الجــــــــــــــــــ التاســـع ــــــــــــــــــــزء
يوم الجمعة .... اذن الاذان لصلاة الجمعة وبدت الخطبة .. وندى وشوق الى الحين نايمين من بعد ماسهروا سهرة امس .. تعبوا امس من الدجة ما ينلامون .......
طلع ابو فهد من غرفته بعد ما استحم وتعطر وتجهز للصلاة وتوجه لغرفة فهد يصحيه عشانها ... دق عليه الباب .... مرة ومرتين وثلاث .. لكن ما من مجيب ......
رجع يدق الباب : فهد ..... فهـــد ...... فهــــــد ..... كل هذا نوم ... قم يامال القام ..
وأخييييرا وصله الصوت ... بس صوت كلله نوم : ســـم ..
ابو فهد : افتح الباب ..
ثواني وانفتح ..
ابوفهد : حشا ماصارت نومة .... نفسي اعرف متى تنوم انت ؟!
فهد : يبه كنت سهران امس للفجر ..
ابوفهد بحزم : سهران ولا مو بسهران مو بمشكلتي .... يالله الحقني عالمسجد ... الخطبة بدت
فهد وهو يتثاوب : ان شالله ...
نزل ابو فهد .. وفهد رجع يسكر الباب وهو يحك راسه ... توجه للحمام وهو مدرووخ ...
لما نزل ابو فهد راح للمراية المعلقة على وحدة من الجدران يعدل شماغه ... كانت ام فهد توها مسكرة سماعة التلفون ...
الجوهرة بابتسامة عريضة : تدري من اللي متصـل تـو ؟!..
عبد الرحمن منشغل بتضبيط العقال والشماغ : ميـــن ؟!..
الجوهرة والفرحة مو سايعتها : ........ نجــــلاء ..
التفت لها مبهوت والفرحة تطل من عيونه ..
............
- شـوق ..... شــووووق ..... شـوق قومي .... هووو شوووووق ..!!!
فتحت عيونها ببطء وبتكاسل لقت ندى فوق راسها وتهزها باستمرار ..
شوق : وش تبين خليني نايمة ...
ندى : ماصارت .... تدرين كم الساعة الحين ؟!
شوق : لو انها المغرب بس خليني نايمة ....
ندى : طيب ابوي قال لي اقومك عشان الغدا ... قومي ينتظرك تحت
سحبت شوق وحدة من المخاد وضمتها تبي ترجع للنوم ....
يوم شافتها ندى بتسترسل بالنوم سحبت المخدة من بين يديها ...
ندى : أقوووولها قومي تقوم تاخذ المخدة ... هيه قومي بس خلاص يكفي نوم ..
شوق : ندى تكفين والله مالي نفس خليني نايمة ..
ندى : يعني وش اقوله ؟!
شوق : قولي له اني تعبانة من امس ... لاني صدق تعبانة وراسي يعورني
ندى : طيب .... بس قومي صلي الجمعة وارجعي نومي ...
شوق : ان شالله بقوم ...
طلعت من عندها ونزلت تحت لطاولة السفرة اللي الكل مجتمع عليها ...
ابو فهد : ها قومتيها ؟!
ندى : أيـــه ... تقول ماتبي ..
ابو فهد باستغراب : ليش وش فيها ؟!
سحبت ندى كرسي وقعدت عليه : مافيها شي ... بس صداع ... وخيلتها ترتاح احسن
ام فهد : لا يكون برد من عقب امس ..؟!!
ندى هزت كتوفها : يمكن ....
فهد : اكيـــــد ... البنت مرضت من عقب ردحتكم البارحة وخبالكم ...
ندى رفعت حواجبها يعني انت وش دخلك : اهم شي انها استانست ...
هز ابو فهد راسه .. وسمى بالله وبدا ياكل ... والكل تبعه ..
.............
في بيت ابو احمد ... كانوا ام احمد وسهى ونوف جالسين بالصالة عند امل ..
امل : ياربيه كل ماتذكرت موعد الولادة اخاف ..
ام احمد : ماله داعي تخافين .. ان شالله يسيرة ..
امل : آآآمين يمه آآمين ..
نوف : عاد لازم عقب ماتطلعين منها تشرحين لنا وش صار اثناء الولادة وش ماصار .. ناخذ درس انا وسهى ..
امل : تكفـــــين انتي بعد .. مارحمت الا احبالي الصوتية .. احس اني بصارخ لما تتقطع ..
ام احمد : ه .. انتي ياحبيبتي القصص اللي سمعتيها من الناس مأثرة عليك .. مو كل الناس تكون صعبة معهم ..
امل : يمه مدري ليش عندي احساس انها بتكون صعبة علي ..
ام احمد : لا كل هذا من الخوف ..
امل : يارب يسر علي يارب ..
ام احمد : الا يا امل ... مو انتي قايلة لي امس ان عندك موعد في المستشفى اليوم ..
امل تذكرت : أيــــــه صح !!... اشوى يمه ذكرتيني ولا كان فات علي ..
سهى : ومتى الموعد ..؟!
امل : اظني بعد ساعتين ... ورقة المستشفى تلقينها فوق الطاولة بغرفتي ..
نوف : يعني بتروحون كلكم للمستشفى ..؟!
سهى : أيـــــه انا بروح عشان مرة وحدة امر المكتبة .. محتاجة بعض الاغراض للجامعة ..
ام احمد : وانتي نوف بتقعدين ؟
نوف : ايه وش يوديني ؟!.. تعرفوني ماحب المستشفى ولا اطيق ريحته .. والمكتبة مالي حاجة فيها .. ( وبدلال ) الا كان تودوني السوبر ماركت رحت معكم ...
ام احمد باستنكار : مافي سوبر ماركت .... بتقعدين لحالك في البيت يعني ؟!
استغربت نوف من امها : ايه اجلس في البيت لحالي وش فيها .. مو بأول مرة وبعدين الخدامات معي ..
ام احمد : طيب اطلعي معنا شوفي العالم والناس ... شوفي وش صار بالدنيا ..!!
نوف : هوو يمه ... تبيني اروح للمستشفى اكبر مكان للاكتئاب .. لا والله اقعد في بيتنا ابرك لي ..
هزت ام احمد راسها ...
نوف في بالها مستانسة ... البيت بيفضى علي ... أتفرج عالتلفزيون براحتي .. امي اكيد بتاخذ معها ريم ومحمد .. لأنهم يحبون الطلعة ... ولا يقعدون يزعجوني ويضاربوني عالقنوات ..
لا وبعد بطلب برغر من ... ياسلااااام ... من زمااان مافضالي الجو ...
امل كانت تراقب نوف ووجا المبتسم .. قالت بخبث : نوووووف ... وش ناوية عليه انتي ... انا عارفة انك ناوية علي شي ..
نوف تمثل انها بريـــئة : أنـــــــا ؟!!!!..... ابد ماني بناوية على شي .. سلامة قلبك ..
امل : عيني بعينك ..
نوف : أمل لا تقعدين تظنين شي ... ابي اقعد في البيت يعني عيب ..
أمل قاطعتها : الا ماقلتوا لي ... شخبار حفلة امس في بيت خالتي .. والله لو ما كنت حامل كان جيت رزيت وجهي معكم ..
نوف : حلللللللللللوة ... من زمان ماسوينا مثل هالحفلات البنوتية ..
امل بسخرية : حلوة بنوتية .. ليش يعني انا مانيب بنت ... انا لساتي بنت ترا مو بعجوز ..
سهى تذكرت وضحكت : ياعمري شوق .. ماشفتي شلون صاحت امس ؟!
امل استغربت : صاحت ؟!... ليـــش ؟!.. وش صار ؟!
نوف : من الفرحة ...
سهى : خلتنا ندى نغني لها .. والظاهر مااستحملت وصاحت ..
امل كشرت : ياعمري ... من شفت شوق وانا اقول هالبنت شكلها حساسة والرقة تفيض منها ..
نوف : ايه ماشالله عليها حبوبة مرة ..
ام احمد قامت: يالله اجل انا بروح البس عشان نطلع ..
امل : وانا بعد الله يعيني ..
قامت أمل بصعوبة وبتثاقل وبجهد منهك... وتوجهت للغرفة اللي كانوا حاطينها لها بالدور اللي تحت عشان الدرج بيكون صعب عليها ..
ونوف توجهت لغرفتها تخطط وش بتسوي اثناء غياب أهلها عن البيت ..
**** **** ****
كانت ماتزال نايمة لما انفتح الباب .... شوي ووقظتها هزات يد صغيرة ... التفتت له بعدها ابتسمت ..
شوق : هلا حبيبي ....
عمر : سوق ليس نايمة ؟
استقعدت على فراشها بكسل وقالت مبتسمة : عشان فيني ببوه هنا .. ( وتأشر على راسها )
عمر ببراءة وهو يحرك يديه : وينه ببوه ؟ ...
شوق : هنا ببوه ...
عمر وهو يدور الببوه : ماسوفه ...
ضحكت شوق عليه ... اكيد ماتشوفه .. جوا راسي هو ...
شوق : عموري ليش جاي هنا ؟
رفع عيونه يتذكر هو ليش جاي ... بعدين اشرق وج بابتسامة بريييئة : ابي حلاوة ...
شوق : وليش مارحت لندى تعطيك ...؟!
هز راسه مبرطم : ندى ما في حلاوة .. خلص ...
مدت يدها تمسح على راسه بحنان بعدين فتحت درج الكومدينة وطلعت منها علبة ام اند امز وعطته .. وقبل ما يطلع مد يده ولفها حول رقبتها وطبع على خدها احلى بوسة ممكن تطلع من طفل ... وطلع يركض فرحان ....
اماهي رفعت الساعة تشوفها لقتها 5 الا ربع ... تذكرت انها للحين ماصلت العصر ... قامت متوجهة للحمام ... كانت لا تزال تحس بصداع لكنه اخف من الاول ..
بعد ماصلت خذت لها حبة بنادول ...
دخلت ندى ..
ندى : اخيرا قمتي .. مابغيتي ..
شوق : حبيب قلبي عمر هو اللي قومني ..
ندى : وش الطاري عليه ... اكيد يبي شي
شوق وهي تضحك : يبي حلاوة ... ويوم قلت ليش ماتروح لندى تعطيك ... قال لي انه خلص ... وانا متأكدة انه ما خلص يالبخيلة ...
ندى : اجل تبيني ابذر حلوياتي على بزران ... ان عطيته كل مرة بينشب فيني
شوق : يالمجرمة هذا اخوك .... ان ماعطيتيه انتي من يعطيه ؟!!...
ندى : انت موجودة الله يخليك له ... المهم ترا ابوي يبيك تحت ..
شوق : وش يبغى ؟
ندى : مدري .. بس قلتله انك تعبانة واكيد يبغى يتطمن عليك...
شوق : لحظة شوي خليني ارتب شعري .. حوسة
وقفت قدام المراية للحظات ... ولفت طالعة من الغرفة وندى وراها ... نزلوا مع بعض للصالة ...
ابو فهد : هلا ببنتي شوق تعالي اجلسي ... ( ويأشر بيده لمكان جنبه )
راحت وجلست ....
مسك يدها بحنان ... وبإبتسامة : ها حبيبتي شلونك الحين ...
شوق بادلته نفس الابتسامة : الحمد لله احسن بكثير ..
ابو فهد : ماتبين اوديك للدكتور ؟
شوق : لا عمي ماله داعي ..احس اني طيبة الحين ...
ابو فهد : طيب تراني قايل لهم يعزلون لك غدا ... اذا جايعة روحي كلي ..
شوق : شوي مو بالحين ... (وبابتسامة ) ودي اجلس معك ..
ابوفهد ضحك : ه ... يابعد عمري ...
جلست مع عمها يسولفون ويضحكون وندى معهم تشارك في الحوارات ..
**** **** ****
كانت نوف جالسة بغرفتها تنتظر البيت يفضى .. وفعلا لما كانت قاعدة حست بالهدوء يعم البيت فطلعت تستطلع ...
أشوى الحمدلله محمد مو بموجود ولا ريم هالصيوحة تنشب فيني .. تمغطت وراحت نزلت للصالة .. قعدت قبال التلفزيون تفرفر في القنوات وتدور وتبحث عن شي يجذبها ...
لقت لها فلم اجنبي في وحدة من القنوات المختصة بالأفلام وحطت عليه .. ماكان فلم حلو مرة بس نوف تمت تناظره ... شوي حست بالجوع ينغز بطنها فاستقرت على فكرة انها تطلب من هرفي ..
ركضت للتلفون ودقت .. وطلبت لها طلب وقالوا لها ان الطلب بيوصل خلال ساعة ..
فكرت تروح تاخذ لها شاور بسرعة تنشط به جسمها قبل مايجي الأكل .. طنشت الفلم ولاسيما انه ماعجبها مرة ورقت لغرفتها وخلت التلفزيون مفتوح .. ماتحب تخلي البيت هاجد مافيه صوت ..
خذت الروب ولفت شعرها وغطته بغطا عن الموية .. دخلت الحمام .. وبدت الدش وهي تغني كالعادة ..
خلصت وطلعت تلبس ... راحت وفتحت دولابها تختار ..
رن الجرس ..
استغربت .. التفتت تشوف الساعة الموضوعة عالكومدينة ... هم قالولي انهم بيجيبونه بعد ساعة مو بنص ساعة .. يعني باقي نص ساعة عالموعد ..
بعجلة طلعت لها بنطلون وبلوزة قبل لا يروح المطعم عنها ... ولبستهم بعجلة وسرعة ..
نوف : انتظر يالغبي لا تروح .. لحظة بس ياويلك ان رحت .. ( تقصد موظف التوصيل )
تحت ..
طلعت الخدامة من المطبخ متوجهة لباب الشارع تشوف منهو ..
الخدامة من ورى الباب : مين ؟!..
- أنـا بــدر ..... احمد موجود ؟!..
عرفته الخدامة وفتحت الباب .. : come in
دخل بدر : هاي ..
الخدامة : هاي ..
بدر : أحمد موجود ؟!
الخدامة : مادري ..
بدر : طيب من اللي في البيت ..؟!
الخدامة : مافي أحد ...... بس نوف ..
ابتسم بدر : طيب خلاص شكرا ... انا بدخل داخل ..
هزت الخدامة راسها ورجعت ماشية لجهة المطبخ ..
اما نوف لبست بسرعة الصاروخ .. وطلعت من غرفتها ونزلت ترررركض عتبات الدرج ..
نوف : ياربي عسى مايكون راح !!... شكلي تأخرت عليه ..
توجهت لباب المجلس لأن المطعم بالعادة يجيهم من هناك .. تمت تركض ماتشوف طريقها تبي تلحق عالأكل .... طلعت من باب المجلس باندفــــــــــــــاع قوي وفجأة ارتطمت بشي مثل الصخرة خلاها ترتد للخلف بقوة ..
بدر بغى يطيح هو الثاني بس قدر يتمالك نفسه .. ومسك يد نوف لا تطيح هي بعد ..
بدر بروعة : بسم الله عليك ..!!
نوف من الضربة غمضت عيونها وحطت يدها على خشمها من الألم : آآآآآي ... خشمــي ... هييي أحمـــدووه ماتشوف طريقك ؟!..
بدر مازال مرتاع عليها : عسى ماتعورتي ؟!
تمت نوف للحظات مغمضة عيونها وعقلها يحاول يحلل الصوت اللي سمعه .. هذا مو صوت احمد ... هذا صوت واحد رسخ في بالها من وهي صغيرة ..
لفترة ظلت حاطة يدها على خشمها ومغمضة .. كأنها خايفة تفتح عيونها ... خايفة يكون اللي في بالها صدق ...
من جهة ثانية بدر تم ساكت ولا تكلم .. لكنه ظل ماسك يدها بين يدينه ..
شوي شوي استجمعت نوف بقية الشجاعة اللي عندها وفتحت عيونها ببطء ...
شهقـــــــت بقـــــــوة ...
نوف : بـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــدر ؟؟!!!!!..
بدر مبتسم : أيــــه بدر ... نسيتيني ؟!
احمر وجه نوف وسحبت يدها من بين يديه بسرعة ... وراحت تركض وتخبت ورا الباب ..
ابتسم بدر على حركتها : هيي شفيك ؟!... شايفة بعبـع ؟!
نوف من ورا الباب : احلــــف ياشيخ !!... لا يكون اخوي تبيني اتم واقفة قدامك لما تشبع مني ..
بدر والضحكة بصوته : انتي أحد يشبع منك ؟!... انتي ماتنملين اصلا ..!!
شهقت نوف : بـــــــدر ؟!... وش قلت ؟!.. عيد الكلام اللي قلته ..!!
قاطعها بدر : أقول يابنت عمي ... بدل هالصراخ والمنافخ ورا ماتسلمين ؟!.. لك ثلاث سنين ماشفتيني !!...
نوف بارتباك : اقول بدر لحظة ... بروح اركض للصالة .. لا تدخل لما تتأكد اني رحت خلاص ..
بدر ماقدر يمسك نفسه من الضحك من اسلوبها العفوي : ه ... أفااا .. كل هذا عشان ماتقولين شخبارك ؟!..
نوف باندفاع : شخبارك شعلومك ... الحمدلله عالسلامة ... يالله مع السلامة ..
وراحت فحطت ركض للصالة ..
بدر مات ضحك عليها ... ياربي هالبنت خبلة من وهي صغيرة .. مشتاق لسواليفها والله مشتاق .. أسلوبها معي بالكلام وطريقتها ماتغيرت من نعومة اظفارها .. بس ان ماعدت أيامنا يا نوف ماكون بدر ...
دخل ووقف عند مجلس الرجال وقبل ما يدخله قال بصوت عالي عشان تسمعه نوف : أقول يا نووووووووووف ... لا تنسيني داخل نادي لي أحمد ..
وقفت نوف في وسط الصالة مرتبكة ... ياربي وش سويت .. وبدر هذا كل ماشافني لازم يربكني ... مايمسك لسانه .. ثلاث سنين ماشفته ولا شافني ولا ترك هالأسلوب عنه ... وانا بعد عميانة ماأشوف .. طيرااااااان لبرا ..
أوووفففف .. كسر خشمي الله ياخذ بليسه .... خلني أشوف وين أحمد بعد يجي يقابله..
توجهت للتلفون ودقت على رقم اخوها ..
احمد : هلا والله ..
نوف : هلا احمد ... شخبارك ؟!
احمد : تمام .. شعندك ؟؟!
نوف : ماعندي شي .. بس بدر ولد عمي جاي ويسأل عنك ..
احمد : بـــــدر ؟!....... خلاص انا جاي بالطريق ..
نوف : اوكي .. مو تتأخر ... تعرفه ولد عمك بينشب فيني نشبة مايفكني من لسانه ..
احمد : ه ... من حبــــــه لك ...
نوف باستنفار : وش قلــــت ؟!...... حبـــــه برص ان شالله ...
احمد : ... هوو نوف امزح معك ...
نوف : أيـــــه بعد حسبالي .... بيورطني معه بحبه ...
احمد : الله يعينه عليك ... مسكين مايسلم ابد من لسانك ..
نوف : خله يستاهل ... خله يفكني من لسانه عشان يسلم من لساني ... بعد انا بنيـة مسيكيـنة راس مالي هاللســان اللي يقطـر عسـل ..
احمد : ... يالله انا جاي بالطريق ...
نوف : ايه مو تتأخر .. تراني لحالي بالبيت ..
احمد : واذا كنتي لحالك .... لا تخافين بدر مب مسويلك شي ...
نوف : ايه بس ينخاف من لسانه ... تراني ما أتحمل دايما أصيـح منه ..
احمد : ه ... خلاص قلت لك جاي ..
نوف : باي ..
احمد : مع السلامة ..
حطت السماعة مكانها ... وانتفضت يوم سمعته يتنحنح ..
بدر : احـــم ... أقول نوف ..
تلخبطت نوف بمكانها ... ماتعرف وين تروح ... ان قامت ركض للدرج بتمر قدامه يعني بيشوفها ...
لذا بشكل تلقائي طاحت يدها على وحدة من مخاد الكنبة وحطتها بسرعة قدام وجا ..
نوف بارتباك : هاه هاه وش عندك ؟!
بدر : منهو هذا اللي حبه برص ؟!... لا يكون انا ؟!
شهقت نوف ... بسم الله الرحمن الرحيم .. من وين طلع لي ذا ..!!!؟
بدر : مارديتي علي ..
نوف بحدة : وانت شعليك ؟!.. قاعد تتسمع على مكالمات العالم ... أيــــه انت حبك برصيـن بعد مو برص واحد ... عندك مانــــع ؟!..
بدر غصب عنه ضحك : ه ... وراه عاد تقولين هالكلام ؟!... وش اني مسوي ياكافي ؟!..
نوف : الحيــن انت داخل علي وشلون اروح انا الحين ... ماعندي غطا ..
بدر باستهبال : عــــــادي ..
نوف جتها الصيحة ... دايما بدر يحطها في هالمواقف ... ولما سافر يدرس برا ..ارتاحت منه.. ولما رجع الحين بيعيد معها نفس الاسطوانة ..
نوف : بــــــدر ... وخر برووح فوق ..
بدر بعناد : ماااااااانيـــــــب ..
نوف بحسرة في قلبها : يااااااااااربـــــــيه ... بدر حرام عليك ... مايكفي اللي كنت تسويه فيني من ثلاث سنين ..
بدر : تصدقين عاد يابنت عمي .. اني وانا مسافر كنت افكر فيك ومشتاق لمواقفي معك ..
نوف : أعووووذ بالله ... بالعكس انا كنت مرتاحة منك .. ومن شفتك تو .. رجعلي الرعب والخوف ..
بدر : ... ياقلبـــــي انتي ..
نوف بققت عيونها على آآخرهم .. مو بصاحي ذا الولد ..
صرخت : نعـــــــــــــــــم ؟!
ارتاع بدر بمكانه وانتفض ... البنت شكلها عصبت ...
بدر : ياقلبــــي يا أنــا .. مو انتــي ... ارتحتي الحين ..
نوف : أيـــه بعد حسبالي ... أقول بدر ماكنك زودتها شوي ... أحمد بيجي الحين ومو حلوة يشوفك واقف هناك ..
بدر : لا بس انا جيت هنا عشان أسلم عليك ... وأشوف نوف هي نفسها نوف اللي كانت قبل
Three years ولا لا .... بس الظاهر هي نفسها بلحمها وشحمها ماتغيرت ..
نوف فقدت أعصابها : أقـــــول ورا ماتضف وجهك وتفكنـــي ...
بدر ماقدر يمسك نفسه .. البنت تنرفزت من جد : ه .... خلاص بضف وجهي مثل ماتامرين .... يالله .... أشوفك مرة ثانية يا أحلــــى نـــــوف ...
غاب عنها راجع للمجلس ... اما هي قعدت في الصالة مو مصدقة ... الولد استخف وقعد ... مو صاحي ... الظاهر ان الدراسة برا أثرت على عقله بشكل كبير ... ولا لا يكون ناسي اني معد صرت نوف بنت الـ 15 سنة ... ياربي هالبــدر مايغير أسلوبه أبدا ..
تمت قاعدة على نفس الكنبة مستغربة منه ... بدر هو هو نفسه ماتغيرت فيه ولا شعره ..
قعدت تسترجع موقف الاصطدام اللي قبل شوي .. ابد ماتوقعته يجي لبيتنا ..
رفعت يدها اللي كانت بين يدينه تتاملها ورجع لوجا احمرار الخجل ...
دقايق ووصل أحمد .. توجه مباشرة لبدر بالمجلس وسلم عليه .. بعدها طلع للصالة لقا نوف قاعدة تتفرج عالتلفزيون ...
احمد والضحكة بصوته : هاه نوف ؟!.... شخبار خشمك ؟!..
التفتت نوف له معصبة : قالك عن خشمي هالمطفوق ؟!... كسر خشمي الله يكسر خشمه ..
احمد : قالي انك كنتي جاية مسفحة تركضين مدري وش بتلحقين عليه .. حتى صدره مسكين قام يعوره من خشمك ...
نوف : يعني الحين هو مسكين وانا مو مسكينة ..
احمد ضحك : .... لا خشمك ماتغير الحمدلله ... يعني حادث بسيط ..
نوف : وليش جاي وش يبي ؟!..
احمد : ابد جاي يسلم علي ... وعليك ...
نوف تنرفزت : أحمــــــــــــــد ..!!
ضحك احمد عليها .. على طول تتنرفز : جاي يسلم علي انا بس .. انتي مااااااالك دخل ..
نوف : المهم تراني ميتة جوووع ... وطالبة من هرفي يوصلون .. لما يدقون جرس ياليت تتكرم وتاخذه منهم ..
احمد مبتسم : اوكي ... بس روحي قولي للخدامة تصلح قهوة للضيف ..
نوف وهي قايمة : امحق ضيف ...
راحت للمطبخ تقول للخدامة ورجعت للصالة عند التلفزيون ..
في المجلس ..
احمد : ايوا بدر ... بشر عن علومك شخبار الدراسة برا ؟!..
بدر : والله مش ولا بد ... زهقت وباليالله خلصت ... الله لا يوريك الغربة يااحمد .. شي فضيــــــــع !!!
**( بدر .... ولد عم احمد مثل ماعرفتوا .. 25 سنة .. جرئ درجة اولى .. ولا عليه من احد يسوي اللي يبيه واي شي براسه ... من ناحية الشكل فهو حلو.. وملفت للنظر بابتسامته اللي قلما تفارقه .... بتتعرفون عليه اكثر)**
احمد : لا الحمدلله ... في النهاية جبت شهادة تنفعك بحياتك ..
بدر : الحمدلله ... وانت منت ناوي تسوي مثلي ..
احمد : لا انا ماحب اغترب .. ماني راعي دراسة برا بالسنوات .. قاعد ادرس الحين دبلوم حاسب في معهد وان شالله تكفيني ..
بدر : الله يوفقك ... الا شخبار عمي ... ماحصلي اشوفه وأسلم عليه ..
احمد : لا بخير .. وفرحان عشانك بصراحة ..
بدر : الله يسلمه ان شالله .. مشتاق اشوفه والله ..
احمد : قريب ان شالله .. وش رايك تروح له في الدوام وتسلم عليه ..
بدر : لا صعبة في الدوام بيكون مشغول .. ومب فاضي لي .. الا شخبار امل وسهى ؟!..
احمد : بخير الحمدلله .. بس امل تعبانة شوي .. في الشهر الاخير من الحمل
بدر : الله يكون في عونها ان شالله ..
... دق الجرس ...
احمد : عن اذنك يابدر شوي ..
طلع احمد يشوف الباب ... ولقاه المطعم جايبين طلب نوف .. دفع للموظف ورجع داخل متوجه للصالة .. بس بدر استوقفه ..
بدر متوجه له : لحظة لحظة احمد ؟!.. وش ذا ؟!
احمد مبتسم : هذا حق نوف .. تقول انها ميتة جووع وطالبة لها من المطعم ..
بدر وهو يحك لحيته : اهااا .. اجل عشان كذا كانت جاية تركض .. علبالها انه المطعم ..
احمد : الظاهر انه كذا ..
بدر رفع بصره لأحمد وبنظرة خبيثة : تكفى احمد طلبتك ..؟!..
احمد وكانه فهم وش يقصد : خيـــر ... وش ناوي عليه ؟!..
بدر : وانا بعد جوعااان .. ياليت تخليه لي ..
احمد : لا حرام عليك ... واختي ؟!... تقعد بلا اكل ...
بدر : معليش .. نفسي انرفزها زيادة ...
احمد هز راسها : بصراحة صدقت نوف يوم قالت انك ماتغيرت .. ومعها حق يوم انها تحاول تهرب منك دايما ..
ضحك بدر : ه ... تكفى خله لي ..
احمد : لا اخاف انا انذبح ... ماتعرف نوف لين صارت جوعانة ... شرسة ..!!
بدر : .. مو هذا اللي يعجبني فيها ..
في الأخير بدر اخذ من احمد الكيس واحمد مو مقتنع باللي يسويه .. كان يحس بعطف على اخته اذا درت .. وش بيقولها ؟!.....!!!!
طبعا مامر ربع ساعة الا وبدر قد التهم كل الوجبة .. يابعد عمري يانوف مدري وش بتاكل ..
تمت نوف في الصالة محترة ... ليش ما جو للحين .. وين ذلفوا ... آآآي بطني ينغزني من الجوع ..
تذكرت انها سمعت الجرس يرن قبل فترة .. فراحت تنادي احمد ..
نوف : أحمــــــــــــــــد ...
احمد في المجلس سمعها .. بدر ضحك وهو يتخيل ردة الفعل ..
احمد : يالله هذي هي تنادي .. وش أقولها الحين ؟
بدر ببرود : عادي قل الأكل راح لبطن بدر .. وقلها مشكووورة على هالضيافة الكريمة ..
احمد : الله يستر ... بتجي تذبحك ..
نوف : أحمـــــــــــــــــــــــد ...
طلع لها احمد وتم واقف عند الباب يكلمها : نعم نــــوف ؟!..
نوف بحسرة : أقوووول احمد ... المطعم ما جو بموت من الجوع ... كني سمعت الجرس يندق ..
احمد بارتباك : الا المطعم جو وجابوا الاكل معهم ..
حطت يدها على خصرها : وليش حضرتك ماجبته ... تلقاه برد الحين ... وش ينفع ؟!
احمد : بصراحة يانوف مدري وش اقولك ...
بدر كان قاعد يراقب احمد ونظراته اللي كل شوي تشوفه ... وده يعرف ردة الفعل ..
نوف بخوف : هااه وينه ؟!.... وش صار بعد ؟
احمد : بدر .... بدر كلاه ويقول مشكورة عالضيافة الكريمة ..
انصدمت نوف ... جتها الصيحة والعبرة خنقتها ... هي تنتظر والجوع يقطع بطنها يجي ذا وياكلها باردة مبردة ..
صرخت بقهر : قله جعله الغصة اللي توقف في بلعومه ولا عاد تطلع .. ان شالله يتسـمـم ..
وراحت والدمعة على خدها ...
بدر من سمع ردها انسدح على وراه ميت ضحك ... : ..!!
احمد تم واقف في مكانه : استانست الحين ... ؟!.. ها هذي هي زعلت .. وش اللي بيرضيها الحين ...
بدر : ه آآخ بطني ... والله شكلها من جد زعلت ..
احمد : وش تتوقع يعني .. تقولك جوووعانة وميتة جوع .. تبيها تستانس وتضحك ..
نوف راحت لغرفتها ودمعتين على خدها .. تحس بالقهر .. اللي كانت خايفة منه صار .. السيناريو اللي كان يصير قبل ثلاث سنين هذا هو يتكرر مرة ثانية .. دايما بدر يبكيها بتصرفاته ..
وش اني مسوية له عشان يتصرف معي بهالطريقة .. بس هين ان مارديت له الصاع صاعين ماكون نوف بنت ابوي ..
دخلت غرفتها ومسكت جوالها تبي تدق على احد تفضفض له القهر اللي بقلبها .. فمالقت احسن من ندى ..
ندى : هلا والله نوف ..
من سمعت نوف صوت بنت خالتها انفجرت بالبكي : نـــــــدى ... ماشفتي بدر وش سوا لي .. اللئيــــــم ... هين انا اوريه والله لأنتقــم ...
ندى ارتاعت : هوو نوف حبيبتي وش صار ؟!.. وش سوا بدر ؟!
نوف من بين دموعها : الحمـــار ... الحقير ... يبي يذبحني ... يبي يقهرني .. وش مسوية لها
انا ..
ندى : هوو نوف ليش تبكين ؟!.. وش صاير لك مع بدر ؟!..
قصت لها نوف السالفة مابين نشيجها ونحيبها .. وندى ما استحملت وضحكت ..
ندى : هوو نوف ... كل هالبكي عشان وجبة هرفي ؟!.. بكيفها .. اطلبي غيرها ..
|