خفايا مضحكة وراء محاكمة السلطة لثلاثة فلسطينيين
خفايا مضحكة وراء محاكمة السلطة لثلاثة فلسطينيين اتهموا بتدبير انفجار الموكب الأمريكي في قطاع غزة
غزة – المركز الفلسطيني للاعلام
كشفت مصادر أمنية عن خفايا مضحكة في المحاكمة التي عقدتها أمس السبت السلطة الفلسطينية لأربعة فلسطينيين قد يصبحون ضحية لعبة سياسية لإغلاق ملف مقتل ثلاثة أمريكيين في غزة .
وقالت المصادر إن المعتقلين الأربعة الذين ينتمون إلى لجان المقاومة الشعبية منهم اثنان ينتميان إلى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين قد يصدر بحقهم أحكام عالية و يخشى من تسليمهم للسلطات الأمريكية لإغلاق ملف القضية .
و أضافت أن المعتقلين الأربعة تعرضوا للتعذيب الشديد من قبل عناصر جهاز الأمن الوقائي في غزة و هو ما أعلنه أحد المعتقلين محمد عسلية بالقول " تعرضت للتعذيب عند الأمن الوقائي".
و أكدت المصادر أن المعتقلين الأربعة اعتقلوا ليلة محاكمتهم بعد أن كانت عناصر الأمن الفلسطيني قد أفرجت عنهم فيما يبدو لتمرير المسرحية و الإيقاع بالضحايا الأربعة الذين كان باديا عليهم الذهول مما يتعرضون له و غير مصدقين ما يجري حولهم في قاعة المحكمة .
و هذه هي المرة الأولى التي تعقد فيها محكمة عسكرية فلسطينية أول جلسة في غزة للنظر في قضية أربعة متهمين بـ"التسبب" بالانفجار غير المسبوق الذي وقع منتصف تشرين الأول/أكتوبر الماضي شمال قطاع غزة والذي أودى بحياة ثلاثة أمريكيين.
وأعلن القاضي خالد حمد رئيس هيئة محكمة مؤلفة من ثلاثة قضاة بعد الاستماع إلى اتهام النيابة العامة في جلسة علنية عن تأجيل الجلسة إلى التاسع والعشرين من الشهر الحالي "ليتسنى للمتهمين الأربعة إحضار محامين للدفاع عنهم".
ولم يأت الاتهام مباشرا للمتهمين بالمسؤولية عن "الاعتداء" على موكب الدبلوماسيين الأمريكيين في 15 تشرين الأول/أكتوبر الماضي في شمال غزة.
وجاء في لائحة الاتهام التي تلاها ممثل الادعاء العام أن الأربعة متهمون "بالقيام بحيازة أسلحة ومواد متفجرة .. وأنهم وضعوا عبوات في دوار بيت لاهيا على طريق صلاح الدين شمال قطاع غزة للتصدي للدبابات (الاسرائيلية) أثناء الاجتياح وأن الانفجار الذي وقع قد يكون نجم عنه مقتل الأمريكيين الثلاثة أي قد تكون من الألغام التي زرعت".
وكانت عبوة زرعت على رصيف طريق قد انفجرت لدى مرور موكب دبلوماسي أمريكي قرب معبر اريز نقطة العبور الرئيسية بين أراضي الـ 48 وقطاع غزة فقتل ثلاثة من عناصر أمن سفارة الولايات المتحدة في تل أبيب. ولم يعلن احد مسؤوليته عن هذا الهجوم غير المسبوق.
وأشار القاضي الفلسطيني إلى أنه "حسب القانون والدستور الفلسطيني فهذه القضية تعتبر من الجنايات " .
والمتهمون الأربعة هم نعيم أبو فول (42 عاما) وبشير أبو اللبن (41 عاما) ومحمد الدسوقي كامل حماد (عسلية) (22 عاما) واحمد عبد الفتاح الصافي (23 عاما) وجميعهم من مخيم جباليا .
ويعتبر أبو فول وأبو اللبن من أعضاء لجان المقاومة الشعبية التي تضم بين أعضائها أعضاء سابقين في الفصائل خصوصا من حركة فتح. وقال عسلية بصوت مرتفع أمام عدسات الكاميرات في قاعة المحكمة بداخل مقر عام الأمن العام الفلسطيني (السرايا) "أنا في السجن ظلم ولا اعرف لماذا جئت إلى هنا" وتابع "لم نبلغ بالمحاكمة سوى الليلة الماضية ولا تعرف عائلاتنا بها".
ونفى ناطق باسم لجان المقاومة الشعبية التي تأسست خلال الانتفاضة الحالية عرف عن نفسه باسم أبو عبير "أي علاقة للجان أو أي عضو فيها بحادث الاعتداء على الموكب الأمريكي".
وأضاف أبو عبير أن لجان المقاومة "ترفض هذه المحاكمة وحمّل جهات أمن فلسطينية (لم يذكرها) المسؤولية عن حياتهم.
وكان أفرج عن المعتقلين الأربعة في السابق بعد التأكد من أنه لا علاقة لهم في حادثة الاعتداء على الموكب الأمريكي، وأفصح المعتقلون عن استغرابهم لإعادة اعتقالهم، وطالب الناطق باسم لجان المقاومة السلطة "الإفراج عن الشبان الأربعة بأسرع وقت وألا نكون كبش فداء لإرضاء الأمريكيين".
وأكد الناطق أن لجان المقاومة "لا تستهدف الأمريكيين" وأضاف قائلاً "إن معركتنا موجهة إلى العدو الصهيوني الذي يحتل أرضنا".
وقال أبو عبير "أكدنا لثلاثة أمريكيين من رؤساء تحرير صحف أمريكية خلال لقاء معهم قبل أسبوعين في غزة أنه لا علاقة لنا بالاعتداء واقتنعوا بذلك" متهما المخابرات الصهيونية "بتدبير الاعتداء "ضد الدبلوماسيين الأمريكيين.
وبحسب مصدر أمني فقد تم نقل المتهمين الأربعة السبت إلى مركز توقيف في مقر الأمن العام حيث كانوا اعتقلوا من قبل الأمن الوقائي في الخامس عشر من تشرين الأول/أكتوبر الماضي أي في اليوم ذاته الذي وقع فيه الانفجار وأسفر عن إصابة إحدى سيارات الموكب الأمريكي.
وقد اتهم مستشار عرفات لشؤون الأمن جبريل الرجوب الولايات المتحدة الأربعاء بممارسة "الابتزاز" على السلطة الفلسطينية بعد الهجوم الذي استهدف أمريكيين في 15 تشرين الأول/أكتوبر في قطاع غزة. واتهم الرجوب الولايات المتحدة باستغلال هذا الهجوم "حتى لا تتدخل (في النزاع) ولممارسة ابتزاز على السلطة الفلسطينية".
ورصدت الإدارة الأمريكية عبر إعلان في صحيفة فلسطينية الخميس الماضي مكافأة تصل إلى خمسة ملايين دولار لمن يدلي بمعلمات حول منفذي الاعتداء
الموضوع الاصلي
من روعة الكون