رقـصـــــة المــــــــوت
كانت الصبية الفلسطينية الصغيرة كعود نعناع غض تسير في صمت مهيب باتجاه شارع يهودي.
الإجراءات الأمنية كثيرة جدا , لكن أحدا لم يلتفت إلى صبية صغيرة طوقت عودها الغض بحمولة مميتة , و مضت بإصرار و شجاعة لترقص رقصة الموت مشاركة اليهود عيدهم بطريقة استثنائية .
عليهم أن يفرحوا إذ ثمة صبية هنا ستقدم نفسها قربان عيدهم .
سترقص كثيرا في شارعهم القذر , بل إن كل جزء من جســــــدها سيرقــــــص وحده ويهتز بمعزل عن بقية الجسد.
كان الكره و الحقد في داخلها يغليان محاولين الخروج للسير بجانبها أو ربما ليتقدماها في مسيرتها , إلا أنها أصرت على إبقائهما داخلا إذ أن طقوس الرقصة لا تسمح لهما بالظهور علانية.
و هكذا اخترقت كل الحواجز و هي تحتفظ برباطة جأشها محافظة على موعد مسبق حجزته مع موت أكيد .. توغلت في ازدحامهم .. نظرت إليها إحداهن و ربما أحدهم بارتياب أو بتساؤل .. همـت تلك بالحديـث معها فضغـطت ذلك الزر , إذ أن حقدها لن يلبث أن يخرج كاشفا عن هويتها بمجرد أن أحدهم حاول الحديث معها.
و هكذا بدأت الطقوس الاحتفالية التي تزفها إلى موعدها في رقصة أخيرة ..
رأت فلسطين جديدة .. خضراء.. جميلة كأنها جنة من جنان الإله. ورأت الأقصى يرتدي حلة الفرح و رأت ورودا و طيورا و انهارا عذبة .. لا مكان هنا للدمار.. لا مكان للدبابات و لا للقنابل .. آلاف آلاف الفراشات الملونة تطير و تحط من زهرة لزهرة .. رأت أباها و أخاها ينظران إليها بانتظار أن تنضم إليهما.. و رأت تلك التي همت بالحديث معها و قد تناثرت أشلاء شيطانية صغيرة مقززة برائحة نتـنة نتـنة.
بعدها لم تعد تر شيئا إذ أنها أنهت طقوس الرقصة.
ضجــ الحلم ــيج
*****************************
الموضوع الاصلي
من روعة الكون