ستذكرني

ستذكرني إذا عاشرت غيري وتبكي لفرقتي زمنا طويلا
سيجن ليلك ويصيح قمر السماء في أذنك مرات كثيرة
لما لم ترحمه وكان في هواك أسيرا
جرحته ألفا وزدت عليها كأنه عبد وسلطت نفسك عليه أميرا
أدمعته حتى سال الدمع وكون من دمه محيطا
كم ناجاك كم قال رحماك ما أقساك ترد من جاء بابك فقيرا
تالله لست أهلا لحب ولن تجد يوما مثلي حبيبا
سألتك بربك هل الآخر كمثل من تمنيته يوما خليلا
هل ضحيت بيوم حتى ترى من المخلوع نعيما
أم أعطيته ما أخذ منك الآخر يوم كان كانون حزينا
خبرني أأحببتني أم كنت في طريقك حجرا ثقيلا
لا تسل لما الآن وأنت تدري بأن من باع لا يستحق أن يحب عشيقا
وتدري بأنك مخطئ ولا تفعل سوى عويلا
ابكي على ذراع الآخر فذراعي أطهر من دموعك ولن يغفى عليها سوى من أعطى نعيما
لا تحزن ولا تجزع وإياك أن تذرف دموعا فتصبح ممثلا كبيرا
فأنت اخترت من عامين وأنا ناجيتك فيهما كثيرا
وكان همي فيهما يزيد يوما بعد يوم حتى خر قلبي بين أضلاعي صريعا
تقول أهواك في يوم وأنا أوقن أنك كنت فيه حزينا
وتعود إليه بعدها تاركا خلفك جرحا جديدا
أسألك بربك هل كنت في أحضانه يوم كانون كما كنت معي في نيسان سعيدا
أم أنه أعطاك ما لم أعطك وخاف عليك كأنك لا زلت طفلا رضيعا
كل نساء الأرض من حولي قلن هذا عاشق من ملوك العاشقينا
وأنت بعتني واشتريت بدمي عشقا لا أدامه الله عليك سعيدا
أتشبهين الثرى للثريا أم تشبهين ظلاما بقمر كان لسمائك منيرا
أم أن شعره فاق شعري فصددت عني وسمعت منه شعرا رزينا
يكفيك أنك معي كنت بكرا رشيدا والآن من بعده أصبحت ثيبا عقيما
لست أشمت بك أو أكون حاسدا ظلاما شديدا
لكنني جرح من الأزل طعنته فصحا كما لو كان نام سكيرا
ماذا فعلت لأجلي خبريني أم تذكرين مرة قلت فيها أريدك حبيبا
تالله لو أحببتني حقا ما أحببت بعدي إلى يوم نبعث جميعا
ميس الريم قد أبكيتني وسالت دموعي عليك زمنا طويلا
وليت دمعي حرك في أحشائك حبا صار بيديك دفينا
اذهبي فستعلمين من أنا وستذكرين بأنني كنت مخلصا صديقا حبيبا
وتندمين بعد إذ عاشرت غيري وتبكين من عينيك دما يسيل على وجنتيك حريقا............


أبو أويس
إسلام جرار

الموضوع الاصلي  من روعة الكون