غرائب فوق البحر
البحر -كما تعرفون -يشكل 70٪ من سطح الأرض.. وبحكم أننا بشر -لايتجاوز نطاقنا المساحة المتبقية -فهذا يعني أننا نجهل الكثير عن الجزء الأعظم من كوكبنا (بما في ذلك الحوادث الغريبة التي تجري فوقه ، والظواهر الغامضة التي تجري تحته)!!
ولعل كثيراً منا يعرف حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم «إن الشيطان ليضع عرشه على الماء ثم يبعث سراياه في الناس».. هذا العرش الشيطاني يصعب تحديد موقعه في البحر ولكنه مرشح للتواجد بأي منطقة بحرية غامضة تعجز الأقمار الاصطناعية عن رصدها (.. مثل مثلث برمودا حيث اختفت 40 سفينة معروفة حتى الآن)..
وكان المستكشف الأسباني كريستوفر كولومبس أول من رصد ظواهرغريبة في هذا «المثلث» سببت الرعب للبحارة قبل وصولهم لأمريكا. فقد شاهدوا عن بعد تشكيلات ضبابية تتجسم بأشكال مرعبة، ثم رأوا نيزكاً يسقط وسطها ويرفع الماء فوقهم لمائتي ذراع، وحين دخلوا فيها توقفت البوصلة عن الحركة تماما.
... وبعد خمسمائة عام من رحلة كولومبس ظهرت أسطورة مثلث برمودا -والاختفاءات الغريبة -التي تحدث في نفس المكان؛ ولعل اختفاء جنود المدمرة السيكولوب (الذي ثبتت مصداقيته فعلا) كان أول حادثة تلفت الانتباه الى هذه المنطقة؛ ففي عام 1918 مثلاً اختفى جنود السفينة بشكل كامل ونهائي -وبدون حتى نداء استغاثة -. ورغم أن السفينة كانت من أكبر قطع الأسطول الأمريكي إلا أنها اختفت في ظروف جوية هادئة لا تسمح بانقلاب قارب صيد.. ومع هذا كان يمكن التسليم بغرق المدمرة لولا أنها وجدت سليمة بعد أسبوعين في منطقة بعيدة بدون أي من الجنود الذين كانوا على متنها!
.. ولأن «السفن» هي وسيلة الانسان الوحيدة لركوب البحر يمكن الحديث عن قائمة طويلة من الحوادث الغريبة التي واجهتها.. ولعل أكثر هذه الحوادث غرابة هي الشهادات المتوالية حول رؤية سفن الأشباح القديمة..
وال«سفن الشبح» مصطلح يطلق على السفن التي غرقت فعلا -أو تعرضت لحادث مدمر -ثم وردت شهادات لاحقة عن رؤيتها بشكل ضبابي أو مبهم.. ففي عام 1975 مثلا غرقت في البحر الكاريبي سفينة شحن تدعى (سيلفيا اوسيا) مات معظم طاقمها. ومنذ ذلك اليوم وردت أكثر من (37) شهادة على رؤيتها -وقراءة الاسم المكتوب على جانبها -من أشخاص لم يسمعوا بالحادث أصلا!
وهناك سفينة تدعى «الهولندي الطائر» أبحرت عام 1680 من أمستردام نحو الهند ولكنها غرقت عند رأس العواصف (في جنوب أفريقيا). وفي عام 1835 تم التبليغ عن أول مشاهدة لها بواسطة سفينة عسكرية تابعة للبحرية البريطانية. وفي عام 1881 شوهدت لثاني مرة من قبل طاقم سفينة تجارية أسبانية تدعى باتشانت.. وفي العقود التالية توالت الشهادات حول رؤية هذه السفينة بشكل ضبابي أو غائم ( كان آخرها عام 1992 )!!
.. أما في آسيا فنسمع حتى اليوم شهادات متفرقة حول شبح السفينة «أورانج ميدان» وأصوات الصراخ التي تأتي من فوقها.. وكانت هذه السفينة -الهولندية أيضا -قد توقفت فجأة أمام شواطئ اندونيسيا في فبراير 1948 بلا سبب واضح. وحين وصلت سفن الانقاذ إليها كان افراد السفينة متوفين ومبعثرين في كل مكان.. ليس هذا فحسب بل كانت أسنانهم منزوعة من مكانها وعيونهم تحدق في شيء مجهول وملامحهم تجمدت على فزع شديد.. وفي المقابل لم تكن السفينة معطوبة أو محروقة أو تعاني من مشكلة خطيرة. وأمام هذا الوضع المحير لم تجد السلطات الهولندية (أثناء استعمارها لأندونيسيا في ذلك الوقت) غير التخلص من السفينة وإغراقها في البحر!!
... بقي أن أشير الى أنني سبق وكتبت مقالاً حاولت فيه تفسير «الظاهرة الشبحية» بإطارها العام -بما في ذلك العناصر الفيزيائية الواجب توفرها لمشاهدتها في موقع الحادث.. ورغم أن تفسير الظاهرة ليس موضوعنا اليوم (أشير باختصار) الى أن أسباب حدوثها فوق البحر -ووفرة أسباب ظهورها فوق الماء -أعظم بكثير من أسباب حدوثها فوق اليابسة أو أي منطقة حول العالم!!
أخوكم MAFYA
الموضوع الاصلي
من روعة الكون