يعد السفر لقضاء الاجازة فرصة مناسبة للاستمتاع بالحياة والابتعاد عن روتين العمل، الا أن العديد من الافراد معرضون لمشاكل صحية ناجمة عن السفر البري أو على متن الطائرة في حال عدم الالتزام بالتعليمات والارشادات التي يزودهم بها الاطباء أو أصحاب الخبرة قبل السفر. كما أن قضاء الاجازة في أجواء جديدة يعرض الفرد لمشاكل صحية في حال الافراط في تناول الاغذية الدسمة أو تناول اطعمة أو أشربة ملوثة. “الصحة والطب” استطلعت آراء عدد من الاطباء والمتخصصين الذين تحدثوا عن كيفية التعامل مع السفر والاجازة تجنباً للاصابة بأية أمراض تتعلق بالجهاز التنفسي أو الهضمي أو العظام والمفاصل، والأمراض الجلدية، إلى جانب كيفية تعامل السيدة الحامل مع السفر براً وجواً تجنباً للولادة المبكرة أو الاجهاض الناجم عن تعب السفر، أيضاً أهمية التوازن الغذائي خلال قضاء الاجازة تفادياً لزيادة الوزن بسبب الوجبات الدسمة.
تحقيق: يمامة بدوان
توضح الدكتورة أمل شحادة جنيد، اخصائية أنف وأذن وحنجرة، أن الفرد معرض للصدمات خاصة وأنه يحاول اشغال وقته بالنشاطات، وهو معرض لانزعاجات صحية لاسباب عديدة أهمها تغير المناخ وتغير العادات الحياتية، كما أنه يكون بعيداً عن طبيبه الخاص، الأمر الذي يتعذر فيه الرجوع إليه في حالة مرضية يعاني منها، حيث إن البعض يؤجل معالجة الحالة إلى حين عودته إلى الديار وبالتالي تكون الخطورة أكبر لما قد يكون لهذه الحالة المرضية من مضاعفات.
وتضيف، اثناء الاجازات يتم التعرض لعدة امراض تتعلق بالانف والأذن والحنجرة خاصة تأثير السباحة على الأذن الخارجية وبالتالي الشعور بآلام في الأذن المصابة وانسدادها.
وتشير إلى أن هناك ارشادات طبية صدرت مؤخراً بمناسبة الاجازة الصيفية، ومنها اتباع خطوات للوقاية من التهاب اذن ممارسي السباحة والحيلولة دون التعرض للألم والحكة، حيث تحدث الاصابة نتيجة تعرض الاذن الطويل للماء، كما أن الرطوبة الزائدة للجلد والحركات اللاارادية لحك الاذن أو العبث بها تمكن البكتيريا من اختراق حاجز الجلد المتماسك وبالتالي التغلغل إلى ما تحت الجلد والتكاثر فيه ومن ثم حدوث الالتهاب في هذه المنطقة.
وتتابع الدكتورة جنيد حديثها عن الارشادات الطبية للوقاية من التهاب الاذن نتيجة السباحة قائلة: يتوجب على الفرد بعد الانتهاء من السباحة تجفيف الاذن جيداً دون الامعان في ذلك كي لا تصاب طبقة الجلد بأي خدوش او تهتكات مع الحرص على افراغ الماء المتجمع داخل الاذن الخارجية بإمالة الرأس تجاه الأذن المصابة وتجفيفها.
وتوضح أن من الاصابات التي تلحق بالمسافرين هي التهاب الاذن الوسطى نتيجة تغير الضغط المفاجىء او ما يعرف “اذن الطائرة” وذلك خلال السفر على متن الطائرة حيث أن الفرد قد يصاب بهذا الالتهاب في حال إذا كان لديه رشحاً وانسداداً في الانف أو حساسية أنفية.
وأشارت إلى أن الضغط يتبدل في الأذن الوسطى بشكل غير موازٍ لتبدل الضغط في قناة السمع نظراً لانسداد قناة اوستاكيوس، حيث ان الفرق “في الضغط” بين جوف الاذن الوسطى ومجرى السمع هو الذي يؤدي إلى انزعاج بسيط أو ألم أو ضعف سمع تتفاوت درجاته بسبب اندفاع أو انسحاب غشاء الطبلة من جوف الاذن الوسطى أو باتجا، كما أن هذا الأمر قد يحدث في أذن واحدة أو في الاذنين معاً.
وذكرت الدكتورة جنيد أن عوامل الخطورة في هذه الحالة هي السفر في حالات البرد والزكام والحساسية الانفية “كما” ان هذه الحالة تكون شديدة لدى الاطفال بسبب قصر قناة اوستاكيوس، والتي تمتاز بسرعة انغلاق نهاية القناة الانفية، وشدة تبدلات الضغط، الأمر الذي يتوجب فيه مراجعة الطبيب في حال استمرار الاعراض لعدة ساعات بعد النزول من الطائرة أو في حال استمرار الألم، كذلك في حال ترافقت الاعراض مع حرارة أو ألم أذني شديد أو مع مفرزات أذنية.
أما بالنسبة للوقاية من هذه الاعراض فترى أهمية عدم السفر للفرد المصاب بالبرد والزكام أو التهاب الطرق التنفسية العلوية الا عند الضرورة، كذلك يجب اصطحاب بخاخ مضاد للاحتقان الانفي لاجراء اربع بخات في كل فتحة أنف مع وضع قطعة حلوى بطعم النعناع في الفم حيث تجري عملية المضغ والبلع قبل اقلاع الطائرة وهبوطها وذلك بهدف فتح النهاية الانفية لقناة اوستاكيوس.
وتضيف: أما بالنسبة للذين يسافرون إلى الاماكن الحارة فهم معرضون للرعاف او النزف الانفي خاصة الذين لديهم استعداد لذلك، ايضاً الذين يصعدون المناطق الجبلية المرتفعة ولديهم ارتفاع في ضغط الدم، كما ان الهواء الجاف قد يسبب نزيفاً انفياً لدى التعرض له، إلا أنه يمكن التعامل مع هذه الحالة المرضية بالجلوس والانحناء بدرجة متوسطة للامام كي لا يذهب الدم إلى الحلق، إلى جانب الضغط على جزء الانف الذي تحت العظم في الجزء اللحمي منه لمدة خمس دقائق متواصلة بحيث يكون التنفس خلالها عن طريق الفم، أما في حال لم ينجح الأمر مع المصاب فيتوجب التوجه إلى الطبيب بهدف حشو الأنف بقطعة من الشاش المغلف بأحد المراهم الطبية وذلك في حال لم يكن الأمر خطراً كنزيف في الانف الخلفي أو تهتك في احدى الشعيرات الدموية.
الموضوع الاصلي
من روعة الكون