أخي في الله أخبرْني متى تغضبْ ؟
إذا انتُهكتْ محارمُنا
إذا نُسفتْ معالمُنا ولم تغضبْ
إذا قُتلت شهامتُنا ؟ إذا دِيستْ كرامتُنا
إذا قامتْ قيامتُنا ولم تغضبْ
فأخبرني متى تغضبْ ؟
إذا نُهبتْ مواردُنا, إذا نُكِبتْ معاهدُنا
إذا هُدِّمتْ مساجدُنا وظلَّ المسجدُ الأقصى
وظلَّتْ قدسُنا تغضبْ
ولم تغضبْ ...
فأخبرني متى تغضبْ ؟
عدوِّي أو عدوُّك يهتِكُ الأعراض
يعبثُ في دمي لعباً
وأنتَ تراقبُ الملعب
إذ لله للإسلامِ لم تغضبْ
فأخبرْني متى تغضبْ ؟
رأيتَ هناكَ أهوالاً
رأيتَ الدَّمَ شلالاً
عجائزُ شيَّعتْ للموتِ أطفالاً
رأيتَ القهرَ ألواناً وأشكالاً
ولمْ تغضبْ
فأخبرْني متى تغضبْ ؟
صارِحْني بلا خجلٍ لأيِّ أمَّةٍ تُنسَبْ
فلسْتَ لنا ولا منَّا
ولسْتَ لعالمِ الإنسانِ مَنسوبا
ألمْ يَحْزُنْكَ ما تلقاهُ أمَّتُنا من الهَوْل ؟
ألمْ يُخجِلكَ ما تَجنيهِ من مستنقعِ الوَحْل
وما تلقاهُ في دوًّامةِ الإرهابِ والقتل ؟
ألمْ يُغضِبْك هذا الواقع المعجون بالذُّل ؟
وتغضبُ عندَ نقصِ الملحِ في الأكل ؟
ألمْ يهزُزْكَ منظرُ طفلةٍ ملأتْ
مواضع جسمِها الحفر
ولا أبكاكَ ذاكَ الطِّفلُ في هلََعَ
بظهرِ أبيهِ يستتِرْ
فما رحموا استِغاثَتَه
ولا اكترَثوا ولا شعَروا
فخرَّ لوجهِهِ ميتاً
وخرَّ أبوهُ يحتضرْ
متى التَّوحيدُ في جنبَيَْْكَ ينتَصرْ؟
أتبقى دائماً من أجلِ لقمةِ عيشِكَ
المغموسِ بالإذلالِ تعتذرْ ؟
متى منْ هذهِ الأحداثِ تعتبرْ ؟؟؟
بقلمالشيخ محمد راتب النابلسي
الموضوع الاصلي
من روعة الكون