الجـــــــــــــــــــــــــــــــــزء 19
نزل الدرج وهو يعدل غترته .. كان الوقت في الصباح ... نازل يفطر لأانه بيطلع لشغله ..
ابو فهد : صباح الخـــير ...
ام فهد : هلا صباح النور .. مستعجل اليوم ..
ابو فهد : شسوي عندي اليوم شغل ضروري ...
ام فهد : تفضل الفطور جاهز عالطاولة ..
مشى ناحية الطاولة شاف ولده عمر قاعد يفطر وحايس الدنيا حوله ...
ابو فهد : ه ... صباح الخير حبيبي ...
مارد عمر عليه غير بابتسامة وسيعة شقت حلقه .. وكأنه عارف ان الحوسة اللي هو مسويها غلــط ... بس بالابتسامة يمتص غضب اللي حوله ...
ضحك ابو فهد ... مال على ولده وباسه ... جلس في مكانه المعتاد صب له كوب نسكافيه وبدا فطوره ..
بعد دقايق نزلت ندى لابسة ومستعدة للروحة للجامعة وقبل ماتجلس في مكانها حول الطاولة باست راس ابوها : صباح الخيــر يبه ..
ابو فهد : هلا صباح النور ...
جلست هي بعد تفطر وشافت حوسة اخوها : عمــــــر ؟!.... وش هالحوسة اللي مسويها ...
عمر ببراءة : ماثويت ثي ...
ندى والضحكة فيها بس مسكتها : كل هذا وماسويت شي ...
برطم عمر والتفتت لأبوه يستنجد فيــه : بابــــا ... تثارخ علي هذي ... ( ويأشر على ندى )
ابو فهد يمثل : ندى وش فيك على حبيبي ليش تصارخين عليه ...
ندى : عشانه كسلان ... وصخ الطاولة ..
عمر : انا مب كثلان .... أنا ثاطر .. ( ثاطر = شاطر )
خلال هاللحظات أقبل عليهم فهد وهو يعدل شماغه : صباح الخيــر ..
ابو فهد + ندى : صباح النور ...
راح فهد هو الثاني وجلس جنب أخوه عمر اللي مطرس الدنيا كلها .. فهد انقرف منه ومن شكله ووج اللي كله أكل ..
فهد كشربعد ماجلس مكانه : يــــــع !!!... عمر وش اللي انت مسويه ...؟!
رجع عمر يبرطم .. الناس كلهم هابين فيــه ... : بابا ... ثوفه يدوللي يع ... أنا موب وع !!...
ابو فهد يكلم عياله : يالله عاد .. لا تضيقون صدر حبيبي .. الا عمر عاد لحد يزعله ... كلوا وانتوا ساكتين ..
فهد : وانا صادق يابو فهد !!! .. شلون آكل وهذا قدام وجهي .. بيلوع كبدي .. ماتشوف شكله شلون يقـــرف ..!!!
ما درى فهد الا بضربه على فخذه .. التفت لقاه عمر وبيده الملعقة والعصبية البرئية تطل في قسمات وج ...
فهد بسخرية وهو رافع حاجب : أحلـــى يالقوي !!!... والله وصرت تضرب بالملاعق ... فيه تطـــور ..!!!!
ماكمل كلامه الا وضربه ثانية بالملعقة على فخذه .. فهد سحب منه الملعقة ورماها بعيد عالطاولة وبدا فطوره وتجاهله ..
خلص ابو فهد فطوره وقام ماشي لكنه قابل شوق نازلة بوج : صباح الخير حبيبتي ...
شوق ابتسمت .. لكنها كانت ابتسامة باهتة لاحظ منها ابو فهد التغير الواضح : صباح النور عمي ... هلا ..
ابو فهد وهو يقرب منها : شفيك حبيبتي شكلك تعبانة ..؟!
شوق هزت راسها نفي : مافيني شي عمي ..
ابو فهد : بس عيونك ذبلانة وحمرا ... وشفيك عسى ماشر ..؟!
شوق : لا عادي عمي ... بس مانمت زين أمــس ...
ابو فهد : روحي أفطري قبل ماتطلعين .. أمس ماتعشيتي ولا تروحين الا انت ماكله ..
شوق : ان شالله عمي لا توصي ..
قبل مايروح قرب منها وباسها على جبينها وهو يربت على كتفها بحنية اللي خلاها تنزل راسها وتتأثر .. ابتعد عنها وطلع وهي وقفت مكانها تحاول تمسك دموعها .. حركته ذكرته بابوها اللي كان دايما يسويها قبل مايطلع من البيت حتى لما كانت بتروح للمدرسة .. في الحقيقة كانت هذي اول مرة يسويها عمها .. اللي خلاها تشتاق لعاطفة الحنان .. ابو فهد ماقصر عنها بشي من ناحية الاكل والشرب والنوم لكنها ماحست انه عوضها عن العاطفة الابوية .. واكيد ماسوا هالشي معها الا لما حس انها تعبانة ..
تنهدت وراحت لطاولة الطعام .. ومن اقبلت انتبهوا لها ندى وفهد ...
ندى وهي تلتفت لها مبتسمة : هلا صباح الخير .. مابغيتي تقومين ؟!...
شوق وهي تحط شنطتها على كرسي وتجلس بالكرسي اللي جنبه : كنت تعبانة شوي بس ..
مدت شوق يدها للتوست قدامها وحست بنظرات فهد المتفحصة لها من عقب اللي صار أمس بالليل .. وما أمداها تحط اللقمة الأولى بفمها الا فاجأها فهد بسؤاله ..
فهد وهو يرفع كوب القهوة لفمه ويرتشف : شخبارك شوق الحين .. ان شالله أحسن ؟!..
شوق بهدوء مرتبك وبدون ماترفع عيونها : الحمدلله أحسن ....
ندى نقلت نظرها مابين اخوها وشوق مستغربة .. وكأنه يعرف شي ..
خلص فهد فطوره وطلع للجامعة ... وبعده ندى وشوق لبسوا عباياتهم وطلعوا مع السواق ..
بعد المحاضرة الأولى مسكت ابتسام يد ندى وطلعتها معها رايحين لباقي الشلة .. لأن ابتسام خافت ان ندى تخلف بوعدها وتروح وتنحاش عنهم .. لان ندى قد وعدتها من قبل انها تقضي جزء من اليوم مع صديقاتها ..
ندى : ابتسام خليني ... وين بروح يعني ؟!
ابتسام ماسكة يد ندى وتسحبها معها : لا حبيبتي رجلي على رجلك ... بوصلك بيدي لين مالبنات قاعدين ...
ندى وهي تحاول تسحب يدها : طيب اتركي يدي ... تسحبيني قدام الناس كني بقرة ..!!
ابتسام وهي تشد قبضتها على يد ندى : شششششششش ... ولا كلمة ... مفهووم ؟!
هزت ندى راسها وهي تضحك وكملت طريقها مع ابتسام لمكان مالبنات جالسين ... كان ودها تروح تتطمن على شوق بعد اللي صار ليلة البارحة لكن ابتسام قيدتها ..
ابتسام وهي توقف قدام الحلقة اللي مسوينها البنات : هابنــــات ... جبت لكم ندى غصبن عنها ...
خلود بتهديد ونظرات نارية موج لندى : لا تقوليين انها عيت تجي ..؟!
ابتسام رفعت يدها وبانفعال مصطنع : بصراحة يابنات ... ندى كانت ناوية تنحاش ...!!
فتحت ندى عيونها عالآخر على هالأكاذيب اللي تسمعها ...
ندى : يالمجرمة ياللئيمة...انا ماعييت أنا قلت لك اني بروح لدورة المياه وبجي ...
ابتسام : أبـــــــــــدا ً .... ماقلت هالكلام .... انتي قلتي بروح لنوف وشوق ونوال ...
ندى وهي تضربها : ايالمنافقة ...
نادية وهي تأشر لها بيدها على مكان جنبها: أقول اجلسي هنا لا تجي الجزمة على راسك الحين ... اقعــــــــدي ...
ندى : ...
قعدت ندى مستسلمة لتهديداتهم .. وبسرعة خاطفة اندمجت بسواليفهم واللي كانت نصفها هي اللي تسولف والبقية ينصتون لها بحماس .. وكانهم ماسمعوا لها من زمان .. وندى بين اللحظة والثانية تضحك عليهم
في جهة ثانية من الجامعة كانوا الثلاثي جالسين عالعشب الأخضر بين النسمات الباردة اللي تهب كل فترة ويفطرون ..
نوف كانت تسولف مع نوال طوول الوقت وتضحك ... لكــن شوق كانت في عالم ثااااااني .. معهم بجسدها لكن روحها هايمة بعالم بعييييد ..
نوال : ويــــــــــــــن الشوق مسفحة له .. ها شوق وين سافرت ؟!
انتبهت شوق : لا معكم ...
نوف : اقطع يدي ان كنتي معنا ..
ابتسمت شوق ومدت يدها لعلبة العصير وارتشفت منها رشفة ..
نوال وهي تتفحص شوق بنظراتها : وش فيك شوق اليوم ... عيونك مرررة حمرا ... وش فيك مريضة ؟!
شوق : لا انا بخير ..
نوف ماصدقت ومدت يدها حطتها على جبين شوق تتحسس اذا كان في حرارة أو لا ..
نوف : مافيك حرارة .. صدق شوق وش فيك ... مانمت أمس ولا كيــف ؟!
شوق : تقدرين تقولين ...
سكتوا فترة ونوال ونوف يتبادلون النظرات بتشكك .. بعدها رجعوا يسولفون في موضوعهم الأول ...
في جامعة الملك سعود لكن في مكااان ثاني بعيد عن الأول ... كان فهد جالس مع عبدالله وأسامة وواحد ثاني أسمه متعب ..
أسامة : وش رايكم شباب في امتحان اليوم .. صعب ؟!
متعب : والله كانت فيه شوية صعووبة ... بس ربك ستر ... وعدت سليمة ....
أسامة : اليوم ربك ستر ... لكن بكرة مايندرى ... باقي لنا أربع امتحانات وماندري وش اللي بيطلع لنا ...
عبدالله : أهم شي خلصنا من هالمادة الغثيثة والباقي هيـــــن ...
التفت أسامة على فهد اللي كانت عيونه بعيد وباله سارح ... يهز رجله بتفكير وعلبة الكولا في يده ...
أسامة : هيي انت يا ذابح البنات ... وين رحت ؟!....
مارد بغير الجمود ..
عبدالله وهو يهزه : هيه فهد عسى ماشر .. ويــــن مسافر ؟!...
فهد ابتسم : لا ماشر .. عندكم وقدامكم ...
أسامة يغمز يحاول يحرج فهد لكن حامض على بوزه : علينا .. علينا ... أكيــــــد عند شذى اللي مافكت اتصالات لك من بعد الصورة اللي ارسلتها ... واللي أتوقع انه جاها سكتة قلبية منها ...
فهد : واذا قلت لك ياعمي اني ماكلمتها ولا كلمتني يمكن من اسبوع ... وش تقول ..؟!
أسامة : اسبوع ؟!.... مستحيل ماصدق ... هذي نشبة شلون ماكلمتك من اسبوع ...
عبدالله : لا صدق ... عندها الصورة تتبحلق فيها اربع وعشرين ساعة .. يكفيها ...
متعب : ترا زهقتونا بهالبنت اللي كل ماقعدنا جبتوا لنا سيرتها ...
فهد : انا عمري ماحكيت فيها ... لكن اسامة هو اللي دايما يفتح هالموضوع ( التفت لأسامة )... اذا تبي تكلمها ترا ماعندي مانع ... مستعد أخليها كلها لك اذا تبي ...
أسامة : اذا بنت حلوة .. انا موافق ...
فهد يضحك : خلاص لما اشوفها أعطيك رد ...
اسامة : وانا في الانتظار ...
عبدالله بسخرية : عز الله ان شافتك لو من بعيد ان تقب وماتلقى الا غبارها ...
متعب : ه ..
اسامة بثقة : وين تلقى أحلى مني ؟!.
متعب : أقول ارفق بعمرك لا يسيح نصك ... قال وين تلقى أحلى مني قال ... وهاللي قدامك ما ملى عينك ( يأشر على فهد ) ...
ابتسم فهد بفخر : تسلم يامتعب ... انا داري بعمري وانا ببطن أمي .. كلامكم لا يزيد ولا ينقص ...
متعب تنرفزمن رده : صدق انك وقح وماتعرف ترد ..
دق جوال فهد .. وكان اسم احمد ظاهر عالشاشة ... كلمه فهد ولما خلص قام وهو يرجع الجوال بجيبه ..
فهد : يالله انا طالع ... أحمد يبيني ...
عبدالله : بدري ... على وين ؟!...
فهد : ابد بس احمد ينتظرني في النادي ...
اسامة مندهش : يالئيمين .. تشتركون في نادي وحنا ماندري ..
فهد : واذا قلنالك ان حنا مشتركين لنا 4 شهور تقريبا .... وش بتسوي ؟!
عبدالله وهو يحك لحيته : وأنا اقووووول ... فيك شي متغير انت وياه .. أثركم تلعبون رياااضة ..
أسامة بنبرة عالية شوي : وليش حضرتكم تشتركون ولا تقولون .....
فهد وبنبرة سخرية : اقوول شرايك تجي تكفخني بدال هالمنافخ .. قم جرب بس ..
عبدالله + متعب : ه ..!!
اسامة : ه لا يخوي .. رح والله معك ...
فهد تبدلت ملامح وج من التكشيرة لابتسامة وسيعة ... لف مبتعد عن اخوياه وهو يأشر لهم بيده اشارة الوداع ....
انتصف النهار ... الكل هجع لبيته يرتاح من عناء العمل في مثل هاليوم الحار اللي يكون ككل الأيام في فترة الصيف واللي تمثل أيام جدا مرهقة في الرياض ...
عالغدا الكل نزل يتغدا ... وكانت آخر وحدة نزلت هي شوق ... لأنها فضلت تاخذ لها حمام سريع ينشطها ...
لكن هذا ماقدر يخبي ملامحها اللي تعبت واللي تغيرت من أمـــــس ...
نزلت وكان الكل توهم جالسين .. بدوا الأكل ..
ابو فهد انتبه لوجه شوق المتغير من الصبح : شوق بنتي شفيــــك ؟!..
رفعت شوق راسها مستغربه من سؤاله : مافيني شي .. عادي ..!!
ابو فهد : بس وجهك مايطمن من شفتك اليوم الصبح ؟!...
شوق هزت راسها ورجعت لصحنها تكمله : لا لا مافيني شي .. بس .. مانمت زيـــن ..
فهد فاجأها بسؤاله : أكيـــد ؟!..
التفتت له ماتدري وش ترد ... عمها شاك فيها وفهد اللي شهد على موقف الأمس بعيونه ...
ابو فهد : وجهك أصفر وعيونك تعبانة ... متأكدة مايعورك شي ؟!
هزت شوق راسها بصمت بدون ولا حرف ...
ندى اللي كانت جالسة جنب شوق ساكتة ... تبي تتكلم وتقول ... لكن خوفها من بنت عمها ربط لسانها ... خايفة من ردة الفعل اذا نطقت بحرف .. فغصبت نفسها على السكوت ...
كملوا الغدا ... وكل شوي بين لحظة والثانية يرفع ابو فهد عيونه لبنت اخوه بقلق .. وهي لاهية بالأكل ولاهي حاسة بنظراته ..
ابو فهد قلبه ناغزة .. يحس بشي حاصل للبنية لكنه مايدري وش هو ؟!!
خلصوا غدا ...
بعدها اتجهت شوق لغرفتها على طوول وماقعدت تحت بالصالة كالعادة ...اما البقية فقعدوا ...
ابو فهد ماطول اتجه لغرفته يريح له ساعة وام فهد خذت عمر للمطبخ تأكله ...
مابقى بالصالة الا فهد وندى .....
ندى كانت مشغـــــولة البال وتفكر باللي صار أمس بغرفة شوق !! ... شعور الحزن والأسى يعصف فيها عشان اختها وبنت عمها اللي ياما تمنتها ...
وفهد من ناحية ثانية نفس الشي ... كان يدور بخلده وبقلبه تفاصيل الحدث اللي صار امــس ... التساؤلات اللي ساكنة عقله تزيد عليه لحظة بلحظة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
مايدري وش سبب الدموع اللي شافها تسيل على خد بنت عمه ... والحزن العميق اللي كان يطل من عيونها ...
مسك راسه بعصبية من هالأسئلة اللي تضرب في عقله باستمرار ... تنهد بعمق من الضيق اللي انتابه فجأة ...
التفتت له ندى : وش فيك ؟!
هز فهد راسه ينفض هالأفكار : ولا شي ..
هزت ندى كتوفها بعدم اهتمام ورجعت سارحة بفكرها عند بنت عمها ... ظلوا فترة على حالهم كل واحد مسافر بقلبه وبعقله لعالم ثاني ...
قرر فهد في لحظة انه يسال اخته .. لأنه متأكد مية بالمية انها تعرف .. توه بيسألها لكن وقفتها وهمتها بالمغادرة خلته يتراجع ..
ماطول فهد من بعد اخته لأنه حس بالإرهاق بدا يهاجمه ... قام طفى التلفزيون وسيدا على غرفته ..
توه بيحط راسه عالمخدة ويستعد للنوم لانه خلااص مدروووخ حده الا جواله يرن ..
رفعه لقا الاسم المكتوب ... " شــــــــــذى "
كشر وج بضيق لان الاتصال جا بوقت غلط ... قرر يتجاهله لكنه تراجع باللحظة الأخيرة ..
فهد وهو يتحرك وينسدح على ظهره : هـــــــــلا والله وغـــــــــلا ...
شذى بلهفة : ياربــــــي .. أخيـــــــرا ً سمعت صوتك ... اشتقت لك .. اسبوع مادقيت علي شفيك ؟
فهد : لا ابـــــد كنت بس مشغول مع الأهـــــــل .. زيادة عالامتحانات اللي خبرتك عنها ..
شذى بغنج ودلال : أيــــــــــه بس مو مرة ثانية تطول علي وتغيب عني كل هالغيبــــة .. ارحمني عااااااد ..
فهد : ه
شذى بحيا : ياااااااااااااربـــــي فهد ؟!... كم مرة قلت لك لا تضحك هالضحكة ... تراني أذوووووووب !!!
فهد : ه .. طيب ولا يهمك .. قولي لي
شذى بنعومة : قــــووووول ...
فهد : وش سويتي بالصورة اللي أرسلتها لك ..؟!
تنهدت شذى تنهيـــــــــــــدة من أعماق أعماقها : آآآآآآآآآآآآآآخ !!... وش أقول ولا وش أخلي ؟!...
ذبحتني هالصورة ... خلاص صبري كله راااح ..الصورة بدال ماتصبري زادتني شوووق ..
متى يافهد أشــــوفك ... قوللي بس متى ؟!!
فهد : قلت لك حبيبتي ...الاسبوعين هذي ماأقدر كله امتحانات ...
شذى : أوكــــــي اوكي .. انا ماقلت شي .... مالي الا انتظر ...
فترة سكون حلت بينهم ... فهد سرح لمكـــــان ثـــــــاني ... عند مين ؟!... عند شوق .. وحالها اللي ماخلته ينوم الليل من الحيــــــــــرة !!!
شذى : فهد ..
فهد : .................
شذى : فهد وين رحـــت ؟!
فهد : هلا ... معك معك حبيبتي ....
شذى برقة : فهد ... أنا متضايقة ..
فهد بعذوبة : أفــــااا .... ليش ؟!.... وش اللي مزعل عيوني ؟!
شذى : مارح أقدر أشوفك وأطلع معك في الموعد ...
فهد قطب مابين حواجبه : والسبـــب ؟!
شذى : أخوي ... اللي يشتغل بالأحساء بيرجع الاسبوع الجاي ... وبيقعد عندنا فترة يمكن تمتد لشهرين او شهرين ونص ... فهالفترة كلها مارح أقدر أطلع معك ... يعني بتم أنتظر ..
فهد ابتسم وانقلب عالجهة الثانية : وخير ياطيـــــر !!..
شذى فتحت عيونها عالآخر مستغربة من رده : وش اللي خير ياطير ... أقولك فترة أكثر من شهرين ويمكن تمتد لثلاث شهور وتقوللي خير ياطير .. صدق انك بارد ...!!!
قطعت كلامها وبرطمت ...
ضحك فهد : شذوتي .... عمـــري .... حيــــاتي ...
شذى مبرطمة ومتماسكة لا تفلت أعصابها منها.. اسلوبه هذا بالكلام يخلي لسانها ينطق من دون وعي ..
شذى : ..............
فهد : وبعدين بقولك شي ... خلي اخوك يقعد عندكم قد مايقدر وقد مايبي .... ليش زعلانة ...
شذى انفجرت : يووووه يافهد ... انت متى بتفهم .... كثر خيري يوم اني قدرت اصبر سنة كاملة ... الحين تبيني اصبر شهرين أو يمكن ثلاث شهور .. حرااااام عليك !!...
ضحك فهد :
شذى : وليش تضحك حضرتك ؟!
فهد : أضحـــك .......... لأن صوتك حلو وانتي معصبة ... ( وبهدوء آسر ) .. تكفين كل مادقيتي علي عصبي ... هاعمري ؟!
شذى تمت ساكتة للحظات ... بعدين قالت بدلع : فهـــــــــــــــــــد !!
فهد : ...!!
شذى : يـــــا ربــــــــــــــــي !!... بنجن منــــك ... والله بنجــن !! .. بس ماعلي .. انا بشوفك يعني بشوفك مهما يكون .. ولما القى الوقت اللي اقدر بقولك ..
توه بيرد لكن قطع عليـــه صوت دق خفيف ورقيق عالباب ...
فهد بهمس : يالله حبيبتي ... في أحد يدق باب غرفتي ... بعدين أكلمك ...
شذى : أوكي حبيبي مو بتنسى ... بااي ..
فهد : بايات عمري ...
راح للباب وفتحه .. لقاه عمر واقف ومن ملامح وج باين انها متغيرة ومو طبيعية ...
فهد : عمـــر .... وش عندك ؟!
عمر بارتباك : ...... سوق ..
قعد فهد عالأرض قبال اخوه .. وباستغراب : شوق ؟!... وش فيها ؟!
عمر تم يحرك ويلعب بيدينه بتوتر وخوف ... وهيئته توحي انه شايف شي أول مرة يشوفه : سوووق !!... هناك ( يأشر بإصبعه على غرفتها ) ... تثيـــــح ... ( تثيــــح = تصيح )
فهد قطب مابين حواجبه : تصــــيح ؟!!!
هز عمر راسه مبرطم .. كأنه هو ايضا ضايق صدره وزعلان علشانها ..
عمر : تثيح بقوة .... كذا ..
ويعلم اخوه كيف ... فغطى وج بيدينه
فهد : طيب ليش تصيح ؟
عمر ببراءة هز كتوفه علامة جهله وانه مايدري ..
عمر : مدري .... تعال ثوفها ....
ماحس فهد الا باخوه يمسك يده ويسحبه معه متوجه لغرفة بنت عمه ... قبل مايوصل للباب بخطوة وحدة ... سمع حس اخته ندى تتكلم بوضوح لأن الباب كان مردود ..
ندى بحسرة : ياربي ياشوق ... خلاص عاد يكفي هالدموع ... ماصارت والله ..
شوق وهي ضامة صورة ابوها : ماأقدر ياندى والله ماأقدر .. غصب عني مو بكيفي ..
ندى : طيب اذكري الله ... صياحك هذا مهو ب مغير في الدنيا شي ..
شوق وهي تشهق مابين أنفاسها : لا اله الا الله ... بس ياندى هذا ابوي تعرفين وش معنى الأبو ... لا تلوميني ...
ندى حطت يدها على كتفها تهديها : الله لا يلومك ... بالعكس الله يلوم اللي يلومك .. انا عاذرتك حبيبتي ... بس مو لهالدرجة تسوين في نفسك ... تصدقين عاد بغيت أقول لأبوي السالفة كلها عالغدا ...
شوق رفعت عينها بخوف : لا ندى .. تكفين عمي لا يدري ..
ندى : طيـــــب وليش ؟!... عمك هو أبوي وأبوك الحين ...
شوق بإصرار : لأ لأ لأ ... الا عمي ... مابي أضيق صدره ...
انتبهت ندى لأخوها عمر واقف عالباب .. ويراقبهم بتوتر وتردد ...
ندى : عمر حبيبي .... ليش واقف هناك ... تعال ..
عمر ونظرات الخوف على شوق : وث فيها سوق ؟!!
ابتسمت شوق عالنظرة الخايفة والقلقة اللي لمحتها بعيونه .. زادت ابتسامتها له بعد مامسحت دموعها بسرعة ...
شوق : تعال حبيبي مافيني شي ...
عمر : طيب وث فيك ؟!
شوق : تعال أول وأقولك ...
انتفضت في مكانها لما شافت فهد يظهر فجأة ويتسند عالباب بيده وابتسامة على وج ...
فهد : وأنـــا ؟!.... مارح تقولين لي ؟!
ارتبكت شوق ونزلت راسها تلعب بيديها لما غطى شعرها وجا كله ...
ندى بصراحة تفاجأت من أخوها اللي طلع لهم ماتدري من وين ... لا ويسأل كانه عارف شي ...
ندى : فهد ؟!.. من وين طلعت ؟!... وش جابك ؟!
فهد وهو يأشر براسه على أخوه اللي كان واقف قدامه : اللي جابني .... هذا الله يسلم عمره ...
ندى : طيب وليش واقف ؟!... تبي شي ؟!...
فهد : ابي بنت العم ترد ... وتجاوب على سؤالي ...
ندى : أي سؤال ؟!
فهد ونظراته كلها مركزة على شوق اللي لازالت منزلة راسها : هي تعرف أي سؤال أقصــد ؟!... ولا لا ياشوق ؟!
شوق رجعت العبرة تخنقها .. ذكريات الأمس والحلم رجع تفاصيله يمر ببالها
فمسكت فمها بيدها لا يطلع لصياحها صوت ... وقامت بسرعة للبلكون فتحت بابها وطلعت ..
فهد تغيرت نظرته من الابتسامة للاستغراب الشديد ... نزل يده وتوه بيروح يشوفها لكن ندى استوقفته ...
ندى : فهد ممكن شوي بكلمك ..
طلعت معه برا الغرفة : فهد وش فيك ؟!.... ماتشوف حالة البنت ..؟!
فهد : الحين السبة صارت فيني ؟!... انا اللي صيحتها ؟!... البنت من امس وحالتها معتفسة ؟!
ندى بتساؤل : وانت وش دراك انها من أمس وهي على هالحالة ..
فهد : دريت وبس ..
ندى هزت راسها بعدم اقتناع ..
فهد حس انه الوقت المناسب : الا بغيت أسألك .. وش سبب حالتها هذي ..
ندى بعد صمت : بصراحة .... شوق فاقدة عمي ...
اكتفى فهد بالصمت ونظراته كلها على أخته ...
ندى تكمل : وأمس ........ حلمت فيه يكلمها ..
فهد تذكر موقف الأمس وهز راسه بعد مافهم : أهـاا ..
ندى تذكرت شوق فرجعت ادراجها لغرفتها وسكرت الباب ... توجهت على طول للبلكون لقتها مخبية وجا بيديها وتبكي بصوت مسموع ... وعمر الصغيرون واقف قدامها مايدري وش فيها .. وعلى وج ملامح الخوف ...
تنهدت ندى وراحت لها : انت وبعدين معك ... بتموتين من هالبكي ... خلاص يكفي حرام عليك ..
شوق من بين نشيجها : خليني أصيح ..... خليني اطلع اللي في قلبي ... آآآآآآآآه يايبـــه ...
ندى : شووووووووق يكفي عاااااد ...
ماردت شوق وبكاها زاااااد ...
هزت ندى راسها بأسف وضعف الحيلة ... فماقدرت غير انها تروح لها وتضمها .. ياربي شسوي مع هذي الحين ... بتذبح عمرها من البكي ...
ندى برجا : شوووووق تكفين يكفي صياح ... تبين تموتين عمرك انتي ولا ايش ... صبري نفسك ... كلنا بنموت ...
شوق حطت راسها على كتفها وتمت تبكي بحرقة وبحرارة : خليــــني خليــني ... مااقدر امنع نفسي ... خليني تكفين ..
عمر تم واقف مصدووم .. المنظر اللي قدامه ارعبه ... فراح يركض طالع من الغرفة وهو يبكي ..
سالت دمعة بهدوء على خد ندى ... محتــــــارة !!.... ماتدري وشلون بتتصرف مع هذي ...
كل ماله وبكيها يزيد وهي مهي بعارفة تتصرف !!..
ندى بحزم : شوق !!... ترا ان ما سكتي الحين ترا والله بطلع واخليك لحالك ...
ماردت شوق وتمت تبكي ..
ندى معد قدرت تتمالك اعصابها .. بعدت يدين شوق عنها وقامت طالعة من الغرفة ...
شوق من بعد ماطلعت ندى عنها ضمت نفسها بيدينها ونزلت راسها تكمل بكي ..
نزلت ندى الدرج وهي مرة ضايقة .. مرت في وسط الصالة وكان فيها عمر يبكي عند أمه من بعد اللي شافه ...
ام فهد : نــــــــــــدى ... وش فيه عمر ؟!.... ليـــــش يصيح ؟!
ماردت ندى وكأنها ماودها تنطق بحرف .. دفعت باب الصالة المطل عالحديقة بعصبية وطلعت مستعجلة ...
ام فهد تكلم نفسها : هوو !!... وش فيها بعد هذي ؟!...
ندى مشت بسرعة تعبر الحديقة متوجهة للمكان المفضل عندها ...
مشت وهي تمرر يدها على راسها بضيق ونرفزة ... مستاءة من حالة بنت عمها ... تحس بضعف الحيلة .. ماتعرف شلون تتصرف ... وعشان ماتواجه ضعفها هذا تركتها لحالها بالغرفة ...
جلست عالكرسي وهي تتنهد تنهيدة طويــــلة !!...
مر وقت طويل يمكن فترة ساعتين ... ندى مازالت على حالها جالسة بالحديقة .. وكل ماجا واحد من اخوانها يكلمها تطرده بعصبية ..
نزل ابو فهد للصالة عشان يشرب قهوة هالوقت كالعادة .. لقى ولده عمر يصيح ..
ابو فهد : حبيبي ليش تصيح ؟!.... قل لي بس من اللي ضاربك وانا أطقه ..
ام فهد وهي تصب فنجال لزوجها : بعد عمري له ساعتين وهو على هالحال ... أسأله وش فيك .. بس مافهمت عليه ؟!..
ابو فهد سحب ولده وجلسه بحضنه ... وعمر ما سكت كمل بكي ..
ابو فهد : حبيبي .. وش فيك ... أحد ضاربك ؟!..
عمر مبرطم ودموعه على خده : لأ ..
ابو فهد : طيب وش فيك ؟!..
سكت عمر وتم على حاله مبرطم دموعه على خده .... في هاللحظة دفعت ندى الباب داخله وعلى ملامحها الضيق ..
ابو فهد ابتسم لها : هلا ببنتي ... تعالي حبيبتي تقهوي ..
ندى اللي كانت متوجهة للدرج .. وقفت ولفت لهم ماشية .. وجلست جنب ابوها ..
ندى بصوت هادي : هلا يبه ..
ابو فهد وهو يتفحص ملامحها وبمزح : وانتي بعد مبرطمة ؟!.. شفيكم انتوا اليوم ؟!
مر شبح ابتسامة على شفايف ندى : لا يبه .. مافيه شي ..
ابو فهد : متأكدة ..
ابو فهد يعرف بنته زين .. ويعرف ان كانت ضايقة ولا زعلانة ولا فرحانة ..
ندى : ايه يبه مافي شي مافي شي ...
ام فهد : وليش يوم ناديتك وانتي طالعة سفهتيني ..
ندى : هاه ؟!..... ماسمعتك ..
ابو فهد بمرح : طيب انا شايف برطم زعلان ...!!..
ندى ابتسمت : لا عادي يبه ... لاني زعلانة ولا شي ...
في هاللحظة مدري وش اللي فك عقدة لسان عمر وتكلم : بابا ترا سوق تســيح !!...
تفاجأت ندى من اخوها والتفتت له فاتحة عيونها عالآخر .. يالفضيـــــــحة !!...
نزل ابو فهد راسه لولده اللي لازال قاعد بحضنه وهو مكشر : تصيــــــح ؟!!...
عمر مبرطم وببراءة : إيــــــه ..!!.... تسـيح بقوة !!
ندى كانت تناظره بنظرات معينة تبي تخليه يسكت لكن هو ولا همه ... نشر الخبــــــر ...!!
التفتت ابو فهد لبنته وعلامة استفهام كبيرة في وج ؟؟!!
ابو فهد باستغراب شديد : شوق تصيح ياندى ؟!!؟
ندى انربط لسانها والكلمات ضاعت منها : هــاااه ؟!
رجع لابو فهد صورة شوق اليوم الصبح .. وعالغدا ...فزاد شكه وكرر سؤاله لبنته بزيادة حزم ...
ابو فهد : شوق وش فيها ياندى ؟!
ندى وهي قايمة قاصدة الهرب : مــدري ... مافيها شي ..
وراحت ماشية بسرعة متوجهة للدرج ... لكن صوت ابوها استوقفها ... غصبن عنها وقفت لأن نبرة ابوها كانت جدا حازمة وجادة ... فمن دون شعور منها وقفت لأنه اول مرة يكلمها بهالطريقة ...
ابو فهد : وقفي مكانك ... انا سألتك سؤال ... وش فيها شوق ؟!
تمت ندى جامدة مكانها ويدها على دربزين الدرج وظهرها موجه لهم ... ماتدري وش تقول !!
ندى بهدوء مرتبك : مافيها شي ..
ابو فهد وهو قايم لها : الا فيها !!.... وانتي تدرين وش فيها ...
ندى : مدري يبه مدري ... !!
ماحست ندى الا بأبوها يرقى الدرج قدامها ويتجاوز الدرجتين والثلاث بسرعة ... عرفت بحدسها انه قاصد يروح لغرفة شوق ... فمن غير شعور منها تبعته بعجلة .. وكانت تحاول تلحقه لكن كان أسرع منها : يبه لحظة شوي .. انا بقولك ..
كمل ابو فهد طريقه ولا اهتم بالكلام اللي قالته بنته ...
وصل لغرفة شوق وفتح الباب من دون حتى مايطقه ... تجمد مكانه وهو يشوفها نايمة على بطنها عالسرير وباب البلكون مفتوح والهوا يهفهف داخل الغرفة ويطير معه الستاير ...
تقدم منها وهاله شكلها ... كانت مغمضة عيونها وباين انها مو مرتاحة بالنوم وآثار الدموع تظهر بجلاء وبوضوح على وجا ...
وزادت صدمته وهو يشوف صورة أخوه العزيز بجنب وجا .. وكأن البنت كانت ضامة الصورة بالأساس ...
ظل جامد مكانه مصعوق ... صورة اخوه رجعت له ذكريات نساها من زمان ...
مد يده وسحب الصوة من تحت يدها برفق ... رفعها وتم يتأمل الملامح الضاحكة ... دمعت عيونه وصاحبتها ابتسامة هادية ارتسمت على ثغره بهدوء ...
تنهد بعمق وبحزن .... انحنى يرجع الصورة جنبها وطلع من قدام ندى اللي كانت واقفة على باب الغرفة بصمت وتوتر ... ملامح ابوها وهو طالع خلاها تنزل بصرها للأرض .. وأول مااختفى داخل غرفته دخلت هي غرفة شوق وسكرت الباب .. راحت وغطت شوق بطرف اللحاف .. وعلى طول توجهت للبلكون ...
------ ------ ------
كانت واقفة في بلكون الشقة لها فترة واللي كانت تقع في الدور الثامن ... واقفة قدام البحر .. وقت الغروب كان حينها ...
من حسن حظها ان سعود قدر يلقى هالموقع اللي كان يطل عالكورنيش لأنها تموووت عالبحر .. وتقضي معطم وقتها قدامه اذا كان سعود مو بموجود وفي شغله ..
طول هالأسبوع كله ماشافته ... كانت تفطر لحالها وتتغدى لحالها وتنتظر لما يجي بوقت متأخر عشان تتعشى معه .. وفي بعض الأحيان يجي متعشي فتضظر انها تتعشى لحالها مع ان العشا وقتها مايكون له طعم من دونه ..
لما تصحى الصبح تلقاه راح بوقت مبكر وبقايا فطوره متناثرة على طاولة الطعام .. اللي هوعبارة عن بيض وخبز وكوب نسكافيه .. وقتها يحز بنفسها ليش انه ماقومها تصلح له الفطور .. لكن هي تعرف سعود وتعرف حنانه .. مايحب يزعجها بوقت مبكر ويصحيها من النوم ..
لكنها بنفس الوقت كل ماتشوف هالبقايا تحس بالأسى علشانه .. وبخصوص الغدا فهو مايتغدا عندها يتغدا بالشغل .. وتبقى هي لحالها وشهيتها مفقودة ..
ظلت عيونها عالشمس اللي كان نصف قرصها قد اختفى ورا البحر .. ونصفها الثاني منعكس عالبحر بشكل تموجي ساحر ..!!
ابتسمت رغم الحزن اللي كان متملكها .. هالمنظر أجمل شي تشوفه في يومها .. وتبقى عادة واقفة لفترة طويلة تنتظره وترقبه ..
مازالت واقفة بمكانها لما غطى الظلام الدنيا من حولها وبدت شوارع جدة وخاصة عند الكورنيش تضج بالحياة والناس أكثر من النهار .. احتل القمر مكانه في كبد السما .. والنجوم حوله بدت تطل لامعة وكأنها تبتسم له ..
زادت ابتسامة نجلاء على هالفكرة اللي تدور ببالها عن القمر والنجوم !!
فجأة رجع لبالها صورة ســعود ...!!!
اختفت ابتسامتها بسبب عودة نوبة الحزن ... حزن لأنها تحس انها فاقدته هالأسبوع ...
الشغل هالأيام خاطفه منها وما تشوفه في اليوم الا عند النوم ..
اشتاقت له .. ولسوالفه وضحكه معها ومداعباته اللي ماتقدر تعيش من غيرها .. حست للحظات انها نست صورته ولمعة عيونه كل ما شافها ..
فقدت هالأشياء ..!!
أسبوع فترة مو هينة ..!!.... أنا تعودت على هالأشياء وماقدر أستحمل أكثر فراقه عني بهالطريقة ..
الكلمة الوحيدة اللي أسمعها منه هي عند النوم ... " تصبحين على خير ياعمري "
وترد له بالمثل ..
وفي الصباح ماتحس الا ببوسة على خدها وهي نايمة قبل مايطلع ..!!
هذا السيناريو اللي يصير من أسبـــــــوع !!....
لكن شوقها في هاللحظات زاد وحست انه راح يفيض منها ومن روحها .. لفت ومشت بسرعة للتلفون ودقت الرقم اللي حافظته عن ظهر غيب ..
ترقبت صوته الحنون يوصلها ..
سعود بلهفة : هــــــــلا يــــا حبــــــــــي .. !!
ماردت نجلاء لكنها ضحكت من أعماقها لاحساسها بالسعادة فجأة ..
سعود بلا شعور ضحك معها : ه ... خير عمري آآآآآآآآمري ..
تنهدت نجلاء من قلبها ... وبرقة قالت : مايامر عليك عدو حبيبي ..
وسكتت تبيه يتكلم ويملا مسامعها بصوته اللي آآسرها ..
سعود : ها عمري ..... شخبارك ؟
نجلاء : تمام ... وانت ؟
سعود : بخير ... ها شعندك ... تبين شي ؟
نجلاء : لا ..... بس ..
سعود بحنية : بس أيــش ياقلبي ؟!
|