفتح الفريزر والثلاجة تطلع هذا وتدخل هذا ..
ونوف جالسة عالكرسي وكتاب الحلويات مفتوح قدامها عالطاولة .. وبصوت مبحوح : وش ناوية تسوين ما قلتي لي ؟؟
سهى بابتسامة عذبة : ايس كرييييم ... اللي تحبينه ..
ابتسمت نوف ابتسامتها الخفيفة المعهودة .. اللي تضفي على وجا زيادة براءة حلوة ..
نوف : أبي ستراوبري ...
سهى : لك اللي تبينه ..
نوف : يا حظي من متى هالدلع ؟؟..
سهى : الا تعالي طلعي الفراولة المثلجة من الفريزر نسيتها ..
قامت نوف من الكرسي وتوجهت للفريزر وحاست فيه لما طلعت الفراولة من تحت الأنقاض ..
نوف : اوف وجع حوسة أمحق شغالات ... كل شي حوسة هنا ..
سهى : ه بديت أتأكد ان نوف بدت ترجع الأولية بسبة هاللسان ..
ابتسمت نوف والتعب مازال واضح على عيونها .. لكن أفضل .. صوتها لازال مبحوح لكن ابتسامتها صارت عالأقل تطمن ...
سهى : هونت أبي ايس كريم فانيلا .. شرايك ؟؟؟
نوف : لا مابي .. ابي فراولة ..
سهى : كيفي .. نفسي بالفانيلا
نوف وهي تقلب بصفحات الكتاب : وانا ماحبه ..
سهى وهي تخلط المقادير (الفانيلا مع الكريمة والثلج المجروش وغيره ) : تدرين عاد ذكرتيني مرة كنت ببيت عمي وكنت انا وفرح بالمطبخ نبي نسوي ايس كريم .. وبوقت جية بدر ... ( سكتت ورفعت عينها لنوف بنظرة طويلة .. وبعدها كملت وهي تنزل عينها لخليط المقادير) .. تدرين عرفت انه يحب الفانيلا مع الفراولة ...
تسمرت نظرة نوف على صفحة الكتاب وسكنت حركة رجلها بعد ماكنت تهزها ... بعلامة ان هالكلام أثر فيها وأعاد النظرة البائسة لها ...
سهى بحنية : نوف ...
تغيرت تعابير نوف وارتجفت ملامحها بإشارة انها على وشك البكي .. نزلت راسها عالطاولة وبكت لأنها ماقدرت تحبس عبراتها ..
تركت سهى الشغل اللي بيدها وقربت عندها ..
سهى : بس نوف وانا كل ماقلت تحسنت رجعتي ..
نوف :...............
سهى : آسفة غلطتي ماكان لازم أطريه ...
نوف : ..............
ابتعدت سهى عنها ورجعت .. بعد ما تأكدت ..
تعمدت تجيب بدر بكلامها تبي تشوف ردة فعل اختها... وشكوكها كل مالها وتتأكد ...
خلتها لحالها ماحبت تزيد عليها بالكلام .. وكملت شغلها بالأيس كريم ..
وخلال هالشي سمعت الجرس يدق ... وبعدها بلحظات صوت بنات .. وحدة منهم كأنه نبرة ندى ...
وفعلا لحظة وحدة وتطل ندى عليهم فالمطبخ ..
ندى : سلاااااااام ...
سهى بابتسام : اهلين ... هلا ومرحبا ..
دخلت ووراها شوق : حركاااااات ... أسأل الخدامة عنكم قالت لي بالمطبخ .. وش عندكم ...
سلمت على سهى والتفتت لنوف اللي وقفت وهي تمسح عيونها ..
ندى : اخبارك نوفووووو ؟؟؟
نوف بعصبية : كم مرة قلت لك لا تقولين نوفوووو ...
ندى : طيب يا نوفووووو .. أوو قصدي نوف ... اخبارك اشتقت لك وش هالقطاعة ؟؟؟
ضمتها بقوة لدرجة خنقتها ..
نوف : ذبحتيني ...
ندى : غصب عنننننننننننننننننننني ( وشدت عليها )
نوف : بتوخرين ولا.........
بعدت ندى بابتسامة وسيعة : ولا أيش ؟؟؟؟... أشك انك بتسوين شي اصلا ... حشا اختفيتي ما في لحم .. كله عظاااااااااااااااامة !!!!
ورفعت ذراعها الهزيلة ..
نوف : صحيح نحفانة بس مو لدرجة عظامة .. وبعدين هيي انتي ماحب احد يقولي عظامة فاهمتني ..
ندى : عارفة بس حابة اقهرهك لأنك قاهرتني .. حاقرتني وحاقرة اتصالاتي ..
رجعت نوف لمكانها عالكرسي بينما شوق وندى فصخوا عباياتهم وخلوا الطرح على اكتافهم ...
ندى : واااااو يا ناس ما اقدر انا ...
سهى تبتسم : شرايك ؟؟؟
ندى : شكله روعة وخصوصا ريحة الفانيلا .. لي زمن ما اكلت ايس كريم من البيت ..
سهى : خلاص معزومين اليوم عندي ...
ندى بطفووولة : أبي أذوق ...
ومدت اصبعها للصحن بس شوق ضربت يدها ..
ندى : آآآآح .. هيي شفيك ليش تطقيني ..
شوق مسويه نفسها معصبة : عيب عليك ...
ندى : آيس كريمك ولا آيس كريمك ؟؟؟؟
شوق تتخوصر لها بطفولة : حق سهى ..
ندى تسوي مثلها : احلفي ..
شوق بعباطة : والله ..
|