حينما نعود لبداية العــــــملاقينــــ راشــــد و عبدالمجيد نجد أنّ كليهما كانا يبحثان عن الأعمال القوية والتي تُخلّد في أذهان المستمعين وكي يُقال: ان هناك فناناً يُقدمُ فناً راقياً في المضمون والمعنى بالكلمة الجميلة ذات الحبكة الفنية ذات المعنى المؤثر القوي والتي تدخل القلب منذ الوهلة الأولى.
خلاصة القول: انهما كانا يُغنيان ليطربانا فقط .. والسبب أن الشريحة المتلقية أو أذن الجمهور كانت لا تسمع إلا للطرب الجميل ولا تقبل إلا به, وحينما يُقدمان غير ذلك يُواجَهان بالنقد اللاذع من قبل صحافيين ونقّاد لهم باع طويل في الفن ويعلمون جيداً ما هو الغث والسمين والنتاج ألبومات الغنائية قوية وأجمل منافسة فنية طربية أصيلة جمعت هذين الهرمين.
سنذكر لراشد «المسافر» و»تضحك الدنيا» وعبدالمجيد «روحي تحبك» و»رايق» ويكفي أن نذكر هذين الألبومين لكليهما فكل ما يحتويه الألبومان راق بكل ما تعنيه الكلمة، في هذا الوقت تبدّلت الآذان وتبدّلت المعايير الطربية وتبدّلت كل أحوال الفن والفنانين والساحةٌ رأساً على عقب.
معظم المطربين الآن يضعون ما لا يقل عن 5 أعمال سريعة، و لمن يعشق الفن الجميل 2-4 أغاني طربية فقط وكذلك أغنيتين أو ثلاث مجاملةً لشاعر أو لعيون «مبلغ مالي محرز»، إذاً .. أصبح النصيب الأوفر لأغاني (الهشّك بشّك) والتي تعتبر تسويقاً للألبوم، وهذا ما تُريده أعين وآذان الشريحة الحالية من مستمعي هذا العصر.
وعلى الأحبة عاشقي الجمال والطرب الأصيل أمثالي أن ينتظروا بعد كل عام 4 أغنيات فقط من أي فنّان من قبل هؤلاء العمالقة، حقيقةً لم نعد نستمع لأعمال مكبلهة إلا من قبل العملاق أبو نورة فقط، بل أصبحت هذه الأغاني ماركة مسجّلة باسمه، و رغم أن كلا العملاقين (عبدالمجيد وراشد) يُجيدان هذا النوع من الأغنيات و استمعوا لـ عبدالمجيد (خير إن شاء الله) ولراشد (علمتني) وستعلمون كم هما (عملاقان) ولكن ..؟ لا أعلم سر تجاهلهما لهذا النوع من الأغنيات وهو النوع الطربي الأصيل حقاً.
نظرة لألبوم عبدالمجيد ..
طرح عبدالمجيد ألبومه (إنسان أكثر) وقد أجاد طرحه من الناحية (الجمهور عايز كدا) فقد أطرب في عددٍ قليل جداً من الأغنيات لا ننكر ولكن الأغلبية (خفيف - سريع).
وألبوم راشد الماجد لن يختلف عن ألبوم عبدالمجيد سيُطرب (وبشكل أقوى) ولكن ستظل هناك من2 إلى 4 أعمال طربية ومن 2إلى 4 خفيفة وأغنية تراثية وأغنيتين أو واحدة للكليب وربما تكون الأغنية العراقية.
وأتمنى من كل قلبي أن أستمع لأغنية «أبي أرحل» وكلي أمل في راشد أما البقية فستكون رائعة وسأفاخر بها رغم معرفتي بأنه لن يبقى من الألبوم الأغنيات الاربع الطربية فقط.
مخرج..
من القلب لـ طيّب القلب
!.
الموضوع الاصلي
من روعة الكون