لا أفهم أن يكون للحب عيده و لا يكون أيضا للفراق عيده يحتفل فيه العشاق بالقطيعة كما لو كانت مناسبة سعيدة.لا مناسبة للاحتفال بالنكد على طريقة هذا الذي يغني"عيد ميلاد جرحي أنا" و لا أفهم كيف أن هذا الكم من المجلاتالتي تتسابق لتعليمنا كيف نحب و ماذا نأكل من الأطعمة المثيرة للشهوة و ماذا نرتدي في المناسبات الحميمية لم تفكرفي نجدتنا بقال عن تعليمنا كيفية تفاديك الوقوع في هذا المطب و لا الحتفاظ برأسنا فوق الماء إن نحن غرقنا و كيف نتداوى من عاداتنا العشقية السيئة بإيقلف تلك الساعة الداخلية فينا التي تجعلنا نواصل العيش مع إنسان ما عاد موجودا في حياتنا.إذا كانت نعض المجلات قد خصصت أغلفتها لحثنا عل تناول "الكافيار" و "السومون" و "الشوكولاته" بصفتها الأطعمة تفتح الباب على ملذات أخرى عليها أن تقول لمن لا يملك ثمن الأطعمة و "الشوكولاته" الفاخرة و لمن لا يملك حبيبا يتناولها من أجله ماذا يلتهم كي يقبع و يقضي على تلك الشهوة و الرغبة. وبماذا تنصحنا أن ناكل خلال فترة نقاهتنا العاطفية؟و ماذا نرتدي من ثياب معلقة في خزانة الذكريات؟ و أية أمكنة لنزور أو نتحاشى المرور بها؟و أي كتب نطالع؟و لأي أغان نسمع؟و أية وجهة نقاطع في أسفارنا؟و بمن نستنجد كي نعجل شفاءنا ؟أبالعطارين و قارئات الفنجان على طريقة "نوار القباني"؟ام بالمشعوذين و السحرة على طريقة الأميات من النساء؟أم بالحلاقين و مصممي الأزياء و بائعي المجوهرات كم تفعل الثريات من النسا؟
و كنت في صغري أقرأ أن الشعر يسرد قصة المرأة و تحولاتها النفسية ,و تقلباتها المزاجية و العاطفية فتسريحة الشعر و لون قصته هي أول ما تغيره المرأة عند بداية قصة حب جديدة أو نهاية علاقة.كما لتعلن أنها أصبحت املرأة أخرى و أنها كما الزواحف قادرة على تغيير جلدها و خلع ذاكرتها.كلام يجزم به علماء النفس و لو لمرة أن الصحافة قد أثنت على زوجته ثناء حسنا بصفتها امرأة رصينة و ذات مزاج ثابت حتى أنها لم تغير تسريحة شعرها منذ زواجها بذاك المخلوق الوفي للقيم الأميركية.
ثم اعلمن يرحمكن الله,أن القطيعة العاطفية تعمل على "الاكتئاب".فثمة من يتداوى منها بالهجوم على البراد,أو بللجوء إلى محال الثياب. و هناك أيضا أن وزننا الزائد يشي بما فقدناه من حب. و تفيض خزائننا بثياب اقتنيناها لحطة الألم العاطفي قصد تجميل مزاجنا عندما فرغت مذكرتنا من مواعيد ما عدنا نتجمل لها,بينما تهجم أخريات على الهاتف يحادثن الأصدقاء و الصديقات.و يشغلن أنفسهن عن صوت لن يأتي ووحده يعانينها.
وللقارئات المبتليات بالهاتف أوضح لهن أن الحمية العاطفية تبدأ بريجيم هاتفي.و الامتناع عن الشكوى للصديقات. عملا بنصيحة "أوسكار وايلد":"إن المرأة لا توسي امرأة أخرى إلا لتعرف أسرارها".
"لينا "و أخيراً .................................................. .................................................. ...................
"و حاولت بعد ثلاثين عامل من العشق أن أستقيلا
و أعلنت في صفحات الجرائد أني اعتزلت قراءة ما في عيون النساء...و ما في رؤوس النساء... و ما تحت جلد النساء... و أغلقت بابي لعلي أنام قليلا
وو أغمدت سيفي,وودعت جندي
وودعت خيلي التي رافقتني زمنا طويلا
و حاولت إقناع حبك ان إجازة نصف عام على البحر قد تفتد كلينا
و لكن حبك ألقى الحقائب فوق الرصيف
و أخبرني أنه لا يريد الرحيلا"
نزار القباني
الموضوع الاصلي
من روعة الكون